![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام ) مواضيع ملحمة الخلود وثورة الإباء في طف كربلاء |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
ونحن مقبلون على شهرٍ عظيمٍ تهتز له القلوب وتدمع له العيون وتختلط فيه العواطف والمشاعر الصادقة؛ شهر محرم الحرام الذي يحمل في طياته ذكرى كربلاء وملحمة العزة والتضـ،*ـحية والكرامة ملحمة الطف الكبرى التي جُسّدت فيها اعلى مصاديق الوفاء. في هذا الشهر تمتلئ الحسينيات وترتفع رايات الحزن وتُقرع الطبول وتعلو الصرخات بنداء لبيك “يا حسين” في مشهدٍ عظيم من الولاء والحب. لكن دعونا اليوم نتوقف قليلًا… لا لننتقص من هذه الشعائر بل لنُكمّلها وتمتزج فيها العِبرة مع العَبرة التي ينشدها المعصومون عليهم السلام، نعم اللطم والبكاء والمجالس هي شعائر جليلة نُعزّي بها رسول الله ونُعبّر بها عن حبّنا للحسين وأهل بيته وهذا ما أشار اليه سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله في تغريدته التي دعا فيها إلى تكثيف الشعائر الحسينية وجعل ذكر الحسين عليه السلام في الأزقة والمحال والقرى والأرياف دعوة منه أن يكون حب الحسين في كل مكان ليكون عراق الحسين في مقدمة البلدان التي تُحيي هذه الشعيرة المباركة فهذه الشعائر هي صرخة الضمير ضد الظلم وهي تجديد للعهد مع الد*م الزكي الذي سُفـ،*ـك على أرض كربلاء. لكن، هل تكفي هذه الطقوس وحدها؟ هل نُرضي الحسين عليه السلام بمجرد البكاء عليه دون أن نحمل رسالته؟ وهل كان الحسين يطلب منا أن نبكي أم أن ننهض؟ الإمام الحسين خرج “لإصلاح أمة جده”. خرج ليقول “لا” في زمنٍ كانت كل الألسن تقول “نعم” للباطل. خرج ليواجه الفسـ،*ـاد والظلم والجهل والتشـ،*ـدد الديني المغلّف بشعارات كاذبة. فأين نحن من هذه المبادئ اليوم؟ نحن في زمن تتكرر فيه يزيديةُ السلطة ويتجدّد فيه النفاق ويُستَغل الدين لخداع الناس. فهل نكتفي باللطم أم نحمل رسالة كربلاء إلى واقعنا ونُحـ،*ـارب الظلم أينما كان؟ هل نقف ضد الفسـ،*ـاد كما وقف الحسين؟ هل نرفض الجهل كما رفضه؟ هل نُساءل المتشـ،*ـددين الذين يُفرغون الدين من الرحمة والوعي؟ أيها الإخوة والأخوات، عاشوراء ليست ذكرى للبكاء فقط بل مدرسة لتعليم الصبر والثبات ورفض الذل. هي درس في الحرية: “هيهات منا الذلة” هي درس في التضحية: “إني لا أرى الموت إلا سعادة” هي درس في الوعي: حين خيّر الحسين أصحابه بين البقاء والرحيل كانوا أحرارًا لا عبيدًا. فلماذا لا نُعلّم أبناءنا هذه الدروس؟ لماذا لا نُخرّج من المجالس الحسينية شبابًا ينهضون ضد الفسـ،*ـاد والظلم والجهل؟ لماذا لا نحوّل الحسين من رمز للبكاء إلى رمز للتغيير؟ في هذا الشهر العظيم، دعونا نُجدّد العهد مع الحسين، لا بالدموع فقط بل بالعقول والقلوب والمواقف. دعونا نكون حسينيين لا فقط في عاشوراء بل في كل يوم من حياتنا. اللهم اجعلنا من أنصار الحسين، ومن السائرين على دربه واجعلنا ممن يُحيي شعائره ويُطبّق رسالته. انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |