المنتديات اتصل بنا
 القائمة الرئيسية
 أقسام دروس جامع الأئمة:
 أقسام المقالات:
 اقسام مكتبة الشبكة
 القائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 البحث:
الصفحة الرئيسية » المقالات. » في الصميم » ( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي
 في الصميم

المقالات ( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي

القسم القسم: في الصميم الشخص الكاتب: الأستاذ علي الزيدي المصدر المصدر: شبكة جامع الأئمة عليهم السلام التاريخ التاريخ: ٢٨ / ٩ / ٢٠١٦ م المشاهدات المشاهدات: ٦٠٢٥ التعليقات التعليقات: ٠
( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي
( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي
كانت صلاة فريدة من نوعها، تلك هي صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة المعظم بتاريخ ٢١ ذي الحجة ١٤٣٧، فكل شيء كان فيها جميلاً وبديعاً ويحيط به الذهول والإعجاب، ولكن......

( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة )  بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي

كانت صلاة فريدة من نوعها، تلك هي صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة المعظم بتاريخ ٢١ ذي الحجة ١٤٣٧، فكل شيء كان فيها جميلاً وبديعاً ويحيط به الذهول والإعجاب، ولكن في نفس الوقت كانت لها هيبة ووقار، ترتعد لها القلوب خشوعاً وإحتراما.

جموع من المؤمنين تريد الصلاة، وتُرتّل ذكرها العطر بألسنة عطشى، وقلوب حرّى تريد الإرتواء من صلاة بث عطرها الفواح شهيدنا الصدر ( قدس سره ) وزرع بذرها النقي في مسجد الكوفة المعظم، ولتأكل من يد قائد الإصلاح ثمرها المقدس، لتكمل المسير بزادها الطاهر، مع آل الصدر خير الآل بعد آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين.

صلاة توافدت فيها الجموع الغفيرة، لم يكن المسجد الشريف يسعها فأمتلأت الطرقات والأسواق بالمصلّين، حتى كادت تصل الى جسر الكوفة، فهل سمعت أو شاهدت صلاة مثل هذه الصلاة؟!بل هل سمعت بصلاة جمعة يكون الحضور إليها قبل يوم، والمصلّين يفترشون الشوارع وينامون على الأرصفة، من اجل حجز مكان ليصلّوا فيه داخل المسجد، أو ليحضوا بمكان قرب المنبر ليسرحوا في بحر من أمواج الأمل، وهم يرجون أن يَطُلّ عليهم ذلك القمر الزاهر.

ولكن العجيب في الأمر إن بعض المبغضين، لم يلتفتوا الى هذا التوافد الإيماني الكبير، وكيف أنهم تحملّوا المشاق من أجل الحضور، بالرغم من أنّ الكثير منهم لا يملكون قوت يومــــهم فضلاً عن أجرة الوصول لمحل الصلاة، ولكن طاعتهم غلبت إحتياجاتهم وعَوَزَهم، فقرروا الحضور، فرحين بتلبية دعوة قائدهم، ولم تسعهم الدنيا فرحاً بأمل رؤيته وهو يخطب بهم.

كما أنّ المبغضين تناسوا بأن أيّة جهة من جهاتهم الدينية لو طلبت حضور أتباعها، وصرفت عليهم الرُشا، ووفّروا لهم وسائل النقل المريحة، وأعدّوا لهم وجبات الغداء الراقية، ولو أعطوهم الهبات المالية، لما أستطاعوا أن يجمعوا العشرات فضلاً عن المئات.

تناسوا ذلك وتمسكوا بأن المصلّين هم عبارة عن جهلة وقائدهم أراد أن يترك الصلاة التي قدموا إليها، فلهؤلاء ولغيرهم أريد أن أبين ما يلي :

أولاً :

إنّ الذين أخذتهم العاطفة والإشتياق الذي ملأ كيانهم وتصرفوا باللاوعي، بحيث فقدوا قدرة التعقل، لأنهم عاشوا مرحلة اللاشعور، أمام معشوقهم وحبيبهم، هم ليس كل المصلين، بل كان العدد ضئيلاً جداً، بل لا يقاس مع كثرة المصلّين الذين ملأوا أركان المسجد والأزقة والأسواق، والذين كانوا في منتهى الإنضباط، وعندما حضر السيد القائد كان الهدوء يملأهم، وكأن على روؤسهم الطير. فهل من المعقول أن يُقاس القلة القليلة التي لم تملك عواطفها وإنفعالاتها بالكثرة الكثيرة المنضبطة ؟!

ثانياً:

إنكم تتهمون المصلّين المؤمنين المطيعين الموالين بالجهلة، لأنهم حضروا بهذه الأعداد الكبيرة والهائلة، ولأنهم أتوا لأداء فريضة صلاة الجمعة المباركة، وضحّوا من أجل حضورها براحتهم وتركوا أعمالهم، وأفترشوا الأرصفة والشوارع، كـــل ذلك من أجل ذكر الله، وكما قال تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصّـَلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُــمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة : ٩].

وليسمعوا موعظة تقربهم من الله عزّ وجلّ ولو بخطوة، ولكنكم الذين تصفون هؤلاء المصلّين بأبشع الأوصاف، لم تستطيعوا أن تنتقدوا أو تتكلموا بسوء عن الذين يتدافعون من أجل سماع مطرب أو مطربة، أو مشاهدة راقص أو راقصة، أو من أجل حضور مباراة كرة قدم، أو من أجل مشاهدة مصارعة ثيران، علماً أن الحجز فيها بأسعار خيالية، وكثيراً ما يحدث في مثل هذه التجمعات حالات من التدافع والشغب والصراخ والعراك، ويسقط فيها الكثير من الجرحى والقتلى، ولكن على العكس من ذلك يتم وصفهم بانهم متحضرين وانهم شعوب واعية ومثقفة، بالرغم من أن تجمعاتهم لا يوجد فيها أي ذكر لله عزّ وجلّ، بل كلها لعب ولهو ودعارة وفسوق. فإن تعجب فعجب قولهم.

ثالثاً :

إن سـماحة السـيد القائد عندمــا أراد أن ينزل مــن منـبر الجمــعة غضــباً على تصــرفات البعــض، لعدم قدرتهم على ضبط عواطفهم، ظهر أمرٌ الى العالم في غاية الأهمية، ألا وهو، أن سماحته لا تغره الهتافات وكثرة الأتباع، بل لم يكن ملتفتاً الى هذا الأمر ولو بقيد أنملة، ولذلك لم يكن ينظر إليه على الإطلاق.

وإن ما قام به لم يستطع أي سياسي أو قائد جماهيري أو ديني أو أية شخصية أخرى، أن يقوم بمثله، ويتصرف بهكذا تصرف، ينم عن الإتكال المطلق على الله تعالى، وعلى صدق ما يحمله هذا الرجل من شعور تجاه قضيته ورسالته. ولو كان أي شخص آخر محل السيد مقتدى الصدر، للعبت به الأهواء ولتعالت بداخله النشوة، وخير شاهد على ذلك ما حدث للبعض من المعممين والقـادة الدينين عندمـا إجتمع حـوله حشـد صغـير في إحـدى المحافظات عـند ســقوط الطــاغيـة صدام، فعندمـا هتـفوا له ولعائلته إحتار مــاذا يفـعل، فسـال لعـابه فضـحك ثم بـكى ثم صفق ثم (( هَوَّس )) ثم جلس ثم قام، ثم إحتار ماذا يفعل، فهكذا تفعل الجماهير المحتشدة بأغلب القادة.

لكن ما صدر من السيد مقتدى الصدر بحيث ترك أنصاره ومحبيه غير مبالٍ بهم يعتبر ميزة إنفرد بها، ولم يشاركه فيها أحد على الإطلاق، وقد أبرزها الله تعالى للملأ كلّه ليروا بأمّ أعينهم عظمة هذا الرجل، وفناءه بالله، وصدقه في مسيره الإلهي المبارك. وسيأتي الزمن يوماً ما وسيشهد التأريخ على عظمة هذه الميزة، وبيان الصفات العالية التي منحها الله عزّ وجلّ لهذا القائد الهمام حتى وصل بها لهذا المقام.

رابعاً :

أراد السيد القائد مقتدى الصدر بأن يبين ان المناسبة عظيمة، وأن نفس الصلاة لها أهمية بالغة، مضافاً إلى أن البلد يمر بظروف استثنائية وحرجة للغاية، يجب إستيعاب ذلك وخصوصاً أن سماحته قد بيّن هذا الأمر قبل البدء بالخطبة حيث قال : ( إني مع الإنتخابات عامة بِشرطِ تظافر جهود المصلحين ومحبي هذا المشروع المبارك، مشروع الإصلاح بكافة توجهاتهم لتشكيل كتلة عابرة للمحاصصة الطائفيةِ والحزبيةِ والفئوية، بعد الضغط الشعبي لتغيير مفوضية الإنتخابات المسيسة وقانون الإنتخابات المجحف، أكرر وقانون الإنتخابات المجحف، وتغيير الوجوه البائسة الفاسدة لتحصيل أغلبية إصلاحية يستطيع من خلالها فسطاط الإصلاحِ تغيير واقع العراق المرير وإنقاذه من الاحتلال والمليشيات والإرهاب والفساد وإني قد وضعت برنامجاً لذلك سنعلن عنه في القريب العاجل، فلا تقصروا رجاءً أحبتي في إنقاذ العراق تحت شعار العراق بين مشروع إصلاح الإنتخابات ومشروع أنتخاب الإصلاح) .

فمثل هكذا ظرف على المصلّين أن يشعروا به وبثقل الأمر، وأن يتحمل كل فرد منهم المسؤولية المباشرة في السعي لتطبيق هذه الإرادة التي تعلقت بإنقاذ العراق .

فإذا كان الحال بهذه الصورة والخطورة، فماذا ستكون ردّة الفعل من صاحب مشروع إصلاح العراق، فأراد أن يُشْعِر الحضور بخطورة هذا الامر وعدم التهاون به، وهو الأهم الآن من أي شيء غيره، فأراد سماحته أن تتوقف قبال هذا المشروع جميع الهتافات، وأن ننسى الخلجات والنزعات الوجدانية والعاطفية، وأن نلتفت فقط الى بلدنا والإصلاح الشامل فيه.

خامساً:

إنّ موقف الغضب من سماحة السيد مقتدى الصدر وإن صدر بتلقائية وعفوية، لكنه كان موقفاً تربوياً معمقاً لأتباع آل الصدر الكرام، يتعلمون من خلاله الصدق مع الذات، وترك الدنيا وعدم الإتكاء على مسبباتها المادية وغرورها الدنيوية. وليكن موقفهم المتخذ دائماً هو الذي بنوا إعتقادهم ومنهجهم عليه. وعليهم أن لا يجاملوا أو يخضعوا للظروف الضاغطة، أو يتّكلوا على العزّة الإجتماعية، بل ليكن دائماً وأبداً الله تعالى هو الماثل بين أعينهم.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وألعن عدوهم

 

علي الزيدي

٢٥ ذي الحجة ١٤٣٧ هـ

التقييم التقييم:
  ٤ / ٢.٨
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: * إعادة التحميل
 مكتبة آل الصدر
 

 تطبيق جامع الأئمة ع

 التسجيل الصوتي لخطب الجمعة
 التسجيل الصوتي لخطب الجمعة
 أخترنا لكم من الكتب:
نستقبل طلباتكم واستفساراتكم