المنتديات اتصل بنا
 القائمة الرئيسية
 أقسام دروس جامع الأئمة:
 أقسام المقالات:
 اقسام مكتبة الشبكة
 القائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 البحث:
الصفحة الرئيسية » المقالات. » في الصميم » معطيات من صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة بقلم / الاستاذ الفاضل علي الزيدي
 في الصميم

المقالات معطيات من صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة بقلم / الاستاذ الفاضل علي الزيدي

القسم القسم: في الصميم الشخص الكاتب: الأستاذ علي الزيدي المصدر المصدر: شبكة جامع الأئمة عليهم السلام التاريخ التاريخ: ٢٢ / ٩ / ٢٠١٦ م المشاهدات المشاهدات: ٥٤١٤ التعليقات التعليقات: ٠
معطيات من صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة بقلم / الاستاذ الفاضل علي الزيدي
معطيات من صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة بقلم / الاستاذ الفاضل علي الزيدي
للتاريخ صور وحكايا ومواقف لا يستطيع أن يمحيها القدر، أو يبدل أهدافها الأشخاص، أو يحرّف غاياتها من باع واشترى مع الشيطان، بل يبقى نسيمها تستنشقه الأجيال......

معطيات من صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة

بقلم / الاستاذ الفاضل علي الزيدي

 

للتاريخ صور وحكايا ومواقف لا يستطيع أن يمحيها القدر، أو يبدل أهدافها الأشخاص، أو يحرّف غاياتها من باع واشترى مع الشيطان، بل يبقى نسيمها تستنشقه الأجيال، لتحيا به ما بقي للحياة طريق، وللحرية أمل، ولكسر طوق الظلم عنوان، بل نَصِل بها الى استحضار روح الحدث ليشع بنوره الوهّاج، على النفوس الوَلِهة للقاء الأحبّة، وأيّ أحبّة الذين وهبوا بدمائهم الحياة لنا، ونصبوا بين أيدينا فرقاناً نميز به بين الحق والباطل، بعد أن إلتبس على الناس أمرهم، وضاقت صدورهم من عذابات النفاق، وإظهار الأمور بغير واقعها، حتى سطعت صلاة الجمعة، في ذلك الزمن الذي كان قطعة من الآلام والخوف والضياع، ليقيمها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) لتكون الشمس التي تضيء الحقيقة وتكشف الواقع الإيماني الصحيح الذي لا يرضى إلا بالنقاء والطهر صورة.

ومن أجل أن نبقى مع تلك الأنفاس الصادقة التي ملأت أركان المسجد المعظم، ومن أجل أن نبقى أحراراً، نرفض قيود الظلم والفساد، ولأجل إحياء شأن الدين، جاء أمر السيد القائد مقتدى الصدر بإقامة صلاة جمعة موحدة، لنعانق عمق التاريخ ، بوقوف علي عليه السلام هنا وهو ينشر علمه ويبث كلامه وأوامره لتملأ الخافقين حكمه ودرره، ولنستذكر كذلك كلمات السيد الشهيد ( قدس سره ) وهو يقف كالأسد يزأر بكلماته، فتهتز لها عروش الطغيان في حاضرها وباديها.

ولعلنا نخرج بعدّة معطيات من إقامة هذه الصلاة الموحدة المباركة يمكن أن نذكر منها ما يلي :

أولاً :

أنّ هذه الصلاة الموحدة في مسجد الكوفة المعظم، تذكرنا بالصلاة الموحدة التي أمر بها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره )، والتي أقيمت أيضاً في هذا المسجد الشريف، والتي كانت كرنفالاً إلهياً يمثل صوت الحق، وهو يهتف بوجه أعتى طاغوت عرفته المنطقة، فكانت صلاة قد مثلت بُعداً إصلاحياً، لايوجد في العصر الحاضر له مثيل في التأثير. فلقد كان المجتمع العراقي يسمع لأول مرّة فقيهاً يتكلم علنّاً بالإصلاح في دولة يقودها (صدام اللعين ).

والآن عندما يطالب السيد القائد مقتدى الصدر بالإصلاح والقضاء على الفساد، فهو يمــــثل الخطــــوة المكمـلة لما بدأه السيد الشهيد (قدس سره) وها هي ثمار ذلك الفعل العبـــادي، قد أتت أُكُلُها، فلم تكن حركــة السيد القائد غريبة في طلبها وهدفها، فهي قد ترجمت هتافات السيد الشهيد (قدس سره) (كلا ..كلا .. امريكا )، (كلا ..كلا يا شيطان )، (كلا ..كلا .. إسرائيل )، الى واقع عملي وتحريك الشارع العراقي من خلاله.

ثانياً:

مهما حاول الغرب والإستكبار من زرع قيم وعادات ومبادئ هي بعيدة عن واقعنا الإجتماعي، ولا تتلاءم مع عقائدنا وسلوكنا الديني، مضافاً الى نهج الفساد المستشري، بسبب حكومة تدّعي التدين، بدون أن تطبق أي معلم من معالمه، فهم يسعون سوياً لقتل هذا الشعب وطمس كل آثار التدين فيه .

ولكن في الوقت الراهن وكحركة من حركات الإصلاح الإلهي الجاد، جاء أمر صلاة الجمعة الموحدة لتكون ردّاً على هؤلاء، بأننا شعب نعشق إسلامنا، ولن نرضى إلّا أن يقودنا قادة الإسلام المخلصين، الذين لبسوا الحرية والعدالة والنقاء جلباباً، والتأكيد على أنّ هؤلاء الفاسدين الذين يسيئون للإسلام واحكامه، هم لا يمثلون الإسلام، بل هم يمثلون أنفسهم الأمّارة بالسوء، وسيأتي اليوم الذي يطاح بهم ليكونوا تحت الأقدام، وحينها ستقذفهم الأقدار الى أسوأ محط، وأرذل مكان.

ثالثاً :

إنّ هذه الصلاة الموحدة والتجمع الإيماني في مسجد الكوفة المعظم، قد جاء بعد عيد الغدير المبارك بيومين، فهو سيمثل بيعة المؤمنين الحقيقية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والوفاء لهذه البيعة من خلال مبايعة قائدهم راعي الإصلاح والوقوف معه يداً واحدة من أجل إكمال مشروعه الإصلاحي وإنهاء الفساد والمفسدين .

رابعاً :

إعطاء فرصة للشباب والذين لم يعيشوا أجواء حضور صلوات الجمعة في عهد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره، وليروا بأم أعينهم مدى عظمتها وكثرة بركتها، وما تظهره من رهبة في عيون أعداء الدين والمفسدين، وخصوصاً في تلك الأيام التي لم يجرؤ أحد على إظهار همساً ضد صدام ، فكيف بمن يخطب (٤٥ جمعة مباركة) وهو يندد ويهتف ضد الظالمين علناً وجهراً .

خامساً :

إنّ الصلاة الموحدة في مسجد الكوفة المعظم هي نوع من أنواع التدريب والطاعة، وتَحمُّل الصعاب، خصوصاً وكما قلنا أنها جاءت بعد زيارة أمير المؤمنين بمناسبة عيد الغدير بيومين، وعلى هذا تكون هذه الصلاة محطة من المحطات العبادية المهمة في حركة المؤمنين لتكاملهم، ومن ثم خدمة الخط الصدري الشريف بأعلى المستويات.

سادساً:

قال السيد الولي محمد محمد صادق الصدر(قدس سره)(معطيات صلاة الجمعة الموحدة مسجد الكوفة) بقلم حافظوا على صلاة الجمعة)، وكأنّه يعلم أهميتها وعظمتها، ومقام منبرها العالي، الذي يكون زاداً للمؤمنين يعينهم على السير الصحيح في دربهم الشاق الطويل في هذه الدنيا وتقلباتها، ومن أهم هذه الأشياء هو مواجهة الفساد والظالمين، وكشف ألاعيبهم ومؤامراتهم، بعد تصفية النفس وتحلّيها بصفات الكمال، ولذلك ستبقى صلاة الجمعة، ذلك الصوت المدوّي، والبركان الثائر الذي يرعب الظالمين، وستبقى في حركة تصاعدية لمواجهة تلك الجهات، فقد واجه السيد الشهيد ( قدس سره ) طاغوتاً نوعياً، له صفاته الخاصة به، يمكن نوعاً ما حصر نهجه الفسادي وطبعه الهمجي بإطار معين ومحدد.

ولكن الآن أصبح منبر الجمعة الصدري وبقيادة السيد القائد مقتدى الصدر يواجه عدّة طواغيت وليس طاغوتاً واحداً، فهو يواجه الآن الإسلام المنحرف من مدّعي التشيع والتسنن على حدٍ سواء، مضافاً الى جهل المتشددين منهم، ومن جهة أخرى يواجه الإستكبار العالمي بأطرافه المتعددة والمتنفذة، ناهيك عن مواجهة طرق الإنحراف والتميع التي إستشرت بالمجتمع، هذا فضلاً عن وجود تيار علماني، يريد أن يضغط لتحقيق مآرب تجعل المجتمع يسير نحو الهاوية، كل ذلك ترضية وتلبية لأهوائهم ونزعاتهم النفسية المريضة، لذلك أتت هذه الصلاة الموحدة لتؤكد إصرار المؤمنين على السير بتوصية السيد الشهيد ( قدس سره ) بالحفاظ على صلاة الجمعة، لأنها محركهم نحو الصمود بوجه الإنحراف والفساد والظالمين.

سابعاً :

إنّ هذه الصلاة هي صلاة تُذكّر وتربط القلوب الوَلِهة بإمامها المهدي عليه السلام، ولتذهب الدنيا واهلها بلعبها وغرورها الى حيث تريد أن تذهب، فبالرغم من أنّ البلاد الآن والعالم أخذتهم العزّة بالإثم، وضربت بهم المغريات يميناً وشمالاً، حتى تناســـوا الإيمان، أو ظنوا أن يومــه بعيد، لابل ذهب الكثـــير أنّ لاوجــــود للإمــــــام (عليه السلام ).

فتأتي هذه الصلاة لتروي قلوب المؤمنين بالوصال مع المعشوق في مسجد حُكم الإمام ومكان صلاته وهو يؤمهم، وتخرج الأوامر من هذا المسجد، ففي هذه الصلاة ستنطوي الدنيا، وستصبح كجناح ذبابة، بينما سيكبر قلب المصلي ليسع هذا الكون، لأنّه حاضر في مكان قد صلّى فيه أميرالمؤمنين عليه السلام والسيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) والسيد مقتدى الصدر، وسيصلي فيه الإمام المهدي عليه السلام، ولهذا ستكون هذه الصلاة فيها ربيع القلوب وبهجة النفس المطمئنة، وستنطلق الهمّة الى أوجها بالإيمان للسعي بالدعاء والبكاء والعمل من أجل الفرج القريب .

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وألعن عدوهم

 

علي الزيدي

٢٠ذو الحجة ١٤٣٧ هـ

٢٢ أيلول ٢٠١٦ م

التقييم التقييم:
  ٣ / ٣.٧
 التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: * إعادة التحميل
 مكتبة آل الصدر
 

 تطبيق جامع الأئمة ع

 التسجيل الصوتي لخطب الجمعة
 التسجيل الصوتي لخطب الجمعة
 أخترنا لكم من الكتب:
نستقبل طلباتكم واستفساراتكم