الدرس الثالث (في مقدمة دروس موسوعة الأمام المهدي عج )

الدرس الثالث

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

وعجل فرجهم والعن عدوهم

الميزة الخامسة :

أن السيد الشهيد (قدس سره ) بالرغم  من فك أهم  الرموز الواردة في الأحاديث  الخاصة بالإمام وبيان  المقصود منها إلا انه حافظ على مبدأ السرية  وعدم تجاوز حدود الحفاظ على مفهوم الغيبة وما يجري من ورائها من فوائد  للإمام نفسه وللناس بشكل عام .

الميزة السادسة :ـ

أن السيد الشهيد (قدس سره) تكلم في الموسوعة حول الرمز وفك مجهولا ته من ناحيتين :ـ

الناحية الأولى:ـ

فك الرمز بما يناسب أدراك العامة من المسلمين وأعداء الإسلام على حد سواء:ـ

 الناحية الثانية:ـ

إدخال عناصر في فهم الرمز لا يفهم  معانيها ومدلولاتها إلا الخاصة من المؤمنين المخلصين ولعل هذه الناحية من أهم الأمور التي ساعدت المؤمنين المخلصين على الإسراع في تكاملهم وعدم مضيعة الوقت بخلاف ذلك .

وقد يسأل سائل ويقول لماذا تقصد السيد (قدس سره )بفك الرمز وإعطاء معنى له يفهمه المسلم والمعادي على حد سواء .

فجواب ذلك : أن فائدة الفرد المسلم واضحة ولا تحتاج إلى أي تعليق. كونه قد خطى خطوة في فهم ما هو المراد من الرواية وكيفية فهم الظروف الخارجية التي تحيط بالمعصوم وكيفية تصرفه خلال المرحلة التي يعيش فيها ولو بشكل  إجمالي.

أما العدو فكلنا يعرف مدى حرصه على تتبع أخبار المعصومين وبالخصوص أخبار الإمام المهدي (عليه السلام ) كون مصيره مرتبطاً بها ،  أو قل هم يعرفون أن نهايتهم قد حددها النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة من بعده سلام الله عليهم أجمعين  فلذلك تجد اليهود حريصين كل الحرص على معرفة نتائج نهاياتهم بأدق تفاصيلها حتى يستطيعوا أن يتعاملوا معها ولاشك أن الموسوعة حين نزولها في المكتبات قد أذاعت في نفوسهم الرعب والخشية لأنهم قد تعاملوا معها ومع مفردات كلماتها كلمة كلمة بكل دقة وحرص حتى أكثر من المسلمين أنفسهم وذلك لأنهم يعلمون أن الرسول (صلى الله عليه وآله )

صادق والأئمة من بعده صادقون وعلماؤهم العاملون من بعدهم صادقون فهم بالتالي يأخذون منهم أكثر مما يأخذون من علمائهم  وأحبارهم وهم بذلك سوف يتحركون حسب المنهجية التي كتبها السيد في موسوعته وعلى أقل تقدير يعتبرونه الشارح البارع والمميز في طرحه لروايات أهل البيت و مناقشتها وبيان مدا ليلها الأمر الذي هو مفقود عندهم مهما حاولوا وبذلوا من جهد في فهم مثل هكذا  روايات وهم فعلاً قد تحركوا الحراك المناسب لهم والمناسب لنا أو قل ما يريده المعصوم (سلام الله عليه )فعلاً. وما دخول الأمريكان

 و أعوانهم إلى العراق إلا جزء من علته هي الموسوعة ،

ودخول الأمريكان إلى العراق هو ما يريده المعصوم وهو بالتالي فخاً لهم ليقضي  بالتالي عليهم وهم مجتمعين في العراق والمنطقة المحيطة بالعراق .

ونستطيع من خلال ذلك أن نصل إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله) و الأئمة من بعده بإعطائهم روايات الإمام المهدي ( عليه السلام ) لهم بذلك عدة فوئد منها :ـ

الفائدة الأولى :ـ

فائدة تخص المسلمين ومعرفة تكليفهم في زمن الغيبة.

الفائدة الثانية :ـ

أن الرسول والأئمة (صلوات الله عليهم) أجمعين هم يعرفون

بأن أعداءهم سوف يطلعون على رواياتهم  ويدرسونها لكنهم لن يفلحوا في معرفة الإمام أو كيفية الوصول إليه ولكن سوف يكون فهمهم للروايات ومضامينها سبباً لهلاكهم لأنهم بالتالي يتحركون ضمن لفظ الرواية والرواية صادرة من معصوم وهذا يعني أن الرواية تملك كل عناصر الاستفادة الايجابية للمؤمنين وأيضاً تمتلك عناصر هلاك المعادين وهذا التضاد في الإيجاب والسلب بحيث يسيران لتحقيق نفس الهدف ويتحدان في إيجاده لا يوجد إلا عند من اجتباهم الله تعالى ولعل هذا أحد الأبعاد التي سوف  تعين الإمام (عليه السلام) في القضاء على اليهود و المستكبرين في العالم .

ولعله يأتينا إنشاء الله تعالى المزيد من البيان في الدروس القادمة

الميزة الثامنة :ـ

عندما نأتي ونتفحص كتاب الموسوعة فتجده من جهة مترابط  ترابطا وثيقاً بأجزائه الأربعة فكل جزء هو مكملاً للجزء الأخر هذا فضلاً عن ترابط فصول  الجزء الواحد .

ومن جهة أخرى تستطيع أن تخرج كل فصل أو أغلب فصوله ويكون كلُ منها موضوعاً خاصاً تستطيع أن تتكلم فيه من دون أن يضر بالبحث في شيء .