روح في جسدين

بسم الله الرحمن الرحيم

أقدم لكم هذه القصة القصيرة بعنوان :

روح في جسد واحد

أخي في الله وأخي في الدين وأخي في الوطن وأخي في الآلام والمحن أخي ورغم كل هذا ,فقد طال الأمد وقست القلوب فأصبحت كالحجارة ,لا بل الحجارة أفضل لأنها تنفع الناس ,فجفا بي وجُفيت به واجتمعت أجسادنا واختلفت قلوبنا ,فبتنا ولساني يقول أنت أخي والقلب يقول أنت عدوي , أجُنِنْتَ أن أمي وأبي هي الدنيا فمن أنت لتحل محلها!؟ وراحت تمضي الأيام وتتصرم الأعوام ونحن على هذه الحال والمنوال حتى اجتاحت أرضنا المقفرة قطع الليل المظلم ,فأصبحنا نخاف ونقول أين نذهب؟ هل نذهب إلى الأمام أم نرجع إلى الوراء أم يمينا أو شمالا !؟ يا الهي من يدلني على الطريق ,فأني أن تحركت قليلا سأقع في حفرة قد لا أخرج منها أبدا ,ونحن على هذه الحال البائسة سرق حيرتي وأثلج صدري صوت ينادي؛ أن سفينة النجاة ستبحر لتنقذكم من ارض الفتن ولتجوز بكم بحر أمواج الدنيا المتلاطمة ولتصل بكم إلى ارض الشمس التي سينكشف عنها السحاب, ركضنا مسرعين نحو الجهة التي أتى منها الصوت وكان الطريق معبّد ونحن تغمرنا السعادة ,نادانا المنادي مرة أخرى قفوا ! فلا مكان لكم بيننا000صعقنا وأجبناهم بصوت منكسر وحزين لماذا؟ فنودينا , لأنكم لستم بمؤمنين! لكن ما السبب ,لأنكم لستم أخوة ! صدمتنا هذه الحقيقة التي علمناها وتناسيناها ,فنظر لي ونظرت إليه وانعقدت ألسنتنا ماذا نقول والقلب يعتصر ندم ,فتكلّمت روحنا وهي تقول: أخي إن ربنا واحد وديننا واحد وطريقنا واحد وهدفنا واحد فالذي يصيبك يصيبني فأن فرِحت فرُحت وان حزِنت حزُنت , وان زَلَلْتُ احملني على خير وان زللتَ حملتك على خير ذلك لأننا روح في جسد واحد00

والحمد لله رب العالمين