ان المتتبع للأحداث التي عاشتها الانسانية بمختلف مراحلها يجد نفسه شاخصأ أمام حقيقة مفادها أنه لايمكن العيش الكريم بدون تضحيات يقدمها الانسان على المستوى الشخصي أو الاجتماعي ،وهي تعتبر من المسلمات على مر التاريخ بدليل أن كل المصلحين الذين حملوا على أكتافهم ثقل الرسالة (رسالة الاصلاح )كانت لهم تضحيات جسيمة وكبيرة في سبيل ارساء مبادى الاصلاح التي جاءوا من أجلها سوءأ كانوا أنبياء أو أوصياء أو حتى مصلحين عظماء لم ينالوا شرف الاتصال بالسماء أمثال سقراط وأرسطو وغاندي وغيرهم الكثير (ولاشك ولا ريب أن البعض منهم قد اتخذ من سيرة المصلحين الربانين وطريقة تعاملهم مع الاحداث أسلوبأ في مقارعة الظلم والظالمين والصبر في سبيل الوصول الى الهدف) .وقد كان لكل مصلح حواريين ومقربين قد أثرت مبادىء الاصلاح فيهم بدرجة عالية حتى أصبح البعض منهم يمثل أنموذج حي وملموس يبين أثر تلك المبادىء في سلوكهم ومعيشتهم اليومية داخل مجتمعاتهم ,فكانوا قدوة لكل طالب اصلاح .حتى أصبح المجتمع مقسم الى ثلاث فئات أو مراتب : قيادة عليا تمثل مبادىء الاصلاح بكل حيثياتها" وفئة انصهرت وتاثرت بتلك المبادىء حتى أصبحت أنموذج يقتدى به (وهو مدار موضوعنا ) " وأخرى لازالت تعيش حالة الصراع النفسي بين الانجذاب لتلك المبادى او الركون الى هوى النفس والانقياد لحبائل الشيطان .ان هذه الشخصيات العظيمة التي تعايشت مع القيادات العليا أو التي سارت بخطى جادة وحثيثة نحو الهدف المرسوم لها من قبل تلك القيادات الالهية كان لها الدور الكبير في قيادة الامة نحو الاصلاح على اعتبار أنهم يفهمون ما تريده منهم قياداتهم ويطبقونه حرفيأ وبنفس الوقت يكونوا حلقة الوصل بين تلك القيادة و المجتمع والتاريخ لاسيما( الاسلامي ) زاخر بالامثلة الكثيرة ،فكان أمير المؤمنين (ع) قيادة وسطية للمجتمع في حياة رسول الله (ص) كذلك كان له (ع) الحسنان (ع) وأصحابه أمثال مالك وعمار وسلمان وأبي ذر وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين ثم كان أبي الفضل (ع) للحسين (ع) في كربلاء وقيادته لبني هاشم عليهم السلام وحبيب ابن مظاهر الاسدي وقيادته للاصحاب (رض) .وأستمرت هذه السلسة الى تاريخ السفراء الاريعة رضوان الله عليهم فكانوا حلقة الوصل بين المعصوم (عج) والناس ،ثم من بعدهم العلماء المجتهدين (قدست أسرارهم ) .فكان السيد الشهيد الاول ودوره الفاعل في قيادة الامة والأرتقاء بها بعد أن أدرك أهمية الهدف وقدرتة الفذة في التاثير وبالاسباب و الادوات المتوفرة لديه أن ذاك فاستطاع أن يكون طبقة مثقفة بثقافة الاسلام الاصيل تستطيع أن تكمل ما بدأة رضوان الله عليه من اصلاح فكري تثقيفي . ثم جاء الدور للسيد الولي (قدس سره) الذي أخذ على عاتقه مرحلة البناء للمجتمع بعد أن عاش مرحلة صعبة جدأ فقد فيها الكثير من قيمه وأرثه الاسلامي فنزع منهم الخوف الذي زرع فيهم لسنين طوال فاستطاع (قدس) أن ياخذ بايديهم الى بر الامان ويوصلهم الى مرحلة متقدمة من الكمال على المستوى النفسي والثقافي العقائدي،بعدها كان الدور للسيد القائد (أعزه الله ) فنهض بالمجتمع رغم كثرة البلاءات وتكالب العداء وقلة الناصر فكان نعم القائد المدافع عن نهج أبائه (عليهم السلام ) قاد المجتمع في أعتى المحن وأشد الضروف( لاتأخذه في الله لومه لائم) وعلى كافة المستويات "(الثقافية والفكرية) من خلال اجابته على الاستفتاءات الفقهية المقدمة الية (نصره الله ) ورفع الاشكالات وتوضيح الالتباس عند الكثير فيما يخص الامور الفقهية والعقائدية ، (السياسية) من خلال رسم خارطة طريق سياسية واضحة مفادها رفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤن البلد وجلاء قوات الاحتلال البغيض فورأ دون قيد أو شرط ومشاركة الجميع في بناء الوطن الغالي ،( الاجتماعية) وذلك من خلال نظرته أعزه الله الواحدة دون تمييز لكل أطياف المجتمع العراقي لا بل أكثرمن خلال حمله أعباء ومعاناة الشعوب العربية و الاسلامية في المنطقة وعلى كافة المستويات الامنية والمعيشية وغيرها ،(العسكرية ) في قيادته للمقاومة الشريفة منذ دخول المحتل ولحد الان واتخاذه الاساليب الناجحة (أسلوب الحل الثالث ) أزاء المواقف التي تمر بها المقاومة وهذا ان دل على شي فانما يدل على سعة أدراكة وحكمته وكياسته في مواجة أعتى وأشرس هجمة أستعمارية وأستكبارية على مر التاريخ. والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وأله أجمعين وعجل فرجهم وألعن عدوهم ...
التعديل الأخير تم بواسطة الراغب ; 14-02-2012 الساعة 10:14 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم العن عدوهم
موضوع مهم وطرح ورائع
فأن الله لايدع العباد من دون مرشد يوصل الفرد المستحق الى فهم القيادة العليا( لو صحّ التعبير)
ومن دون فهم المرشد لايمكن فهم القائد فأن هذا الأمر كالسلسلة يتصل بعضها ببعض
فأن قُطع جزء منها لايمكن ان تكتمل السلسلة
موفق أخي ( الراغب) وجزاك الله خيرا
الاخ الغالي الراغب
سلمت يداك على هذا الموضوع الجميل
والطرح الاجمل والاسلوب الشيق
فيمكن القول ان القيادة الوسطية لايمكن ان ينالها الفرد
مالم يكن اكثر الناس تشبها بالقيادة العليا من حيث الافعال والسلوك
وبالتالي يدور في مدارها الامر الذي يؤهله لفهمها اكثر من غيره
اجدد شكري لك سائلا الباري دوام التوفيق
احسنت اخي الكريم .ان طاعة تلك القيادة والانصياع لها تمثل طاعة لمرتبه اعلى منها واي خذلان في ذلك يمثل خذلان مع القيادة الاعلى كيف لا وهي مظهر من مظاهرها .فتجد البعض يقول ان اطيع الامام الحجه (ع) عند ظهوره الشريف وهو لا يطيع نوره في غيابه المتمثل بالسيد القائد مقتدى الصدر(حفظه الله) .*