دوافع صدور الفعل لدى الانسان

بسم الله الرحمن الرحيم

دوافع صدور الفعل لدى الانسان

لقد اثبت علم النفس والسلوك الاجتماعي ,ان العوامل او البواعث التي تحث الانسان على صدور الفعل منه هي ثلاث دوافع.

1-دافع الرغبه في الحصول على المنفعة بمعنى الحصول على المكسب المادي او الاجتماعي .... الخ

2-دافع الخوف من الاذا اذ يقوم الانسان بالفعل خشية ان يصيبه الاذا في جسده اوماله وغيرها مثلا انه يعمل لكي يعيل نفسه وعياله من الجوع والمرض.

3- دافع الحب للهدف الذي يعمل لاجله اذ يعمل المرء وهو خالي من الدافع الثاني والاول مثلا فان الطبيب المحب لعمله تراه لا يكل او يمل من معالجه المرضى وعيادتهم عكس الطبيب الذي يعمل طلبا للمال او خوفا من الفقر.

ولقد اثبت علم النفس ان الدافع الثالث هو افظل الدوافع في تحقيق النتائج والمكاسب في اي جانب من جوانب الحياة لانه ببساطه ينم عن حقيقة النفس الانسانيه واما الدافعين الاولين ينطبقان بوظوح على النفس الحيوانيه اذ يكون دافع الرقبه والرهبه هما الدافعان الوحيدان في افعالهما واما في تراثنا الاسلامي فنجد ان الشريعة المقدسة منذ ان جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) اسست وبينت هذه الدوافع الثلاثة لصدور الفعل من الانسان قبل ان يكتشفها العلم الحديث فقد استفاضت الروايات الوارده عن المعصومين في تبيان هذه الدوافع وركزت على الهدف والعمل الاسمى وهو طاعة الله سبحانه فعن امير الامؤمنين (عليه السلام) (قال ان قوما عبدوا الله رغبه فتلك عبادة التجار وان قوما عبدوا الله رهبه فتلك عبادة العبيد وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار) وقد اشار الامام السجاد (عليه السلام) في مناجاته (الهي اني اسلك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يوصلني الى قربك) فنجد ان الائمه والانبياء (عليهم السلام) والعلماء الربانين قد عملوا حبّا لله سبحانه فلذلك نجدهم طووا مراحل التكامل بسرعه وحققوا افظل النتائج في المهام التي انيطت لهم, فهلم يا اخي العزيز الى ان نحاول ان نجعل أعمالنا كلها حبا لله سبحانه لنسرع في طي مراحل تكاملنا, وقد يقول قائل هل كاتب هذه الكلمات قد جعل عمله كله حبا لله سبحانه, اقول لك يا اخي العزيز كلا لكن ما لايدرك كله لايترك كله فلو كانت نسبة اعمالنا واحد بالمئه حبا لله سبحانه والباقي خوف ورغبه فلن نخسر شيء فأول الغيث قطره وهنا اود الا شاره الى أصحاب الامام الحسين عليه السلام انهم قد حققوا افظل النتائج وانجزوا مهمتهم مع أمامهم على اتم وجه لماذا؟ ببساطه ان عملهم كان حبا لله سبحانه ولأمامهم ولهدفهم السامي لكن هناك قد يوجد اشكال مفاده ان هناك رواية عن الامام السجاد (عليه السلام) مفادها ان الامام الحسين عليه السلام قد كشف عن أبصار اصحابه في ليلة العاشر فرأوا منازلهم في الجنه فانهم حينما راو الجنه ونعيمها باتوا لا يبالون بالموت طمعا في دخول الجنة أذا دافعهم كان هو الطمع والرغبه وليس حبا لله سبحانه ولا للمعصوم ولهدف الذي استشهدوا من اجله.

ويمكن الاجابة على هذه الا شكال بالأطروحات التالية :
.

الأطروحة الاولى÷حسب ما ورد عنهم عليهم السلام انّا معاشر الانبياء امرنا ان نكلم الناس على قدر عقولهم فنجد ان عصر صدور هذه الرواية كان لا يرقا الى مستوى فكري وعقائدي وثقافي عالي وان اعلى منزله ودرجة للقرب الالهي مرتكزة في اذهان العامه هي الجنة فان الامام ألسجاد (عليه السلام) اراد ان يبين علو شأن أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) فبين انهم شاهدوا منازلهم في الجنة وانها قد تكون درجه عاليه لا يطيقها لا الناقل ولا السامع في ذلك الحين.

ألاطروحة الثانية÷ أن الامام الحسين (عليه السلام) قد بين لهم قربهم ومنزلتهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أمير المؤمنين (عليه السلام) ومنزلتهم ومكانتهم منه (عليه السلام) وكيف لا تكون هذه المنزله اعلى من الجنه فان الجنة نفسها مخلوقة من فيظ نورهم (عليهم السلام)

الاطروحة الثالثة÷اننا لو تنزلنا وقلنا ان الامام (عليه السلام) قد كشف لهم منازلهم في الجنة فأن الامام الحسين (عليه السلام) كان يبين لهم بمعنى انكم في هذه الليله وفي هذه الساعة وعلى هذا موقفكم وثباتكم معى أمامكم تستحقون هذه الدرجة او الجنة وانكم كلما جادهتم وضحيتم معى أمامكم سترتفعون في جنان اعلى من هذه الجنة اي بمعنى ان الامام (عليه السلام) اعطاهم نقطة البدايه للأنطلاق نحو الرقي في التكامل.

ألاطروحة الرابعة: اننا نعلم ان جزاء كل انسان صالح هو الجنة والنعيم المقيم الذي لن يخطر على بال احد منا وان الامام الحسين (عليه السلام) قد كشف لهم مكانتهم وجزائهم في هذا النعيم المقيم لكن هذا لايثبت ان دافعهم كان الطمع في جهادهم مع الامام (عليه السلام) والاحتمال مبطل للاستدلال

والحمد لله رب العالمين

طرح قيم وموضوع مميز
وهنا احب ان اضيف ان كشف الامام الحسين الجنان لاصحابه
قد يكون ومن باب الاطروحه تبيان لمقام الحسين عليه السلام من حيث ان كل مدارك الجنان وما فيها صوره لعطاء المعصوم
وبتالي المطلع على الجنان هو الاكثر اطلاعا بالمعصوم والاقرب اليه ويكون الكشف لمنازلهم بدايه لمسيرهم مع المعصوم بعيد عن مستوى ادراكنا

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت أخي على هذا الجهد والطرح
ويمكن الاضافة بالقول أن الحادثة التي ذكرت حدثت في صبيحة اليوم العاشر
أي بمعنى بعد تيقن الأمام الحسين عليه السلام باخلاصهم وتفانيهم من أجل دينهم
وما يؤكد استحقاقهم ذلك أن جميع من شهد رؤية منازلهم في الجنة ثبتوا على الحق ونالوا الشهادة
فالاختبار الاكبر كان في ليلة العاشر من محرم حيث اعلمهم الامام بأن القوم يطلبونه دون غيره فأنصرف من أنصرف
وثبت من كان هدفه اسمى وأجل وبات مستعدا للتضحية بالغالي والنفيس دون ابا الاحرار فأستحق أن يرى منزله في الجنة
وفقك الله وننتظر منك المزيد من المواضيع المحفزة للنقاش

موضوع مميز

بارك الله فيك اخي(المثابر)

نسأل الله ان يوفقكم لكتابة هكذا مواضيع

بحق محمد وآل محمد

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
موفق بأذن الله . ونسأل الله التوفيق للمزيد