أنت تضحك وهم يبكون

الملك الحكيم
ٳعمل لآخِرتك فَتَذهب مُبتَسِماً

منذ زمن طويل كانت هناك مدينة يحكمها ملك وكان أهل المدينة يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة فقط وبعد ذلك يُرسل الملك ٳلى جزيرة بعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملك آخر غيره, هكذا أنهى أحد الملوك فترة الحكم الخاصة به وألبسه الناس الملابس الغالية وأركبوه فيلاً كبيراً وأخذوا يطوفون به في أنحاء المدينة قائلين له وداعاً وكانت هذه اللحظة من أصعب لحظات الحزن والألم على الملك وجميع من كان قبله.
ثم بعد ذلك وضعوه في السفينة التي قامت بثقلها الى الجزيرة البعيدة حيث يكمل فيها بقية عمره ورجعت السفينة ٳلى بلدتهم وطلبوا منه أن يكون ملكاً عليهم لمدة سنة واحدة ولكنه رفض في البداية ثم وافق بعد ذلك, وأخبره الناس على التعليمات التي تسود هذه المدينة وأنه بعد مرور (12) شهراً سوف يُحمل ٳلى تلك الجزيرة التي تركوا فيها ذاك الملك الأخير.
بعد ثلاث أيام من تولي الشاب للعرش في هذه المدينة طلب من الوزراء ٳن كان بٳمكانه أن يرى الجزيرة حيث أُرسل ٳليها جميع الملوك السابقين ووافق الوزراء وأخذوه ٳلى الجزيرة ورآها وقد غطتها الغابات الكثيفة وسمع صوت الحيوانات المفترسة وهي تنطلق في أنحاء الجزيرة.

نزل الملك ٳلى الجزيرة وهناك وجد جثث الملوك السابقين ملقاة على الأرض وفهم الملك القصة بأنه ما يلبث أن يترك الملوك في الجزيرة حتى تأتي الحيوانات وتلتهمهم. عندئذٍ عاد الملك ٳلى مدينته وجمع (100) عامل أقوياء وأخذهم ٳلى الجزيرة وأمرهم بتنظيف الغابة وٳزالة جثث الحيوانات والملوك السابقين وٳزالة الأشجار الصغيرة وكان يزور الجزيرة مرة كل شهر ليطلع على سير العمل وكان العمل يتقدم بخطوات سريعة فبعد مرور شهر واحد أٌزيلت الحيوانات والأشجار وعند مرور الشهر الثاني كانت الجزيرة قد أصبحت نظيفة تماماً فأمر الملك العمال بزرع الحدائق في جميع أنحاء الجزيرة وقام بتربية بعض الحيوانات المفيدة فيها ومع بداية الشهر الثالث أمر العمال ببناء بيت كبير ومرسى للسفن وبمرور الوقت تحولت الجزيرة ٳلى مكان جميل وقد كان الملك ذكيا فكان يلبس الملابس البسيطة وينفق القليل على حياته في المدينة مقابل أنه كان يكرس أمواله التي وهبت له في ٳعمار هذه الجزيرة وبعد مرور(9) أشهر جمع الملك الوزراء قائلاً أن الذهاب للجزيرة يتم بعد(12)شهراً ولكنه يود الذهاب الآن لكن الوزراء رفضوا قائلين

حسب التعليمات ننتظر(3)شهور أخرى.
ومرت الشهور الثلاث وأكتملت السنة وجاء دور الملك لينتقل ٳلى الجزيرة, البسه الناس ثيلبه الفاخرة ووضعوه على الفيل الكبير قائلين له وداعاً أيها الملك.
على غير عادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم وسأله الناس عن ذلك فأجاب بأن الحكماء يقولون {عندما تولد طفلاً في هذه الدنيا تبكي بينما جميع من حولكيضحكون, فعش في هذه الدنيا وأعمل ما تراه يرضي الله حتى يأتيك الموت وعندئذٍتضحك بينما جميع من حولك يبكون}فبينما الملوك السابقين كانوا منشغلين بمتعة أنفسهم أثناء فترة الملك والحكم, أنا كنت مشغولاً باتفكير بالمستقبل وخططت لذلك وقمت بٳصلاح وتعمير الجزيرة وأصبحت جنة صغيرة.



والدرس المأخوذ من هذه القصة هو لو أنك كنت في سفر الى مكان تعيش فيه طوال حياتك وفي منتصف الطريق وجدت بيتاً تستريح فيه ليلة واحدة ومن ثم تكمل السفر, ولكن البيت غير نظيف,فهل انك ستنظف البيت أم لا؟ والجواب هو/ طبعا لا.!!, لأنك ستنام فيه ليلة واحدة وليس العمر كله ولكن البيت الذي ستعيش فيه الى الأبد هو الذي يستحق التنظيف من الأوساخ المعنوية,ويستحق ان تبذل من أجله كل شئ لكي يصبح مكاناً جميلاً.
وصلى الله على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

قصة رائعة وحكمة أروع
أحسنت أخي فلو أن كل واحد منا أعمر دار قراره
لأنتقل من هذه الدنيا الى آخرته مستبشرا ضاحكا
وفقك الله للمزيد

قصة ذات عبر كبيرة ورائعة
شكرا لك على نشرها

شكراً لكم على ردودكم.