![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
بسمه تعالى النِعم على الرغم من أن الآية الشريفة تنص على ؛ {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ... } بمعنى أنه جلّ جلاله هو صاحب النعم الوحيد على خلقه .. إلا إن هناك من يظن بأنه هو صاحب النعمة وأن لا فضل إلا لجهده وعمله وكأنه خارج من قضاء الله وقدره وقدرته ورحمته وغضبه . ومثل هؤلاء قد ينطبق عليهم قول الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} فإن هذه الآية وإن فسّرها المفسرون من الطرفين بأنها تنطبق على بني أمية وغيرهم إلا إن ذلك لا يمنع من انطباقها على المصاديق الأخرى وخصوصاً بعد أن نلتفت إلى إن الآيات القرآنية خالدة وتنطبق على كل زمان ومكان . وكما لا يخفى فإن استعمال النعمة في موردها هو المتعين وإلا فإنه قد بدلها من نعمة إلى نقمة وكفر وجحود ، فقد قال تعالى : {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وتبديل النعمة له مصاديق كثيرة : كصاحب الأموال الذي يستعملها في المحرمات أو صاحب العافية التي يستغلها لما لا يرضي الله أو صاحب الحكم والسلطة التي يجيرها لظلم وأذى الشعوب أو صاحب العلم الذي يستغله في نشر الفساد والرذيلة وغيرهم كثير . مضافاً إلى إن أحد أهم مستحقات النِعم هو الشكر ، فبالشكر تدوم النِعم وفي الشكر اعتراف بالنعمة ، ولذلك فإن قوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} أي أن الله تعالى لا يسلب النعمة عن خلقه إلا إذا بدلوها نقمة أو لم يشكروا تلك النعمة التي بين أيديهم . كما أن الله تعالى لا ينزل النِعم على قوم غير مستحقين لها لأفعالهم المشينة والسيئة ، فقد قال عز من قائل : { .... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} . إذن لا يصح للفرد الذي تسلب منه النعمة أو لا يكون له حصة منها إن جاز التعبير أن يجزع أو أن يصبّ جامّ غضبه على الله تعالى ويكون ذلك باباً من أبواب المعصية أو الإلحاد أو ما شاكل ذلك مما هو متفشٍ في مجتمعنا وأيامنا هذه . مضافاً إلى إن على الفرد أن يلتفت إلى قوله تعالى : {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} بمعنى أن الله تعالى قد أغدق على خلقه وعباده بالنعم التي لا تحصى أو قل لن يستطيع أحد إحصاءها على الإطلاق . فإذا صادف وأن سُلب الفرد نعمة أو نعمتين فلا ينبغي عليه نسيان باقي النعم التي هو غارق بها من حيث يعلم أو لا يعلم ، حتى ورد في الحكمة : ( انظر إلى ما هو دونك ) أي دونك في النعم ، لتعلم أنك أفضل منه حالاً فلعلك تشعر بما حولك من نعم وأفضال قد أغدقها الله عليك وعلى من حولك. نعم ، إن سلب النعمة وجلب البلاء والعقاب الدنيوي ليس إلا من فِعال الفرد وسوء أعماله وسوء استحقاقه ، فقد قال تعالى : {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} وغيرها من الآيات التي تنص على هذا المضمون ، وهو كون سلب النعمة وما يقع على الفرد مما يعتبرونه ظلماً إنما هو من جرّاء أنفسهم وأفعالهم وتصرفاتهم ومعاصيهم وذنوبهم . مع ملاحظة مهمة أخرى وهي أن الله سبحانه وتعالى قد يغدق على المذنبين والعاصين لأجل إلفاتهم وتذكيرهم ، فإن أغفلوا أو تغافلوا فقد يستمر بالنعم عليهم لأجل أن يمدهم في طغيانهم ، قال تعالى : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} وبالتالي سيكون خارجاً من نعمة الله ورحمته ويكون ذلك مقدمة لنزول البلاء والنقمة عليه في الدنيا وفي الآخرة معاً . ثم إن على الفرد أيّاً كان أن يلتفت إلى إن سلب النعمة قد لا يكون نقمةً أو بلاءً أو سوءاً بل قد يكون اختباراً له فعليه أن يجتاز ذلك الاختبار والامتحان بنجاح من خلال عدم التململ وعدم الجزع والصبر فلعل الله يحدث بعد ذلك أمراً كالصبر على الفقر أو المرض أو أي عرَض دنيوي آخر مهما قلّ أو صغر الذي يجب أن يصبر عليه ليُحدث الله بعد ذلك رزقاً أو عافية أو ما شاكل ذلك . كما إن هناك نعماً كثيرة قد لا يستطيع البعض الإلتفات إليها ، فقد قال تعالى : {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} فإن هناك نعمة باطنة وخفية يصعب على الكثيرين التنبه لها ويصعب معرفتها إلا لمن هو ذو حظ عظيم ومنزلة كبيرة ، ولعل من الطرق التي يُخفي الله بها نعمه هي ابتلاؤهم بأمر يكون مقدمة لنعمة يجهلها ، كمن يصاب بحادثة سير في طريقه على سبيل المثال وهو لا يعلم أن كون هذا الحادث قد كان مانعاً عن قتله من قبل عصابة قد تصادفه في طريقه لولا ذلك الحادث أو كسرقة ماله من بعض اللصوص وهو غافل عن كون ذلك المال الذي لو لم يسرق لكان صرفه في أمر يجلب له الأذى الدنيوي أو الأخروي . نعم ، إن بعض البلاءات الدنيوية إذا ما صبر عليها الفرد ولم يجزع فإنها ستكون له باباً من أبواب الثواب الأخروي لا محالة ، فلقد وعد الله الصابرين بالثواب ، فقد قال جلّ جلاله : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي بشرهم أن من صبر ظفر ونجى ومن جزع ساءت عاقبته وساء أمره والله يحب الصابرين ويعدهم بالجنة ألم تسمع قوله تعالى : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} فالصابر بمنزلة المجاهد في سبيل الله أو الذين يجاهدون أنفسهم وشيطانهم ويا لها من منزلة عظيمة . اللهم فاجعلنا من الصابرين الشاكرين والحمد لله ربّ العالمين . عبد الله مقتدى الصدر
التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 03-04-2021 الساعة 12:18 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |