![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر سماحة السيد ألقائد مقتدى الصدر (أعزه الله) المواضيع الخاصة بسماحة سيد المقاومة الإسلامية سماحة القائد مقتدى الصدر نصره الله |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
بسمه تعالى لفت نظر لا دخل للسياسة في هذا المقال ولا أريد المدح بأحد أو جهة معينة ولا الذم بل هو مجرد لفت نظركم أيها الأحبة الى أمر أجده مهماً ينبغي إصلاحه من خلال التعاملات الحياتية الروتينية فقد قال الشاعر: نعيبُ زمانَنا والعيبُ فينا وما لزمانِنا عيبٌ سوانا نعم، إن الحكومة وأروقتها مليئة بالفساد ولا ينكر ذلك إلا الفاسد أو أعمى البصيرة ونحن مستمرون بإصلاح ما نستطيع. نعم، إن المطالبة بالإصلاح أمر ضروري بل واجب عقلاً ونقلاً.. ولا قائل بغير ذلك. إلا إن المهم بالأمر أن من يريد الإصلاح يجب أن يكون مُصلَحاً قبل أن يكون مُصلِحاً وإلا انطبق عليه قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ.. أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ}. فلا معنى أن نصب جام غضبنا على الحكومة لأنها فاسدة ونترك الفساد مستشرياً في مفاصل الحياة الشخصية والعائلية وما شاكل ذلك، فلقد ورد: (كيفما تكونوا يولّ عليكم) بمعنى: إن صلح المجتمع صلحت الطبقة السياسية الحاكمة. ومن هنا يجب الإلتفات هل نحن وإياكم من الملتزمين بالأفعال الصالحة أم لا؟! هل أدفع مالاً لجهة معينة من أجل التعيين؟ هل أستلم أموالاً لشراء صوتي الانتخابي؟ هل أسحب كهرباء (چطل)؟ هل أعتني بنظافة منزلي وأمام منزلي ومحل عملي؟! هل أدفع مالاً لأنجح بامتحانات المدارس أو الجامعات؟! هل أرضى بتعييني بغير اختصاصي؟! هل أدفع الضرائب والمستحقات مثل الكهرباء والماء؟! هل أوالي الوطن وأحبه أم لي أجندات خارجية من هنا وهناك كما هو حال أغلب السياسيين؟! هل أدفع الرشوة للموظفين لتمشية معاملاتي؟! وغيرها من الأسئلة المهمة التي يجب أن نحاسب أنفسنا قبل محاسبة الآخرين، فقد ورد: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر). لكن الإشكال الواضح والجاهز في أذهان الجميع، هو: أولاً: إن تلك المفاسد بسيطة أمام مفاسد الحكومة. ثانياً: إننا نفسد ونقوم بتلك الأمور ردّاً على فساد الحكومة والسياسيين. الجواب: أما أولاً: أ- إن اللمم من الأمور والصغائر إذا كثرت فحالها حال الكبائر. ب- إن من يفعل الصغائر قد لا يتورع عن الكبائر ولا سيما إذا تسنم منصباً حكومياً لأنه اعتاد على ذلك. أما ثانياً: فجوابه: أ- إن الفاسدين ليسوا قدوتنا. ب- إن الفساد لا يدرأ بفساد مثله وإلا دفعنا فساداً وتورطنا بفساد آخر. فيا أيها الأحبة فلنصلح أنفسنا قبل أن نصلح الآخرين.. حتي نكون قدوة لغيرنا بل وإن حاولنا الإصلاح فسيوفقنا الله تعالى لذلك، ويرفع عنا البلاء فقد قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمٖ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ}. وهنا أود أن أذكركم بمقولة للسيد الوالد (قدس سره الشريف) بما فحواه: إن الأهم هو أسلمة المجتمع قبل أسلمة الحكومات... (انتهى). بمعنى إن إصلاح حياتنا أهم من إصلاح الأروقة السياسية، بل إن إصلاحها سيفيء على الحكومة بالإصلاح التدريجي لأن الحكومة من رحم المجتمع فإن كان فاسداً فسُدت وإن كان صالحاً صلُحت.. ومن غير الصحيح أن أنتظر إصلاح الحكومة أولاً لكي أصلح نفسي وعائلتي ومجتمعي ثانياً. فهي دعوة ثانية مني لإصلاح المجتمع ذاتياً أو من خلال الحكمة والموعظة والتثقيف فحسب بعد دعوتي لإصلاح الحكومة والسياسيين التابعين لنا أم لغيرنا. وما تقديمي لإصلاح الحكومة على إصلاح المجتمع الذاتي إلا لأنني تصورت أن إصلاحها أيسر وأسرع وإلا فإنه كان عليَّ البدء بالمجتمع ثم الحكومة. وعلى المجتمع أن يبادر الى ذلك فوراً.. والمبادرة هي أكبر علامات النجاح والإصلاح، فقد ورد: (خطوة من العبد والباقي على الرب) والله ولي التوفيق. خادم الإصلاح مقتدى الصدر
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |