العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر مواساة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

منبر مواساة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بحوث ثقافية في الدروس والعبر المستوحاة من السيرة العطرة لإمامنا الكاظم عليه السلام

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-2019, 08:47 PM   #1

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

بقلمي عندما يكون السجن ميداناً لمقارعة الظالمين ... الامام موسى بن جعفر عليه السلام إنموذجاً

عندما يكون السجن ميداناً لمقارعة الظالمين ... الامام موسى بن جعفر عليه السلام إنموذجاً
لعل البعض يستغرب هل من الممكن ان يكون السجن ساحة لمحاربة الظالمين ؟! واذا كان بالإمكان ذلك فكيف يكون ؟ فعادة ما يستخدم الطغاة شتى الاساليب من اجل اسكات صوت الحق ومنها السجون لإذلال الاحرار وحجبهم عن ممارسة دورهم في اصلاح المجتمع ، وهذا الكلام في حد ذاته صحيحا ولكن اولياء الله او قل المصلحون الذي نذروا انفسهم من اجل خدمة العباد والبلاد ورضا الله سبحانه وتعالى يمارسون دورهم الاصلاحي في أي مكان او زمان وفي اشد الظروف واصعبها فهم عادة ما يقلبون المعادلات فتكون الهزيمة العسكرية نصرا او قل الموت حياة فينتصر الدم على السيف كما حدث في واقعة الطف الخالدة التي اصبحت نورا يستمد منه الاحرار قوتهم وعزيمتهم في مقارعة الظالمين فكذلك الحال في السجن الذي استطاع الامام موسى بن جعفر عليه السلام ان يجعله ميدانا لمحاربة الظالمين وكسر هيبتهم ، اما ماهي المشخصات الدالة على ذلك فيمكن ان استعرضها على عجالة بما يلي :
1 – ازالة القناع عن وجه هارون اللارشيد الذي كان يتستر به من انه الممثل الشرعي لرسول الله صلى الله عليه واله وابن عمه والسائر على نهجه وكان الداعم لذلك ظاهره المزيف وفقهاء السلطان الذي باعوا اخرتهم بدنيا غيرهم الامر الذي كان ينطلي على الكثيرين من البسطاء ، فكان سجن الامام عليه السلام وهو المعروف بزهده وورعه ومكانته الاجتماعية وحبه للخير ومساعدة الناس وابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله كاشفا عن زيف ما يدعيه هارون خصوصا وان الامام قد ضرب اعلى انواع الضبط في السجن فاسقط بذلك كل التهم التي اراد الظالم الصاقها به بحيث ان عامل هارون في البصرة وهو مدير السجن كتب الى هارون ما نصه : ( يا أمير المؤمنين ، كُتِب إليّ في هذا الرجل ، وقد اختبرتُه طولَ مَقامِه بِمَن حبستُهُ مَعه عَيْناً عليه ،لينظروا حيلته وأمره وطويته ، ممن له المعرفة والدراية ، ويجري من الإنسان مجرى الدم .فلم يكن منه سُوءٌ قط ، ولم يذكر أمير المؤمنين إلا بخير ، ولم يكن عنده تَطلّع إلى ولدية ، ولا خروج ، ولا شيء من أمر الدنيا .ولا دعا قط على أمير المؤمنين ، ولا على أحد من الناس ، ولا يدعو إلا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين من ملازمته للصيام والصلاة والعبادة ،فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره ، أو ينفّذ من يتسلّمه مِني ،وإلا سَرّحت سبيله ، فإني منه في غاية الحرج ) .( 1 )
2 – ايصال سهم الحق والهداية لمن يصعب ايصال ذلك اليهم لكونهم يعملون في اجهزة الدولة من جهة وان صورة الامام لربما تكون مشوهة لديهم من جهة اخرى كما حصل في هداية اخت السجان السندي بن شاهك ( لعنه الله ) حتى ورد عنها انها كلما نظرت الى الإمام قالت : ( خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل ) ومولاه بشار وكذلك الجارية التي ادخلها هارون على الامام بغية استمالته مضافا الى العديد من موظفي الدولة
3 – كان سجن الامام موسى بن جعفر عليه السلام مواساة لكل المعذبين في قعر السجون من الاحرار الابرياء من قبل الطواغيت الظلمة في عصره سلام الله عليه وفي العصور اللاحقة يستمدون منه الصبر على تحمل هذا البلاء والقوة والعزيمة على مواصلة طريق الاصلاح والرضا بقضاء الله جل وعلا وعدم الرضوخ لكل الاغراءات التي يحاول الظلمة تقديمها من اجل امالتهم عن الهدف الذي ارادوا تحقيقه
4 – يمكن القول ان الامام عليه السلام لم ينقطع عن اصحابه او على الاقل المخلصين منهم في توجيههم اما بما ترك عندهم من خطوط رئيسية واضحة في كيفية مواصلة مسيرهم بالشكل الصحيح او بالمباشر من خلال وصول البعض منهم الى السجن كما في رواية علي بن سويد (2) ووصوله الى الامام وهو في سجن السندي ( لعنه الله ) مع كونه اصعب السجون واشدها في التضييق على الامام فيكون الوصول اليه والاتصال به في غيرها اوفر حظاً واسهل طلباً
5 – كما ان الامام الحسين عليه السلام اصبح قبلة للأحرار ومثالاً يقتدي به الثائرين ضد الظلم والظالمين مرخصين انفسهم في سبيل اعلاء كلمة الحق كذلك اصبح حفيده الامام موسى بن جعفر عليه السلام مثالاً يقتدي به كل المظلومين المعذبين في غياهب السجون فقد اعطى لهم المنهجية العملية التي يجب ان يسيروا عليها ...
فسلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير
السلام على الجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف
السلام عليكم يا مولاي ياموسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته
المصادر
( 1 ) الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٩٥٣
( 2 ) مجمع المصائب للهنداوي ص252

 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-2019, 05:02 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: عندما يكون السجن ميداناً لمقارعة الظالمين ... الامام موسى بن جعفر عليه السلام إنموذجاً

أحسنتم وجزاكم الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 03:27 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024