العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم المهدوي > منبر جيش ألإمام المهدي (عجل الله فرجه)

منبر جيش ألإمام المهدي (عجل الله فرجه) مخصص لمواضيع جيش الرهبان ليلاً والأسود نهاراً

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-2011, 05:22 PM   #1

 
الصورة الرمزية سائل المعرفة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 208
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق-النجف الأشرف
االمشاركات : 29

Question سؤال من خارج الحدود

ورد السؤال التالي من خارج الوطن :
ما الذي تقصدونه بجيش الإمام المهدي ؟
هل هو نفس الجيش الذي ذكر في الروايات الخاصة بالإمام المهدي ؟
أم أنه جيش سمي تيمناً بالإمام المهدي ؟
أفيدونا جزاكم الله خير جزاء المحسنين

 

 

 

 

 

 

 

 

سائل المعرفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2011, 05:51 PM   #2

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

بقلمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزي سائل المعرفة كتب الاستاذ الفاضل همام الزيدي عدة دروس اعتقد من خلالها ستستشف الجواب الشاف لما تسأل عنه سأوردها لك وهي وان كانت منشورة في الشبكة لكن لابأس ففي الاعادة افادة كما يعبرون
اتمنى ان اوفق في ذلك ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
أُسِسَ جيش الإمام المهدي علية السلام والهدف منه هو توجيه الأفراد الى إمامهم في بعدين احدهم البعد المعنوي والآخر البعد العملي .أو قل المحتوى الداخلي للفرد والتحرك الخارجي للفرد . وكلا البعدين يتعامل بهما الفرد مع نفسه تارة وأخرى مع الآخرين .وعليه أن يتوّج بالنجاح لكي يكون من المنظور إليهم بعين الرضا والقبول من قبل الإمام سلام الله عليه .
وقد يثار سؤال في هذا الإطار وهو هل هناك حق يمتلكه شخص يستطيع من خلاله تأسيس هذا الجيش ذو العنوان العظيم المقدس ؟
وقبل الإجابة عن هذا السؤال لابد من بيان هذه المقدمة :-
إن جيش الإمام المهدي قد تأسس منذ اللحظات الأولى التي لهج بها رسول الله الأعظم صلى الله عليه واله بإسم الإمام المهدي وبشّر بظهوره لإملاء الأرض عدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً
وأنه يحتاج سلام الله عليه الى جيش عقائدي ممحص وكامل الإيمان للقيام بمهمته المقدسة.ولذلك أخذت النفوس الشريفة تتطلع للانتماء الى الصفوة الخيرّة من المؤمنين الذين يكون لهم شرف الانتماء والمعيّة الطيبة مع إمامهم الموعود فجاهدوا في بذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذا الأمر الكبير . آخذين أوامرهم وتعاليمهم وإرشادتهم الدينية والتربوية من الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وأئمتهم الطاهرين عليهم السلام وهم بذالك يؤدون تكليفهم المطلوب منهم إتجاه ربهم ولتهيئة الأرضية المناسبة لاستقبال ذلك الوعد الإلهي جيلاً بعد جيل .
إذ أن هذه الأجيال الطويلة والتي عاصرت عهد الرساله وإلى وقتنا الحاضر تمثل الإنتماء الى مدرسة أهل البيت والتخرج من هذه المدرسة يكون عصارة هذه الأجيال للخروج الى خير التطبيق الفعلي للشريعة المقدسة في هذه الدنيا .
وهذا الانتماء وإن لم يكن رسمياً وواضحاً للعيان فإنه موجود ويحس به كل فرد مؤمن يسير في طريق التكامل والهداية .
وكان المعصوم عليه السلام يرسم ويحدد الخطوط التي يجب أن يسير عليها الفرد لإحراز التكامل والمواصفات التي يجب توفرها فيه للفوز بالمطلب الإلهي المتمثل بنصرة إمامهم الموعود .
بغض النظر عما قد يثار من إشكال وهو إذا كان المعصومون هم اثنا عشر وإن الإمام المهدي هو الإمام الأخير في هذا التسلسل الشريف , فكيف يتم الاستعداد له في فترة الرسول صلى الله عليه واله وفتره الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه وهكذا فترات الائمة الباقين عليهم السلام .علماً أن ظهوره لا يتم في زمانهم .
فنقول هذا صحيح لكن هذا لا يمنع من تكامل الفرد والوصول إلى المواصفات المطلوبة من جيش الإمام المهدي الفعلي والذي يحضى بشرف الالتحاق بالإمام والاستشهاد بين يديه . وذلك لان الوصول الى صفات الجيش هي من الغايات الكبيرة لوجود الفرد المؤمن ومن الأشياء المحببة لله تعالى . فكل فرد يصل إليها أو إلى بعض منها في أي زمان كان فهو بالتالي يفوز بالجنان بعد إحراز الرضا الإلهي بالمسير بالخط التكاملي الذي يحدده المعصوم عليه السلام في زمان وجود الفرد ومن ثم ليسجل في ديوان أصحاب الإمام المهدي فعلاً حتى وإن مات قبل ظهوره الشريف ومن ثم سوف يعامل بالآخرة كما يعامل أصحاب الإمام المعاصرين له واخذ الجزاء المناسب لذلك .
هذا علماً إن الفرد إذا سعى الى تكامل نفسه والوصول الى مواصفات الجيش الذي يلتحق بإمامه فهو بالواقع يسعى الى تطبيق ما يريده الله في أرضه لا غير لان الهدف واحد بل إن هدف الوصول للإمام المهدي عليه السلام هو من اجل الرضا الإلهي ولذلك فإن الفرد إذا أطاع الله ونفذ أوامره واجتنب نواهيه فقد عمل من اجل الالتحاق بجيش الإمام المهدي عليه السلام سواء شعر بذلك أم لم يشعر لأن التصفية والعمل في كلاهما واحد , أي أن التكامل في طريق الرضا الإلهي هو عينه التكامل في طريق الالتحاق بجيش الإمام عليه السلام فلا تعارض في البين – فتنبه لذلك ولا تغفل .
أما في الفترات الزمنية التي تلت الأئمة المعصومين سلام الله عليهم وبعد أن غاب الإمام المهدي سلام الله عليه عن قواعده الشعبية جاء دور العلماء العاملين واخذوا على عاتقهم تربية الأجيال لما يريده الله تعالى للتوفيق بالالتحاق مع إمامهم المهدي في ظهوره الشريف والذي زاد في أمر سرعة التكامل الأفراد والالتفات الجدي الى ما يجب فعله والى ما يجب تركه هو أن الأمر بعد غيبة الإمام الكبرى قد أصبح في غاية الأهمية لأن الفرج يتوقع في كل لحظة ومع كل نفس وأصبح الكل مبتلى بهذا الاختبار . فكيف بالفرد إذا غفل عن هذا ؟
حتماً سوف يكون من الهالكين وعن الإمام من المبعدين.هذا والعلماء العاملون يجاهدون في سبيل تقوية عقيدة أهل البيت ونشر علومهم بين الناس وتربية افراد من الأمة لتكون على قدر من المسؤولية تجاه إمامهم المهدي علية السلام . وكلما تقدم الزمن إزداد البلاء وقل الديّانون وأصبحت الغيبة طويلة والانتظار صعب على اغلب المؤمنين إلا الذين وفوا بعدهم مع الله تعالى فأنهم صابرون محتسبون ولظهور إمامهم مع كل نظرة ونفس يتوقعون .
إلى إن وصل الأمر الى زماننا حيث البلاءات من أشدها وزخارف الدنيا ومنزلقاتها في أتمها والانحراف والتميع يعلو مناكبها , حتى أصبح الظلم للعالم سيدا فيه الظالم والمنحرف منعّما والمؤمن خائفاً مشردا.
فها هي إسرائيل وإمريكا وأعوانهم قد غزو العالم بأفكارهم وأعمالهم الضالة المضلة وأصبحوا يديرون سياسات الدول بما يرضي إراداتهم والكل لهم خاضعون مطيعون إذ أصبحوا لهم شيطانهم الأكبر الذي ربّا أولياءه على الطاعة ولاشيء غير الطاعة . وما أحلى طاعة الشعوب لو كانت لله تعالى بدلاً من هذا الشيطان فإنه الى النار يسعى بمطيعيه والى بئس المقر يوصل طالبيه . يستخدم الألفاظ الجميلة ليخدع بها الشعوب وهو منها براء . يستحدم ألفاظ الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وهو بديمقراطيتة المقيتة إحتلنا وبإسم الحرية انتهك حرمتنا وبإسم حقوق الإنسان يريد أن يسرق عقائدنا . فإن تكلمت بالحق قال عنك إرهابي ويجب القضاء عليك .وأما إذا عملت بالذي يرضيه . رضى عنك كل الرضا وأعطاك ما ترغب وتريد .
فأنت إن كنت مسلماً أجعلك تعيش لكن بصورة الإسلام النائم الذي لا يستطيع أن يرفع طرف عينه بوجه الاستكبار والطواغيت فان فعلت ذلك فأنت مسلم لكن ضمن الرؤى الأمريكية ولذلك سيعطيك ما تريد من حكم وأموال وكراسي وغيرها لأنك في فلكه تدور ومن أرغفته تأكل ومن مياهه تشرب .
فسكت الفقيه خوفاً من أن يتهم بالإرهاب وخضع الآخر لهم طمعاً بالدنيا وغرورها وثالث بعيد عن ساحة الحدث نطق باطلاً وفعل شططا . ظناً منهم إن سايروا الإمريكان لفترة معينة يستطيعون بعدها أن يتغلبوا عليه وتكون لهم الكلمة الفصل في إخراجه متناسين أنه كلما تقادم الزمان قويت شوكة الشيطان في بلد الإسلام وازداد عملاءه وقويت مغرياته والشباب ينزلق في منحدراتهم المظلمة بلا وعي وإدراك . كل هذا وإمريكا تعمل وتخطط في العراق الحبيب وتنفذ ما تريد من دون شعور وإلتفات , فهي تخطط وتعطينا الأدوار وبعناوين مغرية وتحت شعارات إسلامية وديمقراطية وغيرها من الشعارات , ونحن بتطبيقها في أرضنا الى النار سائرون وعن الله مبعدون . وفي خضم هذه الاحداث ولشدة تأثيرها على المجتمع وما تخلفه من آثار بحيث إنها وصلت الى درجة من الخطورة لم يمر زمن على العراق مثل ما مر به الآن من محاولة شرسة لإنهاء الإيمان فيه والاستعداد لمواجهة الإمام المهدي عليه السلام من أرضه ومن بين أهله . هذه الحملة الظالمة من قبل اليهود والإمريكان على بلدنا الحبيب لم يكن الاستعداد لمواجهتها بالآليات الإسلامية المتعارف عليها في زماننا هذا كافياً إذ استعداد الفرد وتهيئة نفسه على المستوى الفردي والجماعي يحتاج الى بعد عملي وفكري جديد يناسب حركة الشيطان الجديدة بعد احتلاله للعراق ِ. ومن غير المنطقي نبقى نواجهه بألية قد تعلم محتواها ومن ثم رتب لها ترتيباً لكي يحتويها ببرنامجه وخططه التي وضعها من احتلاله للعراق . ولذلك ترى الكثير منا قد وقع في هذا الفخ ولم يلتفت الى ذلك والى وقتنا هذا بل على العكس أخذ يحارب كل من لا يرضى بمنهجيتة المستسلمة للإمريكان مدعياً بأن منهجيتة هي الصحيحة وغيرها على خطا ولذلك تراه أرضى الأمريكان من حيث يشعر او لا يشعر .ولذلك خرج السيد القائد مقتدى الصدر معطياً نمطاً جديداً للتكامل وللسير الإلهي وبغض النظر عن العناوين العلمية وآلياتها العملية والفكرية . هذا النمط والأسلوب الحركي الجديد هو عندما قام بالإعلان عن تأسيس جيش الإمام المهدي معلناً تشكيله للدفاع عن الإسلام وحماية رموزه من هذا العدوان الهمجي الجديد الذي الذي طال العراق وأهله . وهو بذلك قد فاجأ الإمريكان وأذهلهم وعرقل خططهم إذ هم لم يتوقعوا حدوث هذا الشيء في العراق بعد إحتلالهم له فهذه مباغته لم تدخل في حساباتهم وملف جديد لم يتم درسه والتحضير له . ولذلك كان تأسيس هذا الجيش المبارك كالصاعقة على رؤوسهم بل جعلت مخططاتهم تذهب هباءاً منثورا وسنجني نتائجها انشاء الله تعالى ولو بعد حين ِِِِِِِِ.
ويمكن لنا أن نستشف بعض الأهداف التي أرادها السيد القائد مقتدى الصدر من تأسيس جيش الإمام المهدي وهي :-
1.إبراز عنوان جيش الإمام المهدي من السر الى العلن بعد أن كان كامناً في نفوس المؤمنين وأراد أن يجمع المخلصين الذين يتطلعون الى أن يكونوا من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام أو قل الذين تتوفر فيهم شروط أصحابه فأعلن عن تأسيس جيش الإمام المهدي .
2.اعطا لمن كان يعد نفسه ليكون ممن تتوفر فيه شروط أصحاب الإمام فرصه للمعايشه العملية بحيث يرى الفرد من خلالها هل هو ممن يستطيع الصبر على ما كان يقول ويعاهد عليه إمامه في الفترات السابقة من بذل الغالي والنفيس والشهادة في سبيل إعلاء رايه الإسلام أم لا ؟ وذلك بمواجهة أعداء الله بالمباشر وجهادهم بإسم جيش الإمام المهدي عليه السلام . ولعل الإمام سلام الله عليه عندما يرى ذلك الإخلاص والجهاد من المؤمنين الممحصين يكون مؤشر خير عنده مما يساعد كثيرا بتعجيل الفرج وخصوصاً ان الإمام عليه السلام يرى بعينه كيف هؤلاء المخلصون يقدّمون أرواحهم في سبيل الله وهم يقاومون ويقاتلون اشد أعداء الله وأشرسهم .
3.إن السيد القائد مقتدى الصدر أراد أن يوصّل الى المحتل بإننا كمسلمين غير راغبين بقدومكم إلينا وإنكم غزاة محتلون ولستم محررون كما تدعون ولذلك فنحن مقاومون لكم بإسم جيش الإمام المهدي ونحن صفحة الدين والإيمان المشرقة التي لم ولن تساوم أعداء الدين مهما حاولتم أن تقدموا لنا من إغراءات وضدها من التهديدات . فخط الرسالة المحمدي لن يموت وخط أمير المؤمنين لن يموت وخط الحسين لن يموت وخط محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر لن يموت فلا زالت دماؤهم تفور وتثور وبنا تثور وبأرواحنا نحييها ونجعلها فوق رؤوسنا نور .
4.أراد السيد القائد أن يعطي زخماً معنوياً هائلاً للأفراد المؤمنين الذين يرغبون في مقاومة الإحتلال وحماية مقدساتهم ورموزهم الدينيه فأطلق هذه التسمية الشريفة للمنتمين لهذا الخط الجهادي الطويل ليكون لهم عزاً وفخراً في الدنيا والأخرة . هذا من جانب ومن جانب آخر أراد أن يعطي للمنتمي في هذا الجيش المعايشة والتفاعل مع هذا العنوان لكي يكون دافعاً للزيادة في التكامل والإخلاص والابتعاد عن كل ما يغضب الإمام سلام الله عليه .

من دروس الاستاذ الفاضل همام الزيدي
يتبع رجاءاً

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 17-04-2011 الساعة 05:57 PM
أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2011, 05:53 PM   #3

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي

تكملة الدرس

هذا وبعد أن أصبح عنوان جيش الإمام المهدي بإطاره المعلن من خاصيات أتباع السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره فقد حرص السيد مقتدى الصدر على مراعاة هذا الجانب ولذلك التفت الى أنه من الأمور المهمة هو الحفاظ على خط الصدر ومنهجيته الفكرية والعملية التي أرادها لمقلديه بشكل خاص وللأجيال المسلمة والمؤمنة بشكل عام. فأخذ بترسيخ الثوابت الأخلاقية والعلمية وترك جميع الأمور الدنيوية التي تلهي وتبعد عن ذكر الله تعالى والتوجه بكل ما أوتي الإنسان من قوة ومقدرة للجانب المرضي لله تعالى.
والحقيقة أن السيد مقتدى الصدر قد نطق بهذا الكلام في أول زيارة له بعد سقوط صدام اللعين لجامع المحسن في مدينة الصدر وقد قال في جملة ما قال (اتركوا الدنيا وأعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد) .
وبعد أن أثبت جيش الإمام المهدي حبه للجهاد وعشقه للشهادة بمواجهة اكبر قوة طاغوتية على وجه الأرض المتمثلة بإمريكا وأعوانها وضرب في سوح الوغى أروع الأمثلة في الشجاعة ورسوخ الإيمان وثبات الأقدام في الميدان. أراد السيد القائد أن يجعل من هذا الجيش الشريف جيشاً له مواصفات أخرى غير الشجاعة والإقدام وحب الشهادة.
أراد لهم أن يحبوا طاعة الله وعبادته وحب العلم والتفقه في دين الله كحبهم للشهادة والجهاد في سبيله. وان يتحلوا بالأخلاق الحميدة والعلوم المفيدة لكي يكونوا صورا مشرقة للإسلام وللمذهب خصوصاً في عيون الناس سواء في العراق وغيره من البلدان.
ولذلك فإن كل فرد من المنتمين لجيش الإمام المهدي عليه أن يعي ذلك ويفهمه ومن ثم يعمل و يسعى لإيجاد هذه الشروط في نفسه ومتى ما تحققت عنده يمكن له في وقت ما ان يواجه الدجال والطاغوت الأكبر بنفسية وروحية وعقلية غير تلك التي واجه بها الإمريكان وأعوانهم قبل سنين. فبالرغم من ذلك النجاح الباهر الذي تحقق في حينه والذي كان عدد كبير من أفراد الجيش يقاتل بالفطرة السليمة وبطيبة القلب والغيرة التي كانت عنده على الإسلام والمذهب ومن دون أن يكون قد تسلح بالسلاح الأكمل من امتلاكه للعلم والتفقه والدراية في طرق العبادة الواجبة والمستحبة على حد سواء. فكيف يا ترى سوف يكون جهادهم بعد أن يمتلكوا سلاح العلـم والإيمان والتفقه والعبادة العالية والتحلي بأخلاق أهل البيت سلام الله عليهم في التعامل مع الأحداث. بالتأكيد سوف يكون النجاح في ميدان المعركة بشكل أوسع وأعمق. لأنه سوف يكون قتال عن وعي تام ونفاذ بصيرة وقوة إرادة وتحقيق هدف لا يرضي نفسه فيه بل يرضي الله تعالى ومن ثم إمامه المهدي عليه السلام.
ولذلك فكل فرد من أفراد جيش الإمام المهدي إذا لم:
1- يؤدي صلاة الليل فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
2- إذا لم يتعلم ويتفقه في دينه فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
3- إذا لم يقرأ القران ويتعلم معانيه فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
4- إذا لم تكن أخلاقه أخلاقاً تستمد طبيعتها من أخلاق أهل البيت عليهم السلام في تعامله مع نفسه ومع اسرته ومع محيطه الذي يعيش فيه. فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
5-إذا لم يترك الدنيا وحطامها، ويسير بخط التوجيه الى المطلوب الأخروي فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
6- إذا لم يترك حب القيادة والمناصب والصعود على رؤوس الآخرين فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
7- إذا لم يترك تخويف الناس وابتزازهم فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
8- إذا لم يكن محبوباً بين إخوانه وبين الناس وان الناس المحيطة به تضرب الأمثال بأخلاقه وتصرفاته. فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
9- اذا لم يحب الجهاد والشهادة وبذل الغالي والنفيس في سبيل الله فجيش الإمام وقائده بريئون منه.
وعلى الناس أن تلاحظ ذلك في أفراد الجيش فان من يسيء التصرف في الخارج فعليها اذا أرادت أن تنصف هذا الجيش أن لا تعتبر المسيء وبأي حقل كان وتحسبه من الجيش ومن ثم تسيء الظن بالجيش وبقائده وتنعتهم بأوصاف غير منصفة وغير موضوعية.
فهل يحق لنا أن ننعت رسول الله صلى الله عليه واله والناس المؤمنة التي اتبعته كأمثال عمار وأبا ذر وسلمان والمقداد والحمزة وحذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله وعبد الله بن مسعود وغيرهم من المؤمنين بأنهم أناس غير جيدين ومسيئين لتصرفات سيئة صدرت ممن كان ظاهراً ينتمي الى الإسلام ولم ينتمي واقعاً. فهل نعيب على الإسلام ونبيه هذا الفعل أم نعيب على الأشخاص الذين ابتعدوا عن تعاليم الإسلام ومنهجه.
فكذلك جيش الإمام المهدي بريء من كل تصرف سيء وقبيح, لأنه كما قلنا بان هذا الجيش الذي أسسه السيد مقتدى الصدر هو امتداد لما أراده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر فهل محمد الصدر قدس سره يرضى بالتصرفات السيئة؟ أم هل يرضى بترك العلم والتعلم؟ أم يرضى بهجران العبادة؟ كلا وألف كلا والسيد القائد لا يرضى بذلك أما آن الأوان لنسمع كلامهم ونتبع منهجهم بالقول والفعل وترك الإتباع بالقول اللساني فقط فالنتق الله في ذلك ولنخاف يوماً يكون فيه الحساب عسير لكل مدعي بالانتماء لهذا الجيش الشريف ولهذا العنوان المقدس وهو عن أهدافه بعيد وعن غاياته لاهي.
ومن اجل ترسيخ هذه الابعاد أخذ السيد القائد مقتدى الصدر كونه قائداً ومؤسساً علنياً لهذا الجيش يصدر التعليمات والبيانات الواحد تلو الآخر مؤكداً فيها على الاخلاقيات والتعاليم الإسلامية العالية التي أراد للجيش أن يتحلى بها وتكون شعاراً مميزاً لأفراده.
ومن هذه الخطابات والبيانات ما جاء في البيان الذي أصدره سماحته في الخامس عشر من صفر الخير لعام 1429 حيث بين فيه دستور الانتماء الى جيش الإمام المهدي وإن كل من ليس له القدرة على تنفيذ فقراته فيعتبر في البعد العملي والواقعي هو بعيد عن الجيش وعن الانتماء الى صفوفه.
والأن لنتعرف على فقرات هذا البيان عسى أن نوفق في شرحها وبيان معانيها ومداليلها:-

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
المتن((إخوتي الأحبة في جيش الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ما كنت يوماً من الأيام إلا محباً لكم راغباً فيكم طالباً لهدايتكم سائلاً الله جمعكم مبعداً لكل أعدائكم فان أردتم أن تعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد فافعلوا ما تؤمرون ولما سأقول تطبقون فلست إلا آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر فإن كنتم كذلك فإني معكم وبكم وفيكم وإلا فإني أخاف مشهد يوم عظيم فوا لله لا استطيع تحمل معاصي العاصين ولا فسق الفاسقين ولا جرم المجرمين ولا حتى غفلة الغافلين ولا تقصير المقصرين والقاصرين فإني ما أسست هذا الجيش العقائدي إلا ليكون كما أراد المعصومون سلام الله عليهم أجمعين وهذا صعب عسير فمن يرى في نفسه التحمل والإرادة والقوة و القدرة والإنابة والنشاط وبعد الشيطان والنفس الأمارة بالسوء عنه فليكون طالباً لما يلي مطبقاً له ومصداقاً له..........))
الشرح:- تكلم السيد مقتدى الصدر مع أفراد جيش الإمام المهدي وبين لهم انه اخٌ ومحب لهم وراغب في وجودهم معه ووجوده معهم كونهم المخلصون الأوفياء للإسلام والتضحية من أجله بالغالي والنفيس ولذلك قال أنا أطلب هدايتكم فإن المحب يريد لمن يحب الخير ولا شك أنه من أفضل أنواع الخير الهداية الى الطريق الذي لا انحراف وضلالة فيه ولذلك فقد سأل الله تعالى لم شمل الجيش خوفاً من أن تتفرق به السبل لوجود المنافقين والنفعيين وما شاكل ذلك فإن وجودهم في داخل الجيش سيثير الفتنة والانشقاق. ثم طلب من الله تعالى أن يبعد كل أنواع الأعداء من الداخل والخارج عنهم.
بعدها تمثل بقول أمير المؤمنين عليه السلام في أحد كتبه التي أرسلها الى أحد عماله على البصرة حيث قال فيه( ولكن أعينوني بورع واجنهاد وعفة وسداد) (1) . ومعنى ذلك أننا إذا لم نقدر على فعل ما يفعله القائد والقيام بما يقوم به ويتحمله لكونها تحتاج الى مجاهدات ورياضات نفسية عالية ومع عجز كثير من أفراد الجيش عن الوصول الى هذه المراتب العالية, لكنه يجب عليهم أن يعينوا قائدهم على انفسهم الأمارة بالسوء بالورع الذي تكون به اعمالنا كلها صغيرها وكبيرها مطابقة للشرع وذلك بترك المحرمات وفعل الواجبات والاجتهاد في الاعمال الصالحة بحيث نجهد انفسنا ونتعبها من اجل تحصيلها, والاعمال الصالحة لا تعني التي يتم تحصيلها بالبعد العملي فقط بل بالبعد الفكري أيضاً والذي يتم بواسطته معرفة جهة الحق والانتماء اليها والسير بما تححده من مناهج وخطوط.
أما العفة فهي تأتي دائماً بمعنى التوسط بالملذات والابتعاد والتنزه عن كل أمر مشين. وأما السداد فمعناه الصلاح والرشاد الذي يأخذ بأيدي الجيش الى الأعمال الصالحة دون غيرها.
ولكي نصل الى هذا البعد العقائدي والعملي الرصين الذي أراده السيد القائد من تمثله بكلمة أمير المؤمنين عليه السلام فعلينا أن نفعل ما يأمرنا به وتطبيق ما يقول لأنه الخبير الواعي الذي عاش التجربة من الداخل وعرف ما يصلحنا وما يهدينا فهو الذي عاش أيام المحنة والبلاءات في اقرب مواقعها وهو الذي شرب عذب ماء السيد الشهيد محمد الصدر الطاهر حتى ارتوى وأراد أن يفيض علينا من هذا الماء لإكمال فكر ومسير الصدرين قدس الله نفوسهم الطاهرة الزكية.
ثم بعدها يقول سماحته(فلست إلا أمراً بالمعروف ناهيا عن المنكر). فهنا استشهد بمقولة الحسين عليه السلام عندما خرج لطلب الإصلاح في امة جده رسول الله صلى الله عليه واله حيث قال سلام الله عليه في وصية كتبها قبل خروجه من المدينة( إني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي صلى الله عليه واله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ....) (2) وما قال السيد القائد هذا الكلام إلا لحبه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو له أسوة حسنة بالإمام الحسين عليه السلام الم تقرأ قول الحسين الذي قاله لجده المصطفى صلى الله عليه واله عند قبره وذلك بعد أن صلى ركعات عند القبر الشريف ثم قال اللهم إن هذا قبر نبيك محمد صلى الله عليه واله وأنا ابن بنت نبيك وقد حضرني من ما قد علمت اللهم إني أحب المعروف وأنكر المنكر .....) (3)
ثم بعدها يقول سماحته(فان كنتم كذلك فاني معكم وبكم وفيكم).
فعندما يقول فإني معكم فقد استخدم كلمة (مع) وهي اسم لمكان الاجتماع أو وقته وتستخدم في ضم الشيء الى الشيء ومعناها الصحبة. فيكون مقصود السيد القائد بقوله إني معكم أي إني بصحبتكم ويجمعنا المكان والزمان بهذه الصحبة.
أما قوله( وبكم) فالباء لها عدة استخدامات منها:-
1-أنها تستخدم للاستعانة، مثل كتبت بالقلم أو قوله تعالى (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ)- البقرة - الآية - 45 فيكون المعنى المراد من قوله دام عزه (بكم) أي إني استعين بكم في مواجهة أعداء الله وبكم استطيع الحفاظ على عز المذهب بعد الاتكال على الله تعالى.
2- إنها تستخدم للإلصاق ويكون مجازا نحو (مررت بالمدرسة) أي ألصقت مروري بمكان يقرب منها. وأما حقيقية نحو(أمسكت بيد المريض).
وعندها سوف يكون المعنى المراد هو إنني لصيق بكم ولن أفارقكم.
وأما قوله( فيكم) فــ في تفيد الظرفية مكانية أو زمانية فمن الظرفية المكانية قولهم( الدراهم في الكيس) ومن الظرفية الزمانية ( جئت في يوم الجمعة) وقوله تعالى(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ) - البقرة - الآية - 65 وهذه الظرفية حقيقية. وقد تكون الظرفية مجازية نحو( سأمشي في حاجتك).
فيكون المعنى في قوله(وفيكم) أي إني وإياكم في ظرف واحد أي الذي يجمعنا هو المكان الواحد والزمان الواحد والهدف الواحد واني لست فقط معكم بل فيكم وهذا أبلغ في القول حيث ذكر في البدء المعية ثم ذكر في الظرفية ليكون اشد وأوكد بالاتصال بجيشه لأنك عندما تقول إني معهم أي إني مصاحب لهم، أما عندما تقول إني فيهم أي انك أصبحت من جملتهم ومنهم. فيكون المعنى الكلي من قوله ( معكم وبكم وفيكم) أي إني مصاحب لكم وبكم بعد الاتكال على الله تعالى أحاول السير على نهج المعصومين عليهم السلام وان افعل ما يرضي الله والمعصوم بالقدر المستطاع الذي تعينونني عليه وذلك بعد قهر أنفسكم الأمارة بالسوء وإتباع أوامر قائدكم وإذا فعلتم ذلك فاني لست فقط معكم ومصاحب لكم بل إني سأكون واحداً منكم ونكون أنا وانتم مجموعاً واحداً نعمل من اجل إعلاء المذهب والتمهيد الفعلي لمقدم الإمام المهدي عليه السلام.
ثم يقول دام عزه ( وإلا فإني أخاف مشهد يوم عظيم فـوالله لا استطيع تحمل معاصي العاصين ولا فسق الفاسقين ولا جرم المجرمين ولا حتى غفلة الغافلين ولا تقصير المقصرين والقاصرين)
بعد أن بين سماحته انه مع الجيش وبه يسير الى نيل الرضا الإلهي وفيه وجوده إلا انه أراد أن يبرء ذمته أمام الله تعالى من كل عمل يقوم به الجيش مخالف لشريعة الله فانه يخاف من مشهد يوم عظيم فتمثل بالآية(فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) - مريم - الآية – 37
فبالرغم من تأسيسه للجيش وما قدمه من تضحيات جسام ولكنه غير مسؤول بعد البيان والإنذار عن كل معصية تصدر من العاصين الغير مطيعين لأوامر قائدهم، ولا يتحمل فسق الفاسقين الذين خرجوا عن طبيعة الجيش والهدف من تأسيسه. ومعنى الفسق كما جاء في مفردات ألفاظ القران للأصفهاني(فسق فلان خرجَ عن حَجرِ الشرع وذلك من قولهم فسق الرطب، إذا خرج عن قشره، وأكثر ما يقال الفاسق لمن إلتزم حكم الشرع وأقَّر به ثم أخلّ بجميع أحكامه أو ببعضه . وإذا قيل للكافر الأصلى فاسق فلأنه أخلّ بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة)(4)
وذلك لكي لا يقولوا أمام الناس أو في اليوم الأخر نحن من أتباع مقتدى الصدر ومن أفراد جيشه فهو قد أعلن براءته من كل فاسق.
ثم بعدها بين بأنه لا يتحمل ايضاً أي جرم يصدر من أي فرد من أفراد الجيش بحيث يعمله الفرد على انه من الجيش ويكون متظاهرا أمام أعين الناس بذلك.
وعليه يمكن القول بأن السيد مقتدى الصدر قال في البدء وذكر العاصين ثم الفاسقين وبعدها المجرمين وذلك بإعتبار إن العاصي يمكن أن يعصي الله في الخفاء وفي العلن وقد تكون المعصية في درجة من الدرجات باطنية وقد تكون ظاهرية ولذلك فإن العاصي الباطني لا يشعر به الآخرون وعلى الرغم من ذلك فان السيد القائد لا يتحمل مثل هكذا معاصي فضلاً عن الإجرام والمجرمين والذي يكون غالباً إجرامهم ظاهرا للعيان ولا يمكن إخفائه .
وأما الفاسقين فقلنا بان الفسق هو الخروج فقد يكون هناك أفراد خرجوا من الجيش واقعاً ولكنهم ظاهراً من الجيش ولم يكن لهم أي ولاء لقائدهم، فبعبارة فسق الفاسقين عنى السيد أولئك الجماعات الذين خرجوا من الجيش سواءاً قد تسموا بمسميات معينه أو لم يتسموا. وبذلك فقد ابرأ السيد ذمته من جميع من تنطبق عليهم هذه المسميات لكي لا يترك لأي منهم قدرة تعليق ذنبه على السيد ولأي سبب كان.
أما قوله ( ً ولا حتى غفلة الغافلين ولا تقصير المقصرين والقاصرين) .
فهنا ينتقل سماحته الى أفراد الجيش الذين لم تكن لهم معاصي وذنوب كبيره بل عندهم الطيبة القلبية المناسبة للبقاء في هذا الجيش وعندهم الاستعدادات لتطوير انفسهم لكنهم قد غفلوا ولم يكونوا يقظين ولم يكونوا من ذوي الهمم العالية الذين لم تشغلهم الدنيا عن التمسك بعقيدتهم وهدفهم الذي انتموا من أجله الى جيش الإمام المهدي فمثل هؤلاء قد تأخذ منهم الدنيا مأخذاً ويكون ذلك نقصا في تكاملهم وسوف يعيقهم هذا النقص بعدم التهيؤ للإمام سلام الله عليه في حالة خروجه الشريف وخصوصا إننا نعرف بأن خروج الإمام يكون والناس في غفلة فأمره بغتة يحتاج الى وعي وانتباه تام وعليه يجب أن يكون الفرد المنتمي الى هذا الجيش العقائدي في حالة انتظار واستعداد وترقب لاستقبال إمامه ومن كان كذلك بالتأكيد سوف يخاف المعصية وسيسعى الى الطاعة بكل أشكالها عسى أن يكون محبوبا ومرغوبا فيه عند إمامه ولا يكتب من الغافلين.
وقد حذر القران الكريم من الغفلة وكذلك المعصومون سلام الله عليهم. فقد جاء في الكتاب الكريم(لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) - ق - الآية – 22
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال الغفلة اضرُّ الأعداء). (5)
وعنه أيضا( احذر منازل الغفلة والجفاء، وقلة الأعوان عن طاعة الله)(6).
وعنه عليه السلام(ودوام الغفلة يعمي البصيرة) (7).
وعن الباقر سلام الله عليه( وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب)(8).
أما علامات الغافل فقد بينها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه يا بني لكل شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها .... وللغافل ثلاث علامات: السهو واللهو والنسيان)(9)
أما تقصير المقصرين فأولئك الذين لهم إمكانيات سواء كانت جسدية أو عقلية تؤهلهم الى الوصول الى المراتب العالية من التكامل وخدمة الإمام سلام الله عليه لكنهم لم يستغلوها وتكاسلوا عن ذلك الهدف وحتى وان سعوا فيه فان سعيهم ضعيف وضيق لا يؤدي الغرض المطلوب .
أما القاصرين ويجب أن نلتفت الى معناها بشكل جيد فيعني بهم السيد القائد أولئك الذين يريدون أن يرفعوا أعناقهم وان يصلوا الى درجات هم غير مؤهلين لها كونهم لم يبدأوا بداية صحيحة في تربية أنفسهم ولم يسيروا ضمن المخطط الصحيح لنيل درجات التكامل العليا فأرادوا ان يعبروا كل تلك المراحل دون استحقاق واخذ درجاتها من المستحقين الفعليين لها. وقال السيد قاصرين كونهم فعلا في الدرجات التي يريدونها دون استحقاق قاصرين عن أداء حقها والقيام بواجباتها وما يترتب عليها من أمور وغايات وأهداف. ولذلك في حالة استلام القاصر لأي مسؤولية فسيكون المصير الفشل والتعثر لا محال وهذا مما لا يرضي القائد ولا الإمام سلام الله عليه بل بالعكس قد يسيء الى سمعة الجيش وبالتالي سوف يؤدي الى فشل الكثير من المخططات التي أسس الجيش من اجلها.

1- نهج البلاغة تعليق صبحي الصالح ص 530
2- مقتل المقرم ص 151
3- المصدر السابق ص 142
4-مفردات الفاظ القران للراغب الاصفهاني ص 636
5،9،8،7،6ميزان الحكمة ج7 ص 3028



منقول نصاً من دروس نشرها سماحة الاستاذ الفاضل همام الزيدي تحت عنوان تأسيس جيش الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف في شبكة جامع الائمة عليهم السلام الثقافية
http://jam3aama.com/

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2011, 08:18 PM   #4

 
الصورة الرمزية سائل المعرفة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 208
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق-النجف الأشرف
االمشاركات : 29

Lightbulb

لك خالص الشكر والإمتنان وأسأله جل شأنه
أن يكتبك من أنصار وليه المنتظر

 

 

 

 

 

 

 

 

سائل المعرفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2011, 10:47 PM   #5

 
الصورة الرمزية الصادقي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 133
تـاريخ التسجيـل : Feb 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,223

افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »


الصادقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الديني , خارج , سؤال

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:30 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024