العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر الدفاع عن سماحة السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله

منبر الدفاع عن سماحة السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله مواضيع لدفع مايتفوه به اعداءنا والمنشقين عن الخط العلوي الاصيل ضد الحق وأهله .

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-2016, 11:37 PM   #1

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

بقلمي ( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي


كانت صلاة فريدة من نوعها، تلك هي صلاة الجمعة الموحدة في مسجد الكوفة المعظم بتاريخ 21 ذي الحجة 1437، فكل شيء كان فيها جميلاً وبديعاً ويحيط به الذهول والإعجاب، ولكن في نفس الوقت كانت لها هيبة ووقار، ترتعد لها القلوب خشوعاً وإحتراما.

جموع من المؤمنين تريد الصلاة، وتُرتّل ذكرها العطر بألسنة عطشى، وقلوب حرّى تريد الإرتواء من صلاة بث عطرها الفواح شهيدنا الصدر ( قدس سره ) وزرع بذرها النقي في مسجد الكوفة المعظم، ولتأكل من يد قائد الإصلاح ثمرها المقدس، لتكمل المسير بزادها الطاهر، مع آل الصدر خير الآل بعد آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين.

صلاة توافدت فيها الجموع الغفيرة، لم يكن المسجد الشريف يسعها فأمتلأت الطرقات والأسواق بالمصلّين، حتى كادت تصل الى جسر الكوفة، فهل سمعت أو شاهدت صلاة مثل هذه الصلاة؟!

بل هل سمعت بصلاة جمعة يكون الحضور إليها قبل يوم، والمصلّين يفترشون الشوارع وينامون على الأرصفة، من اجل حجز مكان ليصلّوا فيه داخل المسجد، أو ليحضوا بمكان قرب المنبر ليسرحوا في بحر من أمواج الأمل، وهم يرجون أن يَطُلّ عليهم ذلك القمر الزاهر.

ولكن العجيب في الأمر إن بعض المبغضين، لم يلتفتوا الى هذا التوافد الإيماني الكبير، وكيف أنهم

تحملّوا المشاق من أجل الحضور، بالرغم من أنّ الكثير منهم لا يملكون قوت يومــــهم فضلاً عن

أجرة الوصول لمحل الصلاة، ولكن طاعتهم غلبت إحتياجاتهم وعَوَزَهم، فقرروا الحضور، فرحين بتلبية دعوة قائدهم، ولم تسعهم الدنيا فرحاً بأمل رؤيته وهو يخطب بهم.

كما أنّ المبغضين تناسوا بأن أيّة جهة من جهاتهم الدينية لو طلبت حضور أتباعها، وصرفت عليهم الرُشا، ووفّروا لهم وسائل النقل المريحة، وأعدّوا لهم وجبات الغداء الراقية، ولو أعطوهم الهبات المالية، لما أستطاعوا أن يجمعوا العشرات فضلاً عن المئات.

تناسوا ذلك وتمسكوا بأن المصلّين هم عبارة عن جهلة وقائدهم أراد أن يترك الصلاة التي قدموا إليها، فلهؤلاء ولغيرهم أريد أن أبين ما يلي :

أولاً :

إنّ الذين أخذتهم العاطفة والإشتياق الذي ملأ كيانهم وتصرفوا باللاوعي، بحيث فقدوا قدرة التعقل، لأنهم عاشوا مرحلة اللاشعور، أمام معشوقهم وحبيبهم، هم ليس كل المصلين، بل كان العدد ضئيلاً جداً، بل لا يقاس مع كثرة المصلّين الذين ملأوا أركان المسجد والأزقة والأسواق، والذين كانوا في منتهى الإنضباط، وعندما حضر السيد القائد كان الهدوء يملأهم، وكأن على روؤسهم الطير. فهل من المعقول أن يُقاس القلة القليلة التي لم تملك عواطفها وإنفعالاتها بالكثرة الكثيرة المنضبطة ؟!

ثانياً:

إنكم تتهمون المصلّين المؤمنين المطيعين الموالين بالجهلة، لأنهم حضروا بهذه الأعداد الكبيرة والهائلة، ولأنهم أتوا لأداء فريضة صلاة الجمعة المباركة، وضحّوا من أجل حضورها براحتهم وتركوا أعمالهم، وأفترشوا الأرصفة والشوارع، كـــل ذلك من أجل ذكر الله، وكما قال تعالى: {إِذَا

نُودِيَ لِلصّـَلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُــمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

[الجمعة : 9].

وليسمعوا موعظة تقربهم من الله عزّ وجلّ ولو بخطوة، ولكنكم الذين تصفون هؤلاء المصلّين بأبشع الأوصاف، لم تستطيعوا أن تنتقدوا أو تتكلموا بسوء عن الذين يتدافعون من أجل سماع مطرب أو مطربة، أو مشاهدة راقص أو راقصة، أو من أجل حضور مباراة كرة قدم، أو من أجل مشاهدة مصارعة ثيران، علماً أن الحجز فيها بأسعار خيالية، وكثيراً ما يحدث في مثل هذه التجمعات حالات من التدافع والشغب والصراخ والعراك، ويسقط فيها الكثير من الجرحى والقتلى، ولكن على العكس من ذلك يتم وصفهم بانهم متحضرين وانهم شعوب واعية ومثقفة، بالرغم من أن تجمعاتهم لا يوجد فيها أي ذكر لله عزّ وجلّ، بل كلها لعب ولهو ودعارة وفسوق. فإن تعجب فعجب قولهم.

ثالثاً :

إن سـماحة السـيد القائد عندمــا أراد أن ينزل مــن منـبر الجمــعة غضــباً على تصــرفات البعــض،

لعدم قدرتهم على ضبط عواطفهم، ظهر أمرٌ الى العالم في غاية الأهمية، ألا وهو، أن سماحته لا تغره الهتافات وكثرة الأتباع، بل لم يكن ملتفتاً الى هذا الأمر ولو بقيد أنملة، ولذلك لم يكن ينظر إليه على الإطلاق.

وإن ما قام به لم يستطع أي سياسي أو قائد جماهيري أو ديني أو أية شخصية أخرى، أن يقوم بمثله، ويتصرف بهكذا تصرف، ينم عن الإتكال المطلق على الله تعالى، وعلى صدق ما يحمله هذا الرجل من شعور تجاه قضيته ورسالته. ولو كان أي شخص آخر محل السيد مقتدى الصدر، للعبت به الأهواء ولتعالت بداخله النشوة، وخير شاهد على ذلك ما حدث للبعض من المعممين والقـادة الدينين عندمـا إجتمع حـوله حشـد صغـير في إحـدى المحافظات عـند ســقوط الطــاغيـة

صدام، فعندمـا هتـفوا له ولعائلته إحتار مــاذا يفـعل، فسـال لعـابه فضـحك ثم بـكى ثم صفق ثم

(( هَوَّس )) ثم جلس ثم قام، ثم إحتار ماذا يفعل، فهكذا تفعل الجماهير المحتشدة بأغلب القادة.

لكن ما صدر من السيد مقتدى الصدر بحيث ترك أنصاره ومحبيه غير مبالٍ بهم يعتبر ميزة إنفرد بها، ولم يشاركه فيها أحد على الإطلاق، وقد أبرزها الله تعالى للملأ كلّه ليروا بأمّ أعينهم عظمة هذا الرجل، وفناءه بالله، وصدقه في مسيره الإلهي المبارك. وسيأتي الزمن يوماً ما وسيشهد التأريخ على عظمة هذه الميزة، وبيان الصفات العالية التي منحها الله عزّ وجلّ لهذا القائد الهمام حتى وصل بها لهذا المقام.

رابعاً :

أراد السيد القائد مقتدى الصدر بأن يبين ان المناسبة عظيمة، وأن نفس الصلاة لها أهمية بالغة، مضافاً إلى أن البلد يمر بظروف استثنائية وحرجة للغاية، يجب إستيعاب ذلك وخصوصاً أن سماحته قد بيّن هذا الأمر قبل البدء بالخطبة حيث قال : ( إني مع الإنتخابات عامة بِشرطِ تظافر جهود المصلحين ومحبي هذا المشروع المبارك، مشروع الإصلاح بكافة توجهاتهم لتشكيل كتلة عابرة للمحاصصة الطائفيةِ والحزبيةِ والفئوية، بعد الضغط الشعبي لتغيير مفوضية الإنتخابات المسيسة وقانون الإنتخابات المجحف، أكرر وقانون الإنتخابات المجحف، وتغيير الوجوه البائسة الفاسدة لتحصيل أغلبية إصلاحية يستطيع من خلالها فسطاط الإصلاحِ تغيير واقع العراق المرير وإنقاذه من الاحتلال والمليشيات والإرهاب والفساد وإني قد وضعت برنامجاً لذلك سنعلن عنه في القريب العاجل، فلا تقصروا رجاءً أحبتي في إنقاذ العراق تحت شعار العراق بين مشروع إصلاح الإنتخابات ومشروع أنتخاب الإصلاح) .

فمثل هكذا ظرف على المصلّين أن يشعروا به وبثقل الأمر، وأن يتحمل كل فرد منهم المسؤولية المباشرة في السعي لتطبيق هذه الإرادة التي تعلقت بإنقاذ العراق .

فإذا كان الحال بهذه الصورة والخطورة، فماذا ستكون ردّة الفعل من صاحب مشروع إصلاح العراق، فأراد أن يُشْعِر الحضور بخطورة هذا الامر وعدم التهاون به، وهو الأهم الآن من أي شيء غيره، فأراد سماحته أن تتوقف قبال هذا المشروع جميع الهتافات، وأن ننسى الخلجات والنزعات الوجدانية والعاطفية، وأن نلتفت فقط الى بلدنا والإصلاح الشامل فيه.

خامساً:

إنّ موقف الغضب من سماحة السيد مقتدى الصدر وإن صدر بتلقائية وعفوية، لكنه كان موقفاً تربوياً معمقاً لأتباع آل الصدر الكرام، يتعلمون من خلاله الصدق مع الذات، وترك الدنيا وعدم الإتكاء على مسبباتها المادية وغرورها الدنيوية. وليكن موقفهم المتخذ دائماً هو الذي بنوا إعتقادهم ومنهجهم عليه. وعليهم أن لا يجاملوا أو يخضعوا للظروف الضاغطة، أو يتّكلوا على العزّة الإجتماعية، بل ليكن دائماً وأبداً الله تعالى هو الماثل بين أعينهم.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

وعجل فرجهم وألعن عدوهم

علي الزيدي

25 ذي الحجة 1437 هـ

27 أيلول 2016 م
نسخة المقال للطباعة والنشر



















 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 28-09-2016 الساعة 03:17 AM
الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-2016, 11:56 PM   #2

 
الصورة الرمزية ابو انتظار

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3153
تـاريخ التسجيـل : Feb 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : المحمودية
االمشاركات : 486

افتراضي رد: ( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي

احسنت استاذنا الفاضل علي الزيدي على
هذا التوضيح الرائع وفقك الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

ابو انتظار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-2016, 06:43 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,641

افتراضي رد: ( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي

احسنت احسن الله اليك استاذنا الفاضل علي الزيدي وطيب الله انفاسك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-2016, 11:28 AM   #4

 
الصورة الرمزية صباح العراقي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3282
تـاريخ التسجيـل : May 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 221

افتراضي رد: ( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي

احسنت اخي الراجي رحمة الباري
على نشر هذا المقال الرائع للاستاذ الفاضل علي الزيدي

 

 

 

 

 

 

 

 

صباح العراقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-2016, 02:46 PM   #5

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: ( قراءة في غضب السيد القائد مقتدى الصدر في صلاة الكوفة الموحدة ) بقلم الاستاذ الفاضل علي الزيدي

جزاكم الله تعالى خير الجزاء على هذا التوضيح

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:47 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024