الى من يدعي ان المظاهرات صدرية.

بسم الله الرحمن الرحيم
الى من يدعي ان المظاهرات صدرية.

حينما تسأل واحداً منهم وتقول له.هل الحكومة فاسدة؟ يجيبك بلا ان الحكومة فاسدة. وحين تسأله هل من حق الشعب ان يتظاهر ضدها لكي يطالب بحقوقه؟ يقول لك اكيد ذلك من حق الشعب .
وحين تقول له لماذا لا تشارك في التظاهرات؟ يقول بان المظاهرات بدعوة مقتدى الصدر والمتظاهرين صدريين ولا تمثل الشعب العراقي ومن يدعو لها يسعى لمكاسب شخصية او التيار الصدري فاسد، وغيرهم من المبررات.
نقول لهم.
اولاً :- اذا كان عدم خروجهم لان السيد مقتدى الصدر داعي لها، او لديه مآرب شخصية وحاشاه او انه شريك بالفساد وحاشاه، نقول لهم أن السيد مقتدى الصدر دام عزه اعطاه الله سبحانه ما هو اعظم من السلطة والمال والمكاسب السياسية، اعطاه بان سخر له قلوب الناس وجعلهم يهفون اليه طائعين من دون مقابل، فلو انفق شخص كل مال الدنيا لما استطاع أن يؤلف قلب شخص له، ولكن ألّف الله سبحانه قلوب الناس للسيد مقتدى الصدر، ولو اردنا أيراد الادلة فهي كثيرة جداً لا يسع المقام لذكرها.

ثانياً :- واما عدم المشاركة لان التيار الصدري فاسد او المظاهرات صدرية.
فيمكن القول.
أ- ان التيار الصدري ليس حزب سياسي موجود في اروقة الحكومة او تجمع اتباعه الباجات والرواتب في المقرات كالاحزاب الباقية، بل هو تيار جماهيري شعبي كبير لديه جوانب متعددة العسكرية والحوزوية والسياسية والثقافية وغيرها، فان حصل تقصير او خلل في جانب ما، فلا يعني ان كل ابناء التيار فاسدين، بل ان السيد مقتدى و الصدر التيار الصدري تبرؤا من كل فاسد واعلنوا انهم لا يمثلون التيار. فكيف نصف شخص بالفساد وهو يستدين أجرة ذهابه للمظاهرات؟!.
ب- ان التيار الصدري جزء من الشعب العراقي، وهم يتظاهرون بصفتهم عراقيين لا صدريين لان المظاهرات لاجل العراق والمطالب عامة للشعب العراقي، فلا معنى لعدم التظاهر لان في المظاهرة صدري او شيوعي او علماني، وكل ذلك نابع من نظرة ضيقة تجاه الاخرين بفعل التعصب الاعمى، وان التظاهرات ليست صدرية صرف بل فيها التيار المدني بشقيه الشيوعي والعلماني وآخرين من اتجاهات أخرى وان كان الصدريين هم الاكثر.

ولو قرأنا تاريخ ثورات الشعوب ضد الفساد والطغيان، تجد ان الشعوب لم تعتني بالديانة او الطائفة او الحزب فكل هذه الاعتبارات تهون تجاه الوطن، فثورة الشعب الهندي شارك فيها الهندوسي والسيخي وثورة الشعب المصري شارك فيها المسلم والقبطي وكذلك ثورة الشعب التونسي.
فنقول لهم ان في باقي الدول تحدث مشاكل أدنى بكثير مما يحصل في العراق من كوارث، كأن يقتل شخص او تختلس بضع الاف من الدولارات، فنجد الشعوب تنتفض بالاحتجاجات السلمية للمطالبة بحقوقهم المشروعة، بينما نجد في العراق المصائب تلو المصائب ولم يحركون ساكناً. ففي تاجيل المظاهرات في شهر رمضان الماضي حدثت فاجعة هزت العالم حيث احترق اكثر من خمسمائة مواطن ولم يحركون ساكناً، وفي التأجيل الاخير للمظاهرات فجر وزير الدفاع خالد العبيدي فضيحة فساد من العيار الثقيل، حيث كشف فساد كبار المسؤولين في الدولة ولم يتحركون وينزلون للشارع على الرغم من ان التيار الصدري لم يشارك.
فلا داعي لهذه التّرهات والحجج البائسة التي يقنعون بها انفسهم في عدم التظاهر، وهم بعدم تظاهرهم يضعون انفسهم في أحد الامرين.
اولاً :- انهم فاسدين ومستفيدن من الواقع فلا يريدون الاصلاح.
ثانياً :- انهم خانعون وخاضعون وضعيفي الارادة، فلا يستطيعون الوقوف بوجه الفساد.
وهم بتخلفهم عن المظاهرات يكونون عرضة للبلائات كعقوبة من الله سبحانه، ويكنون مصداق لقوله تعالى (وضربت عليهم الذلة والمسكنة) البقرة، آية 61.

والحمد لله رب العالمين.

احسنت اخي الغالي على هذا النشر

تحليل قيم ...وفقك الله لمراضيه

موفق لكل خير

بارك الله فيك اخي العزيز