أبشركم بما هو أشد من داعش

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أوقفتني عبارة لم تكن من الكلام العابر الذي قد يتغافل الفرد عن سماعه فضلا عن أن يقيم له وزنا ً ، بل هي صادرة من لسان مانطق غير الحق وما تفوّه بغير الصدق ، لسانٌ يترجم الواقع عباراته فتكون حقائق وأحداث مشهودة ، من يسمع له بآذان صاغية لابد له من الإستعداد والتهيؤ لقادم تكاد ملامحه تنكشف .
عبارة أطلقها بعيدُ نظرٍ قد أثبتت لنا الأيام واقعية عباراته ونجاة من سار بهداه ، ذاك هو سيدي وقائدي مقتدى الصدر حفظه الله من كل سوء ، فليس ببعيد عنا نهيه عن الذهاب الى سوريا للقتال فيها بحجة الدفاع عن المقدسات ، وقال إنهم سيأتون اليكم فإستعدوا لمواجهتم لأنه يرى المخطط بوضوح لما يمتلكه من تسديد الهي وفيض قدسي ، فكان ماكان من دخول داعش الإرهاب الى عراقنا الحبيب ، وكذلك ماقاله قبل إجراء الإنتخابات الأخيرة : ( ابشركم لا يفلح الدكتاتور ) ، فما كان حال الدكتاتور غير الفشل وعدم الفلاح والتخبط يميناً وشمالاً ولازال يسير في هاوية الفشل والإنحدار .
وهاهو اليوم يصدح بكلمات تحتاج الى التوقف والتأمل ، أوقفتني وجعلتني أتسائل مع نفسي ، تلك الكلمات التي أردت تسليط الضوء عليها ومناقشتها بما يسعه إناء مدركاتي من فهم . ففي لقاء السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر أعزه الله مع أئمة الجُمع بتاريخ 21 / 12 / 2015 م وخلال إلقاءه لكلمته المباركة قال سماحته : ( .... إحنه عبالنه صدام فد شي كلش وحشي ، وهو وحشي ودكتاتور وظالم ، بس المجتمع من ماتحسّن وراء سقوط الهدام عليه اللعنة والعذاب جابله الأشد منّه ، جابله المحتل ، إدّوره هم ماقام بواجبه وخضع الكثير منهم للمحتل ، إشجابله ؟ جابله دواعش اللي يگطعون رؤوس ويذبحون ، بعد هم ينتظر الله نكون على قدر المسؤولية لو ما نكون على قدر المسؤولية إذا ما كُنا على قدر المسؤولية شيصير إستحقاقنه ؟ ماهو أشد من ذلك وأنا أبشركم إنتظروا اللي أشد من ذلك ... )
فياترى ماهو الأشد من داعش ؟ وكيف لنا أن نتجنب حدوث الأشد ؟
يمكن لنا أن نضع عدة إحتمالات لتخمين معنى الأشد في عبارة السيد القائد أعزه الله
الإحتمال الأول : بالإمكان أن يكون الأشد من داعش تحالف دولي تحت غطاء شرعي يقوم بضرب أتباع أهل البيت عليهم السلام ، جواً وبراً وبحراً بعد أن يمارس الإعلام المضلل دوره في تزييف الحقائق ويقدم أتباع مدرسة أهل البيت على أنهم إرهاب كما فعل مع الشيخ النمر رحمه الله فيحصل لهم كما هو حاصل لليمن بل أشد من ذلك .
الإحتمال الثاني : النيل من القيادة الإلهية التي بغيابها قد يحدث ما لايمكن تصوره من تشتت للقاعدة الشعبية والتي تحتاج الى فترة من الزمن كي تشخص مسارها الصحيح وهذا مايجعلها أرضاً خصبة للفتن وتحقيق مآرب الشيطان .
الإحتمال الثالث : مرور العراق بأزمة مالية شديدة القسوة تجر المجتمع العراقي الى فقر مدقع مما يجعله متغافلاً عن ثوابت دينه الحنيف باحثاً عن لقمة عيشه بغض النظر عن الأساليب والمصادر التي يجني من خلالها تلك اللقمة ، مما يُلهي المجتمع ويجعله في صدام داخلي وفقدان للأمن والأمان ، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) ويمكن لنا أن نستشف هذا المعنى من قوله تعالى في السورة التي ذُكرت فيها البقرة : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
وبالإمكان للقارئ المتأمل أن يلتفت الى إحتمالات أخرى توسع من مساحة الإستعداد والإحتياط لديه .
والآن بعد أن أوردنا ماجال في الذهن من إحتمالات في معنى الأشد ، كيف لنا أن نتجنب حدوث ذلك البلاء الإضطراري ؟
من المعلوم إن البلاء لايكون إلا بعد التنبيه والإنذار وإلقاء الحجة فقد قال تعالى في محكم كتابه العزيز : مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الإسراء . وإن من نعم الله تعالى علينا أن جعل لنا قيادة مسددة إن أطعناها نجونا في الدنيا والآخرة وهذه القيادة قد نبهتنا الى أمر في غاية الأهمية ورد في قوله عز من قائل : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) الأنفال ، وركز عليه المعصومون عليهم السلام فقد حكى أبو جعفر محمد بن علي الباقرعن جده أمير المؤمنين (عليهم السلام) أَنّه قال: كَانَ فِي الاْرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الاْخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِه : أَمَّا الاْمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ (صلى الله عليه وآله ) وَأَمَّا الاْمَانُ الْبَاقِي فَالاْسْتِغْفَارْ، قَالَ اللهُ عزّوجلّ: ( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )
لذلك نلاحظ أن السيد القائد مقتدى الصدر أكد مراراً وتكراراً على ضرورة ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله فإن ذكره بمعنى أن يكون حاضراً في القلوب والنفوس والعقول والأقوال والأفعال ليكون مصداقاً لقوله تعالى (وَأَنْتَ فِيهِمْ ) فيندفع بذكره البلاء وكان هذا التأكيد من خلال:
أولاً : في كلمته التي ألقاها على مسامع أئمة الجُمَع بتاريخ 21 / 12 / 2015 م حيث قال أعزه الله : الأطروحة الأولى : ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل بداية خطبة ذكراً مخصوصاً غير ماتقومون به من ذكر الأئمة عليهم السلام . واضح ؟
ثانيا : بيان الصدر القائد السيدمقتدى الصدر اعزه الله حول ذكرى استشهاد النبي الأعظم محمد صل الله عليه وآله وسلم وإليكم نص البيان :

بسمه تعالى

قال تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) .
بعد ان قام المؤمنون بواجبهم الشرعي والعقائدي وبعد ان عبروا عن حبهم وعشقهم لحفيد الرسول الإمام الحسين (عليه السلام) طيلة أربعين يوما... صار لزاما عليهم إكمال هذه الشعائر الإلهية وذلك بالقيام بالعزاء والأمور الواجبة الأخرى إزاء وفاة سيد الكونين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله وخاتم النبيين.
فلا ينبغي علينا نحن المحبون أن ننسى ذكرى وفاته وكأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ليس لنا، وكما قال السيد الوالد (قدس): (( من هو الأعظم {{الائمة عليهم السلام}} أم النبي فلماذا لانقيم للنبي وزنه الكامل... هذا هو الظلم بعينه )) .
فمن هذا المنطلق ولكي لا أكون مقصراً مع الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، أوصي بما يلي:
أولا: يكون الحادي والعشرون من صفر والى التاسع والعشرين من صفر مخصصاً بالرسول فقط.
ثانيا: نشر السواد في المنازل والمحال فضلا عن الأماكن العامة مع الإمكان.
ثالثا: السير من بداية حدود محافظة النجف الأشرف الى مرقد امير المؤمنين عليه السلام باعتباره الوصي والخليفة والإمام المنصب منه بشرط ذكر الرسول حصراً.
رابعاً: كل من يقصر في ذلك فلا بد أن يكون منبوذاً فانه أما ان يكون جاهلاً أو قاصراً أو خائناً.
خامساً: اننا شيعة محمد قبل أن نكون شيعة علي... وما حب الزهراء (عليها السلام) والأئمة الإثني عشر إلا حباً بالرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله ) .
سادساً: هناك أعمال خاصة بيوم الوفاة ولا بأس من جعل هذه الأيام لقراءة القران (الذي بات مهجورا) والمداومة على الادعية الخاصة به (صلى الله عليه وآله) وما شابه ذلك.
علماً انه سنقيم مجلس عزاء من يوم غد الخامس والعشرين وحتى نهاية الشهر في الحنانة قرب منزل السيد الولد (قدس) فعلى المؤمنين الحضور قبل الساعة الرابعة عصراً لحضور العزاء جزاهم الله خيراً.
مقتدى الصدر 24 صفر الخير 1437

وعلينا أن نواضب على الشطر الثاني وهو الإستغفار فبه يدفع الله العذاب

والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت اخي الغالي على جميل ما طرحت وما شخصت من حلول
ولكن يبقى ان المهم هو الاستغفار بالمعنى الذي يتحقق معه الصلاح لا ان يكون لقلقة لسان كما بينه امير المؤمنين عليه السلام في احدى كلماته
وكما اشرت من بيان ذكر رسول الله صلى الله عليه واله ذكرا يجعله حاضرا بيننا

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خيرا اخي العزيز

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي وفقك الله لكل خير

نستجير بالله من غضب الله ونسأله حسن العاقبة بحق دماء سيدنا الشيد الصدر ونجليه الطاهرين(قدس)