بعض من صفات الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )

من صفاته عليه الصلاة والسلام:
قال الحسين بن على (عليهما السلام) قال: سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وأنا أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به فقال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع (1) وأقصر من المشذب (2). عظيم الهامة ". إلى أن قال: " أزهر اللون واسع الجبين. أزج الحواجب سوابغ في غير قرن وبينهما عرق يدره القضب له نور يعلوه يحسبه من يتأمله أشم " إلى أن قال: " إذا مشى كأنما ينحط من صبب. وإذا التفت التفت جمعيا. خافض الطرف. نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء. جل نظره الملاحظة. يبدأ من لقيه بالسلام " وما أوردناه من الصفات يوجد بتمامه في تفاسير أهل الكتاب. ثم قال الحسن فقلت له: صف لي منطقه. فقال: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان، دائم الفكر، ليس له راحة، طويل الصمت لا يتكلم في غير حاجة.. يتكلم بجوامع الكلم فصلا فصلا لا فضول فيه ولا تقصير. دمثا ليس بالجافي ولا بالمهين... " وعن الحسين (عليه السلام )قال سألت أبي عن مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " كان يجلس ولا يقوم إلا على ذكر. لا يوطن الأماكن وينهى عن إبطانها (3) إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك. ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أجدا أكرم عليه منه. من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أبا، وكانوا عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة. لا ترفع فيه الأصوات. ولا يؤمن فيه الحرم (4). ولا تثنى فلتاته (5) متعادلين، متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب. قال الحسين (عليه السلام ) فقلت: كيف كانت سيرته( صلى الله عليه وآله وسلم) في جلسائه؟ فقال: كان( صلى الله عليه وآله) وسلم دائم البشر (6). سهل الحلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب (7) ولا فحاش ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عمالا يشتهي فلا يؤيس منه ولا يخيب منه مؤمنيه. قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره. ولا يطلب عثراته ولا عوراته. ولا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه. وإذا تكلم أطرق جلساؤه كان على رؤوسهم الطير. فإذا سكت تكلموا. ولا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم انصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم (8)، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه. حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم (9). ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ (10). ولا يقطع على أحد (*) كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام (11).

قال الحسينعليه السلام) فسألت أبي عن سكوت رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: كان سكوته على أربع: على الحلم والحذر والتقدير والتفكير.

فأما التقدير، ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس. وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم والصبر. فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه. وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه. واجتهاده الرأي في صلاح أمته. القيام فيما جمع له خير الدنيا والآخرة (12) وما أوردناه ما هو إلا بعض من صفات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الذي وصفه الله بأنه على خلق عظيم. وصاحب هذه الخلق العظيم هو الذي قدر الله تعالى أن تكون هداية البشرية على يديه بما أنه خاتم الأنبياء والرسل. فهو صلى الله عليه وآله وسلم الذي يشير إلى قوافل الضلال والانحراف بمصباح الهدى كي يخرجهم من الظلمات إلى النور، فمن استجاب فقد فاز، ومن أمسك بذيول آباء الضلال والانحراف فقد هلك والله غني عن العالمين.


1 المربوع: الذين بين الطويل والقصير.
2 المشذب: الذي لا كثير لحم على بدنه.

3 أي لا يعين لنفسه مجلسا خاصا بين الجلساء حذرا من القصور.

4- أي لا تعاب عنده حرمات الناس.

5- أي إذا وقعت فيه عثرة من أحد جلسائه بينها لهم ليحذروا من الوقوع فيها ثانيا.

6- البشر: بشاشة الوجه.

7- الصخاب: الشديد الصياح.

8- أي كانوا يتكلمون عنده الواحد بعد الآخر بالتناوب من غير أن يداخل أحدهم كلام الآخر.

9- أي يريدون جلبهم عنه وتخليصه منهم.

10- أي في مقابل نعمة أنعمها على أحدهم وهو الشكر الممدوح.

11 - حتى يجوز: أي يتعدى عن الحق فيقطعه حينئذ بنهي أو قيام.

12- الميزان: 306 / 6 وما بعدها.

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت النشر وفقك الله لكل خير

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خيرا اخي العزيز

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت أخي الفاضل موفق انشاء الله

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي الكريم على الطرح القيم