المجموعة المعصومة عطاء دائم

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ابتدأ بحثي بدعاء لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله)

(اللهم سلمه لنا واظهر كلمة الحق وجعلها العليا وسلم له شيعته واتباعه وانصاره وقادته ليكونوا له عوناً وينتصرون به وينتصر بهم)

المقدمة

ورد في الحديث الشريف (رب قارئ للقران والقران يلعنه )

وبما ان الثورة الحسينية هي القران العملي واصبحت هي الشغل الشاغل لكثير من الناس في وقتنا الحاضر وخصوصا من اول محرم الحرام الى العشرين من صفر الخير حيث تكثر المأتم والخطباء والكل يمجد بالثورة الحسينية وهذا شيء حسن ولك يمكن القول رب قارئ للثورة الحسينية والثورة الحسينية تلعنه لأنه غير مطبق لما تريده الثورة الحسينية فمثلا عندما يتكلم عن الايثار في الثورة الحسينية وهو لا يوجد أي اثار في حياته العملية فقطعا ان الثورة الحسينية سوف تلعنه ويكون مصداقا لقوله تعالى {2 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ3 كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف3]

البحث

الآيات القرآنية وعنوان بحثي اخذته من الآية القرآنية {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر : 73]

ورد في التفسير ان مفردة (زمرا) تعني مجاميع وحسب مراتبهم في الرفعة والعلو ويمكن القول ان مجموعة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) هي الاولى في الرفعة والعلو لما قدمته من تضحيات لا توجد في أي مجموعة من مجاميع الانبياء والاولياء من بدء الخلق الى فناء الخلق وكما في فاتحة الكتاب ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة : 1 - 7]

وربما قوله تعالى (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) هي الثلة الطاهرة وهي مجموعة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وقوله تعالى (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) الذين حاربوهم (وَلَا الضَّالِّينَ) الذين ضلوا الطريق ولم ينصروهم او الذين لم يمشوا في طريقهم .

وربما ان الله جعلهم في فاتحة الكتاب حتى يكونوا مفتاح لكل من يريد التكامل والوصول الى الله جل جلاله ، أي من خلال هذه المجموعة المباركة وبذلك اصبحوا هم الصراط والطريق الذي يجب ان يمشي فيه كل من يسعى الى التكامل في هذه الدنيا .

ويقول الله سبحانه وتعالى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن : 16]

ويمكن القول ان الجموع البشرية لو مشت على الطريق الذي خطه لنا الامام الحسين (عليه السلام) واصحابه الكرام بدمائهم الطاهرة لحصلوا على النعم من الله تعالى .

ولان نتكلم على هذه المجموعة من خلال الاحاديث التي قالها المعصومين(سلام الله عليهم) فيهم .

واول حديثنا على قائد المجموعة وهو ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) { حسينا مني وانا من حسين}

وننظر هنا الى عبارة وانا من حسين وقد يفهم من هذا العبارة ان اول من لبى نداء الامام الحسين (عليه السلام) هو رسولنا الاكرم (صلى الله عليه واله) .

وفي الحديث الثاني يقول امير المؤمنين (عليه السلام) عندما مر من كربلاء (هنا مصارع عشاق لا يلحقهم لاحق ولا يسبقهم سابق )

وهنا ختم من امير المؤمنين (عليه السلام) لهذه الثلة الطاهرة ويمكن ان نفهم من قول المعصوم بما يلي

1- ان في كل العصور السابقة واللاحقة لا يستطيع احد الوصول اليهم

2- وربما ان امير المؤمنين (عليه السلام) جعلهم في اعلى نقطة من التكامل وكل مجاميع الانبياء والاولياء تتسابق وتتلاحق ليصلوا اليهم أي اراد لهم الامام ان يكونوا الطريق والوسيلة للتكامل الى الله سبحانه وتعالى .

وهنا علينا ان نقول ماذا فعلوا هؤلاء الاصحاب حتى وصلوا الى هذه الدرجة والرفعة بحيث اصبحوا معلمين لأصحاب الانبياء والاولياء ماذا كانوا يحملوا من مميزات ومؤهلات جعلتهم في هذا المقام العالي هل هي الاخوة في ما بينهم ؟!

ولكن هناك شيء اعلى من الاخوة قد يكون هو الذوبان والانصهار في ما بينهم وفي قائدهم وامامهم المعصوم (عليه السلام) وقد تكون هذه الميزة هي احدى المميزات والمؤهلات التي جعلتهم يصلون الى هذا المقام

ومن هنا نأخذ بعض الصفات السلبية التي تجعل الفرد لا يذوب داخل المجموعة

1-من يرى نفسه على شيء ان هذه الصفة من اكبر الصفات التي تحرم الانسان ان يذوب داخل اخوته وقيادته وغالبا ما تصيب العلماء او من يدعي العلم وهي صفة مذمومة قد عانا منها اغلب المعصومين والاولياء (عليهم السلام) من الذين يرون انفسهم على شيء وكما قال سيدي ومولاي الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) {ان من يرى نفسه على شيء فهو لا شيء} ويمكن القول ان من يمسي ويرى نفسه على شيء يصبح وهو لا يميز بين الناقة والجمل لان الاوراق تختلط عليه ويصبح مزعجا على قائده واصحابه وقد يصبح احمق من حيث يشعر او لا يشعر وهنا نلاحظ ان اغلب العلماء لم يلتحقوا بالركب الحسيني لانهم كانوا يروا انفسهم على شيء .

1- الحرية :ان الحرية التي يفهمها الغرب الكافر هي ان تكون اسير الشهوات ولكن الحرية التي تريدها الثورة الحسينية هي ان تكون انت المسيطر على الشهوات والعائلة والجاه والمال وتسيره وفق ما يريده الشارع المقدس منك وبما انت المسيطر على هذه الامور تصبح لديك القدرة على الذوبان داخل الاخوان والاصحاب .

2- تقديم الاخوة النسبية على الاخوة المعنوية .

ان من دواعي الفخر والاعتزاز ان يكون اخا لي في الدين لم تلده امي فكيف اذا كانت مجموعة تسعى الى التكامل والرقي وهذا يوجب الشكر لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة واعتقد ان من كان في قلبه ذرة من تقديم الاخوة النسبية على الاخوة المعنوية فأنه لن ينال الذوبان داخل اخوته والالتحاق في طريق الركب الحسيني حتى ولو كان من الزهاد والعباد

3- الوجاهة والنسب : لا اقول غير هذا الحادثة خلال الركب الحسيني وهي عندما خرج الامام الحسين (عليه السلام) من المدينة لم يخرج معه الا سبع من الموالي وكلهم استشهدوا يوم عاشورا .

وفي الختام لا يسعني الا ان اقول ان مجموعة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) هي ام مجاميع الانبياء والاولياء على مر التاريخ وهنيئا لهم هذا المقام العالي

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الميامين

بارك الله فيك اخي العزيز وعظم الله لك الاجر والجزاء

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خيرا اخي الكريم على الموضوع المبارك

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خير اخي العزيز على هذا البحث القيم
جعله الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك اخي العزيز وعظم الله لك الاجر والجزاء