العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر الرسول الأمجد (صلى الله عليه وآله)

منبر الرسول الأمجد (صلى الله عليه وآله) كل ما يخص رسول الإنسانية صلوات الله عليه وآله

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-2015, 09:15 PM   #1

 
الصورة الرمزية أبو زينب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 167
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,258

افتراضي نص خطبة الغدير

جاء في كتاب الاحتجاج تأليف ابى منصور احمد بن على بن‏ ابى‏ طالب الطبرسى (من علماء القرن السادس)؛ تحقيق ابراهيم البهادرى (و) محمد هادى به؛ با اشراف جعفر سبحانى وهذا نصه:
الحمد لله الذي علا فى توحده، و دنا فى تفرده، و جل فى سلطانه، و عظم فى أركانه، و أحاط بكل شئ علما و هو فى مكانه، و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه، مجيدا لم يزل، محمودا لا يزال، بارئ الممسوكات و داحي المدحوات و جبار الارض و السماوات، قدوس سبوح رب الملائكة و الروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه،

يلحظ كل عين و العيون لا تراه، كريم حليم ذو أناة، قد وسع كل شئ رحمته، و من عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه، و لا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر و علم الضمائر، و لم تخف علي المكنونات، و لا اشتبهت عليه الخفيات، له الاحاطة بكل شيء‏ و الغلبة على كل شيء و القوة فى كل شيء و القدرة على كل شيء و ليس مثله شيء و هو منشيء الشيء حين لا شيء دائم قائم بالقسط،لا اله الا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، و لا يجد أحد كيف هو من سر و علانية الا بما دل عز و جل على نفسه.
وأشهد بأنه الله الذى ملأ الدهر قدسه، و الذي يغشى الأبد نوره، و الذي ينفذ امره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك في تقدير و لا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع على غير مثال، و خلق ما خلق بلا معونة من أحد و لا تكلف و لا احتيال، أنشأها فكانت، و برأها فبانت، فهو الله الذى لا اله الا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، و الاكرم الذي ترجع اليه الامور. و أشهد أنه الذي تواضع كل شيء لقدرته، و خضع كل شيء لهيبته، مالك الاملاك، و مفلك الافلاك و مسخر الشمس و القمر، كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، و مهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد و لا ند، أحد صمد لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، إله واحد و رب ماجد، يشاء فيمضي و يريد فيقضيء و يعلم فيحصي و يميت و يحيي و يفقر و يغني و يضحك و يبكي، و يمنع و يعطي له الملك و له الحمد بيده الخير و هو على كل شئ قدير. يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار، مجيب الدعاء و مجزل العطاء، محصي الانفاس و رب الجنة و الناس، لا يشكل عليه شيء و لا يضجره صراخ المستصرخين و لا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين ، الموفق للمفلحين و مولى العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره و يحمده.احمده على السراء و الضراء و الشدة و الرخاء، و أؤمن به و بملائكته و كتبه و رسله، أسمع أمره و أطيع و أبادر الى كل ما يرضاه، و أستسلم لقضائه رغبة فى طاعته و خوفا من عقوبته، لانه الله الذي لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره، و أقر له على نفسي بالعبودية، و أشهد له بالربوبية، و أؤدي ما أوحى الي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد و ان عظمت حيلته. لا اله الا هو، لانه قد أعلمني أني ان لم أبلغ ما أنزل الي فما بلغت رسالته، و قد ضمن لي تبارك و تعالى العصمة، و هو الله الكافى الكريم، فأوحى الي: بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) فى علي ـ يعنى في الخلافة لعلي بن أبى طالب عليه السلام (و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس) (المائدة، 67). معاشر الناس! ما قصرت فى تبليغ ما أنزل الله تعالى الي و أنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية، أن جبرئيل عليه السلام هبط الي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربى ـ و هو السلام ـ أن أقوم فى هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن علي بن‏ أبي‏ طالب عليه السلام أخي ووصيى و خليفتي، و الامام من بعدي، الذى محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، و هو وليكم بعد الله و رسوله، و قد أنزل الله تبارك و تعالى علي بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون) (المائدة، 55). و علي بن أبي‏ طالب عليه السلام أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع يريد الله عز و جل فى كل حال. و سألت جبرئيل أن يستعفى لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين و كثرة المنافقين و إدغال الآثمين و ختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله فى كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم و يحسبونه هينا و هو عندالله عظيم، و كثرة أذاهم لى غير مرة حتى سموني أدنا، و زعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه، حتى أنزل الله عز و جل فى ذلك قرآنا: (و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن ـ على الذين يزعمون أنه أذن ـ خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين) (التوبة، 61). و لو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت، و أن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، و أن أدل عليهم لدللت، و لكني و الله فى أمورهم قد تكرمت، و كل ذلك لا يرضي الله مني الا أن أبلغ ما أنزل إلي، ثم تلى صلى الله عليه و آله و سلم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ـ فى علي ـ و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) . فاعلموا معاشر الناس! إن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته على المهاجرين و الانصار و على التابعين لهم بإحسان، و على البادي و الحاضر و على الأعجمى و العربي، و الحر و المملوك، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ امره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، و من صدقه فقد غفر الله له و لمن سمع منه و أطاع له. معاشر الناس! إنه آخر مقام أقومه فى هذا المشهد، فاسمعوا و أطيعوا و انقادوا لامر ربكم، فإن الله عز و جل هو مولاكم و إلهكم، ثم من دونه رسوله محمد صلى الله عليه و آله و سلم وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بأمر الله ربكم، ثم الامامة فى ذريتي من ولده الى يوم تلقون الله عز و جل و رسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، و لا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني الحلال و الحرام، و أنا أفضيت بما علمني ربى من كتابه و حلاله و حرامه اليه. معاشر الناس! ما من علم إلا و قد أحصاه الله في، و كل علم علمت فقد أحصيته فى إمام المتقين، و ما من علم إلا علمته عليا، و هو الإمام المبين. معاشر الناس! لا تضلوا عنه و لا تنفروا منه، و لا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق و يعمل به و يزهق الباطل و ينهى عنه، و لا تأخده فى الله لومة لائم، ثم إن أول من أمن بالله و رسوله، و هو الذي فدى رسوله بنفسه وهو الذي كان مع رسول الله و لا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره. معاشر الناس! فضلوه فقد فضله الله، و اقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس! إنه إمام من الله، و لن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، و لن يغفر الله له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، و أن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد و دهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين. أيها الناس! بي والله بشر الأولون من النبيين و المرسلين، و أنا خاتم الانبياء و المرسلين، و الحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات و الأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، و من شك فى شئ من قولي هذا، فقد شك فى الكل منه، و الشاك في ذلك فله النار. معاشر الناس! حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي و إحسانا منه إلي، و لا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الآبدين و درهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس! فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر و أنثى، بنا أنزل الله الرزق و بقى الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد على قولي هذا و لم يوافقه، ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك و يقول: «من عادى عليا و لم يتوله فعليه لعنتي و غضبني، فلتنظر نفس ما قدمت لغد، و اتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون». معاشر الناس! إنه جنب الله الذى ذكر في كتابه فقال تعالى: (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت فى جنب الله) (الزمر، 56) معاشر الناس! تدبروا القرآن و افهموا آياته، و انظروا إلى محكماته، و لا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده و مصعده الي ـ و شائل بعضده ـ و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، و هو علي بن أبي‏ طالب عليه السلام أخي و وصيي، و موالاته من الله عز و جل أنزلها علي. معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الاكبر، فكل واحد مبني عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردإ؛ علي الحوض، هم أمناء الله فى خلقه و حكماؤه فى أرضه. ألا و قد أديت، ألا و قد بلغت، ألا و قد أسمعت، ألا و قد أوضحت، ألا و إن الله عز و جل قال و أنا قلت عن الله عز و جل، ألا إنه ليس أميرالمؤمنين غير أخي هذا، و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. (ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، و كان منذ اول ما صعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شال عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، ثم قال: معاشر الناس! هذا علي أخيي و وصيي و واعي علمي و خليفتي على أمتي و على تفسير كتاب الله عز و جل و الداعى إليه، و العامل بما يرضاه، و المحارب لأعدائه، و الموالي على طاعته، و الناهي عن معصيته، خليفة رسول الله و أميرالمؤمنين و الامام الهادي و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر الله، أقول ما يبدل القول لدي بأمر ربي أقول: اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه و العن من أنكره و اغضب على من جحد حقه؛ اللهم إنك أنزلت علي أن الامامة بعدي لعلي وليك عند تبيانى ذلك، و نصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم بنعمتك و رضيت لهم الاسلام دينا، فقلت: (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين) (آل‏ عمران، 85)؛ اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا أني قد بلغت. معاشر الناس! إنما أكمل الله عز و جل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه الى يوم القيامة و العرض على الله عز و جل، فأولئك الذين حبطت أعمالهم و فى النار هم خالدون، لا يخفف عنهم العذاب و لا هم ينظرون. معاشر الناس ! هذا علي انصركم لي و أحقكم بي و أقربكم إلي و أعزكم علي، و الله عزو جل و أنا عنه راضيان، و ما نزلت آية رضى إلا فيه، و ما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به، و لا نزلت آية مدح فى القرآن إلا فيه، و لا شهد بالجنة فى (هل أتى على الإنسان) (الانسان ، 1) إلا له، و لا أنزلها فى سواه، و لا مدح بها غيره. معاشر الناس! هو ناصر دين الله و المجادل عن رسول الله، و هو التقي النقي الهادي المهدي، نبيكم خير نبي ووصيكم خير و صي و بنوه خير الأوصياء.
معاشر الناس! ذرية كل نبى من صلبه و ذريتي من صلب علي. معاشر الناس! إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم، فأن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة الله عز و جل، فكيف بكم و أنتم أنتم و منكم أعداء الله، ألا إنه لا يبغض عليا إلا شقي و لا يتوالى عليا إلا تقي و لا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، و فى علي و الله نزلت سورةو العصر: (بسم الله لرحمن الرحيم. و العصر إن الإنسان لفي خسر) (العصر ).
معاشر الناس! قد استشهدت الله و بلغتكم رسالتي، و ما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس! (اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون) (آل ‏عمران، 102). معاشر الناس! آمنوا بالله و رسوله و النور الذى أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها. معاشر الناس! النور من الله عز و جل في، ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه الى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله و بكل حق هو لنا لان الله عز و جل قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الاثمين والظالمين من جميع العالمين معاشر الناس! أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين، ألا و إن عليا هو الموصوف بالصبر و الشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس! لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم و يصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس!إنه‏ سيكون من بعدي أئمة يدعون الى النار و يوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس! إن الله و أنا بريئان منهم. معاشر الناس! إنهم و أنصارهم وأشياعهم و أتباعهم في الدرك الأسفل من النار و لبئس مثوى المتكبرين، ألا إنهم أصحاب الصحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته. قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس! اني أدعها إمامة و وراثة في عقبي إلى يوم القيامة، و قد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر و غائب و على كل أحد ممن شهد او لم يشهد ولد أو لم يولد، فيبلغ الحاضر الغائب، و الوالد الولد الى يوم القيامة، و سيجعلونها ملكا و اغتصابا، ألا لعن الله على الغاصبين و المغتصبين، و عندها (سنفرغ لكم أيها الثقلان) (الرحمن، 30) (فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران) (الرحمن، 35) . معاشر الناس إن الله عز و جل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، و ما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس! إنه ما من قرية إلا و الله مهلكها بتكذيبها، و كذلك يهلك القرى و هى ظالمة كما ذكر الله تعالى، و هذا علي إمامكم و وليكم، و هو مواعيد الله و الله يصدق ما وعده. معاشر الناس! قد ضل قبلكم أكثر الأولين، و الله لقد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين، قال الله تعالى: (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين) (المرسلات). معاشر الناس! إن الله قد أمرني و نهاني، و قد أمرت عليا و نهيته، فعلم الأمر و النهي من ربه عز و جل، فاسمعوا لأمره تسلموا، و أطيعوا تهتدوا، و انتهوا نهيه ترشدوا، و صيروا إلى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس! أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم علي من بعدى، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون ثم قرأالحمد لله رب العالمين...) (الفاتحة) و قال: في نزلت و فيهم نزلت و لهم عمت و إياهم خصت، أولئك أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون. ألا إن حزب الله هم الغالبون. ألا ان أعداء علي هم أهل الشقاق و النفاق و الحادون و هم العادون،و إخوان الشياطين الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا. ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله فى كتابه فقال عز و جل : (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله...) (المجادلة، 22). ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز و جل فقال: (و الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن و هم مهتدون) (الأنعام، 82). ألا إن أولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين، و تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن: (طبتم فادخلوها خالدين) (الزمر، 73). ألا إن أولياءهم الذين قال لهم‏ الله عز و جل: (يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) (الغافر، 40). ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا. ألا أن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شيهقا و هي تفور و لها زفير. ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم: (كلما دخلت أمة لعنت أختها) (الأعراف، 38). ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز و جل: (كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا فى ضلال كبير) (الملك، 8 ـ 9). ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و أجر كبير. معاشر الناس! شتان ما بين السعير و الجنة، عدونا من ذمه الله و لعنه، و ولينا من مدحه الله و أحبه. معاشر الناس! ألا و إني مندر و علي هاد. معاشر الناس! إني نبي و علي وصيي. ألا إن خاتم الائمة منا القائم المهدي صلوات الله عليه. ألا إنه الظاهر على الدين. ألا إنه المنتقم من الظالمين. ألا إنه فاتح الحصون و هادمها. ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك. ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله عز و جل. ألا إنه الناصر لدين الله. ألا إنه الغراف فى بحر عميق. ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله و كل ذي جهل بجلهه . ألا إنه خيرة الله و مختاره. ألا إنه وارث كل علم و المحيط به. ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبه بأمر ايمانه. ألا إنه الرشيد السديد. ألا إنه المفوض اليه. ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه. ألا إنه الباقي حجة و لا حجة بعده، و لا حق الا معه، و لا نور إلا عنده. ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه. ألا و إنه ولي الله في أرضه، و حكمه فى خلقه، و أمينه فى سره و علانيته. معاشر الناس! قد بينت لكم و أفهمتكم، و هذا علي يفهمكم بعدي. ألا و أني عند انقضاء خطبتي أدعوكم الى مصافحتي على بيعته و الاقرار به، ثم مصافحته بعدي. ألا و أني بايعت الله و علي قد بايعني و أنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز و جل (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! (ان الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (البقرة، 158) . معاشر الناس! حجوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، و لا تخلفوا عنه إلا افتقروا . معاشر الناس! ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه الى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف عمله. معاشر الناس! الحجاج معانون و نفقاتهم مخلفة، و الله لا يضيع أجر المحسنين. معاشر الناس! حجوا البيت بكمال الدين و التفقه، و لا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة و إقلاع. معاشر الناس! أقيموا الصلاة و أتو الزكاة كما أمركم الله عز و جل، فلئن طال عليكم الامد فقصرتم أونسيتم، فعلي وليكم، و مبين لكم الذي نصبه الله عز و جل بعدي، و من خلفه الله مني و أنا منه، يخبركم بما تسألون عنه، و يبين لكم ما لا تعلمون . ألا إن الحلال و الحرام أكثر من أن أحصيهما و أعرفهما، فآمر بالحلال و أنهي عن الحرام فى مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز و جل فى علي أمير المؤمنين و الائمة من بعده الذين هم مني و منه، ائمة قائمة منهم المهدي ـ إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. معاشر الناس! و كل حلال دللتكم عليه، و كل حرام نهيتكم عنه، فإني لم أرجع عن ذلك و لم أبدل. ألا فاذكروا ذلك و أحفظوه و تواصوا به و لا تبدلوا و لا تغيروه. ألا و إني أجدد القول: ألا فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و امروا بالمعروف و انهوا عن المنكر. ألا و إن رأس الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن تنتهوا إلى قولي و تبلغوه من لم يحضر و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز و جل و مني و لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس! القرآن يعرفكم أن الائمة من بعده ولده، و عرفتكم أنهم مني و منه، حيث يقول الله فى كتابه: (و جعلها كلمة باقية فى عقبه) (الزخرف، 28) و قلت: «لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما». معاشر الناس! التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز و جل: (إن زلزلة الساعة شى‏ء عظيم) (الحج، 1) اذكروا الممات و الحساب و الموازين و المحاسبة بين يدى رب العالمين و الثواب و العقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب عليهاو من جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب. معاشر الناس! إنكم أكثر من أن تصافحوني بكف واحدة، و قد أمرني الله عز و جل أن آخذ من ألسنتك الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين، و من جاء بعده من الائمة مني و منه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم: «إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا و ربك فى أمر علي و أمر ولده من صلبه من الائمة، نبايعك على ذلك بقلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و أيدينا، على ذلك نحيى و نموت و نبعث، و لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب، و لا نرجع عن عهد و لا ننقض الميثاق و نطيع الله و نطيعك و عليا أمير المؤمنين و ولده الائمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن و الحسين» اللذين قد عرفتكم مكانهما مني و محلهما عندي و منزلتهما من ربي عز و جل، فقد أديت ذلك إليكم، و أنهما سيدا شباب أهل الجنة، و أنهما الامامان بعد أبيهما علي و أنا أبوهما قبله. و قولوا: «أطعنا الله بذلك و إياك و عليا و الحسن و الحسين و الائمة الذين ذكرت، عهدا و ميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافحة أيدينا من أدركهما بيده و أقر بهما بلسانه و لا نبتغي بذلك بدلا و لا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا، أشهدنا الله و كفى بالله شهيدا، و أنت علينا به شهيد، و كل من أطاع ممن ظهر و استتر و ملائكة الله و جنوده و عبيده و الله اكبر من كل شهيد». معاشر الناس! ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت و خافية كل نفس (فمن اهتدى فلنفسه و من ضل فإنما يضل عليها) (الزمر، 39)، و من بايع فإنما يبايع الله (يد الله فوق أيديهم) (الفتح، 10). معاشر الناس! فاتقو الله و بايعوا عليا أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين و الائمة كلمة طيبة باقية، يهلك الله من غدر، و يرحم الله من وفى (فمن نكث فانما ينكث على نفسه) (الفتح، 10). معاشر الناس! قولوا الذي قلت لكم، و سلموا على علي بإمرة المؤمنين، و قولوا: (سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير) (البقرة، 285)، و قولوا: (الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله) (الأعراف، 43). معاشر الناس! ان فضائل علي بن‏ ابي‏ طالب عليه السلام عند الله عز و جل و قد أنزلها القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد، فمن أنبأكم و عرفها فصدقوه. معاشر الناس! من يطع الله و رسوله و عليا و الائمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما. معاشر الناس! السابقون السابقون‏ إلى مبايعته و موالاته و التسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك هم الفائزون في جنات النعيم. معاشر الناس! قولوا ما يرضي الله به عنكم من القول، فإن تكفروا أنتم و من في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا، اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين و الحمد لله رب العالمين
.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

أبو زينب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-2015, 10:28 AM   #2

 
الصورة الرمزية ابو بتول

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1726
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 3,128

افتراضي رد: نص خطبة الغدير

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خير أخي على النشر المبارك
ثبتنا الله وإياكم على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو بتول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-2015, 01:30 PM   #3

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي رد: نص خطبة الغدير

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت وبارك الله بك على المساهمة المباركة
وفقك الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-2015, 06:38 PM   #4

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 525
تـاريخ التسجيـل : Oct 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عراق الخير والمحبة
االمشاركات : 1,793

افتراضي رد: نص خطبة الغدير


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
انتقاء جميل جدا
احسنت وبارك الله بك على النشر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم العترة الطاهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-2015, 07:59 PM   #5

 
الصورة الرمزية أبو زينب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 167
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,258

افتراضي رد: نص خطبة الغدير

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أخوتي الأعزاء جزاكم الله خيراً على مروركم الجميل

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

أبو زينب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:55 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024