انتظر دورك قراءة في جواب السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله)

[frame="11 85"]

انتظر دورك قراءة في جواب السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله)

وجهت بعض الاستفتاءات الى سماحة السيد القائد مقتدى الصدر ( دام عزه) في الفترة التي تلت دخول شذاذ اﻻفاق العراق وتصدي مجاهدي سرايا السلام لهم ، طلب فيها بعض اﻻشخاص المشاركة في المعارك فكان جواب السيد ( انتظر دورك) ونحن نعلم عدد المشاركين في قتال داعش قليل بالنسبة لسرايا السلام وجنود السيد القائد (اعزه الله)، ويمكن ان نأخذ جانبين لكي تتضح لنا بعض أبعاد هذا الجواب.

الجانب التأريخي:- من أهم معانات اﻻنبياء واﻹئمة ( عليهم السلام ) والمصلحين عدم وجود الطاعة التامة لهم من قبل اﻻتباع ، وبالتالي كانت تفشل كثير من المشاريع اﻻصلاحية بسبب عدم طاعة اﻻتباع ، ولو أخذنا ما حدث في حرب صفين فأن اﻹمام علي ( عليه السلام ) كان يملك كل عوامل القوة التي تمكنه من هزيمة معاوية ، ولكن هناك نقطة فاصلة أشار اليها ( الحجاج بن الصمة ) حين قال لمعاوية قبل حرب صفين ( وإني اخبرك ..... انك تقوى على علي بدون ما يقوى به عليك ، ﻷن معك قوما ﻻ يقولون اذا قلت ، وﻻ يسئلون اذا أمرت. وأن مع علي قوما يقولون اذا قال ، ويسئلون اذا أمر )( 1).
وهنا نقطة التحول وما عاناه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من اتباعه وفعلا انتهت حرب صفين بعكس ما خطط له اﻹمام علي ( عليه السلام )والشواهد كثيرة في هذه الحرب على معانات اﻹمام ( عليه السلام )من عدم طاعة اﻻتباع منها ، ان حرب صفين كانت حسب رأي المؤرخين تسعين معركة تقريبا ، وقد وضع اﻹمام علي ( عليه السلام ) خطته العسكرية وكانت ان يعقد لواء ربيعة وأن تشارك في القتال من دون باقي الجيش ، وقد شاركت ربيعة في المعارك وكانت النتائج حسنة ، حتى اضطربت باقي القبائل لقعودهم وعدم مشاركتهم في القتال ، وجاء وجوه القبائل الى اﻹمام ( عليه السلام )وتكلم بن الطفيل وهو زعيم كنانة فقال ( يا أمير المؤمنين أنا والله ما نحسد قوما خصهم الله منك بخير ان احمدوه وشكروه...... فأكفهم عن القتال أياما وجعل لكل أمرى منا يوما يقاتل فيه) ( 2)
وما كان جواب أمير المؤمنين أﻻ ان يعطيهم ما طلبوا .
واليوم السيد القائد مقتدى الصدر ( دام عزه ) هو من يضع الخطط العسكرية ويحدد الجبهات ووقت اﻻلتحاق واﻻنسحاب وعدد من يشارك في المعارك ، فلا ينبغي علينا ان نفسد ما يخطط له السيد في قتال العدو.

الجانب العسكري:- من أصعب أنواع الحروب واعقدها هي حرب اﻻستنزاف ، فهي حرب طويلة تتطلب امكانيات بشرية ومادية كبيرة ويدخل فيها العامل النفسي واﻻقتصادي ، ويكون المنتصر فيها من يحافظ على قوته ويثبت ويتحمل أكثر ، ويكون الخاسر قد انهارت جميع قواه ، وخير شاهد ما حصل لجيش كبيرة الشر أمريكا في عراقنا الحبيب فعلى الرغم من امكانياته الهائلة الى انه انهزم في حرب اﻻستنزاف مع جيش اﻹمام المهدي ( عليه السلام ) .
واليوم نواجه عدو لديه دعم دولي اخذ يستعمل أسلوب الحروب طويلة اﻻمد ، فنجد السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) اخذ يتعامل مع اﻻعداء بحنكة وخطط عسكرية متقنة تهدف الى الحفاظ على اﻻمكانات البشرية والمادية والعسكرية ، فلا يعقل ان يشارك الكل دفعة واحدة في حرب طويلة اﻻمد بل يجب ان ينتظر كل فرد منا دوره في المعارك القادمة ان شاء الله.

والحمد لله رب العالمين.

[/frame]

المصدر:- (1) صفين لنصر بن مزاحم المنقري ، ص 78.
)2( نفس المصدر ، ص 303.

موضوع قيم وتحليل رائع
وفقك الله لنراضيه

قراءة موضوعية هادفة بوركت حبيبي

التفاته مميزة جزيت خيرا اخي العزيز

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
تحليل منطقي بوركت اخي الغالي