أ للموت أستسلم ؟ أم للحياة أستقدم ؟ بقلم سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله

[frame="15 98"][align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
اضع بين ايديكم اخوتي الافاضل مقالاً لسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله وهو من الارشيف المبارك لسماحته وتحديدا في حزيران سنة 2007 وكان بعنوان (( أ للموت أستسلم ؟ أم للحياة أستقدم ؟ ))[/align][/frame][align=justify]
[/align]

[frame="15 98"][align=justify]

لقد طويَتْ صفحة من صفحاتِ العلم والإشراق ، وانغَلقتْ بابٌ من أبوابِ الرحمةِ والفلاح ، وسادت في الاجواءِ غيومٌ سوداءٌ ، وأخذ الخيرُ ينضبُ ، فلا ماءٌ يروي عَطشنا ، ولا مطرٌ يسقي زَرعنا ، ولقد جفت منابعُنا ، وذاقتْ أراضينا ، وها هو ليلٌ بهيمٌ مظلمٌ يلوحُ في الأفق ، يجرُ معه قِطعُ الغِمام الملبدة بغبار الخيبة والخسران ، غبارٌ ما أن يصل إلينا حتى نكون في ديارنا جاثمين ، وقد نضع أصابعنا في آذاننا من الصواعق حذر ما نخشى ونخاف (يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ).
وما عسانا أن نفعل غير أن نكون أحلاساًً في بيوتنا ، فإن خرجنا نكون في طريق صحراء قاحلة ، ذات أشواك وعقبات كؤود ، وذات وحوش وكواسر وأسود .
عجباًً ...عجباًً ..
فلا أدري أفي جبلٍ أنا أم في سهل ؟ أفي وادٍ أنا أم على قمة جبلٍ ؟ أفي برٍ أنا أم في بحر ٍ؟ فقد أختلط ماء البحر المالح مع عطش الصحراء ، وصعوبة صعود الجبل تشابكت مع وعورة الارض ، حتى ظننتُ أني أحلم . فقلت أفي حلم أنا أم في يقظة ؟ أفي منامٍ ما أرى أم في حقيقةِ ما أبصر ؟
لا .. لا .. لا أفي حلم أنا فأستيقظ أم في يقظة أنا فأنام ؟ واحسرتاه ..
فإني عشقتُ النوم فمللت ، وأردتُ الاستيقاظ فتعبت ، أفي عالم التناقض أنا أم في عالم التنافس ؟ لا بل أنا في سراب ٍوإلى سراب ، أو كباسط كفيه الى الماء ليبلغهُ فاه وما هو ببالغه . بل بلغه أم لم يبلغه فهو لا يروي ...
ولعلهُ هو سرابٌ .. أو هو سرابٌ في سراب .
أرجوك لا تعجب بكلامي فهو كلامُ مَنْ ذاقَ طعم الرحمة والنور وأبصر هادم الشرك والجور ، وأحس بدفء حنان الابوة وعشق الابوة وفيض الاولياء وخير الاصفياء وعمل الاتقياء ، فما أجمل أن تشعر بخير يد ٍتمتدُ الى كتفك لينساب منها دفء الأمن إلى قلبك ، وليحل في قلبك خوف وارتعاب من بلاء الدنيا وما يجري فيها من المكاره على أهلها ، ولتفيض عليك بركات من السماء وتسري في عروقك الدماء ،وقد يفيض عليك بكلمات خالدات ، يتجلى صداها في أذنيك ورنينها في مهجتك ومعدنها في عقلك وجوهرها في قلبك ، فإذا أنقطع عن كل هذا فماذا تراك أن تقول ؟ وما عساك أن تفعل ؟ أتدس رأسك في التراب ؟ أم تقول يا ليت لم تلدني أمي أ للشقاء ولدتني أم للبلاء جعلتني ؟
تلك ــ والله أحدى القواصم التي قصمت منا جبالاًً .
همم الرجال تزيل الجبال !!! أين همتي إذاً ؟ وأين قدرتي وعزمي ورمزي ؟ أين من كنت أتكئ عليه في الشدة والرخاء ؟ أضاع هذا بين عشية وضحاها ؛ بل بين لحظة ٍومناها ؟ أين اختفت همتي ؟ أريد ساقي همتي ، أريد راوي قصتي ، أريد نور بصري ، أريد نبضات قلبي ، أريد من كان لي أباًً حنوناًً ، أريد من أفديه مالاًً وبنوناًً ، أريد من عشتُ له السنونا .
ضاع عمري وأندثر بين ثنايا الذكريات بين أسطر مغريات ، قد جف منها الحبر وانمسح ، وراح عنها الخير وأنكشح.
أ للموت أستسلم ؟ أم للحياة أستقدم ؟ الموت قد لا ارى فيه الحبيب ؟ أم الحياة بلا طبيب ؟ آه .. لقد أنهمرت الدموع ، وانطفأت الشموع ، وأنا في قعر السجون قد ملأتني الشجون ، لعلي أرى بصيصاًً من نور فأهتدي الى عالم الخشوع ، بعيداًً عن الجموع ، والكل هجوع ينتظرون الرجوع لكن .. حال دونهُ طول السفر وبعض النفر ومن كفر .
وكثرت أمامه الحفر وازدادت الأحاجي والجُفر فهل من مُدَّكِر ؟ أم هو عذاب مستمر ؟ أم بلاء منهمر ؟ ام رماد محتضر في يوم عسر ؟
تراني اغرق , لا بل احرق ام قد اختلط علي الحابل بالنابل ؟
تبا لي أترى اعيتني المُُنية ام المًََنيّة ؟
فلا المُُنية اراحتني ولا المًََنيّة ازاحتني فاين الفصل من القول ؟ ام اين القوة والحول ؟
آهات وحسرات , وانى يفيدكم الندم ؟ هل اكن ساكتا ؟
وهيهات فالنطق مذهبي , وهيهات منا الذلة , سأسعى ما حييت للوصول الى القمة , قمة المجد الخالدة قمة الكمال الأبدي بين يدي غفور رحيم , عسى ان تريحني من ويلات الدهور وزفرات الدموع , وآماق العيون وآلام الصدور .
فمهما صعب صعود الجبل ومهما اكتنفت قمته الغيوم والسحاب فلا بد للغيوم ان تنكشف ولا بد للصعب ان ينكسف . وها أنا ذا أصعد وما زلت , ولم تزدني وحشة الدرب إلا صمودا , ولم تزدني قلة الزاد إلا أملاًً وبريقاًَ ، وقد لاحت في الأفق بارقة الأمل ، وزُيّنت السماء بمصابيح تنير لي الدجى ، فازداد عندي الرجا .
فكأني بنور محمد يسطع على العالمين ، لتنفتح الزهور بعد الذبول ، وتنغلق ابواب الشر بعد القبول ، وتبتعد الغيوم لتتكشف شمس الحقيقة عن سماء تسطع علينا بالخير والبركة ، سماءً ليلها مليء بالأنجم الساطعة المتلألئة ، والاقمار المنيرة ، فكيف بنهارها ؟ وارض تشققت وأنبتت فترعرع فيها الأفنان لتظلل علينا بأفيائها ، وتفجرت فيها الينابيع وسالت بها أودية ، لتغدق علينا بلآلئها ، فكيف ببحارها وانهارها ؟ وأشرقت السماء بإشراقةٍ ابدية ، تحمل معها فيض رحمته ، فانقشع عنا الجهل وانكشف عنا الظلام .
تلك لوعة قلوب حرى قد مُلئت حباًَ وشغفاَ ، وأعين شاخصة لربها قد فاضت دمعاًَ ، وها هي ترتسم عليها مسحة من الفرج ، وتلك الأيادي المرفوعة بالدعاء ، تتوجه الى ربها بالشكر والثناء .
[/align][/frame]

نشر مبارك ................وفقك الله لمراضيه

احسنت اخي الغالي على هذا المجهود المبارك
وفقك الله لكل خير

أحسنت وجزاك الله تعالى خيرا

بارك الله فيك عزيزي الراجي