في وقتنا الحاضر ... من المطبق لاخلاقيات الامام علي ( عليه السلام ) في الحروب ؟؟؟

[frame="15 95"]

[align=justify][align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم [/align][align=justify]
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم [/align][align=justify]
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
[/align][/align]

[align=justify][align=justify]
ان الحديث عن اخلاقيات امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام هو حديث عن اخلاقيات خاتم الانبياء والمرسلين الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه واله ، فما كان عليِِِ علياَ الا بطاعته لرسول الله صلى الله عليه واله فهو القائل ( سلام الله عليه ) : ((ولقد كنت معه أتبعه اتباع الفصيل أثر امه ، يرفع لي في كل يوم علما من أخلاقه ، و يأمرني بالاقتدآء به .... ) (1)
وهنا احببت ان استعرض بعض اخلاقياته سلام الله عليه في الحروب مع استقراء لبعض المواقف والشخصيات المشاركة في العمليات العسكرية في وقتنا الحاضر بغية التعريف عن من هو سائر على منهج الرسول وعترته العدول صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ومطبق له وكشف الستار عن من هو مجانب لذلك المنهج وان ادعى زورا وبهتانا انتمائه له فالعبرة في ان يطابق فعلك قولك كما يعبرون :

اولاَ : ابوة الجهاد

فلم يكن جهاده سلام الله عليه من اجل التشفي او الانتقام او العدوان بل كانت مقاتلته لاهل الزيغ من اجل كشف اباطيلهم ودفع شرورهم فهو عليه السلام لا يلجأ الى القتال الا بعد ان يستنفذ جميع الحلول في هدايتهم وارجاعهم عن زيغهم فهو القائل : (فَوَاللَّهِ ، مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلاَّ وأَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ ، فَتَهْتَدِيَ بِي وتَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي ، وذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلالِهَا وَ إِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا ) (2) ـ
( وقد عد الامام اللجوء إلى السلاح هو الخيار السياسي الاخير بيد صانع القرار ، اذ يقول (ع) عن ظروف معاركه التي خاضها بعد توليه سدة الحكم في الدولة الاسلامية : " اني قد ضربت الامر ظهره وبطنه وانفه وعينه حتى لقد منعني من نوم الليل فما وجدت يسعني الا قتالهم او الكفر بما جاء به محمد") (3)
فهو سلام الله عليه لا يقاتل الا بعد الاعذار في مقاتلتهم وبعد ان يدعوهم الى التوبة والانابة ويبين لهم سوء افعالهم وبعدهم عن شريعة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه واله قال (عليه السلام) في جملة ما أوصى به معقل بن قيس الرياحي حين أنفذه إلى الشام : ( فَإِذَا لَقِيتَ الْعَدُوَّ فَقِفْ مِنْ أَصْحَابِكَ وَسَطاً ، ولا تَدْنُ مِنَ الْقَوْمِ دُنُوَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْشِبَ الْحَرْبَ ، ولا تَبَاعَدْ عَنْهُمْ تَبَاعُدَ مَنْ يَهَابُ الْبَأْسَ ، حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي ولا يَحْمِلَنَّكُمُ شَنَآنُهُمْ عَلَى قِتَالِهِمْ قَبْلَ دُعَائِهِمْ وَ الإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ ) (4) . ـ
اقول : في وقتنا الحاضر :
من الذي اوصى اتباعه بان يكون جهادهم ابويا ؟
ومن الذي ابتغى من وراء جهاده نشر السلام والحرية ؟
ومن الذي بالغ في نصيحة القوم حتى دعا كبيرهم الى التوبة مبينا له سوء افعاله ؟
انه وبدون شك سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله فقد اوضح ومن خلال ما جاء في توصياته لسرايا السلام ذلك بقوله : ( ... وليكن جهادنا ابويا وبأخلاق عالية ولأجل نشر السلام والحق. ثم ان سماحته بين في النقطة السادسة من التوصيات الهدف من الجهاد بقوله : قتالنا من اجل الحرية والسلام للجميع ، قبل ان يكون من اجل الاسلام والمذهب. ) (5) مضافا الى ان في اختيار سماحته لاسم ( سرايا السلام ) دلالة واضحة للهدف الذي من اجله اسس تلك السرايا

ثانيا : الاعداد المعنوي للجنود وبما يرضي الله سبحانه وتعالى

(..فان الامام رفض سياسة اعداد الجيوش كأداة للقتل مفرغة من أي محتوى انساني او فكري سليم ، بل انه (ع) قدم نموذجاً خاصاً في تهيئة الجيش على اسس اخلاقية واستعداد نفسي غاية في الاهمية إذ يقول (ع) عن فلسفة المعركة التي يحتم عليهم خوضها: " انما الجهاد اجتناب المحارب ومجاهدة العدو " وكان (ع) يذكر بأسلوب عملي على ان الغاية من الحرب هي حفظ الدين كمنهج للحياة وليس الدين في خدمة الحرب لذلك اوصى مقاتليه ، قبل معركة صفين قائلاً : " الا انكم ملاقوا العدو غداً ان شاء الله فاطلبوا الليلة القيام واكثروا تلاوة القرآن واسألوا الله الصبر والنصر ". وكان علي ينصح قادة الجيش قائلاً: " لا تدخروا انفسكم نصيحة ولا الجند حسن سيرة " (3).

اقول : وهذا الامر تراه واضحا في وصايا سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله لابطال سرايا السلام حيث يقول :
(التمسك بالشرع والاخلاق والتوجه بالدعاء والالتزام بالصلاة والصبر والاحكام الشرعية امر واجب ، ولا مكان لمن لا يلتزم بذلك بل وجوده ضرري. )(5)

ثالثاَ : عدم التمثيل بجثث القتلى

لقد سار أمير المؤمنين عليّ (ع) على نهج الإسلام بعدم التمثيل بجثث القتلى امتثالاً لأمر رسول الله (صلى الله عليه واله ) الذي قال: (اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا)(6)
وروى ابن إسحاق عن سمرة بن جندب أنه قال: ما قام رسول الله(ص) في مقام قط ففارقه حتى يأمرنا بالصدقة، وينهانا عن المثلة ( 7)
( ان ما ابداه الامام علي (ع) من احترام جثث القتلى من الاعداء يعكس سموه النفسي من جهة وحق الانسان المتوفى بأن يدفن بصورة لائقة وشرعية من جهة ثانية . لذلك فقد رفض الامام أي تشويه او تمثيل او سلب لجثث الخصوم تحت أي مبرر او مسوغ كان ، حتى انه اوصى بقاتله " لا يمثل بالرجل فاني سمعت رسول الله (‏صلى الله عليه وآله) يقول : اياكم والمثلة ولو بالكلب العقور "، بل ان الامام عد ان العداء مهما كان عميقاً مع الخصم سينتهي في حالة مقتله او وفاته لذلك نراه بعد معركة الجمل " ندب الناس إلى موتاهم فخرجوا اليهم فدفنوهم ... ) (3)
اقول : كثيرة هي الاستفتاءات والبيانات التي نهى فيها سماحة الصدر القائد عن مسألة التمثيل بالجثث منها :
1 - (مهما قابلونا واعتدوا علينا بالذبح والتنكيل فلن نقابلهم بذلك. )(5)
2 – ( نرفض ان نتخلق باخلاق العدو مهما صدر منه )(8)

رابعاََ : مساعدة المناطق المحررة والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة ومحاسبة المعتدي من الجنود على المدنيين

ويذكر انه (ع) ارسل كتاباً يبين فيه ضرورة احترام الملكية في ظل ظروف الحرب اذ يقول: " من عبد الله علي امير المؤمنين إلى من مر به الجيش من جباة الخراج وعمال البلاد .
اما بعد ، فأني قد سيرت جنوداً هي مارة بكم ان شاء الله وقد اوصيتهم بما يجب لله عليهم من كف الاذى وصرف الشذى(اي الشد والضرب ) وانا ابرأ اليكم وإلى ذمتكم من معرة(اي اذى) الجيش الا من جوعة المضطر لا يجد عنها مذهباً إلى شبعه ، فنكلوا من تناول منهم شيئاً ظلماً ، وانا بين اظهر الجيش فادفعوا الي مظالمكم وعراكم مما يغلبكم من امرهم ولا تطيقون دفعه الا بالله وبي")(9)

واظهر الامام (ع) احترامه لملكية الاعداء حيث كانت اوامره تقضي بأن: " لا تهتكوا الستر ولا تدخلوا داراً الا باذني ) (10)
اقول : من الواضح لكل متتبع ان ما مر ذكره هو ما انتهجه السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله والذي بات جليا من خلال توصياته وبياناته التي نفذها اتباعه من سرايا السلام ليحولوها الى منهج عملي يحتذى به اذكر منها :
1 – جاء في توصياته لسرايا السلام قوله :
سابعا : الحفاظ على الاموال العامة وعدم الاضرار بها.
ثامنا : الاموال الخاصة كالمنازل والمحال والمزارع لا يجوز التصرف بها حتى للضرورة بل العمل على ارجاع المفقود منها لذويها.
2 –( ايصال المعونات الغذائية والطبية للمناطق المحررة او التي تكاد تتحرر ) (11)
3 – ( على كتلة الاحرار التنسيق مع الجهات القضائية والجهات المختصة للعمل على فتح تحقيق ومعاقبة كل من يستعمل العنف المفرط وهدم البيوت والمساجد والاعتداء على الاهالي بغير حق ) (11).
وختامه مسك هذه كلمات خطها سماحة السيد القائد في بيان له قال فيه :
( .. وفي جهادكم كونوا ليوثاَ لا تهابون الموت وعبادا تتورعون عن الحرام تطلبون رضا الله ولا تعصون له امرا وتفقهوا ولا تعتدوا وحافظوا على سمعة الجهاد والمجاهدين ولا تتأسوا بهم فلنا اخلاق اهل البيت ولهم اخلاق معاوية وآل سفيان لعنهم الله .
واصبروا وصابروا ورابطوا لعلكم تفلحون )
هذا والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

المصادر
(1) بحار الانوار ج15 ص 361
(2) نهج البلاغة ، الخطبة : 55
(3) ( حقوق الانسان عند الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام)‏ رؤية علمية‏ (لـ غسان السعد‏)( 462 )
(4)نهج البلاغة ، من وصية له : 13 .
(5) تعليمات سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بشأن عمل سرايا السلام وواجباتها ومهامها 4 - 9 - 2014
رابط : http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=19420

(6) وسائل الحر العاملي ـ ج 15 ص 59
(7) (سيرة ابن هشام ـ المصدر السابق ـ ج 3 ص 40).
(8) تعليمات سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله الى سرايا السلام
رابط : http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=18901
(9) الشريف الرضي(الجامع)،نهج البلاغة،تعليق وفهرسة د. صبحي ص578-579.
(10) تاريخ الطبري ، مصدر سابق ، ج3 ، ص506
(11)توجيهات عامة قبل البدء بتحرير الموصل بيان السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله 10 - 3 – 2015
رابط : http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=20754
(12) التهديد بتدنيس ارض كربلاء وباقي المناطق المقدسة من قبل شذاذ الافاق بيان السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله 19 - 05 – 2015
رابط : http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=21364
[/align][/align][/frame]

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
موضوع قيم وتناول جميل لنهج السيد القائد العلوي في تربية الامة ونصيحتها
موفق لكل خير

موفق اخي العزيز جزاك الله الف خير

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
احسنت والله .
وهكذا هو اسلامنا وقادتنا من رسول الرحمة محمد صلى الله عليه واله واهل بيته الميامين عليهم السلام والى يومنا هذا فالسيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله سليل تلك المدرسة العلوية ومطبق نهجها ، فنسأل الله ان نكون عند ظن قائدنا في تطبيق اوامره وتوجيهاته فبها النجاة والنصر المؤزر وبها ندخل السرور على نبينا واهل بيته صلوات الله عليهم وبها ندحر اعداء الله من الداخل والخارج.
اسال الله لك التوفيق
ولسرايا السلام النصر والثبات على الطاعة.

بارك الله فيك اخي العزيز