موقف من حياة اﻹمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

الملف الشخصي · 14-05-2015, 07:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف من حياة اﻹمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

في حياة اﻹمام موسى بن جعفر الكاظم( عليه السلام ) الكثير من اﻻحداث والمواقف التي يمكن ان نستخلص منها العبر والدروس ومن هذه المواقف ما ورد في كتاب المناقب ﻻبن شهر آشوب قال (وكان عمري يؤذيه ويشتم علياً (عليه السلام)، فقال له بعض حاشيته: دعنا نقتل هذا الرجل، فنهاهم عنه أشدّ النهي، وسأل عن العمري فقيل: إنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة. فركب إليه، فوجده في مزرعة فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمري: لا توطئ زرعنا، فتوطّأه أبو الحسن عليه السلام بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه، وقال له: «كم غرمت في زرعك هذا؟». فقال: مائة دينار. قال: «وكم ترجو أن تصيب؟» قال: لست أعلم الغيب. قال: «إنّما قلت لك: كم ترجو». فقال: «أرجو أن يجيئني فيه مائتا دينار». قال : فأخرج له أبو الحسن عليه السلام صرّة فيها ثلاثمائة دينار، وقال: (هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو). فاعتذر العمري اليه وقال : الله اعلم حيث يجعل رساﻻته وكان يخدمه بعد ذلك.)( 1).
ويمكن ان نستفاد من هذه الرواية عدة أمور .

1-ان اﻹمام ( عليه السلام ) يمثل اﻻسلام المحمدي اﻻصيل ويتعامل مع كل فرد مهما كان توجهه بأبوية وبأخلاق عالية ، ليعلم اتباعه ويحثهم على ان يظهروا الصفات اﻻسلامية واﻻنسانية للمقابل لكي يكونوا باباٍ لهدايته ، وكما ورد عنهم ( عليهم السلام ) ( كونوا زيناً لنا وﻻ تكونوا شيناً علينا).

2- ان طلب اﻻتباع من اﻹمام الكاظم ( عليه السلام ) قتل هذا الرجل ظناً منهم ان هذا الفعل هو نصرة للإمام وللحق وهذا يدل على قلة وعي وعدم وجود بُعد نظر فمثل هذه التصرفات تسيء للإمام ( عليه السلام ) وللشيعة بشكل عام وتكون أداة بيد أعدائه للتشنيع وتشويه الصورة ، وهذا ما ﻻيرضاه اﻹمام الكاظم ( عليه السلام )فنجده ينهى اتباعة أشد النهي عن القيام بهذه اﻻفعال ، فقد هَمّ أحد اتباع اﻹمام على قتل رجل يُدعى ( اﻷخوص) كان يسب اﻹمام الكاظم ( عليه السلام ) وقد أعد السكين لقتل الأخوص جاءه الكتاب من اﻹمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ( بحقي عليك لما كففت عن اﻷخوص فان الله ثقتي وهو حسبي)( 2).

3-ان هذا الفعل من اﻹمام الكاظم ( عليه السلام ) كان من المفروض ان يقوم به اتباعه أيضا ، فان اﻹمام قد وضح لهم كثير من طرق الهداية للمجتمع فانهم بالتأكيد قد سمعوا الكثير من اﻻقوال للإمام الكاظم ( عليه السلام ) وابائه ، اﻷقوال التي تحث على هذه اﻻفعال ورأوا منهم هذه اﻻفعال. واليوم نجد السيد القائد مقتدى الصدر ( دام عزه ) يقوم بالكثير من اﻻفعال التي تبين الصورة المشرقة للأسلام المحمدي اﻻصيل وآل الصدر الكرام ، والدليل على ذلك إليكم نص الاستفتاء المبارك (السؤال: إلى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر "أعزه الله"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أسمع من أصحابي وجيراني كلام غير لائق بك فماذا أفعل نحو ذلك ممكن جواب سماحة السيد وشكراً.
[align=left] منتظر الكناني[/align]
بسمه تعالى
أبلغهم سلامي وتحياتي
مقتدى الصدر
8 ذي الحجة 1434 )

وألحمد لله رب العالمين.

المصادر:
1-مناقب آل ابي طالب ﻻبن شهر آشوب ، ج4 ص344.
2-نفس المصدر ، ج4 ص314.