![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بحوث ثقافية في الدروس والعبر المستوحاة من السيرة العطرة لإمامنا الكاظم عليه السلام |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته في رواية لإمامنا موسى بن جعفر عليه السلام يحذّر فيها احد اتباعه من صفة ذميمة او قل مرض خطير يصيب الفرد ويسبب فشله في جلّ اموره او على الاقل عدم وصوله الى تحقيق ما هو مرجو منه ليس على الصعيد الديني فقط وانما على الصعيدين الديني والدنيوي معاًً انها صفة ((التَّسْويف )) فما معنى التَّسْويف لغة واصطلاحا ؟ وما هي السلبيات المترتبة على تلك الصفة ؟ وكيف يمكن للفرد التخلص منها ؟ وقبل الشروع في اجابة كل تلك التساؤلات لا بد من ذكر الرواية التي كانت منطلقا لكتابة هذا البحث البسيط علّّنا نكون من المتعظين : (( جاء في الآثار :عن محمد بن الحسين بن علي عن حسان الواسطي ، عن موسى بن بكر قال : ( دفع إليّ أبو الحسن الأول (عليه السلام ) رقعة فيها حوائج وقال لي : إعمل بما فيها ، فوضعتها تحت المصلّى ، وتوانيت عنها ، فمررت فإذا الرقعة في يده ، فسألني عن الرقعة فقلت : في البيت ، فقال : يا موسى إذا أمرتك بالشيء فاعمله وإلاّ غضبت عليك)) (1) . اقول : لا بد من توضيح بعض الامور وتسجيل بعض التعليقات مستمدين العون من الله سبحانه وتعالى : اولا ً : هناك خمسة من ائمة اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين عرفوا بين الناس بالكنية ذاتها وهي ( ابو الحسن )وهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب والسجاد علي بن الحسين والكاظم موسى بن جعفر والرضا علي بن موسى والهادي علي بن محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين الا ان ما تناقله اهل السير ان المقصود من ( ابي الحسن الاول ) هو امامنا باب الحوائج موسى بن جعفر عليه السلام و( ابي الحسن الثاني) ابنه الامام الرضا عليه السلام اما ( ابي الحسن الثالث ) فهو الامام علي الهادي عليه السلام ثانيا ً : ان حمل هذه الرواية على التسويف جاء نتيجة لانطباق معناه على ما جاء فيها : التَّسْويف لغة : جاء في لسان العرب : التَّسْويف: التأْخير من قولك سوف أَفعل .... أَلا ترى أَنك تقول سَوَّفْتُه إذا قلت له مرة بعد مَرَّة سَوْفَ أَفْعل . التَّسْويف اصطلاحا : اتخاذ قرار بتأخير عمل ما. فعندما يلجأ المرء للتسويف فإنه إما أن نُرجئَ العملَ إلى وقت ما في المستقبل، أو أن يحين الوقتُ المحدد مسبقاً دون إنجاز العمل، وبتعبير آخر: هو تأخيرُ عملِ ما كنتَ ترى أن إنجازَه كان ضروريا. اقول : ومن هنا نفهم ان التسويف ليس هو العزم على ترك العمل وانما هو الـتأخير والتواني في اداءه ثالثاًً : ان امامنا الكاظم عليه السلام ابدى عدم رضاه مما فعله احد اتباعه كونه قد توانى في اداء ما امره به وهذا النهي عن تلك الصفة ( التسويف ) - والذي عبر عنه الامام بقوله ( والا غضبت عليك ) ومن المعلوم ان غضب الامام هو غضب الله جل وعلا وغضب الله عقابه قال تعالى {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه : 81]– جاء لما يترتب على تلك الصفة من سلبيات نذكر منها : 1 – ان صفة تأجيل الاعمال تؤدي بالفرد الى الدعة والكسل فالتسويف من عمل الكسالى فقد روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) إنه قال : (إياك والضجر والكسل ، إنهما مفتاح كل سوء ، إنه من كسل لم يؤد حقا ، ومن ضجر لم يصبر على حق .) 2 – قيل قديما : (( لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فإن للغد عملا آخر )) وذلك باعتبار ان لكل يوم عمله الخاص به وبالتالي فان تأخير الاعمال يؤدي الى تراكمها وهذا بدوره يؤدي الى عدم القيام بها او القيام ببعضها والاخلال بالباقي وهذا ما لا يرتضيه الشارع المقدس اكيدا 3 – ان تلك الصفة من اسلحة ابليس اللعين والنفس الامارة بالسوء ففيها يفنى الانسان عمره دون ان يكون له حظ في الدنيا والاخرة فقد ورد في دعاء ابي حمزة الثمالي (وَاَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي، فَقَدْ اَفْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَالاْمالِ عُمْري.. ) وتقرأ في مناجاة الشاكين ( .. تسرع بي إلى الحوبة وتسوفني بالتوبة .. ) فالحذر كل الحذر من تسويف التوبة فان فيها الهلاك لذا تجد ان سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله يحث كما فعل ابائه واجداده على الاسراع في التوبة وعدم التأخير فيها حتى انه اصدر كتاب اسماه ( ماذا تنتظر ... باب التوبة مفتوح ) وفي خطبة الجمعة بتاريخ 3 – 4 – 2015 قال ( .. فبادر إلى التوبة بادروا الى التوبة يرحمكم الله فان التوبة غير قابلة للتأجيل اسرعوا الى التوبة بل واجبة فورا دائما. لان تأجيلها يعني احتمال ان لا تحصل ابدا ... )(3) رابعاًً : لو تمّعنا في الرواية لوجدنا ان الامام الكاظم عليه السلام قد اعطى العلاج في التخلص او التحرز من تلك الصفة يمكن تلخيصه بما يلي : 1 – ان يستشعر المرء ان تأخير الاعمال فيه رضا للشيطان وغضب لإمامه صاحب العصر والزمان وآبائه الكرام صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين 2 – ان يراقب الفرد نفسه على الدوام وذلك بأن يضع له سجلا يدّون فيه اعماله المطلوبة منه والسقف الزمني لتلك الاعمال ويحرص على ادائها في وقتها 3 – ان يسعى الفرد لان يكون من السبّاقين لانجاز الاعمال المنوطة به قبل انتهاء الزمن المقرر لها ليحظى بذلك برضا امامه وقائده هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم المصادر ( 1 ) الامــام الكـاظــم ( عليه السلام )قدوة وأسوة المؤلف: السيد محمد تقي المدرسي (2) مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي (3) خطبة الجمعة للسيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بناريخ 3 – 4 - 2015 [/align][/frame]
التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 13-05-2015 الساعة 11:15 AM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |