ليلة الرغائب

يقول السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف ( يختلف التقييم الاخلاقي لمخاطبة الله سبحانه بالدعاء حسب اختلاف حال ومراحل وتصورات الفرد الاخلاقية وتتصاعد معه هذه المراحل حسب تطورات كماله.
ويقسمها سماحته الى عدة مراحل نأخذ منها محل الشاهد.
المرحلة الاولى : عدم الرغبة في الدعاء لانشغال الفرد في الدنيا من حيث ان الدعا ياخذ وقتا طويلا يمكن ان يقضيه الفرد في اية مصلحة اخرى تخصه كما انه يستبعد استجابه دعائه وتاثيرة في قضاء الحاجة فلماذا يقضي عمره فيما لافائدة فيه....
الدعاء لغة : هو ان تميل الشيء اليك بصوت وكلام يكون منك .
واصطلاحا: طلب الادنى للفعل من الاعلى على جهه الخضوع والاستكانه
يقول مولانا امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ( احب الاعمال الى الله تعالى في الارض الدعاء وكان عليه السلام رجلا دعّاء
بعد هذا يقول سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله (هاهي الطاعة تفتح امامنا باوسع ابوابها وخصوصا بعد ان هل علينا اول شهور العبادة رجب الاغر ...........)
اقول هذا شهر رجب الأصب على الأبواب وقد ورد فيه ان رحمة الله تصب صباً, فلنكن على قدر المسؤولية ونستشعرهذه الرحمة ونعود الى الله ولا ننسى اول ليله جمعة في شهر رجب ليلة تسميها الملائكة ليلية الرغائب قال فيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:عن النبي صلى الله عليه وآله في ذكر فضل شهر رجب : لا تغفلوا عن أول ليلة جمعة منه ،
فإنها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب ، وذلك انه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات
والأرض إلا يجتمعون في الكعبة وحواليها ، ويطلع الله عليهم إطلاعة فيقول لهم : يا ملائكتي
سلوني ما شئتم ، فيقولون : ربنا حاجتنا إليك أن تغفر لصوّام رجب ، فيقول الله تبارك وتعالى : قد
فعلت ذلك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من أحد صام يوم الخميس أول خميس من
رجب ثم يصلى بين العشاء والعتمة اثنتي عشرة ركعة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ، يقرأ في
كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ثلاث مرات ، و ( قل هو الله أحد ) اثنتي
عشرة مرة فإذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرة ، يقول : اللهم صل على محمد النبي الأمي
وعلى آله . ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، ثم يرفع
رأسه ويقول : رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الأعظم . ثم يسجد سجدة أخرى
فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل الله حاجته في سجوده ، فانه تقضى إن شاء الله
تعالى . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة
إلا غفر الله له جميعا ذنوبه ، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الجبال وعد ورق
الأشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار ، فإذا كان أول ليلة
نزوله إلى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق ، فيقول :
يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة ، فيقول : من أنت ؟ فما رأيت أحسن وجها منك ولا شممت
رائحة أطيب من رائحتك ؟ فيقول : يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا في بلدة كذا
في شهر كذا في سنة كذا ، جئت الليلة لأقضي حقك وآنس وحدتك وارفع عنك وحشتك فإذا نفخ في
الصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك وانك لن تعدم الخير من مولاك أبداً.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن علينا وعلى المؤمنين في هذا الشهر الكريم وان يتقبل منا توبتنا وان يوفقنا لما فيه صلاحنا في الدين والدنيا والاخرة بحق محمد وال محمد اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .