العراق يحتاج الى قيادة وليس الى مرجعيات

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
لقد مر العراق بتاريخ مظلم من تنكيل وبطش الحكومات الجور وفي نفس الوقت مر العراق بثورات أغلبها فاشلة وأسباب الفشل هي ،قيادات هذه الثورات لم تكن تملك مخططا صحيحاً وكامل تسير في ضوئه وتفتقر الى الطابع ألاسلامي مائه بالمائه ولذلك لم تحظى بعضها بتأيد ألائمة المعاصرين لها عادة . ومن المؤكد كانت هناك بين أصحاب تلك الثورات أنصار رجال مخلصون وشيعة واقعيون ناضلوا حتى الموت لأجل المبادىْ الاسلامية غير ان عددهم قليل .وكانت أغلب تلك الثورات من ردة فعل لتلك الانظمة المنحرفة ليس ألا.فنأخذ مثلا ثورة العشرين الجبارة التي قام بها علماء دين وأبناء العشائر ضد ألاحتلال أنكليزي ،كانت تفتقر الى اعداد وتنظيم مسبق مع العلم ان الثوار قد قاموا بهذه الثورة نتيجة كرههم للأنكليز وتأثير العاطفي من قبل خطابات رجال الدين المعدودين لااكثر ولاأقل ،لم يكن هناك أحصاء لعدد الثوار ولم يكن هناك أجتماعات معهم وبث الوعي فيهم وعدم أعدادهم وتدريبهم .وتفتقر الى القيادات الميدانية التي تقود المعركة .
وحتى في ألانتفاضة الشعبانية عام 1991 فأنها جاءت كردة فعل على ما عاناه الشعب العراقي فيها وقتل الكثير من افراده وكذلك ما عاناه من نقص في الغذاء والماء وكذلك ممارسات النظام السابق البائد من أضطهاد وتعذيب فلشعب كان يتربص للثأر من النظام ،فعندما قامت الانتفاضة او الثورة أنقسم الناس الى أقسام بعضهم قد هجم على مخازن ألاغذيىة
وبعضهم قتل البعثين المنحرفين وبعضهم هجم على مؤسسات الدولة كالمصارف والبنوك ،اين دور القيادات لهذه الانتفاضة وهذه القيادات كانت تمثل المعارضة ضد النظام البائد ،الجواب كان الدور صفر.
هنا يمكن أن نسأل في هذه الثورات اين دور المرجعيات لتقود الشعب العراقي بواقعية من كل الجوانب
ألاجتماعية والسياسية والخلقية وغيرها من ألامور لكي تنجح تلك الثورات ،الجواب لاوجود لدورهم.
من هنا نقول ان تشخيص السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره الشريف كان صائبا مئة بامائه
حينما قال العراق يحتاج الى قياده ليس بالضروره تكون مرجعية
فعندما نرى دور السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله منذ الاحتلال الامريكي للعراق فان دوره مهم من توعية دينية ومن عقائد واجتماعية ومذهبية واسلامية وكانت خطواته الاولى الحفاظ على الخط الصدري وابقائه قوي ومن ثم تاسيسه لجيش الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وتصديه للفتن التي مرة بالعراق حيث كان دروره توحيد المذاهب الاسلامية
لتفويت الفرصة على الخططين لها (الامريكان والاسرائليون والبريطانيون)ودروره في حفظ المقدسات والدفاع عن المظلومين عسكريا وعقائديا وغيرها من الامور ،ولو قارنت بين دور السيد القائد اعزه الله ودور المرجعيات
تجد ان المرجعيات دورهم هو التفرج والسكوت بحجة التقية اما السيد القائد اعزه الله فهو مسدد من الله
أذا العراق يحتاج الى قيادة ليس بالضرورة تكون مرجعية .