العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2014, 09:49 AM   #1

 
الصورة الرمزية عاشق المقتدى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 681
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,852

قبة الفتح الحسيني مقدمة للفتح العالمي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
موضوع البحث/ الفتح الحسيني مقدمه للفتح العالمي
المقدمة
قال سيد الشهداء الحسين(عليه السلام) في رسالة كتبها الى بني هاشم أما بعد فانه من لحق بي منكم استشهد معي ومن تخلف لم يبلغ الفتح,والسلام(بحار الانوار- العلامة المجلسي ج 42- ص81) وهنا لا بد من الوقوف عند كلمة الفتح وبيان بعض القضايا المرتبطة فيها
الفتح في اللغة معناه إزالة الإغلاق وينقسم إلى قسمين : فتح مادي ، وفتح معنوي
والأول : يدرك بالبصر والحواس ، فيقال فتحت الباب أي أزلت إغلاقه ، ومنه الفتح العظيم الذي قام به أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة خيبر حينما فتح حصونها .
والثاني : عبارة عن الفتح الذي لا يدرك بالحواس وإنما يدرك بالعقل والبصيرة ، وهذا النوع من الفتح له عدة مصاديق منها :
1- فتح السماء ونزول الرحمة ، قال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ) [فاطر :2]
2- فتح عوالم الغيب كقوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) [الأنعام :59]
3- فتح البصيرة والعلم كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : "علمني رسول اله ألف باب من العلم ، يفتح لي من كل باب ألف باب"(الكافي – الشيخ الكليني – ج1- ص239) 4- فتح القلوب : فعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « القلوب ثلاثة : قلب منكوس لا يعي شيئا من الخير وهو قلب الكافر ، وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر فيه يعتلجان فأيهما كانت منه غلب عليه ، وقلب مفتوح فيه مصابيح تزهر ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن » . شرح أصول الكافي ج 10 - ص 147.
ولا شك أن الفتح المادي يحتاج إلى قوة جسدية وسلامة حواس ، أما الفتح المعنوي فيحتاج إلى بصيرة وسلامة حس وطهارة قلب حتى يتسنى له تلقي الفيوضات الإلهية .كما يرشد إليه الحديث السابق .
وقال الطريحي في مجمع البحرين مادة "فتح" فاتحة كل أوله ، كما أن خاتمته آخره ، ومنه سميت الحمد فاتحة الكتاب لأنها أوله .
ويمكن القول: ومنه سمي دعاء الافتتاح بذلك ، لأن هذه التسمية إما بلحاظ أنه من أوائل الأدعية التي تفتتح فيها العبادة في ليالي شهر رمضان أو لأنه يفتتح فيه بحمد الله تعالى ، حيث نقول : " اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك "(مفاتيح الجنان- عباس القمي)
الأنبياء(عليهم السلام) أهل الفتح .
ورد في القرآن الكريم لفظ الفتاح وقع وصفاً لله تعالى ، فقال سبحانه وهو الفتاح العليم ) [سبأ:26] وورد في مورد آخر أنه خير الفاتحين .فهو الذي يفتح لعباده أبواب الرحمة والرزق والعلم .
وقد أعطى الله تعالى هذه الصفة لأنبيائه وأوليائه ، فهم الذين يفتحون لأممهم أبواب الإيمان والمعرفة ، بل ورد على لسان بعض المؤمنين بدعوة الأنبياء طلب الفتح بينهم وبين قومهم كما في قوله تعالى حاكياً عن أصحاب شعيب (عليه السلام) ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين )[الأعراف: 89] وقد ذكر لنا التاريخ أن أحد أسماء النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو " الفاتح" فقد فتح الله على يديه البلاد وقلوب العباد ،كما فتح على يديه أبواب الإيمان والعلم والمعرفة .
الأئمة (عليهم السلام) والفتح .
كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاتحاً بإذن الله تعالى فقد كان أهل بيته كذلك ،بل إن الله تعالى بهم يختم كما بهم فتح، من هنا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي (عليه السلام) :"يا علي ، إن بنا ختم الله الدين كما بنا فتحه " وقال :" يا علي بكم يفتح هذا الأمر وبكم يُختم". أهل البيت:ص159.
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) :بنا فتح الله الدين وبنا يختمه .المصدر نفسه .
وعن علي (عليه السلام) : بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه . المصدر نفسه .
وظاهر هذه الروايات يبين أن الجهل كان منتشراً بين الناس فأرسل الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته ليعلموا الناس وليفتحوا لهم أبواب الدين والهداية والمعرفة ، فهم أول من فتح هذه الأمور ، وهم آخر من يختم به ذلك .يقول السيد الخميني في شرح فقرة "بكم فتح الله وبكم يختم " في هذا الكلام احتمالات ثلاثة...
1- وهو الأظهر : بكم فتح الله باب الإمامة وبكم ختمه ،أي أن الإمامة من بيتكم لا تخرج منه أبداً وأول الأئمة (عليهم السلام) هو منكم وهكذا حتى آخر الأئمة (عليهم السلام) وهو الحجة بن الحسن وهو أيضاً منكم .
2- إن الله تعالى خلق أولاً نوركم ، وآخر من يختم الله به العالم هو أنتم ، وهذا الاحتمال وإن كان خلاف الظاهر ...
3- إن الله تعالى بواسطتكم ابتدأ بالخلقة ، وبواسطتكم ختمها، وهذا الاحتمال بعيد .كشف الأسرار:ص88.
وقيل في تفسير الحديث : بكم فتح قلوب المؤمنين للإيمان وبكم ختم على قلوب المنافقين .
فظهر مما تقدم أن الله تعالى فتح بأهل البيت الدين وسيختمه بهم في آخر الزمان .
ومن خلال التتبع في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) نجد أن لكل واحد منهم طريقة في فتح الدين والمعارف ، فبعضهم فتح الدين بنشر العلم ، وبعضهم فتحه بطريقة الدعاء وآخر عن طريق الجهاد بالسيف ، وآخر بواسطة الشهادة في سبيل الله تعالى.
قد جاءت التعاليم الإلهية منذ عهد أبي البشر آدم(عليهم السلام) إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بأن كل مؤمن يقتل في سبيل الله تعالى، فهو شهيد.
ولما خرجت حياة الجماعة البشرية عن موازين الفطرة الإلهية التي فطر الناس عليها، وحصل الاختلاف والصراع، فكان النصر والهزيمة.
وبما أن المؤمن المجاهد في سبيل الله تعالى، لا يحق له الانهزام في المواجهة، ما دام شارياً الحياة الدنيا بالآخرة، فهو في المواجهة إما أن يقتل أو يَغلب. فإن قتل كان شهيداً، فيؤتيه الله أجراً عظيماً، أو يَغلب، فيؤتيه الله ذلك الأجر العظيم أيضاً.
وما ذكرناه هو وعد الله تعالى للمؤمن المجاهد في سبيله، شهيداً أو غالباً أجراً عظيماً، ومالم يُقتل أو يَغلب، فهو دون حظوة ذلك الأجر العظيم، وإن كان مأجوراً. قال تعالى:-
{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }النساء74 وقدم الله تعالى الشهيد على الغالب في الحديث عن ذلك الأجر العظيم الذي وعدهما إياه، لأن الشهيد لا يخشى عليه بعد قتله من فقدان الأجر بسبب اجتراح سيئة أو انحراف عن الصراط يحبط الأجر، فهو قد ضمن أجره، فلا خوف عليه ولا هو يحزن.
لكن الغالب وإن كان له أيضاً ذلك الأجر العظيم، كما للشهيد، غير أن نوال هذا الأجر مشروط بدوام الاستقامة على الصراط، وعدم اجتراح ما يحبط الأجر.
وهذا يعني أن الغالب على خطر، حتى ينهي شوط الدنيا مستقيماً على الصراط المستقيم السوي إلى الآخرة.
اختلاف الشهيد عن الغالب:
ولا يخفى أن هناك افتراقاً واختلافاً بين الشهيد والغالب، لأن الشهيد كما هو معلوم هو الذي يمهد بدمه الزاكي عندما يسيل على الأرض، إلى حصول الغلبة للغالب.
كما أن الفتح أخص من الغلبة، إذ كم من غلبة لم تـثمر فتحاً، بناءاً على أننا نعني بالفتح، الفتح الذي يثمر تغيـيراً وتحولاً حاسماً ومنعطفاً رئيساً لصالح أهداف الفاتح.ومن هنا كان صلح الحديـبية فتحاً مبيناً، كما قرر القرآن الكريم، لأنه أنـتج تغيـيراً وتحولاً حاسماً لصالح الإسلام والمسلمين، لم تـنـتجه معركة بدر، على عظمة النصر فيها، ذلك لأن قريشاً في هذا الصلح قد اعترفت بالمسلمين رسمياً كقوة عدوة تكافئها، فوقعت معها معاهدة تحترمها وترعاها.
وقد أنزل الله سبحانه وتعالى في ذلك قرآناً، قال تعالى:- ( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) في واقعة صلح الحديـبـية التي كانت قبل فتح مكة بعامين.
وعلى هذا نستطيع أن نقرر أن كل فاتح غالب، لكن ليس كل غالب فاتح.
الشهيد والفاتح:
ثم إن مقتضى العادة أن الشهيد مغاير للفاتح، وإن كان الشهيد هو الممهد لحصول الفتح وتحققه بدمهم الزاكي. لكن هل خرج هذا الأمر عن مجرى عادته مرة؟!!!
وهل وجد إنسان في الوجود البشري منذ عهد الخليقة الأول في عصر أبينا آدم(عليه السلام) إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يوصف بكونه شهيداً وفاتحاً معاً...؟!!!
ثم إذا كانت صفة(الشهيد الفاتح) من الخصائص...فمن هو هذا الإنسان الوتر في الخالدين، والأوحد في الربانـيـين؟....
الشهيد الفاتح، من الخصائص الحسينية:
شهادة هي عين الفتح، ومصرع هو عين الانتصار والغلبة. شهيد فاتح معاً، لم تكن هذه الصفة والخاصية لأحد من أنبياء الله(عليهم السلام)، ولا لأحد من أوليائه، ذلك لأن التاريخ العام لم يحدثنا أن أحداً من رجال دين الله قتل فكانت شهادته عين الفتح لأهدافه، والغايات التي يجاهد في سبيلها.
ومع أن الأنبياء الشهداء كثر، إذ قتل غير واحد منهم في سبيل الله تعالى، إلا أن القرآن الكريم لم يحدثنا عن أن أحداً منهم كانت شهادته عين الفتح لبقاء دين الله تعالى وانتشاره.
نعم كان هناك أنبياء فاتحون، وأولياء فاتحون، وكان هناك أنبياء شهداء، وأولياء شهداء، ولكنـنا نتأمل في صفة( الشهيد الفاتح).
وعندما نقرأ الحركة الإصلاحية المحمدية لسيد البشر محمد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) نجدها تـتضمن أكثر من انتصار، وأكثر من فتح، إلا أنه لم يوسم أحد من الشهداء بكونهم فاتحين، حتى شهداء بدر، لأن بدراً قد تضمنت غلبة ونصراً، ولم تكن فـتحاً، ولذا لم يسمها القرآن الكريم فتحاً.وهذا التاريخ الذي نقل لنا حياة المسلمين بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى سنة ستين للهجرة، لا نراه يحدثنا عن شهادة هي عين الفتح.
ولما دخلت سنة إحدى وستين من الهجرة النبوية، تحققت تلك الخصوصية التي كانت مكنونة في مطاوي الزمان لصاحبها الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) ذلك الوتر في الخالدين، ثم امتنعت عن سواه إلى قيام الساعة.
فالشهادة التي هي عين الفتح، والمصرع الذي هو عين الانتصار والغلبة. والشهيد الفاتح معاً، إنما هو بطل الإسلام الأبي الشهيد الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام).
وقد عرفت أنها لم تكن لأحد من قبل الحسين(عليه السلام)، وأما أنها لا تكون لأحد من بعده، فذلك لأن عاشوراء قد كشفت عن امتداد، لا انفكاك لها بين الإسلام المحمدي الخالص، وبين الحسين(عليه السلام)، فصارت الدعوة إلى هذا الإسلام هي عين الدعوة إلى الحسين(عليه السلام)، وبالعكس، وصارت مواجهة هذا الإسلام ومعاداته هي عين مواجهة الحسين(عليه السلام) ومعاداته، وبالعكس، وصار بقاء هذا الإسلام بعد كربلاء ببقاء عاشوراء الحسين(عليه السلام)، حتى لقد قيل، وما أصدقه من قول: الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء.
فالممـيزات الفريدة للدور الحسيني، جعلت الإمام أبا عبد الله الحسين(عليه السلام) من خلال عاشوراء عنوان بقاء الإسلام والحفاظ عليه نقياً كما هو.
لقد امتد النهج الحسيني بعد عاشوراء، فهيمن على كل مساحة الزمان والمكان في انبعاث كل قيام إسلامي حق إلى قيام الساعة، لقد غدا الإمام الحسين(عليه السلام) قدوة كل مسلم ثائر للحق وبالحق، وغدت كل نهضة إسلامية حقة تجد نفسها امتداداً لنهضة الحسين(عليه السلام)، حتى نهضة الإمام المنـتظر المهدي(عجل الله فرجه الشريف) تجد نفسها امتداداً لنهضة الحسين(عليه السلام)، وتؤكد هذا الامتداد بشعار: يا لثارات الحسين.
وغذا كل طاغية من أعداء الإسلام بعد عاشوراء يجد نفسه في مواجهة الحسين(عليه السلام)، فهو يذعر من ذكر الحسين(عليه السلام)، بل ويخاف من قبر الحسين(عليه السلام)، وقد كان ولا يزال هذا القبر المقدس يتعرض في الماضي والحاضر، لأشرس الهجمات ومحاولات الطمس من قبل الطغاة، فلا يزداد إلا علواً وشموخاً.
الأنصار شهداء فاتحون:
وقد أشار أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى هذه الخصوصية الحسينية عند وصفه منـزلة شهداء كربلاء(عليهم السلام)، فقال: ومصارع عشاق شهداء، لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من بعدهم.
ونستفيد التفرد الناشيء من الخصوصية المدعاة من قوله(عليه السلام): لا يسبقهم من كان قبلهم، وقوله(عليه السلام): لا يلحقهم من بعدهم.
ثم إن هذا المعنى الذي استفدناه من كلمة أمير المؤمنين(عليه السلام)، قد يصور لبعض فيقول: أن أنصار أبي عبد الله(عليهم السلام) من أهل بيته وصحبه الكرام(عليهم السلام) الذين استشهدوا بين يديه، شهداء فاتحون أيضاً، فلا ينفرد الحسين(عليهم السلام) على هذا بهذه الخصوصية والميزة.
وهذا المعنى المتصور وإن كنا لا نمانع فيه، ونقبله، إلا أننا نركز على نقطة، وهي أن هذه الصفة التي اكتسبها هؤلاء بحيث صاروا أنصاراً شهداء فاتحين، إنما حصلت إليهم لا عن استقلالية منهم بذلك، بل تبعاً لصاحب هذا الاختصاص أصالة، إذ لو لم يكن الإمام الحسين(عليهم السلام) صاحب كربلاء، لما كان شهداء الطف وأبطال عاشوراء الآخرون، على ما هم عليه من هذه المرتبة في السمو والشرف، ولما كانت كربلاء التي نعرف، ولا عاشوراء التي تأخذ بمجامع قلوب المؤمنين خاصة وأحرار العالم عامة.قداسة عاشوراء من قداسة الحسين:إن قداسة الحسين(عليهم السلام) وهو المثل الأعلى في ضمير ووجدان الأمة، هي التي أسبغت على عاشوراء كل هذه القداسة، وهذه الرمزية في الزمان، بحيث صار (كل يوم عاشوراء) وهي التي نشرت كربلاء على كل الأرض عنواناً لميدان انتصار دم الحق على سيف الباطل، فكانت( كل أرض كربلاء)، ولولاه(عليه السلام) لكانت واقعة الطف بكل ما غصت به من فجائع أليمة، مأساة يذكرها الذاكر، فيأسف لها كما يأسف لكثير من وقائع التاريخ الأليمة الأخرى المقيدة بحدود الزمان والمكان.
إن واقعة كربلاء بعظمتها الفريدة من كل جهة، وبكل أبطالها وبطولاتها، إنما استمدت خصائصها من الخصائص المنحصرة بصانع ملحمتها الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، فكانت الحدث التاريخي الذي لا يرقى إليه أي حدث تاريخي آخر في مستوى تأثيره.
آفاق الفتح الحسيني:
ولقد أشار الإمام الحسين(عليه السلام) إلى كونه فاتحاً في رسالته التي أرسلها إلى أخيه محمد بن الحنفية، ومن قبله من بني هاشم:بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى محمد بن علي، ومن قبله من بني هاشم: أما بعد: فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح، والسلام.وهذا المعنى أيضاً أكده الإمام السجاد(عليه السلام) حين رجوعه إلى المدينة، وقد سأله إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله: من الغالب؟...
فقال السجاد(عليه السلام): إذا دخل وقت الصلاة فأذن وأقم تعرف الغالب.
الفتح الحسيني:
ما هو الفتح الذي عناه الإمام الحسين(عليه السلام) برسالته الموجهة لبني هاشم، وأشار له زين العابدين(عليه السلام) بالآذان؟...
إنه الفتح الذي لم يحرزه غيره من قادة العالم، وأبطال التاريخ، فقد انـتصرت مبادئه، وانـتصرت قيمه، وتألقت الدنيا بتضحيته، وأصبح اسمه رمزاً للحق والعدل، وأصبحت شخصيته العظيمة ليست ملكاً لأمة دون أمة، ولا لطائفة دون أخرى، وإنما هي ملك للإنسانية الفذة في كل زمان ومكان، فأي فتح أعظم من هذا الفتح، وأي نصر أسمى من هذا النصر.
في عصر الظهور يتجسد الفتح الحسيني في عاشوراء، المشار إليه في كلام الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، من خلال الوحدة الصميمية بين قيام الإمام الحسين(عليه السلام) وقيام الإمام المهدي المنـتظر(عجل الله فرجه الشريف)، وبين الفتح الحسيني والفتح العالمي.حيث أن النهضة العالمية للإمام الحجة(عجل الله فرجه الشريف) تمثل الفصل الأخير من قيام عاشوراء، كما يظهر ذلك للمتأمل في الروايات التي تـتناول العلاقة بين هذين القيامين العظيمين، وكأن قيام الإمام الحسين(عليه السلام) في مجموع أحداثه يتألف من ثلاثة فصول:
الأول: ما قد تحقق وتم، من خلال وقوع فاجعة عاشوراء، وعودة الركب الحسيني إلى المدينة المنورة بقيادة الإمام زين العابدين(عليه السلام).
الثاني: يمتد في الفترة ما بعد ذلك إلى قيام الإمام المنـتظر المهدي(عجل الله فرجه الشريف)، وهو فصل الحفاظ على الإسلام وبقائه.
الثالث: يتحقق بقيام الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) ثائراً للحسين(عليه السلام) ومظهراً لهذا الدين على الدين كله.
فمن يتأمل هذه النصوص يرى بوضوح أن قيام الإمام الحجة(روحي لتراب مقدمه الفداء) امتداد حقيقي لقيام الإمام الحسين(عليه السلام)، وأن عاشوراء سنة إحدى وستين للهجرة، كانت المعركة الأولى من معارك الإمام الحسين(عليه السلام)، وإن كان قد استشهد فيها، وأن الفترة ما بين عاشوراء وبين الظهور فترة مليئة بمواجهات ومعارك عديدة، أخذ الإمام الحسين(عليه السلام) فيها بخناق جميع الطواغيت في تلك الفترة، لا بخناق يزيد فقط.
وهذا ماتحقق بالفعل في عصرنا الحاضر من مقاومة آل الصدر الكرام لطواغيت العصر حيث كان الفتح على يد السيد الشهيد محمد باقر الصدر
بمواجهة البعث الكافر وكذلك الفتح على يد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بمواجهة اكبر طواغيت العصر بأقامة صلاة الجمعة في عموم العراق وامره المسير الى سيد الشهداء في الزيارة الشعبانية وجاء نجله البار السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) ليكمل نهج الصدرين فكان الفتح على يده بتأسيس جيش الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) (وهو جيش عقائدي, وجوده قائم على اساس خدمة الدين والمذهب ,ومقاومة المحتل , وقضاء حوائج الناس,ومن ثم الوصول به الى مراتب إيمانية وعقائدية عالية,بحيث يكون بالتالي ممهدا حقيقيا للظهور الشريف)(لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا -الطبعة الرابعة – ص 271 ) ويشهد العالم الفصل الأخير من قيام الإمام الحسين(ع) بقيادة ابنه الإمام المهدي(عج)، الذي يقتل قتلة الإمام الحسين(ع) في كل فترة ما بين عاشوراء والظهور، لرضاهم بفعال آبائهم، وأن الحلقة الأخير من حلقات الفتح الحسيني في عاشوراء، تكون بالفتح العالمي.
إن ثورة سيد الشهداء (عليه السلام) وثورة الإمام المهدي (عليه السلام) منسجمتان معاً في الهدف، وقد كانت نهضة الحسين (عليه السلام) في حقيقتها من بعض مقدمات ثورة المهدي (عليه السلام) وإنجازاً ليومه الموعود، بصفتها جزءً من التخطيط الإلهي لإعداد الأمة لليوم المنتظر .. كما إن ثورة الإمام المهدي (عليه السلام) دفاع عن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وأخذ بثأره، كونها محققة للهدف الأساسي المشترك بينهما بتطبيق القسط والعدل وإزالة الظلم والجور والانحراف والكفر
شعار يا لثارات الحسين (عليه السلام) الذي سيرفع في بداية ظهور الإمام المهدي عليه السلام سيوضح الرابط المشترك بين أهدافه وأهداف ثورة سيد الشهداء عليه السلام، ألا وهو عودة الإسلام النقي الصافي الصحيح كما جاء به الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وهذا ما توضحه بعض الروايات الشريفة من استئناف الإسلام من جديد على يد الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا هو الرابط المشترك بين الفتح المهدوي والفتح الحسيني وقبل ذلك الفتح المحمدي.. ولذا يصح لنا أن نقول: هناك ثلاثة فتوحات حقيقة في التاريخ الإسلامي (المحمدي ـ الحسيني ـ المهدوي) وهي في الأساس فتوحات فكرية عقلية وعقائدية توضح الحقائق وتحقق أهداف الرسالة الإسلامية وإن كان لها طابع عسكري أو سياسي.
المهمة المراد من المهدي (عليه السلام) تنفيذها كبرى وعظيمة، فهو مكلّف بأن يقطف جهد كافة الأنبياء والرسل والأوصياء، وأن يحقق أهدافهم وما تطّلعوا إليه، وذلك بأن يهدي سكان الكرة الأرضية من مختلف الأديان والمذاهب إلى دين الله الحق كما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) ، ومكلّف بأن يكوّن دولة عالمية تشمل كافة أقاليم الكرة الأرضية وتضمّ كافة أبناء الجنس البشري المتواجدين على المعمورة، ومكلّف أيضاً بأن يجعل المنظومة الإلهية (أحكام الشريعة الإسلامية) قانوناً نافذاً في كافة أرجاء دولته العالمية، وأن ينشر العدل المطلق، ويحقق الكفاية والرخاء التام لكافة سكان المعمورة .. وتلك أهداف ومهام لم يكلّف بها أحد قطّ قبل المهدي المنتظر (عليه السلام).
خلاصة البحث
أصحاب الحسين(عليهم السلام) حققوا هذا النصر بثباتهم على الحق الذى يظهر جالياً فى كلمة قالها علي بن الحسين عليه السلام عندما أعلمه والده الحسين عليه السلام أنه يقتل يوم غد مع باقي أهل بيته والأصحاب، فأجاب علي بن الحسين عليه السلام: "ألسنا مع الحق"؟ قال الحسين عليه السلام: "نعم"، فقال علي بن الحسين عليه السلام: "إذن لا نخاف، أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا"
ولكن ما يُميز نصر الثورة الحسينية أنها نصر أبديِ كتبته الدماء الطاهرة لم يضعف أو يفقد قوته بمرور السنوات بل يزداد قوة يوماً بعد يوم ، فها هو موكب الشهداء لم يتوقف حتى اليوم من نفوس تعلمت من الحسين كيف تثور ، وفي الشهادة أكبر نصر ورضوان من الله أكبر ، فهنيئاً لمن نالها ، إن الذي صان الإسلام وأبقاه حياً حتى وصل إلينا هو الإمام الحسين عليه السلام الذي ضحى بكل ما يملك وقدم الغالي والنفيس، وضحى بالشباب والأصحاب من أهله وأنصاره في سبيل الله عزّ وجل، ونهض من أجل رفعة الإسلام ومعارضة الظلم. لقد ثار الحسين عليه السلام بوجه تلك الإمبراطورية التي كانت أقوى الإمبراطوريات القائمة آنذاك في هذه المنطقة، بعدد قليل من الأنصار، فانتصر وكان الغالب رغم استشهاده هو وجميع من معه ، وهكذا يكون حقق أكبر أنتصار فى تاريخ البشرية جمعاء
وحتى يتحقق الفتح العالمي لابد من وجود القائد والافراد المطعين له ليرشدهم الى مايجب ان يتحلى به الفرد المؤمن الذي يريد ان يلتحق بجيش الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ومن بعض مايتحلى به الافراد المؤمنين قابليات يتصفوا بها منها :
1- القوة البدنية والقوة المعنوية فان قوة البدن ضرورية في احراز النصر,ولكن لايقفز الى ذهنك بانها قوة بدنية تكون خارقة للعادة بذرات هذا البدن المادي الفاني فقط . كلا فذلك بعيد, وانما تحتاج الى قوة البدن مضافا الى تزويده بالقوة المعنوية بعد الاتكال والتوجه لله تعالى, من اجل ان يفيض على المؤمنين المخلصين بالسكينة وسند الملائكة وزرع الرعب في قلوب الظالمين.
هذا الفيض الالهي هو الذي يجعل قوة المؤمن المخلص تعادل اربعين رجلا ويجعل قلوب المؤمنين كزبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ولايكفون سيوفهم حتى يرضى الله عزوجل)(اسئلة معاصرة- الاستاذ علي الزيدي –الطبعة الاولى –ص19)
وهذا يتطلب من الفرد المؤمن المنتظر لامامه ان يمتلك لياقة بدنية ومطاوله لتحمل الصعاب تؤهله للالتحاق بجيش الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
2- ان يحرص الفرد المؤمن ان يكون لديه سلاح نوعي مذخورا لنصرة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) قال تعالى :
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60
وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال ليعد احدكم لخروج القائم ولو سهما فان الله إذا علم ذلك من نيته رجوت لان ينسئ في عمره حتى يدركه ، ويكون من أعوانه وأنصاره .)(بحار الانوار-العلامة المجلسي- ج 52-ص 366)
3- ان يفتح الفرد المؤمن بابه للانفاق ومساعدة اخوانه المحتاجين عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : َما مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّه مِنْ إِخْرَاجِ الدَّرَاهِمِ إِلَى الإِمَامِ وإِنَّ اللَّه لَيَجْعَلُ لَه الدِّرْهَمَ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِه :{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً )(البقرة 245)(مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول-العلامة المجلسي-ج6-ص 243)
4- التسلح بسلاح العلم فهو من اقوى الاسلحة حيث يمكن من خلاله التصدي لكل الشبهات والانحرافات العقائدية روي عن الامام علي النقي (عليه السلام) انه قال: ( لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه ، والدالين عليه والذابين عن دينه
بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة ،كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل .)(بحار الانوار- العلامة المجلسي – ج2- ص6)
5- التركيز على التآخي فهو الباب المفتوح دوما للعطاء الالهي وتكون به كل التوفيقات قال الامام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) مخاطبا شيعته وَلَو أَنَّ أَشيَاعَنا وَفَقَهُم اللهُ لِطَاعَتِهِ ، عَلَى إجتِمَاعٍ مِنِ القُلُوبِ فِي الوفَاءِ بِالعَهدِ عَلَيهُم ،لَمَا تَأخَرَ عَنهُم اليُمنُ بِلِقَائِنا ، وَلَتعَجَلَت لَهُم ، السعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنا ، عَلَى حَقِ المَعرِفَةِ وَصِدقِهَا مِنهُم بِنَا ، فَمَا يَحبِسُنَا عَنهُم إلَّا مَا يَتصِلُ بِنَا مِمَّا نَكرَهُهُ ، وَلَا نُؤثِرُهُ مِنهُم ، وَاللهُ المُستَعَانُ ، وَهُوَ حَسبُنَا وَنِعمَ الوَكِيلُ .)(بحار الانوار- العلامة المجلسي- ج 53-ص 177) والحمد الله رب العالمين .
المصادر
1- القران الكريم
2- بحار الانوار –العلامة المجلسي
3- الكافي – الشيخ الكليني
4- شرح اصول الكافي
5- مجمع البحرين – الطريحي
6- مفاتيح الجنان-عباس القمي
7- كشف الاسرار السيد الخميني
8- مرآة العقول في شرح اخبار آل الرسول-العلامة المجلسي
9- لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا- الاستاذ علي الزيدي
10- اسئلة معاصرة – الاستاذ علي الزيدي




 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 10-11-2014 الساعة 01:33 PM
عاشق المقتدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 03:30 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,246

افتراضي رد: الفتح الحسيني مقدمه للفتح العالمي

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2014, 03:35 PM   #3

 
الصورة الرمزية نور المهدي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1824
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,312

افتراضي رد: الفتح الحسيني مقدمه للفتح العالمي

بحث رائع وجميل جزاكم الله خير جزاء المحسنين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
نور المهدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2014, 12:08 AM   #4

 
الصورة الرمزية الحاج

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 149
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,294

افتراضي رد: الفتح الحسيني مقدمه للفتح العالمي

بحث مميز جزاك الله الف خير

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2014, 09:51 AM   #5

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: الفتح الحسيني مقدمه للفتح العالمي

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث رائع
وفقك الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ابو علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 07:20 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024