العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام )

منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام ) مواضيع ملحمة الخلود وثورة الإباء في طف كربلاء

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-2014, 07:51 PM   #1

 
الصورة الرمزية المحامي رامي الغالبي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2357
تـاريخ التسجيـل : Aug 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : ذي قار
االمشاركات : 19

حصري الرثاء الحسيني بين الأصيل والدخيل // للمحامي رامي احمد الغالبي

الرثاء الحسيني بين الأصيل والدخيل
للمحامي رامي احمد الغالبي
عضو اتحاد الحقوقيين العرب

بسم الله الرحمن الرحيم
(( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى))
صدق الله العلي العظيم



الشورى 23






الإهداء
إلى سيدي ومولاي أبي الأحرار.
إلى كعبة العشاق ومحط الأنظار.
إلى بطل آل محمد وشهيدها المغوار.
اتقدم بهذا العمل قربة الى الله سبحانه جل اسمه, ونصرة لمنهجكم المحمدي , لعلّي اكون قد وفقت لنيل رضاكم عنا, فيا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله.




المقدمة
الحمد لله والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيراً دائماً أبداً لا تحصي له الخلائق عددا وصلاته وسلامه على خير خلقه احمدا وعلى آله الغر الميامين صلاةً وسلاماً دائماً سرمدا, أما بعد.
لا ريب بأن القصيدة الحسينية كانت ولا زالت لها حضور فاعل وصدى طيب في استحضار واقعة الطف الأليمة, وما جرى على أبي الأحرار وعائلته.
كما أن القصيدة الحسينية تحمل في مضامينها مسؤولية الحفاظ على روح الثقافة الحسينية، من خلال إستعراض الجوانب المهمة للنهضة الحسينية، من مقارعة الظلم إلى الصبر إلى الإيمان إلى الصدق إلى الوفاء إلى كل المعاني والمعطيات التي أفرغت على ثرى الطف.
وبعد التطور الذي دخل إلى العراق وخاصة بعد سقوط النظام البعثي, دخل التطور إلى جميع مفاصل الشعب العراقي, وفي كافة مفاصله الإجتماعية, ومنها الشعائر الحسينية, وبالأخص القصيدة الحسينية من أمور الهندسة الصوتية والفيديو كليب وما شابه هذه الأمور.
وبطبيعة الحال منهم من استغل التطور نحو الأفضل لتطوير القصيدة الحسينية, ومنهم من استغلها نحو الأسوأ لتشويه القصيدة الحسينية سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر مقصود أو من دون قصد.
وهنا بيت القصيد , لذا ارتأينا أن نسلط الأضواء على هذه المسألة المهمة وطرح موضوع ((الرثاء الحسيني بين الفكر الأصيل والفكر الدخيل)), ونرى ماهية الأسباب التي أدت إلى تحول القصيدة الحسينية إلى القصيدة الغنائية بالعنوان الحسيني إن صح التعبير.


لذا قسمت بحثي إلى ثلاثة مطالب :ـ
المطلب الأول: تبيان السند الشرعي في الكتاب والسنة للشعائر الحسينية ومنها الرثاء الحسيني.
المطلب الثاني : نوضح فيه الفكر الأصيل والمعتدل في طرح القصيدة الحسينية الهادفة.
المطلب الثالث :ـ نبين فيه الفكر الدخيل على الشعائر الحسينية وبالأخص القصيدة الحسينية وأسباب تغلغله في الوسط الشيعي.
من دون طرح أي اسم لأي ناعٍ ( رادود ), بناءً على توجيهات المرجعية الرشيدة لنا عند استشاراتها في طرح هذا الموضوع على ساحة النقاش العلمي, فرب كناية ابلغ من التصريحِ.
وتقتضي الأمانة العلمية أن أؤكد انه ليس لي من فضل في هذا البحث إلا إبراز آراء من اهتموا بالقضية الحسينية من رواة ومحدثين, وطلبة علمٍ اجلاء ، وتصنيفها ووضعها في موضعها الذي يقتضيه البحث السليم.
وان كان لي من إضافة في هذا المجال ، فهو جهد المقل الذي لا يكاد يذكر ، وحسبي أني سلطت الأضواء بقدر ما استطعت على هذا الجانب الحساس من الشعائر الحسينية المباركة.
وإذا كنت قد رجعت إلى بعض المصادر القديمة نسبياً في بعض نقاط البحث فذلك لأني لم أجد في الجديد من المراجع ما هو خير من القديم ، بل لعل هذا القديم كان أتم وأوفى ، ولذا حرصت على تضمين هذه الصادر والإشارة إليه في هذا البحث وفقاً للأصول العلمية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد الأمين وعلى آله الغر الميامين.



المطلب الأول
السند الشرعي لإقامة الشعائر الحسينية والرثاء الحسيني

هناك استدلالات عديدة لجواز إقامة المأتم الحسيني والرثاء وبيان الأذى الذي تعرض له آل بيت المصطفى ((عليهم أفضل الصلاة والسلام)) نستدل بها على مخالفينا الذين ترى أن إقامتها بدعة، ومن هذه ما ورد في القرآن الكريم ومنها ما ورد في السنة النبوية المطهرة .
أما الأدلة الواردة في القرآن الكريم فمنها :ـــ

1. قوله تعالى : (( ذَلكَ وَمَن يعَظّمْ شَعَائرَ اللَّه َفإنَّهَا من تَقوَى القلوب )) "1"، باعتبار أن شعائر الله سبحانه هي أعلام دينه ، خصوصاً ما يرتبط منها بالحج ، لأنّ أكثر أعمال الحج إنما هي تكرار لعمل تأريخي وتذكير بحادثة كانت قد وقعت في عهد إبراهيم (عليه السلام) ، وشعائر الله مفهوم عام شامل للإمام الحسين (عليه السلام ولغيره من آل البيت الكرام.
فكما أن ذكرى ما جرى لإبراهيم ((عليه السلام)) من تعظيم شعائر الله سبحانه ، كذلك تعظيم ما للإمام الحسين ((عليه السلام)) يكون من تعظيم شعائر الله سبحانه .
2. قوله تعالى : (( وذكرهم بأَيَّام اللّه ))"2" ، فإن المقصود ، بأيّام الله ، أيّام غلبة الحق على الباطل ، وظهور الحق ، وما نحن فيه من مصاديق الآية الشريفة ، فإن إقامة الذكريات والمواسم فيها تذكير بأيّام الله سبحانه ومنها قضية عاشوراء التي كانت ولازالت قضية حق أمام باطل انتصر فيها دم المظلوم على سيف الظالم.
3. قوله تعالى : (( قل لَّا أَسأَلكم عَلَيه أَجرًا إلَّا الْمودّةَ في القربى))"3" ، بأن مودة ذوي القربى مطلوبة شرعاً ، وقد أمر بها القرآن صراحة ، فإقامة الاحتفالات للتحدث عمّا جرى للأئمة "عليه السلام" لا تكون إلاّ مودةً لهم ... إلاّ أن يدّعى أن المراد بالمودة الحب القلبي ، ولا يجوز الإظهار .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1. سورة الحج / آية 32 .
2. سورة إبراهيم / آية 5.
3. سورة الشورى آية 23.


أما ما ورد في أحاديث المعصومين ((عليهم السلام)) في الحث على إقامة المجالس الحسينية فقد وردت فيه أخبار كثيرة ، بل متواترة ، وهي على طوائف، منها:
1. ما ورد أن البكاء على الإمام الحسين ((عليه السلام)) يوجب غفران كل ذنب، كصحيح الريان بن شبيب عن الإمام الرضا عليه السلام في حديث : ((يا بن شبيب ، إن كنت باكياً لشيء فابك الحسين بن علي ((عليه السلام))، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً، ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله)) إلى أن قال ((يا بن شبيب ، إن بكيت على الحسين عليه السلام حتـّى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً)) "1"
وخبر الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام: ((من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر) "2".

2. ما ورد أن البكاء عليه يوجب غفران الذنوب العظام ، كخبر إبراهيم بن أبي محمود ، عن الرضا عليه السلام في حديث: ((فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام)"3".

3. ما ورد أن البكاء عليه يمنع دخول النار على الباكي، كخبر الفضيل وفضالة عن أبي عبد الله عليه السلام: ((من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه حرّم الله وجهه على النار))"4".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
1. الفقيه المُحْدّثِ الشيخُ مُحمّدْ بن الحسن الحُر العاملي, وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة, تحقيق مؤسّسة آل البيتِ عليهم السلام لإحياء التُّراثِ, الجمهورية الإسلامية إيران , ط2 , 1412هـ. ج10 ص393، حديث 55 باب66 من أبواب المزار.
2. المصدر نفسه , حديث 1.
3. المصدر نفسه ، حديث 8 .
4. المصدر نفسه حديث 19.




5. ما ورد أن البكاء عليه يُسعد فاطمة سيدة نساء العالمين ((عليها السلام)) ، كما في خبر أبي بصير عن أبي عبد الله ((عليه السلام)) في حديث: ((يا أبا بصير، إذا نظرت إلى وَلَدِ الحسين عليه السلام أتاني ما لا أملكه بما أُوتى إلى أبيهم وإليهم, يا أبا بصير، إن فاطمة عليها السلام لتبكيه وتشهق إلى أن قال يا أبا بصير ، أما تحب أن تكون فيمن يُسعد فاطمة عليها السلام ، فبكيت حين قالها، فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء))"1"

فبالدمع يمتزج العقل بالمحبة ، والبرهان بالعاطفة ، فتدخل الولاية في الوجدان كما دخلت في القلب، ليكون الإنسان مدفوعاً للتمسك بهم شعوراً وقلباً بعدما كان متمسكاً بهم عقلاً.

و البكاء ممدود ومقصود، يأتي مع الهمزة وبدونها ، فالبكاء مقصود خروج الدمع من العين ، والبكاء ممدود خروج الدمع مع الصوت ، وإذا خرج مع الصراخ فهو العويل.

والبكاء من سبعة أمور: الحزن، الفرح، الخوف، الفزع، الشكر، خشية الله ، ومن الرياء.

والبكاء من الرياء كبكاء إخوة يوسف ، قال تعالى (وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ)"2" ، وباقي أقسام البكاء معروفٌ عند الجميع.

وحقيقة الأمر أن أعظم أقسام البكاء ثواباً هو الخشية من الله، ففي الخبر ((كل عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة أعين : عينٌ بكت من خشية الله ، وعينٌ غضّت عن محارم الله ، وعينٌ باتت ساهرة في سبيل الله))"3" .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
1. الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي , كامل الزيارات, تحقيق الشيخ جواد القيومي , ط1 , مؤسسة النشر الإسلامي 1417هـ ص169 ـ 171 ، باب 26، حديث9.
2. سورة يوسف/ آية16.
3. وسائل الشيعة ج11 ص117، حديث8، باب 15، من أبواب جهاد النفس.





المطلب الثاني
الفكر الأصيل والمعتدل في طرح الرثاء الحسيني الهادف

إن الفكر الأصيل في طرح القضية الحسينية والذي نعني به استعراض عبق هذه الثورة المباركة بالشكل الذي يتناسب وثقلها الحقيقي وطرحها بالشكل الذي يتناسب وتضحيات الإمام الحسين ((عليه السلام)), هذه الثورة الكبرى التي لولاها لما كان هنالك آذان يرفع بل لما كان هنالك دين إسلامي بالأساس بسبب الاستهتار الذي قام به يزيد بن معاوية ((عليه وعلى أبيه وجده لعآئن الله)).

وقد بدأ الفكر الأصيل والمعتدل في طرح القضية الحسينية لدى شعراء الإمامية منذ حياة الإمام السجاد والباقر والصادق ((عليهم السلام)), إلا انه كان دوراً محدوداً وقد يكون متباعداً في المسار التأريخي, إلا انه في مرحلة الإمامين الكاظم والرضا ((عليهما السلام)) توسع هذا الدور وأخذ يبرز على المستوى الإجتماعي, بحيث أصبح يشكل ظاهرة بارزة في مدرسة أهل البيت ((عليهم السلام))"1".

وكان من مظاهر هذا التوسع, والتطور في مجالس العزاء الحسيني, بروز طبقة من الشعراء الكبار, وتداول أشعارهم بين الناس, ومنهم ((عقبة بن عمرو السهمي)) , صاحب أول شعر رثي به الحسين ((عليه السلام )): جاء في كتاب أمالي الطوسي "2" عن المفيد ، عن محمد بن عمران ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عبد الله ابن أبي سعد ، عن مسعود بن عمرو ، عن إبراهيم بن داحة قال :ـ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. سيدنا الأستاذ العلامة حسين بركة الشامي الغالبي, مقدمة في الإصلاح والتجديد للشعائر الحسينية,. مطبعة دار الإسلام ـ بغداد, ط1 , 2009م, ص72.
2. شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي, الأمالي, تحقيق قسم الدراسات الإسلامية دار البعثة الجمهورية الإسلامية إيران , ط1 1414 هــ , ص236.




أول شعر رثي به الإمام الحسين بن علي ((عليه السلام)) قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب :
إذا العين فـّرت في الحيـاة وأنتم تخافـون في الدُّنيـا فأظلم نـورها
مررت على قبـر الحسين بكربلا ففاض عليه من دمـوعي غزيرها
فما زلت أرثيـه وأبكي لشـجوه ويسـعـد عيني دمعهــا وزفيرها
وبكيت من بعد الحسين عصـائب أطافت بــه من جانبيها قبــورها
سـلام على أهل القبور بكربـلا وقـل لها منّي سـلام يـــزورها
سـلام بآصال العـشي وبالضُّحى سـلام بآصال العـشي وبالضُّحى
ولا بـرح الوفّـاد زوار قبــره يفـوح عليـهم مسـكها وعبيـرها

شعر الكميت في رثاء الإمام الحسين ((عليه السلام )): "1"
أضحكني الدهر و أبكاني و الدهر ذو صرف و ألوان
‏لتسعة بالطف قد غودروا صاروا جميعاً رهن أكفان‏
و ستة لا يتجازى بهم بنو عقيل خير فرسان
‏ثم علي الخير مولاهم ذكرهم هيج أحزاني

شعر دعبل في رثاء الإمام الحسين ((عليه السلام))"2".
هلا بكيت على الحسين و أهله هلا بكيت لمن بكاه محمد
فلقد بكته في السماء ملائك زهر كرام راكعون و سجد
لم يحفظوا حق النبي محمد إذ جرعوه حرارة ما تبرد
قتلوا الحسين فأثكلوه بسبطه فالثكل من بعد الحسين مبدد
هذا حسين بالسيوف مبضع و ملطخ بدمائه مستشهد


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1. محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني , مناقب آل أبي طالب - مؤسسة انتشارات علامة – الجمهورية الاسلامية ايران, ط1 – 1421هـ. ص 116 .
2. المصدر نفسه
عار بلا ثوب صريع في الثرى بين الحوافر و السنابك يقصد
كيف القرار و في السبايا زينب تدعو بفرط حرارة يا أحمد
يا جد إن الكلب يشرب آمنا ريا و نحن عن الفرات نطرد

وأمثال هذه القصائد التي كانت تعتبر وسيلة الإعلام المدوية في نختلف البلدان الإسلامية آنذاك, حيث كان الشاعر يعد بمثابة أداة إعلامية رصينة لها تأثيرها الواضح في نشر أي قضية كانت بسبب ميلان العرب إلى الشعر والشعراء هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت اغلب القضايا تطرح وتستقطب الناسب بالشعر خاصة إذا كانت كلمات الشاعر وإلقائه للشعر جيدا.
ومن الدلالات الكبرى على أهمية الشعراء في إرساء القضية الحسينية في نفوس الناس ما روي من أن إمامنا الباقر ((عليه السلام)) كان يقيم المأتم الحسيني في بيتهِ, ويستقبل الشعراء, لندب الإمام الحسين ((عليه السلام)) "1"
كما انه كان يستأجر النوادب من أمواله الخاصة يندبن الإمام الحسين ((عليه السلام)) في موسم الحج في منى"2".
وان هذا الدور لم يقتصر على الإمام الباقر ((عليه السلام)) فقد كانت القضية الحسينية موضع اهتمام جميع أئمة أهل البيت ((عليهم السلام)).


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
1. أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي, مروج الذهب ومعادن الجوهر, تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد. دار الفكر- بيروت, ط5. 1393هـ-1973م. ج3 , ص242.
2. العلامة المحقق عبد الرزاق المقرَّم, مقتل الحسين, الناشر دار الكتاب الإسلامي, بيروت, ط 5 , 1399هـ 1979م , ص106.


ومنهم الإمام الصادق ((عليه السلام)) الذي أتيحت له فرصة كبرى لتهيئة الأجواء المناسبة لنشر القضية الحسينية بسبب ما حصل من ضعف النظام الأموي وانهياره ومجيء الدولة العباسية مما فسح المجال في الحركة والعطاء والتخطيط على كل المستويات ومنها إحياء الشعائر الحسينية وتعميقها في الوجدان الشعبي معتمدا بشكل كبير على الشعراء والنعاة حتى بدأت الأحاديث في ((حث الشعراء على رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) )) "1".
إضافة إلى دعوة النعاة إلى رثاء الإمام الحسين ((عليه السلام)) في البيوت, وحثهم على الرثاء بصوت حزين, بحيث يثير شجون السامعين "2"
وبهذا أصبح المأتم الحسيني في زمن الإمام الصادق ((عليه السلام)) مدرسة تربوية وأخلاقية وإيمانية تلهم المجتمع الإسلامي والشيعي على وجه الخصوص معطيات الثورة وقيمها الرسالية التي استشهد من اجلها الإمام الحسين ((عليه السلام)) والثلة الطاهرة من أهلِ بيتهِ وأصحابهِ البررة, حتى تحول المأتم الحسيني إلى مؤسسةٍ ثقافيةٍ في الجسم الإسلامي, وضرورة شيعية تقام في كل زمانٍ, توحد المشاعر, وتحصن الأمة من التشويهِ والتحريفِ والإختراق, وتعمق الإرتباط الروحي بمدرسةِ أهل البيتِ ((عليهم السلام))"3"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1. الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي , ثواب الأعمال وعقاب الأعمال - مؤسسة الأعلمي - بيروت - لبنان 1983 م. ص109.
2. المصدر نفسه.


قلت أن هذه التوجيهات من ناحية الصوت الحزين والمراد منه من إثارة شجون السامعين, بدأنا نفقده بسبب وجود بعض الرواديد المراهقين ممن لم يفقهوا القضية الحسينية, وسيأتي تفصيله في ما بعد ببابٍ مفصلٍ لهذه النماذج النشاز على الساحة الشيعية .
3. السيد الأستاذ حسين بركة الشامي الغالبي, مقدمة في الإصلاح والتجديد للشعائر الحسينية, مصدر سابق, ص76.




أما دور الشعراء المعاصرين في استخدام الرثاء الحسيني كفكر أصيل للتذكير بالمصاب الأليم الذي حلّ بالإمام الحسين ((عليه السلام)) ويصبح لسان حال معبر عن مبادئ الثورة الحسينية وإيصال رسالتها إلى العالم أجمع, فللشاعر والرادود الحسيني دور أعلامي متميز في الوقت الحاضر، حيث يعمل على إيصال الرسالة الحسينية الخالدة والتذكير بمصاب ومظلومية أهل بيت الرسول ((صلوات الله عليهم))، فضلاً عن توعية المجتمع حيال القضايا المعاصرة والوقوف بوجه الهجمات الشرسة التي تريد تحطيم الركائز الإسلامية.
ومن جهة أخرى يبرز دورهم عندما تصدح حناجرهم بحبّ محمد وآله ولا تنجرف أفكارهم نحو التحزبية أو الطائفية وإنما القضية الحسينية هي وحدها محورهم ورسالتهم في الحياة".
بحيث أصبح الهدف الأهم للشعراء والرواديد أصحاب الفكر الأصيل في إقامة الشعائر والمأتم الحسيني بناءً على توجيهات أئمة أهل البيت ((عليهم السلام)), بالتركيز على تقويم مسيرة القافية الأدبية والتوجيه المناسب لمبادئ القضية الحسينية.
لذلك أصبحت قصة الإمام الحسين ((عليه السلام)) ومقتله ومحنته, وغربته, والمصائب التي حلت به وبأهل بيته وأصحابه يوم عاشوراء, ومسيرة الأسرى, والسبايا من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام, تجسد أبعاداً أدبية, وثقافية, وتأريخية, بحيث أصبحت هذه الملحمة التأريخية حديثاً متجدداً لا يغيب عن الذاكرة, وتراجيديا حزينة تحفز الجراح بالنزف وتعيد المأساة على مر الأيام.





المطلب الثالث
الفكر الدخيل والمتطرف في استغلال القضية الحسينية

إن التطور والحداثة العالمية التي غزت جل بقاع الأرض بجميع أنواعها وما يستوعبه العالم من تطور, أصبحت هذه التطورات محط إعجاب الناس, ومن جملة الأمور التي تطورت في حياتنا اليومية مسألة الإنشاد في إحياء المجالس الحسينية وشعائرها.
ففي الأزمنة المنصرمة أي سبعينات القرن الماضي وما قبلها كان الرادود الحسيني يرقى المنبر بعد أن ينتهي الخطيب من مجلسه.
ويقرأ الرادود بصوته الشجي والمحزن ما كتب من الكلمات على شكل قصيدة إما شعبية أو فصيحة بشكل مباشر يستعرض فيها مصيبة الإمام الحسين ((عليه السلام)) وما جرى عليه وعلى أهل بيته من المآسي والقتل وبطبيعة الحال هناك من كان في شبابه يحضر هذه المجالس حتى إن تقدم بالسن فهو يرغب إلى هذا اللون من المجالس والقصائد.
واليوم فقد تطور الحال من حيث الحداثة المعمول بها في زماننا الحاضر في كل شيء’ ففي هذا المجال كان للمنشد والرادود الحسيني دور مميز بهذه الحداثة حيث بدأ يدخل على القصيدة المؤثرات الصوتية أو الأمور الدرامية كالتمثيل وغيرها من الأمور المستحدثة علما أن القصيدة قرأت في الزمان السابق ولكنها بغير شكل عن هذا اليوم.
وهذا التغيير والتطور أثار الجدل بالساحة من قبل المستمع القديم والمستمع الحديث أي الجيل القديم سبعينيات القرن الماضي وما قبله وجيل القرن الجديد شباب اليوم.
وبدأت هذه الإثارة بين القبول والرفض من حيث وجهات نظر كل حسب نظريته للساحة اليوم.
وإننا نرى أن اغلب القصائد التي يقسمها رواديد شباب أشبه بالغناء بل أقوى من الغناء لكن بالطور الحسيني فهي لا تخلو من الآلات الموسيقية الخاصة بالحفلات, مما يشوه القضية الحسينية بشدة وللقارئ والمتتبع إن يرى بعينه مقاطع الفيديو الخاصة بهذه القصائد الحسينية والرواديد الذين يؤدونها أبشع أداء, ويقولون نصرة للإمام الحسين ((عليه السلام))!!!.
وهنا فلنطرح هذا التساؤل المهم إلى هؤلاء الشباب الذين يدعون حبهم للحسين ((عليه السلام)) من هو الحسين ؟؟ , ولمَ نقم له مآتم العزاء؟؟
الجواب أن الحسين ((عليه السلام)) هو خنقة العبرة لدى أهل البيت ((عليهم السلام)), هو الحبيب الذي لم يترك بالهم ولا وجدانهم بل ولم يخلو حديث لآل البيت ((عليهم السلام)) إلا وقد ذكروا الإمام الحسين ((عليه السلام)) وأوصوا بالتذكير بفاجعته إضافة إلى دعوة النعاة إلى رثاء الإمام الحسين ((عليه السلام)) في البيوت, وحثهم على الرثاء بصوت حزين, بحيث يثير شجون السامعين "1".
ولو ركزنا على الواقع المرير الذي يمر به النعي والإنشاد الحسيني وما تفعله زمرة فاسدة الإيمان بالقضية الحسينية من إدخال مؤثراتٍ صوتيةٍ صاخبةٍ تشابه بل تماثل المؤثرات الموجودة في المقاطع الغنائية إضافة إلى التمثيل المهين للقضية الحسينية , من أداء حركات راقصة واضحة وضوح الشمس لا تغطى بغربال هؤلاء الشراذمة.
وفي بعض القصائد يتطور الموضوع إلى الأسوأ من أن تنقل كلمات والحان أغنية معروفة على الصعيد الإجتماعي العراقي وتركب عليها الكلمات الخاصة بالمناسبة الحسينية وتبث هذه القصيدة بالعنوان الذي يختار لها إحياءً لمصاب أبي الأحرار ؟!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
1. كما بينا في المطلب الثاني من هذا البحث من أحاديث أهل البيت ((عليهم السلام)) , ثواب الأعمال ص109.



هل هذا ما أراده آل البيت منا في رثاء الإمام الحسين بصوتٍ حزينٍ وهل ما يفعل اليوم من استهتار بدماء الإمام الحسين بنشر هكذا قصائد سيثير شجون السامعين ؟؟
وقد روي عن الإمام جعفر الصادق ((عليه السلام)) ((إياكم أن تعملوا عملا نُعَيَّر به، فإن ولد السوء يُعَيِّر والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً، ولا تكونوا عليه شيناً، صلوا في عشائرهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، ولا يسبقونكم إلى شيء من الخير، فأنتم أولى به منهم)) "1"
وبالتأكيد أن قراءة مظلومية آل البيت ((عليهم السلام)) على شكل قصائد أو نعي بهذه الطريقة الغنائية ستأتي بالتعيير للمذهب برمته وستأتي استهزاءات جمة بحق القضية الحسينية, من أجل من ؟؟ وفي سبيل من؟؟.
إننا إذا تمعنا في أسباب انتشار هذه القصائد بهذا الطور الغنائي الصارخ نجد أن القائمين على نشرها بهذه الصورة المهينة لا يتعدون هذه الأسباب.
1. عدم التقوى والورع في السلوك الخاص والعام وعدم الإيمان بالقضية الحسينية بالشكل الأساس واعتبار القضية الحسينية مكسباً للمال والشهرة لا غير.
2. عدم المعرفة بنهجية القراءة الحسينية الهادفة والمعبرة عن التضحيات التي قدمها الإمام الحسين ((عليه السلام)).
3. عدم المعايشة اليومية للحياة الإجتماعية العامة ولقضايا المسلمين ومشاكلهم لأن ما يهم الإسلام يهم المسلمين وبطبيعة الحال ما يهمنا كمسلمين شيعة أن تكون قضية إمامنا الحسين منشورة على أرقى وسائل الإعلام سواءً عن طريق النعي أو الخطابة أو الشعر حسب الضوابط وهذا ما لم يوجد لدى هؤلاء الجهلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
1. وسائل الشيعة.ج16, ص319, ح3.




4. دخول أفكار وهابية إلى بعض العقول السذج لتنمية مثل هكذا أفكار وقصائد بهذه الطريقة المشينة لتحقيق ما يسعى له هذا النهج السافل من اجل تشويه الشعائر الحسينية وضرب المذهب من الداخل وهذا الأمر متوقع إلى درجة الجزم.
حقيقة الأمر أن خطباء المنبر الحسيني الأجلاء والكثير الكثير من الرواديد الحسينيين والشعراء أصحاب الفكر الأصيل في نصرة الشعائر ونشر القضية الحسينية حذروا من هؤلاء المراهقين, ونصحوا من عدم الانجرار وراء قصائدهم بهذه الهيكلية الفاشلة, إلا انك قد أسمعت من ناديت حياً ــ ولكن لا حياة لمن تنادي.
والآن ما نحتاجه للجم هؤلاء الشراذمة أن يكون للمراجع الأعلام (أدامهم الله لنا ذخراً)), فتاوى واضحة الدلالة لمنع استمرار هؤلاء في مشروعهم الغنائي الفاشل والذي يستهدف مقام إمامنا الحسين ((عليه السلام)).
وأن يكون للإدعاء العام المحترم دور قانوني لتحجيم هذه الظاهرة ومنعها بالطرق القانونية.
نعم إن الدستور العراقي النافذ قد ضمن إقامة الشعائر الحسينية بحرية في المادة (43) أولاً ((أتباع كل دين أو مذهب أحرار في .. (أ) ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الشعائر الحسينية))...
ولكن الضابط الرئيسي في معرفة الشعائر الحسينية لا يحددها المداحون أو النعاة أو الخطباء بل يحددها أهل العلم من المراجع الأعلام (( سدد الله خطاهم أجمعين)).
علماً أن قانون العقوبات العراقي النافذ رقم (111) لسنة (1969) المعدل وفي باب الجرائم الاجتماعية, الفصل الثاني تحت عنوان (الجرائم التي تمس الشعور الديني), وخصصت لها المادة (372) من قانون العقوبات العراقي والتي نصت ... (( يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بغرامة لا تزيد على ثلثمائة دينار:ـ

1. من اعتدى بإحدى طرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقر من شعائرها.
2. من تعمد التشويش على إقامة شعائر طائفة دينية أو على حفل أو اجتماع ديني أو تعمد منع أو تعطيل إقامة شيء من ذلك.
3. من خرب أو اتلف أو شوه أو دنس بناءً معداً لإقامة شعائر طائفة دينية أو رمز أو شيئا آخر له حرمة دينية.
4. من طبع أو نشر كتاباً مقدساً عند طائفة دينية أذا حرف نصه عمداً تحريفاً بغير معناه أو إذا استخف بحكم من إحكامه أو شيء من تعاليمه.
5. من أهان علناً رمزاً أو شخصاً هو موضع تقديس أو تمجيد أو احترام لدى طائفة دينية.
6. من قلد علناً نسكاً أو حفلاً دينياً بقصد السخرية منه.
والنص القانوني المتقدم يدل وبوضوح على وجود النص العقابي لهذه الحالات علماً أن هذا القانون وجد قبل انتشار هذه الظاهر السلبية في العراق.
لذا رجاؤنا إلى السيد المدعي العام المحترم أن يطبق القانون وان يوقف هذه التصرفات المسيئة إلى إمامنا الحسين ((عليه السلام)) بقوةٍ وحزم.
فالمسؤولية هنا عامة وتساهمية بين المرجعية الدينية والقضاء العراقي والخطباء الأصلاء والمثقفين وأصحاب القلم الحر, لنصرة الإمام الحسين ((عليه السلام)).






الخاتمة
في ختام هذا الموضوع نبين أن الرثاء الحسيني إعلامٌ مدويٌ له ثقله الشديد في ساحة الشعائر الحسينية واستطاع هذا الإعلام أن يترجم قضية الثورة الحسينية المباركة أفضل ترجمان, إلا أن هنالك أيدي خبيثة تريد أن تشوه هذا الإعلام بلا مبالاة, بحجة إقامة الشعائر الحسينية والحسين منهم بريء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب, ولابد من نصرة الشعائر الحسينية, بإيقاف هؤلاء الشرذمة عن هذه الأفعال المشينة والمهينة للمذهب برمته.

وقبل أن يجف ريق القلم أقول
أن الحمد لله رب العالمين





المستشار القانوني
رامي احمد الغالبي
عضو اتحاد الحقوقيين العرب
18 / ذو الحجة / 1435هـ


المصادر
القرآن الكريم
1. الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي , كامل الزيارات, تحقيق الشيخ جواد القيومي, الطبعة الأولى , مؤسسة النشر الإسلامي 1417هـ .
2. السيد الأستاذ العلامة حسين بركة الشامي الغالبي, مقدمة في الإصلاح والتجديد للشعائر الحسينية,. مطبعة دار الإسلام ـ بغداد, الطبعة الأولى, 2009م.
3. العلامة المحقق عبد الرزاق المقرَّم, مقتل الحسين, الناشر دار الكتاب الاسلامي , بيروت , الطبعة الخامسة, 1979م.
4. أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي, مروج الذهب ومعادن الجوهر, تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد. دار الفكر- بيروت, ط5. 1393هـ-1973م.
5. شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي, الأمالي, تحقيق قسم الدراسات الإسلامية دار البعثة الجمهورية الإسلامية إيران , الطبعة الأولى , 1414 هــ .

6. الفقيه المُحْدّثِ الشيخُ مُحمّدْ بن الحسن الحُر العاملي, وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة, تحقيق مؤسّسة آل البيتِ عليهم السلام لإحياء التُّراثِ, الجمهورية الإسلامية إيران قم – الطبعة الأولى – 1412هـ.

7. محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني , مناقب آل أبي طالب - مؤسسة انتشارات علامة – الجمهورية الإسلامية إيران, الطبعة الأولى, 1421هـ.

8. الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي , ثواب الأعمال وعقاب الأعمال - مؤسسة الأعلمي - بيروت - لبنان 1983 م.


9. دستور جمهورية العراق النافذ لسنة 2005.
10. قانون العقوبات العراقي رقم (111) لسنة 1996, المعدل.

 

 

 

 

 

 

 

 

المحامي رامي الغالبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-2014, 08:15 PM   #2

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي رد: الرثاء الحسيني بين الأصيل والدخيل // للمحامي رامي احمد الغالبي

احسنت على الموضوع الهادف

 

 

 

 

 

 

 

 

التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 04:44 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024