لا يكتمل عقل امريء حتّى تكون فيه عشر خصال (الخصلة الثانية)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في الشرح الأول من المدارج الكمالية تتبعنا الخصلة الأولى منها والآن نكمل المطلب بالخصلة الثانيه بأذن الله تعالى ما قاله الإمام علي ابن موسى الرضا سلام الله عليهما ((لا يكتمل عقل امريء حتّى تكون فيه عشر خصال الخير منه مأمول والشر منه مأمون يستقل كثير الخير من نفسه ويستكثر قليل الخير من غيره لا يمل من حوائج الناس إليه ولا يسأم من طلب العلم طول دهره الذل في الله أحب إليه من العزة في النّاس والفقر في الله أحب إليه من الغنى في الناس والخمول في الله أحب إليه من الشهرة عند الناس ولا يرى أحدا إلا وقال هذا خير مني)
الخصلة الثانية
ثم يقول الإمام(ع) والشر منه مأمون وفي هذا المعنى يروى حديث عن علي(ع) يقول فيه (إن أشد الناس عقابا يوم القيامة من خاف الناس شره) وهنا نشير إلى إمكانية كون الصفة الأولى سلبية في الإنسان مع كون الثانية ايجابية فليس معنى عدم كون الإنسان مصدرا للخير أن يكون مصدرا للشر
يروى أن عبد المطلب(ع) جد النبي الأكرم(ص) لما حضرته الوفاة جمع ولده وهو واضع النبي(ص) على صدره فسألهم أيهم يكفله بعده فقال العباس عم النبي أنا له فأجابه عبد المطلب بشدة قائلا كف شرك عنه أي أن عبد المطلب يقول له أن إحسانك اليه هو ان تكف أذاك عنه
بعد ذلك قام أبو طالب وقال أنا له يا أبتاه فانفرجت أسارير عبد المطلب وقال يا بني أنت نعم العون لي على همي وهكذا أصبح النبي في رعاية أبي طالب(ع) الذي كان مصدرا للخير
إذا صار الشر ملكة في الإنسان تحول الى مصدر قلق وألم للمجتمع يقول الشاعر
عجبت للناس يدعى كلّهم بشرا فذا ملاك وذا يبدو كشيطان
هذا يجود على العاني فيطعمه وذاك يسلب خبر الجائع العاني

إن أئمة أهل البيت(ع) يوصون بأن نقابل الإساءة بالإحسان كما يمثل هذه الحالة الشاعر بقوله:
يا رامي الشجر العالي بأكرته هلا تعلمت اخلاقاً من الشجر
ترميه بالحجر القاسي فتظلمه ولم يزل دائما يرميك بالثمر
قدست من بشر لولا مفارقة لقلت في حقه قبحت من بقر