اخرجني من قبري مؤتزراً كفني ؟؟

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
وصلى الله على خير الخلق محمد وآله اجمعين اللهم وعجل فرجهم والعن أعدائهم من الاولين والآخرين
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك ان قول المعصوم سلام الله عليه الوارد في الروايات والاحاديث والادعية غاية في الروعة من حيث الطرح والعمق سواء في المجال العقائدي ام الاخلاقي ام سائر العلوم الاخرى ويشتمل تارة على التصريح واخرى على التلميح حيث ما اقتضت المصلحة ،قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنا معاشر الأنبياء امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
وكذلك اهل بيته سلام الله عليهم اجمعين فقد جاء فيهم ((كَلامُكُمْ نُورٌ وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ وَوَصِيَّتُكُمْ التَّقْوى وَفِعْلُكُمْ الخَيْرُ وَعادَتُكُمْ الاِحْسانُ وَسَجِيَّتُكُمُ الكَرَمُ وَشَأْنُكُمُ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، إِنْ ذُكِرَ الخَيْرُ ...))
فلله المنة والحمد على نعمه التي لاتحصى، ولعل من تلك النعم العظيمة ان ترك لنا أئمتنا الكرام صلوات الله عليهم إرثاً كبيراً من الادعية التي تحوي علومهم والتي هي كلام فوق مستوى المخلوقين ودون كلام الخالق جل شأنه ولابد للفرد المؤمن ان يتدبر في قراءتها ويعمل بمضامينها وان لانجعلها للتبرك فقط وان كان حسناً بنسبة ما.
لأننا بذلك نغمط حقهم وهدفهم من ايجادها من جهة ونظلم انفسنا من حيث اننا نتمسك بأقل المجزي ولانطمح للمزيد من التكامل المنشود الذي يليق بالفرد المؤمن من جهة اخرى سيما لمن يريد ان يوظف نفسه جندياً لإمام العصر سلام الله عليه .
بعد هذه المقدمة الوجيزة أود الإشارة الى فقرة وردت في دعاء العهد المبارك حيث روي عن الصّادق (عليه السلام) انّه قال : من دعا الى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاه بكلّ كلمة ألف حسنة ومَحا عنه ألف سيّئة... مفاتيح الجنان للسيد عباس القمي)).
والفقرة هي :

(اَللّـهُمَّ اِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً فَاَخْرِجْني مِنْ قَبْري مُؤْتَزِراً كَفَنى شاهِراً سَيْفي مُجَرِّداً قَناتي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدّاعي فِي الْحاضِرِ وَالْبادي....)
فان الفرد القارئ لهذا الدعاء يتوسل باكرم الأكرمين ان يوفق للإستعداد وان لاتميته الغفلة او الموت عن ذلك الاستعداد ولعل ذكر السيف والقنا والتي هي (السيف والرمح) التي كانت في ذلك العهد اشهر نوعين من السلاح المستخدم في المعارك تشير الى ان يستعد الفرد لإمتلاك اسلحة متنوعة تناسب عصره الذي يعيش فيه مضافاً الى القوة الجسدية التي بدونها لاينفع السيف ولا الرمح وحتى الاسلحة الحديثة التي دخلت فيها التقنيات الحديثة والتي قد يتوهم البعض انها لاتحتاج الى قوة جسدية ،نعم ربما السلاح المتطور وفق التقنيات الحديثة لايحتاج الى قوة جسدية في نفسه لكن المعركة التي يستخدم فيها هذا السلاح تحتاج الى ذلك الجهد فالحرب فيها كثير من التفاصيل نحتاج معها تلك القوة.
اما الكفن فلاشك ولاريب هي اشارة واضحة الدلالة على ان يكون الفرد على اهبة الاستعداد للشهادة في سبيل هدفه المنشود بل اكثر من ذلك بحيث يتخذ الفرد الشهادة جلباباً على مر الوقت وهذا لايتأتى الا بالجد والاجتهاد وبذل كل غالِِ والثقة بهذا الهدف والاخلاص اليه وعليه كل يوم ان يحدث نفسه بالشهادة وانه راحل لامحال عن هذه الدنيا الفانية وانها لن تدوم لأحد واجمل مافيها موتة عز في سبيل الله على الحق وفي سبيله بعد التوكل على الله جل شأنه.
ومن ثم يأتي قارئ الدعاء ليطلب من خالقه الكريم ان اكون (مُلَبِّيا دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي) اي على اهبة الاستعداد لتنفيذ اوامر سيدي وامامي المهدي عليه السلام اياً كانت نوعيتها ,عسكرية تخص الحرب والاستعداد لها او علمية او اعلامية او اجتماعية وفي كل وقت وفي اي مكان فكلمة الحَاضِر تعني: المقيم في الحَضر (معجم المعاني الجامع)
البادي : المقيم في البادِيَة وفي التنزيل العزيز : الأحزاب آية 20 بَادُونَ ِفي الأعْرَابِ ).
فربما يكلف الفرد في مهمة ما تخص التمهيد لإمامه عليه السلام او المشاركة في تنفيذ امر ما خارج بيئته او وطنه الذي تربى فيها وعرف طبائع اهله وهذا استعداد اخر للتعرف على البيئات المختلفة جغرافياً واجتماعياً فالاستعداد واسع المجالات بالنسبة للمنتظر الذي يروم المساهمة في بناء دولة العدل ونيل هذا الشرف العظيم الذي وظف له الإله القادر وخطط له عبر جهود الأنبياء والاوصياء والاولياء على مر العصور.
اللهم نسألك توفيق الطاعة ،وبعد المعصية التي تبعدنا عن ولينا وامامنا المهدي عليه السلام.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم نسألك توفيق الطاعة وبعد المعصية التي تبعدنا عن ولينا وإمامنا المهدي عليه السلام
بارك الله فيك على الموضوع القيم
اسال الله للجميع دوام التوفيق

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله تحليل قيم الذي يبين جملة من المصاديق التي تناسب عصرنا الحالي
والتي يجب على المكلف ان يتحلى بها

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو علي

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم نسألك توفيق الطاعة وبعد المعصية التي تبعدنا عن ولينا وإمامنا المهدي عليه السلام
بارك الله فيك على الموضوع القيم
اسال الله للجميع دوام التوفيق

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اشكر لك التواصل عزيزي ابو علي
واسال الله ان يتقبل الدعاء

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخوة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله تحليل قيم الذي يبين جملة من المصاديق التي تناسب عصرنا الحالي
والتي يجب على المكلف ان يتحلى بها

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ووفقك الله عزيزي الاخوة
اشكر لك تواصلك ولك كل التحيات