قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( ... كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا؟.))

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال ممد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته

[align=justify]

في كتاب منهج الصالحين للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس ) يذكر سماحته حديثا نبوياً فيما يلي نصه : قال النبي صلى الله عليه وآله: كيف بكم اذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر. فقيل له: ويكون ذاك يارسول الله؟ قال ( صلى الله عليه واله ) : نعم. فقال: كيف بكم اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف. فقيل له: يارسول الله ( صلى الله عليه واله ) ويكون ذلك؟ فقال ( صلى الله عليه واله ) : نعم. وشر من ذلك. كيف بكم اذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا؟.)) ( 1 ) .
وهنا من المستحسن التدبر في هذا الحديث وبيان معانيه طلباًً للفائدة راجلين من الله التوفيق والسداد :
1 – لقد ذكر السيد الشهيد ( قدس ) وفي نفس الكتاب المذكور ما نصه : لا شك ان من اعظم الواجبات الدينية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر )) ويمكن ان نفهم سبب اعطاء هذه الاهمية من خلال مطالعة ما ورد عن اهل البيت سلام الله عليهم : انه بالمعروف تقام الفرائض, وتأمن المذاهب, وتحل المكاسب، وتمنع المظالم، وتعمر الارض، وينتصف للمظلوم من الظالم, ولا يزال الناس بخير ما امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر, فان لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسلط بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الارض ولا في السماء.) ( 2 ) .
2 – ان مضمون هذا الحديث وامثاله لا يعني انتفاء وجود ثلة مؤمنة آمارة بالمعروف وناهية عن المنكر الا اننا يمكن ان نفهم ان غالبية الناس ممن وصفهم الحديث نظير قول المعصوم سلام الله عليه ( ... يملأ الارض قسطاًً وعدلاًً بعد ما ملئت ظلماًً وجورا ) فلا بد من وجود ثلة مؤمنة مناصرة للامام روحي وارواح العالمين له الفدى
3 – انه وكما هو مذكور في الرسائل العملية للعلماء ومنها الكتاب المار الذكر حيث يذكر سماحته : ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كفائي اذا قام به البعض سقط عن الباقين شريطة ان يكون هذا العدد كافياًً والا اثم الجميع واستحق العقاب باستثناء من قام بوظيفته . هنا ارى من المناسب ان انقل لكم نص المسألة :
[مسألة 873] يجب الامر بالمعروف الواجب, ويجب النهي عن المنكر الحرام وجوباً كفائياً, ان قام به البعض ممن فيه الكفاية واحدا كان ام متعددا، سقط عن غيره, وان لم يقم به المقدار الكافي، بان لم يقم به احد أو قام به مقدار غير كاف، اثم الجميع ممن لم يقم به واستحقوا العقاب.)) ( 3 ) .
4 – ان الحديث يبين مراتب ثلاث يمر بها الفرد او قل المجتمع وهي :
المرتبة الاولى : وهي ان يشاهد الفرد المنكر لكنه لا ينهى عنه وهذا ما يطلق عليه بالتخلي عن مسؤولية اداء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
المرتبة الثانية : وهي وكما عبّر الحديث بشر من تلك وهي ان يأمر الفرد بالمنكر وينهى عن المعروف وهذه المرتبة جاءت على اثر تلك المرتبة .
المرتبة الثالثة : وهي والعياذ بالله اكثر شراًً من تلك المرتبتين فقد جاءت كنتيجة لهما وهي ان تنقلب لدى الفرد الموازين وتشتبه عليه الامور فيرى المنكر معروفاًً والمعروف منكراًً اعاذكم الله وايانا منها لذا فانك تقرأ في الدعاء المأمور به عقب ركعتي الزيارة للامام الجواد عليه السلام : ( ... اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَرِنِي الحَقَّ حَقّا فَأَتَّبِعَهُ وَالباطِلَ باطِلاً فَأَجْتَنِبَهُ، وَلا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ مُتَشابِها فَأَتَّبِعَ هَوايَ بِغَيْرِ هُدىً مِنْكَ وَاجْعَلْ هَوايَ تَبَعاً لِطاعَتِكَ وَخُذْ رِضا نَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي، وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ )) ( 4 ) .
5 – تبين من ما مران مرض الانقلاب الذي يصيب الفرد او قل المجتمع هو نتيجة تخليهم عن واجبهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ما ما نلمسه واضحا في قول امير المؤمنين سلام الله عليه : « أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهادُ بأيديكم ، ثم بألسنتكم ، ثم بقلوبكم ، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ، ولم ينكر منكرا ، قُلِبَ فجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه » (5) )
6 – نجد في هذا الحديث جوابا للتساؤل ورفعاًً للا ستغراب عند ما نجد بعضاًً من الناس يصفون من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين بصفات جليلة ويشبهونهم بشخصيات كريمة وهم بعيدون كل البعد عن جادة الصواب
بل اقل ما يوصف احدهم بانه ظالم كذّاب .

[/align]

وفي الختام لنكون بنعمة الله محدثين

اعني بها وجود آل الصدر الميامين

الدعاة الى طريق الحق المبين

والرافضين لكل انواع الظلم والظالمين

داعين الله جل وعلا ان يحفظ ولدهم البار الامين

السيد القائد مقتدى الصدر بحق محمد واله الطيبين الطاهرين .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) منهج الصالحين ج2 للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس ص148

( 2 ) نفس الصفحة والمصدر

( 3 ) نفس الصفحة والمصدر

( 4 ) مفاتيح الجنان الشيخ عباس القمي

( 5 ) نهج البلاغة : ٥٤٢