اخوان الصدق

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اخوان الصدق
منذ خلق الله الانسان وهو مدني لا يمكن لهذا المخلوق اعتزال الناس والانفراد بنفسه
عنهم لان ذلك يؤدي الى الغربة والوحشة لما يلاقيه من صعاب واحداث الزمان .
فالانسان كان دائم التواصل في اتخاذ الخلان والاصدقاء ليكونوا له درعاً ليقي به نفسه وسلوة تزيل عنه الهموم والمتاعب ويكونوا له عوناً في السراء والضراء فقد اجمعت دلائل العقل والنقل على فضل الاصدقاء والدعوة الى مصاحبتهم
قال امير المؤمنين (عليه السلام ) :
((عليك باخوان الصدق , فأكثر من اكتسابهم , فأنهم عدة عند الرخاء , وجنة عند البلاء )) ( 1)
فالصديق له أثر بالغ في حياة صديقه وتكيفه فكرياً واخلاقياً , لان الانسان عنده سرعة التأثر والتفاعل بلأخوان أو الاخلاء فيأخذ منهم طباعهم وسلوكهم .
فأن كانت طبائع الخير اسرع انتشاراً واكثر انتقالاً كانت عدوى الانتقال لصالح الخير فيكون الصديق في مأمن من الشر والفساد .
أما اذا كان العكس والعياذ بالله فأن كانت طبائع الشر و الرذائل أسرع انتقالاً واكثر عدوى من الفضائل فهذا يقود الى الشر والفساد .
فكم انحرف أشخاص كانوا مثالين ,هداية وسلوك , فضلوا في ظلمة الفساد نتيجة لتاثرهم بأصدقاء السوء أو الأخلاء المحرفين .
عن الامام الصادق (عليه السلام ) عن آبائه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله )
((المرء على دين خليله ,فلينظر احدكم من يخالل ))(2)
فكيف يمكن الحفاظ على الصديق والصحبة الطيبة ,فهناك امور يجب العمل بها :
1/ أن يتناسى الصديق الاساءة ويتجاهلها ثقة بصديقه وحسن ظن به .
2/ ان يتقبل معذرة صديقه عند اعتذاره منه فهذا من كرم الاخلاق .
3/ ترك العتاب الجارح وعدم الاكثارمنه بل التوجه الى العتاب العاطفي الرقيق يترك اثر في النفس طيب وحسن َ
قال تعالى :
( لَوْ كُنتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِر لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الاَمْرِ ) ال عمران /159

فكيف تكون الصداقة اذا كانت في طريق العشق الالهي لنيل الرضا والفوز بقبول الاعمال الصالحة لنشر العدل والمحبة في ارجاء المعمورة

المصادر
(1)البحار كتاب العشرة ص52 امالي الشيخ الصدوق
(2) نفس المصدر

أحسنت وجزاك الله تعالى خيرا

ما أكثر العبر وأقل المعتبرين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت أخي على الموضوع المهم جداً

احسنت وبارك الله بك على الرائع