شاهد قرآني وعبر مستقاة

شاهد قرآني وعبر مستقاة
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء : 66] أُولئك الذين يشعرون بضيق وحرج تجاه أحكام النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقضيته العادلة بعض الأحيان - يشير القرآن هنا إِلى بعض التكاليف والفرائض الثقيلة في الأُمم السالفة فيقول: (ولو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم، أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إِلاّ قليل منهم)
أي أنّنا لم نكلّفهم بأية فريضة شاقة لا تتحمل، ولو أنّنا كنّا نكلّفهم بمثل ما كلّفنا به الأُمم السابقة (مثل اليهود الذين أمروا بأن يقتل بعضهم البعض الآخر كفارة لما إرتكبوه من عبادة العجل، أو يخرجوا من وطنهم المحبب إِليهم لذلك) كيف كانوا يتحملونه؟ إِنّهم لم يتحملوا حكماً بسيطاً أصدره النّبي في أمر سقي نخلات، ولم يسلموا لهذا القضاء العادل، فكيف ترى يمكنهم أن يقوموا بالمهمات العظيمة والمسؤوليات الجسيمة ويمروا بالإِختبارات الصعبة بنجاح، فلو أنّنا
أمرناهم بأن يقتلوا أنفسهم (أي يقتل بعضهم بعضاً) أو يخرجوا من وطنهم المحبب عندهم لما فعله إِلاّ قليل منهم.
واقول كذلك عندما أكد السيد القائد (دام عزه) على تأدية صلاة الليل والتعلم و التففة في الدين و قراءة القرآن وتعلم معانيه ، الذي سقى العقول علماً ، والقلوب إيماناً، ما فعلوه إلا قليل.
إذ لم ينصاعوا لأوامر السيد القائد (دام عزه ) في أوج الحروب الثقافية الفكرية، فكيف يمكنهم الوقوف مع الأمام المهدي ( عجل الله فرجه ) في حربٍ تمتد حبائلها فكرياً وثقافياً وعسكرياً وسياسياً . وكيف لهم أن يقوموا بالمهمات العظيمة والمسؤوليات الجسيمة ، وكيف لهم أن يجتازوا الاختبارات الصعبة بنجاح، ترى كيف تكون الطاعة والتحمل؟ إذا لم يتحرروا من ظلام الجهل إلى نور العلم ، بل أخذ البعض يعترضون على أوامر السيد القائد (دام عزه ) بما ليس لهم به علم وبالتالي لم يخرجوا استحبابا ويتحرروا من ظلام النفس الأمارة بالسوء ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [ 38] {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ 39]
ولا يقول المخالف أني قد أطعت الكثير من أوامر السيد القائد (دام عزه) وذلك تبريراً لأهواء نفسه فأنه يطيع الأوامر التي تتلائم مع مصلحته ، اما التي لا تنسجم مع مصلحته فأنه لا يطيعها ، وهذه الطاعة لأيمكن أن تكون دليلا على إيمانه ، بل يثبت في ذلك كل من ألتزم بأوامر السيد القائد (دام عزه ) وسلم لها تسليماً ، فيكون ذلك دليلاً على إيمانه ورسوخ اعتقاده ثمّ إنّ الله سبحانه يقول: (ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً)قال صاحب تفسير الأمثل: لو أنّهم قبلوا نصائح النّبي ومواعظه لكان ذلك من مصلحتهم، ولكان سببا لتقوية أُسس الإِيمان عنده
والملفت للنظر أنّ القرآن يعبّر - في هذه الآية - عن الأحكام والأوامر الإِلهية بالموعظة، وهو إِشارة إِلى أنّ الأحكام المذكورة ليست أُموراً تصب في مصلحة المشرّع (أي الله) أو تجر له نفعاً، بل هي - في الحقيقة - نصائح ومواعظ نافعة لكم، ولهذا يقول ودون تأخير: (ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً) أي تقوية لإِيمانهم وترسيخاً لجذورها في نفوسهم
وأقول ولو أنهم فعلوا ما يعظون به من أوامر السيد القائد وقبلوا النصائح كالتعلم والتقفه بالدين وقراءة القرآن وتعلم معانيه وصلاة الليل وغيرها من العبادات التي تهذب النفس لكان ذلك من مصلحتهم وسبباً لتقوية أسس الأيمان عندهم ،والملفت للنظر أن أوامر السيد القائد (دام عزه ) لطلب العلم وتهذيب النفس ليست أوامر تصب في مصلحتهِ أو تدر له نفعاً مادي بل هي في الحقيقة نصائح ومواعظ نافعة للمتبع المطيع وتقوية لإيمانهِ وترسيخاً لثباته.
ولآبد ايضاً أن ننتبه إلى أوامر السيد القائد (دام عزه) فيها نوع من الرياضة الروحية التي تحض الانسان من تكرارها قوة وثبات أكبر واستحكام أكثر على غرار ما يحصل للجسم نتيجة تكرار الرياضيات الجسمية والتمارين الرياضية البدنية ، حيث قال الله تعالى ومن كان أصم وابكم لا يعقل ولايفهم ما يدور حوله كان الأسرع في الأنزلآق مع مهب الفتن والبلاءات، حيث قال الامام الرضا (عليه السلام) ( كلما احدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون)
وبالتالي هذا مصير المنفرد عن القطيع أعاذنا الله واياكم منه .

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث رائع ومتميز
بارك الله فيك

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث رائع ومتميز
بارك الله فيك ووفقك الله للمزيد

شكرا على البحث القيم
موفق للمزيد من اﻻبداع

موضوع جميل ورائع
شكرآ لكم