العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-12-2013, 10:00 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو الطيب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 181
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,131

بقلمي مواقف صدرية مستلهمة من الثورة الحسينية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
(مواقف صدرية مستلهمة من الثورة الحسينية)
المقدمة

اقف حائراً امام رجل ما لبث حتى أصبح نبراساً يضيء طريق للإنسانيةالكرامة والحرية ويخلص كل من تمسك به من قيد الظلم والاستعباد وأنقذ بدمه الطاهر الزكي أمة من هجوع وخنوع قد حل بها وليصبح وكربلائه العظيمة مصنعاً يصنع القادة اللاهيين والمخلصين والابطال المجاهدين ليمثلوا الحسين (عليه السلام ) في كل زمان ومكان وليشهروا السيف بوجه كل يزيد وطاغً مثله وليقولوا للظلم كلا وللذلة كلا .
واردنا في بحثنا هذا البسيط ان نسلط الضوء على بعض من مواقف الامام الحسين (عليه السلام) العظيمة والكثيرة ولا يمكن الاحاطة بها فنحن أعجز أن نحيط بهذه المواقف . وبعض من مواقف القادة اللاهيين والمصلحين الذين ساروا على نهج امامهم الحسين (عليه السلام) حيث هذه المواقف المشرفة التي يذكرها التأريخ على مر الاجيال ولا يمكن لأي أحد أن ينساها أو ينكرها فأن اغمض عينه عنها فأنه مريض وأعمى البصر والبصيرة وأنه مختوم على قلبه وهو بعيد كل البعد عن طريق الهداية والتوفيق الالهي بدليل الآيات القرآنية من سورة البقرة(خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)
فالسلام على الجسم السليب والسلام على الخد التريب والسلام على الشيب الخضيب وعلى من ساروا على نهج امامهم الحسين (عليه السلام) من الاولياء والصالحين من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين . ورحمة الله تعالى وبركاته .
ونذكر بعض المواقف للأمام الحسين (عليه السلام) والقادة اللاهيين حيث انها مشابه لأمامهم الحسين (عليه السلام) لأنه هو الذي خطها لهم وهم ساروا عليها وضحوا من اجلها بكل شيء ..
(الموقف الاول) للأمام الحسين (عليه السلام) عند مخاطبة للأعداء الذين يريدون ان يتسلطون على الامه بسم الاسلام على رقاب المسلمين ويستعبدونهم . فقال لهم الامام الحسين (عليه السلام) (( لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ....)) المصدر بحار الأنوار ج 45 ص7
الذل : ما كان من قهرٍ فقد قال سبحانه وتعالى في الآية الكريمة ( اوَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمة)الاسراء 24
أي كن كالمقهور لهما ولنْ وأنقد لهما ). المصدر مفردات الراغب
فالأمام الحسين (عليه السلام) اراده بهذا القول ان يعطينا درساً بليغاً قل نظيره .وهو أن مسألة ان يعطي الامام الحسين (عليه السلام) اعدائه البيعة بيده فهذا يدل على الذلة بعينها وهو (سلام الله عليه) حاشاه ان يفعل ذلك الامر بدليل قوله (عليه السلام ) .المذكور اعلاه .
وهذا ما يرفضه وينكرهُ الله تعالى وما جاءت به الكتب السماوية والسنه الشريفة وهو امر مذموم ، اما الامر المحمود متى ما كان الذل من جهة الانسان المؤمن لأخيه المؤمن فلا اشكال فيه بدليل الآية القرآنية(..أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ..
وهذا الموقف للأمام الحسين(عليه السلام) اعلاه انما هي رساله لكل الشعوب ان يقفوا بوجه كل من يريد اذلالهم والسيطرة عليهم بسم الحرية والديمقراطية فقال مقولته الخالدة التي لازال يسمعها كل غيور وباحث عن طريق الله الحقيقي والوصول الى الكمال المنشود والسير على هذا النهج الذي خطه بدمه الزكي وهي ساريه المفعول الى الامام المهدي (عليه السلام) حيث يقوم وشعاره (يا لثارات الحسين) وهذا الشعار له وقع خاص بقلب الامام (عليه السلام) وانصاره المخلصين ، فالأمام الحسين (عليه السلام) انه يعلم بالمصير الذي سوف يلاقيه من قساوة هؤلاء القوم وغطرستهم وجبروتهم وتظليلهم للأمور والمجريات في احقية اهل البيت (عليهم السلام).الا انه لا يبالي من كل هذه الضغوطات والمآسي التي سوف يتعرض لها من قتل وبأبشع صوره وظلم وعطش وتشريد وسبي وحرق للخيام وهم اهل {انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا}الاحزاب 33
فكان الامام الحسين (عليه السلام )عارف بذلك كله (اما عن طريق الالهام او عن طريق الرؤيا عن جده رسول الله صلى
واله .)المصدر اضواء على ثورة الأمام الحسين ,وفضلاً عن باقي الروايات الا انه عزم الخروج على هؤلاء القوم الظالمين .وهذا ما اكده السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله تعالى)بقوله(عند خروج الامام على حاكم زمانه وهو يزيد (عليه اللعنة) وهو بأمر الاهي وذلك لعصمته وعدم القول بأنه خالف الارادة الالهية فأنه(سلام الله عليه) أي الحسين رفض الخضوع بكل وضوح وصراحه حينما قال (مثلي لا يبايع مثله .....) كلام السيد القائد في شهر محرم الحرام 1434 من على منبر الكوفة
واراد الامام الحسين (عليه السلام) بهذا الخروج هو ثبات دين الله تعالى ورأى من اللازم ان ثبات دين الله واعلاء كلمة الحق لا يتمان الا بهكذا تضحيه من بذل الغالي والنفيس وفعلاً ترسخ وثبت الدين بدمه الطاهر واهلل بيته واصحابه وهذه التضحية هي فريده من نوعها ولا يمكن الاحاطة بها لأنها عالية المضامين اي التضحية وهذا قول الامام الحسين (عليه السلام) لأعدائه { والله لا تدعوني حتى تستخرجوا هذه العلقة من جوفي .فأنْ فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا اذل من فرمْ} المصدر الكامل لأبن الاثير ج4 ص39
والكلام طويل في بحر الامام الحسين (عليه السلام) ومواقفه العظيمة والكثيرة ضد اعداء الانسانية والدين والمذهب .
واما الموقف المشابه مع كثرة المواقف له هو القائد الالهي الذي يمثل طريق الامام الحسين(عليه السلام) في زمانه انه السيد محمد باقر الصدر(قدس الله سره) ايضاً له مواقف ضد اعداء الانسانية والدين والمذهب فقد وقف كجده الامام الحسين (عليه السلام) في وجه يزيد زمانه واسياده الكفرة . ورأى من اللازم ان يقف هذه الوقفة المشرفة لأحياء الدين والمذهب لكي تكون امتداداً لهذا الطريق الالهي وهو يسطر خطابه الشهير بوجه اعتى طاغوت في زمانه الهدام واعوانه بكلمات قصيره بمحتواها ولكن بليغه بمعناها وهذه بعض من خطابه وهي رساله لكل الاجيال ((....اظننتـم انكـم بالمـوت تخيفوننـي وبكر القتل تلونني، وليس الموت الا سنة الله في خلقه { كلاً على حياضه واردون }
أوليـس القتـل على ايـدي الظالميـن الا كرامـة الله لعبـــاده المخلصين، فاجمعوا امركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فامركم الى تباب وموعدكم سـوء العذاب لا تنالـون من امرنـا ولا تطفئـون نورنـا واعجـب ما فـي امركـم مجيئكـم لـي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان، تعدونني خير العاجلة برضاكم وثواب الدنايا بهواكم .
تريـدون مني ان ابيع الحـق بالباطـل وان اشـتري طاعـة الله بطاعتـكم وان اسـخطه وارضيـكم وان اخـسر الحيـاة الباقيــة
لاربح الحطام الزائل ، ضللت اذاً وما انا من المهتدين ، تباً لكم ولما تريدون، اظننتم ان الاسلام عندي شئ من المتاع يشترى ويباع ؟
او فيه شيئ من عرض الدنيـا يؤخـذ ويعطـى كي تعرضون لي فيـه باهـض الثـمن جاهليـن وتمنوننـي عليـه زخارف خادعـة من الطيـن، اتعدوننـي عليه وتوعـدون وترغبونني عنه فوالله لا اعطيـكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ، فان كان عندكم غير المـوت ما تخيفوننـي به فامهلوا به او كان لديكم ســوى
القتـل تكيـدونني بـه فكيـدون ولا تنتظـرون لتبصـروا ان لــي بالجبـال الشــم شبيـهاً من التعالـي وان عنـدي من الرواســي شامخات متبلى من الرسوخ والثبات ، قولوا لمن بعثكم ومن
وراء اسـيـادهم ان دون ما يريــدون من الصــدر الـف قتـــلة بالسـيف او خضـبـاً امـر وان الـذي يريـدونـه منـي نوعــاً من المحـــال لا تبلغـوه على اية حال فـوالله لن تلبثـوا بعد قتـــلي
الا اذلة خائفين تهول اهوالكـم وتتقـلب احوالكـم ويســـلط الله عليكم من يجرعـكــم مرارة الذل والهـوان ويسـقيـكم مصــاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعـم العنـــاء
ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء ولا يزال بكم على هذا الحـال حتى يحول بكم شـر فأل ، جمـوع مثبـورة صرعى في الروابي والفلوات حتى اذا انقضى عديدكم وقل حديدكم ودمدم عليـكم مدمـر عروشــكم وترككـم ايـادي ســبأ اشتات بيـن ما اكلتــم بواترهـم ومن هامـوا على وجوههـم في الامصــار فولوا الى شتى الامصـار واورث الله المستضعفيــن ارضـــكم ودياركــم واموالكم فاذا قد امسيتم لعنة تجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في احشاء التأريخ
محمد باقر الصدر))1980
اليس هذا الموقف للسيد محمد باقر الصدر هو نور اخذه من جده الامام الحسين (عليه السلام) وسار عليه ونطقه به بوجه طاغوت زمانه حيث تصدى له بكل بسالة ورباطة جئش وقوة قلب حيث الاعم الاغلب تخلى عن تلك الصفة من قوة القلب وغيرها . فالمواقف المشرفة هي التي ترفع صاحبها وتجعله نوراً يضيء لكل من يريد السير بالطريق الالهي الصحيح وهذا هو الفخر في الدنيا الأخرة .
والموقف الثاني : للأمام الحسين (عليه السلام) هي رواية { من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في النار} المصدر البحار للمجلسي ج44 ص
ان هذا القول كان حجة عليهم من قبل الامام (عليه السلام) وانه يشمل الموجودين بكربلاء في ذلك الحين عدا اصحابه بل للجموع التي تريد أن تقاتله . وأراد الامام (عليه السلام) بهذا القول هو ليس طلب الناصر له ٌ ويجيب السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) في هذا الصدد في كتابه أضواء على ثورة الامام الحسين {وانما طلب الناصر من قبله (عليه السلام) , كان لفائدة الاخرين بلا شك , ولكنه أتخذ حاله تلك سبيلاً للنطق بتلك التعبيرات , حتى لا يضع كل موعظة في غير محلها , ولكي يتكلم مع الناس على قدر عقولهم .وما يمكن أن يتصور من فوائد لهذه الجملة , عدة أمور:
الامر الاول :طلب الناصر ممن يولد ويوجد خلال الاجيال , ليكون محباً للحسين (عليه السلام) , سائراً في طريقة مضحياً في سبيل دينه , بمقدار ما يقتضيه حاله . وكل من كان كذلك في أي زمان ومكان فقد اجاب الحسين (عليه السلام)للنصرة.
الامر الثاني : طاب الناصر من البشر الموجودين في ذلك العصر ,وتذكيرهم بمسؤوليتهم الكبرى المباشرة في الذب عن أمامهم المعصوم (عليه السلام) أمام الله عز وجل . وذلك يكون موازياً لمضمون ما ورد من أن (من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في النار)
الامر الثالث: طلب الناصر من الجيش المعادي الواقف أمامه في ذلك الحين. وذلك لنتيجتين : لأنهم كلهم حين يسمعون ذلك فأما أن يستجيب منهم أحد أو لا فأن لم يستجب كان هذا النداء حجة عليه وقهراً له في الآخرة, وتركيزاً لأهمية عقابه . وأن استجاب بعضهم كان ذلك النداء رحمة له وسبباً لتوبته وهدايته , كما تاب الحر الرياحي رضوان الله عليه ساعتئذ ,أثر هذا النداء في نفسه تأثيره الصحيح . وهذا تعليق السيد الشهيد على تلك الامور في كتاب أضواء على ثورة الحسين (عليه السلام)
ويكفينا أن نتصور ,لو أن عدداً مهماً من الجيش المعادي قد ألتحق بالحسين(عليه السلام) أو التحق الجيش كله ,كيف سيكون حال التأريخ الاسلامي عندئذ؟ ولكنهم على أي حال لم يكونوا يستحقون التوبة ولا الرجوع عن الحوبة ,قبحهم الله .انتهى
فالحسين (عليه السلام) عندما خاطبهم ليس قائد الجيش وانما الجيش نفسه لأن كانت غايتهم الاعم الاغلب منهم قد جاءوا لقتاله أما عن مصلحه او خوف أو طمع .ويظف السيد الشهيد في هذا المجال أيضاً في كتاب أضواء على ثورة الامام الحسين (عليه السلام). ((وليسوا أعداء حقيقيين .ولذا قال قائلهم ( قلوبنا معك وسيوفنا عليك).
أما الموقف المشابه للسيد محمد محمد صادق (قدس سره) مع جده الامام الحسين (عليه السلام) . حينما قال السيد الشهيد في خطبته بمسجد الكوفة المعظم ما مضمونه ((...حين يسألكم الله تعالى فيقول لكم ألم أرسل أليكم محمد الصدر ليقرع أسماعكم فلم ترعوا ولم تهتدوا ...)) اليس هذا القول هو حجة على الناس وخصوصاً في زمانه فأنه يمثل خط الامام الحسين (عليه السلام) وهو المصلح من قبل الله تعالى لهداية مجتمعه الذي أختاره الله فيه لهدايتهم وايصالهم الى الطريق الصحيح حيث رأى المجتمع غالباً مائل الى الانحراف والظلم والفساد والعمل بالباطل والخوف من الظالم وعدم النطق بوجه لعدة مصالح منها الخوف والمصلحة والطمع وغيرها كثير من هذه الامور.
فقد تصدى السيد محمد الصدر (قدس سره) ونهض ليقرع اسماع الشعب والجموع المسلمة والغير مسلمه بل حتى المنحرفة كما فعل الامام الحسين (عليه السلام) لعل فيهم من يهتدي ويسلك طريق الحق بعد أن وضحه السيد الشهيد (قدس سره) وفعلاً أثر خروجه بالشعب والساحة العراقية تأثيراً جذرياً فقد أهتدى الكثير منهم على يديه وارجع للشعب عقله الذي سلبه الهدام واعوانه مما ادى ذلك الى تأجيج الوضع ضد السيد (قدس سره) من قبل حكام الجور والثالوث المشؤوم حيث قالوا ما مضمونه (أنه يشكل خطراً علينا فيجب القضاء عليه).
فالذي لم يسمع لقول السيد محمد الصدر (قدس سره) بعد كل هذه الانجازات الرائعة حيث انتشل الشعب من هذه البؤرة الفاسدة الضالة المضلة الى طريق الله الصحيح مستلهمه من جده الامام الحسين (عليه السلام)
اما الذي لم يهتدي بعد سماع الحق فأنه اعمى البصر والبصيرة واغواه الشيطان عن سمع ذلك لأنه غير مستحق للتوبة ولا يوفق لها أبدا الا من تاب وامن وعمل صالحاً
وبعد قول الله عز وجل ((الم أرسل اليكم السيد محمد الصدر.....)) اليس هذا القول هو مصداق لقول(من سمع واعيتنا ولم ينصرنا....) فأنظر كيف تخلد السيد الشهيد(قدس سره) في الدنيا قبل الاخرة هل هذا اعتباطاً , لاكن الله تعالى أراد هكذا موقف , الا يعلم السيد الشهيد (قدس سره ) من ان تصديه للأمور ونزوله الى ساحة المجتمع أنه أمر خطير جداً مما يكلفه الغالي والنفيس ؟ نعم يعلم بذلك كله وبالتفصيل وحيث ذكر ما مضمونه (اني انتظر الطلقة ها هنا واشارة الى جبهة الشريفة المباركة , الا يعني من أن ارتدائه الكفن هو دليل على انه يريد التضحية كما ضحى جده الامام الحسين (عليه السلام) وهل فعلها أي واحد في وقته (قدس سره) فهو يعلم بالأمور التي تدور حوله وتجري عليه , كخروج الحسين (عليه السلام)الى كربلاء حيث قال {كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء} . وهذا الموقف والتصدي الخالد من قبل السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) هو الذي اختاره لنفسه الزكية , وحيث حدّث نفسه قائلا ما مضمونه اُخير نفسي بالنزول الى المجتمع أو البقاء على الجلوس والسكوت فخترت النزول والتصدي الى الاوضاع بنفسي الى الساحة لهداية الناس الى الطريق الصحيح الذي يريده الله تعالى من كل مصلح الاهي ناطق لكي يبقى ما بقية الدهر مشعلاً ونوراً يضيء لكل من يريد العزة بالدنيا والاخرة ويلتحق بقوافل اهل الله الذين أختارهم لنصرة الدين والمذهب , ويخَلّد بخلود الامام الحسين(عليه السلام). وهذه بعض الابيات للشاعر الشيخ جعفر الهر الكربلائي 1347ه نقلاً من كتاب مجالس عاشوراء
سلامٌ على يوم الحسين فأنه ***أرى عالم الظلماء ما يصنع الفجرُ
وسجل للأحرار منهجه الذي تُهيج دم الثوار أسطره الحمرُ تموت وتبقى الذكريات وذكره ***سيبقى مع الاحقاب ما بقي الدهرُ
وهذا وصف السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) لأبيه السيد الشهيد(قدس) في كتاب العشق الابدي ص193 أنه الذي ولد طاهراً لم تنجسه أدران الدنيا وخبائثها وهو الذي ترعرع في بيوت العلم والتقوى والمرجعية ,ليكون علماً من أعلامها وهادياً من هداة الحق ,أخذ على عاتقه أن يصلح في أمة جده محمد (صلى الله عليه واله وسلم)ويرعى المؤمنين ويخدمهم وينتشلهم من ظلمات الجهل والظلالة الى نور العلم والهداية والايمان .....فأزال الكثير من أثام الباطل واهل الباطل وفاجأ القاصي والداني ,زرع الشجاعة في قلوب المؤمنين والرعب في قلوب الظالمين .....ضحى بكل ما لديه وأخرها نفسه ونجليه من أجل رضا الله سبحانه وتعالى .اللهم فأجعلنا على نهجه وخطاه ماحيينا ,اللهم ورزقنا شفاعته وشفاعة أبائه وأجداده صلوات الله عليهم أجمعين .أنتهى وهنا حديث عن أهل (عليهم السلام)أننا أعطينا الله ما يريد فأعطانا ما نريد. المصدر..... وآل الصدر أعطوا الله ما يريد فأعطاهم ما يريدون ,حتى جاء في أحدى زيارة السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) السلام عليك يامن رفعت أسم الدين ,السلام عليك يامن تصديت للظلم والظالمين . ودليل الآية القرآنية واضح وصريح على الذي ينصر دين الله تعالى {أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} والموقف الاخر: للأمام الحسين(عليه السلام) ولما قتل أصحابه ,واهل بيته ولم يبق أحد عزم على لقاء الله ,فدعا ببردة رسول الله فألتحف بها فأفرغ عليها درعه, وتقلد سيفه واستوى على متن جواده ثم توجه نحو القوم وقال, ويلكم على مَ تقاتلونني ؟ على حقٌ تركته؟ أم شريعة بدلتها ؟ أم على سنة غيرتها؟ فقالوا ,نقاتلك بغضاً منا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين .فلما سمع كلامهم بكى ,وجعل يحمل عليهم وجعلوا ينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ,ثم رجع اللى مركزه وهو يقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . وهو في تلك الحالة يطلب شربة من ماء وكان يقول .
أنا ابن علي الطهر من آل هاشم ***
كفاني بهذا مفخرٍ حين أفخرُ
وجدي رسول الله اكرم من مشى ***ونحن سراج الله في الارض نزهرُ
وفاطم أمي من سلالة احمد ***وعمي يدعى ذا الجناحين جعفرُ
وفينا كتاب الله اُنزل صادقاً ***وفينا الهدى والوحي بالخير يذكرُ
فنحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا *** بكأس رسول الله ما ليس ينكرُ
وشيعتنا في الحشر أكرم شيعةً ***ومبغضنا يوم القيامة يخسرُ
فطوبى لعبد زارنا بعد موتنا *** بجنة عدن صفوها لا يكدرُ )
المصدر. كتاب زينب الكبرى من المهد الى اللحد ص224.225 أن رد اعداء الامام الحسين (عليه السلام)
بعد ذلك الموقف أنهم لم يأتوا لأخذ البيعة من الامام فحسب ,بل أعلنوا أنهم قد جاءوا للانتقام ممن قد فضحهم وقتلهم وبين للناس بأنهم غير مسلمين ولا يمتون الى الاسلام بصله , وبذلك أرادوا أن يظهروا مدى حقدهم الدفين والذي يعبر على أنهم قد بقوا على جاهليتهم وتعصبهم وهم راغبين بذلك وهو ارضاء لأهوائهم ورغباتهم ونفوسهم التي استحوذ عليها الشيطان وأعماهم عن رؤية الحق وأتباعه . فعندما رفض سيد الشهداء(عليه السلام) الانقياد لهم صبوا عليه جام حقدهم وغضبهم ؟ لأنه يحمل رسالة رسول الله ونهج أمير المؤمنين(سلام الله عليهم أجمعين) فكان هو وريثها (عليه السلام) ولذلك رفضوه وقاموا بنصب العداء له من خلال تضليل الناس وأغرائهم أو زرع الخوف في نفوسهم وذلك لما يحملون من جهل في عقيدتهم لأنهم لا يرون الا مصالحهم الخاصة فقط , فوقف الامام الحسين(عليه السلام) ليقيم الحجة على أعدائه وذلك بنصحهم مراراً والبكاء الموجود في الرواية فقد ذكر السيد الشهيد محمد صادق الصدر(قدس) في كتاب أضواء على ثورة الحسين ,عن مبررات البكاء منها {البكاء لإقامة الحجه على الخصوم}, وهو لم يغير لهم سنة ولا شريعة ولم يأتي بأمر جديد بل ذكّرهم بالقران والسنة وقال لهم ما مضمونه أن لم يكن لكم دين فكونوا عرباً كما تزعمون ,وهذا الامر لا يرضيهم ولا يخدمهم لأنه بعيد كل البعد عن هدفهم الذي جاءوا من أجله وهي الدنيا وملذاتها . وترى أن هذا الموقف قد تكرر في زمننا هذا وتحديداً مع السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله تعالى)حينما قام بتصديه لقيادة المجتمع والحوزة الناطقة بعد أبيه الصدر المقدس الذي تصدى في وقته وأخذ على عاتقه أعلاء كلمة الحق من خلال الحوزة الناطقة لا الساكتة حيث ميز بينهما تميزاً واضحاً وما لها وما عليها من أمور تخدم الصالح العام ,واعادة ذلك النهج الصحيح الذي خطه بدمه الزكي الامام الحسين(عليه السلام) فبعد أن تخلى الكثير عن النهج الصحيح ,قام السيد القائد مع ثلة من المخلصين له ولأبيه بالوقوف ضد طاغوت العصر والثالوث المشؤوم المتمثل بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا والحال نفسه قد بقى كما بقى أبيه الصدر المقدس حيث واجههم أغلب المجتمع بالرفض له ولعمله الذي هو لصالح الاسلام والمسلمين ,فقد زرع في قلوب المؤمنين توجهاً حقيقياً لأمامهم المهدي المنتظر(عجل الله فرجه) ,فحتى كبار القوم قد بان عليهم شيء من العداء والحسد والحقد ؟ لأنه لا يتماشى مع امورهم التي هي لمصالحهم الخاصة والبعيدة كل البعد عن طريق الله الحقيقي ,وحيث تركوه وحيداً مع القلة في الدفاع عن بيضة الاسلام ,وكأن الامر لا يعنيهم , بل وقاموا بتثقيف الناس على عدم مواجهة الاخطار من قبل أعداء الله وأعداء الانسانية بأعتبارهم يحملون المسمى الجديد وهي الديمقراطية البغيضة, وتربية المجتمع تربيه جديده تكون فيها مهادنة الاعداء والجلوس معهم والتشاور معهم أمر مقبول ما لكم كيف تحكمون , لكن القائد اللاهي لا يأخذه في الله لومة لائم يريد ان يسير المجتمع نحو الحرية الحقيقية وليست المدعاة من قبل أعداء الله والانسانية ,وكأن لسان حالهم يقول للسيد القائد مقتدى الصدر أننا نقاتلك ونقف بوجهك ونتصدى لكل ما تقوم به أنما هو بغضاً منا لأبيك وما فعل بنا حيث كنا في سبات طويل دائم , ونعيم مستمرٌ قائم ,ونظرات الناس الينا بأننا عالين عليهم ونحن اسيادهم وهم عبيد عندنا ,فجاء أبوك الصدر وقلب الموازين ضدنا حيث كنا بنعيم في الدنيا وحوله الى جحيم في الاخرة ,وفهم الناس على ذلك ونحن كنا نخفيه عنهم . وقام السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) بالنزول الى ساحة المجتمع وشاركهم في همومهم مشاركة حقيقيه فعلية لا صورية كما يفعل البعض من المحسوبين على الاسلام والمذهب ,فقد هوى اليه أغلب المجتمع فجعلوه أباً يشكون اليه كل همومهم المستمرة التي يمرون بها بين الحين و الاخر حيث لا متكلم ولا مطالب بأبسط الحقوق وبتحسين الخدمات والعيش بأمن وأمان وطمأنينة وسلام في عراق الاولياء والصالحين وأرض الخيرات الوفيرة وهي لا تستغل لخدمة الناس جميعاً بدون استثناء ,الا السيد القائد مقتدى الصدر وكأنه فقط عراقي ,وهي بمثابة ضربه قاسيه (أي التصدي) لكل المُتصدين في هذه المرحلة من كبار قوم وسياسيين وغيرهم كثير. وكما قال رسول الله(صل الله عليه واله){ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته } والسيد القائد من هذا المنطلق {نتائج البحث}

1): كما أن القادة اللاهيين كالحسين(عليه السلام) وحفيده السيد محمد باقر الصدر (قدس) لا يهادنون أعداء الله في طريق الحق فلا بد لنا أذا كنا نحسب أنفسنا أتباع لهذا الطريق الشريف أن نبتعد وكما تعلمنا من شهيدنا الغالي الصدر الثاني (قدس) وأبنه الفذ السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله),بعدم مجالسة بل والابتعاد عن أعداء الله بُعد السليم عن الأجرب , لحفظ ديننا والثبات في طريق التكامل الالهي الذي نسعى اليه .
2): أن قول (من سمع واعيتنا .....) قد أستفاده منه القلة في ذلك الحين , ولكن لما سُمعت واعية محمد الصدر (قدس) فأن الكثير قد تبعه ولكن المشكل والمحرج هل أستطاع هؤلاء الكثرة الثبات والاستمرار على هذا الخط الالهي المقدس ؟ وكما رأينا وحصل بعد سقوط فرعون العراق فأن الكثير قد أنسلخ في طريق الطاغوت سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا به وأدى الى بقاء المنهج يتيماً وذلك لقلة الانصار وبقاء الثلة القليلة ثابته وسائرة على هذا النهج الصدري المبارك ,نسأل الله تعالى الثبات والتوفيق .
3): أذا كان علياً مع رسول الله (سلام الله عليهم أجمعين) أبواه هذه الامه فقتال المبغضين أعداء الله للحسين (عليه السلام) حقداً على جده وأبيه , فأن جاز لنا التعبير فأنه السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) راعً وأباً لهذه الامه ,فان أعداء الله وكما نلاحظ في وقتنا الحاضر من سياسيين ولربما حتى من رجال دين وأتباعهم قد شهروا السيوف بوجه قائد المرحلة , كما شهروا أعداء الله السيوف بوجه الامام الحسين (عليه السلام) في حينه . والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ابو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-2013, 10:43 PM   #2

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: مواقف صدرية مستلهمة من الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله لكل خير على البحث القيم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ابو علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-2013, 10:58 PM   #3

 
الصورة الرمزية ابو زهراء العراقي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 188
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,433

افتراضي رد: مواقف صدرية مستلهمة من الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي على هذا البحث القيم
موفق لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو زهراء العراقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-2013, 11:22 PM   #4

 
الصورة الرمزية ابو الطيب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 181
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,131

افتراضي رد: مواقف صدرية مستلهمة من الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اشكر اخوتي الاحبه على مرورهم الكريم ودمتم بحفظ الله ورعايته

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ابو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-2013, 07:33 AM   #5

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

افتراضي رد: مواقف صدرية مستلهمة من الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين
جزاك الله الف خير أخي الغالي
مجهود رائع جعله الله في ميزان أعمالك

 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 06:55 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024