العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-2013, 03:26 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو محمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 26
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلاد الأنبياء والمرسلين
االمشاركات : 9,045

حسين بكاء الامام الحسين عليه السلام على اعداءه عنوان للرحمة الالهية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عظم الله أجوركم واجورنا بمصاب ابا الاحرار عليه السلام
مما يروى عن مولانا ابا الأحرار عليه السلام أنه ( بقي الحسين وحيدا يلقي تارة نظرة إلى مخيم النساء بعد قليل سيصرن سبايا وهن بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتارة ينظر إلى القوم الذين احتوشوه استعدادا لقتله ويبكي ! سألته أخته زينب عليها السلام لماذا البكاء ؟ قال : أبكي لهؤلاء القوم الذين يدخلون النار بسببي ) بنور فاطمة اهتديت 201
وانا أبحث عن احاديث او كلمات تتناسب مع موضوعي الذي اخترته لمواساة رسولنا الأكرم وال البيت عليهم السلام بذكرى استشهاد ابا الأحرار وأهل بيته وصحبه الميامين عليهم السلام وجدت ان الرواية عند البعض بين القبول التشكيك فأحببت أن أتطرق اليها من جانب مناقشة بعض حالات الأستغراب من قبولها وبالتالي ذكر بعض الأمور التي تتناسب بين ما قام به مولانا ابا الأحرار عليه السلام وبين سيرة ائمتنا عليهم السلام
- ذكر البعض انه من غير الممكن ان يكون الامام الحسين عليه السلام كان قد بكى على اعداءه بأعتبار انه صاحب حق وان اعداءه بلغوا قمة الظلم والانحراف ومن غير الممكن ان يبكي المعصوم على الظالمين المستحقين للعذاب .....؟
وهذا نابع أما من نظرة عاطفية لمن كان فكره المحدود لم يسع حركة المعصومين عليهم السلام . فالمعصوم حجة الله ومثله في ارضه . وهو بذلك متصف بجميع صفات الرحمة والعفو التي امره بها الباري عز وجل وبالتالي فأن المعصوم ينظر الى الامة بأعتبار انه وليهم والهادي لهم وان عليه ان ينقذهم من الظلمات الى النور وان يتحمل في سبيل ذلك الصعاب من تشكيك واستهزاء بل وتعذيب ايضاً . فكانوا عليهم السلام الوعاء الذي امتلأ علماً ورحمه وعفواً وكما في الحديث القدسي ( أتتكم رحمتي فأرحموا خلقي ) وعليه فهم اولى بتطبيق الرحمه الالهيه على العباد وبالأخص منهم المسيئون فالغاية الرئيسية للامام هي الهداية والرشاد والاصلاح وكما عبر بذلك مولانا ابا الاحرار ( ما خرجت اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله ) اي انه لم يخرج لقتل الظالمين وردعهم بقدر ما ان خروجه لاصلاحهم وهدايتهم .
ومن جهة أخرى وجدت أن البعض يشكك بالرواية من خلال الاعتماد على بعض الايات القرانية
فقد اعتمد البعض على بعض الايات القرانية التي يخاطب بها الباري عز وجل انبياءه او بعض الادعية للانبياء على اقوامهم واعتماد ذلك كأساس للتعامل بين المصلح والمجتمع العاصي لقيادته الربانية كما في قوله تعالى (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) او كما في قوله (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )
- وقال تعالى (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا )
ولبيان هذا الامر فأن الانبياء مارسوا مختلف اساليب الهداية مع اقوامهم حتى ان نوح عليه السلام عاش في قومه هادياً لهم مئات السنين ولكنهم ازدادوا فساداً وضلالاً .... ولم يتوجه اياً من الانبياء بالدعاء على قومه الا بعد ان يأس منهم وشعر انه لا فائدة بعد من ممارسة دوره معهم بالارشاد والنصح وانهم بلغوا مرحلة من الغي والضلال .
وبالمقابل فأننا نستطيع ان نثبت صحة بكاء الامام الحسين عليه السلام على القوم من خلال القران ايضاً . فكما نعلم ان الحسين امتداد الرسالة السماوية وانه المثبت لاركانها بدمه الشريف فلابد انه مارس مختلف انواع الهداية مع القوم الذين استهدفوا دين جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولما يأس منهم بكى عليهم اسوة بجده رسول الله صلى الله عليه وآله الذي مارس انواع الهداية مع اهل مكة الا انهم لم يزدادوا الا طغياناً وكفراً الامر الذي سبب الالم والحزن الشديد على قلب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعبر عز وجل بذلك في قوله (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )
الشعراء 3 ويذكر صاحب تفسير الامثل ج 11 ص 217 ان هذه الاية تسري عن قلب النبي وتثبته فيقول ( كلمة باخع مشتقة من البخع على وزن الدمع ومعناه اهلاك النفس من شدة الغم وهذا تعبير يدل على مدى تحرق قلب النبي وشفقته لأمته واداء رسالته وما كان عليه من اصرار في خطته وتجلد في مواجهة شدته ومحنته لانه يرى القلوب المتعطشة الضامئة في جوار النبع القراني الزلال ولكنها لا تزال على ظمئها ولا ترتوي من معينه العذب فكان يتحرق لذلك )
وهذه العله من اهم الاسباب التي دعت الامام للبكاء على قوم غررهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ووصية نبيه واعماهم عن جهة الحق .
ومن جانب آخر اعتمد البعض في التشكيك بالرواية على بعض الحوادث السابقة
· حيث وجدت ان بعض المعترضين على بكاء الامام الحسين عليه السلام يعتمدون على بعض الحوادث التأريخية ومنها على سبيل الاختصار دعاء الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم على من ينكث ولاية ابا الحسن عليه السلام بعد ان بلغ رسالة ربه في غدير خم حيث رفع يد مولانا الامير وقال ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) وهي بذلك براءة وعداء لكل من ينكث هذه البيعة الطاهرة ......
· والامر الاخر هو اعراض مولاتنا الزهراء عليه السلام عن القوم ..... ؟؟ فلمَ لم يفعل الامام الحسين عليه السلام نفس العمل بالدعاء على القوم والاعراض عنهم بدل البكاء عليهم
- ولبيان هذا الامر وارتباطه بحادثة بكاء الامام الحسين عليه السلام ... فالدعاء عليهم في زمن الرسول لم يكن في حينه بل لمن ينكث وينقض العهد فيما بعد لما للأمر من اهمية في تحديد مسار الامة وبيان الخليفة الشرعي للامة الذي يمكن ان يعمل على استمرارية وديمومة الدين الحق .
- ومن هذه الجهة فأن الامام الحسين عليه السلام لم يقتصر على البكاء فقط وانما مارس دوره الاصلاحي فيما بعد بالسيف لما للامر من خطورة محدقة بالاسلام عموماً وكذا دعاءه على القوم بعد ان استنفذ الوسائل السلمية الممكنه
- وايضاً يمكن ان نقارن بين كلتا الحالتان اعني دعاء الرسول على من يخالف الولاية الحقة وموالاة الموالي ببكاء الامام الحسين عليه السلام على فئة من المعسكر المعادي دون غيرها . فنجد ان الرسول الاكرم يدعوا ربه بموالاة الموالي ومعاداة المعادي منهم ومن خلاله مسيرة التأريخ نجد ان فئات المجتمع تكون بين موالي ومعادي وفئة تبقى مترددة بينها او قل بين الالتحاق بجهة الحق او الركون الى الظالمين خوفاً او طعماً .
فيمكن القول ان الجيش المعادي للامام الحسين عليه السلام كان من بينه المعاند للحق علماً وعمدا وهناك ايضاً من غرر به بنو اميه طمعاً في دنانيرهم او خوفاً من بطشهم فيكون بكاء الامام على اولئك الذين ينظرون الى الحق ويسمعون صوته فلا يتبعوه او كما قيل من هم بجانب النهر المعين الصافي فلا يرتووا من معينه وهنا اود ان اورد ما ذكره ولينا الصدر المقدس محمد الصدر ( قدس ) في كتابه اضواء على ثورة الامام الحسين | اسئلة حول شخص الحسين | السؤال الاول | الاساس الثالث ص 138
(( ان عامة هؤلاء الموجودين ضده ليسوا اعداء له بأشخاصهم بل العدو الحقيقي ليس الا الحكام الامويين ثم المأمورون الاساسيون في الجيش كعبيد الله بن زياد الذي كان حاكم الكوفة يومئذ وأضرابهم أما الباقون فهم مجلوبون بأسباب عديده اهمها الخوف والطمع وليسوا اعداء حقيقيين ولذا قال قائلهم ( قلوبنا معك وسيوفنا عليك ) ..... والمقارنة بوضعنا الحالي وطريقة تعامل السيد القائد مقتدى الصدر مع الفئة المعتدلة التي لم تلتحق بجهة الحق ولم تعلن العداء لها عسى ان تهتدي وترتوي .....
· والحادثة الاخرى التي استشهد بها البعض للتشكيك ببكاء الامام الحسين عليه السلام على اعداءه ما تعرضت له مولاتنا الزهراء عليها السلام من تعرضها لسلب حقها الشخصي في الارث ومنع الامير علي عليه السلام من ممارسة دوره الطبيعي في قيادة الامة ولكنها بالمقابل نطقت وتوعدت من ظلمها بأن تشتكيه عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ... فلمَ يبكي الحسين على من ظلمه ولم يتأسى بأمه الزهراء التي رفضت ما وقع عليها من ظلم ؟؟
- وهنا نؤكد ان الزهراء عليها السلام لم تتوعد القوم الظالمين بالعذاب بسبب غصبها حقها الشخصي بدليل انها لم تظهر ما تعرضت له من اذى من كسر ضلعها سلام الله عليها .
وانما خرجت وخطبت بالقوم بعد ان ابعد مولانا الامير علي عليه السلام من مكانه الطبيعي في قيادة الامه وخلافة الرسول الاكرم وان خروجها كان لابد منه لان خروج الامام امير المؤمنين يعني قتله من قبل اعداءه ولالتزامه بوصية حبيبية المصطفى من جهة اخرى .
- فكانت المسألة بين خروج الامام وهذا يعني عدم التزامه بوصية الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وحاشاه :
- او سكوت الزهراء وهذا يعني عدم فضح الغاصبين للارث والخلافة وبالتالي بقاء الامة في سبات واعطاء الشرعية للغاصبين
- او ان تختار الخروج وفضح الامر وبيانه في حينها وللاجيال اللاحقة وهذا ما اقدمت عليه مولاتنا الزهراء عليها السلام
· اما بكاء مولانا ابا عبد الله فلم يكن السلاح الاوحد الذي استخدمه مع اعداءه بل ان ما تبعه خير دليل على ان اساليب التعامل كانت متنوعه مع القوم الظالمين في ارض الطف وكلها حجج عليهم بنظر القاصي والداني .
· زمن حدوث فعل البكاء
- حيث يذكر البعض ان الامام الحسين عليه السلام رفع يديه بالدعاء على المعسكر المعادي بالقول (( اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم يا رب احدا )) فكيف يبكي على قوم دعا عليهم بنفسه .... ؟
والجواب يكون ان البكاء على القوم كان قبل بدء القتال اي انهم لا يزالون في فسحة من الوقت للتوبة والرجوع عن القيام بفعلهم القبيح واما الدعاء عليهم فكان بعد مقتل عبد الله الرضيع عليه السلام اي بعد وقوع الجريمة والامر مختلف .
ومن واقعنا الحالي نقرأ كثيراً في الاستفتاءات المجابة من قبل السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله مقبولة ( لا زالت ابواب التوبة مفتوحة )
· ولكم في رسول الله اسوة حسنة
نجد في علاقة الائمة عليهم السلام مع جدهم الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم من جهة ومن جهة اخرى فيما بينهم علاقة خاصة حيث انه المعلم الاول للأنسانية اجمع ونحن نقرأ ونذكر بأستمرار ( ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) فكيف كانت علاقة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم بقومه وكيف مارس معهم الدور الاصلاحي والتربوي وكيف واجه المظالم الصادرة منهم بحقه ، فلا يخفى علينا ما حل به من ظلم قريش من بدء دعوته الشريفه والى اخر لحظات حياته الشريفه والحادثة التي تهمنا عندما كسرت رباعيته في احد المعارك فرفع يديه بالدعاء لقومه قائلاً ( رب اغفر لقومي انهم لا يعملون )
· ولا يخفى علينا ان مولانا امير المؤمنين عليه السلام هو سيد العارفين وبرغم انه كان يعلم يقيناً انه ملاقي ربه في هذا الفجر وعلى يد اشقى الاولين والاخرين الا انه يمارس معه دوره الاصلاحي في تنبيهه من نومة الشياطين التي كان ينامها ابن ملجم في المسجد وتنبيهه الى وقت الصلاة وكذا في حثه لولديه الحسن والحسين بطريقة القصاص التي يرتضيها الرب جل وعلا وان لا يمثل بالرجل .... وهذا يدلل على ان غاية اهل بيت النبوة هو الهداية وتطبيق حدود الله من دون حقدا وضغينة
· وهذا ما سار عليه مولانا ابا الاحرار في تعامله مع القوم المعادي من القاء خطب التعريف والارشاد والهداية والبكاء عليهم قبل ان يبدأ القوم الظالمين بمعركتهم ضد الحق وأهله
وكذا فانهم سلام الله عليهم ممن قدم المصالح العليا للدين الاسلامي على مصالحهم الشخصية اي بمعنى انهم يتحملون الاذية ما دامت تخصهم شخصياً واما اذا كان الامر متعلق بالرساله الالهية فأن العفو والصفح لا يتجاوز الحدود الالهية التي بينها في كتابه الكريم وسنة نبيه الاكرم .
· فهم الرواية من كلمات الامام عليه السلام
( ابكي على هؤلاء القوم ( الاعداء ) سيدخلون النار بسببي ) .
ومن منطوق الرواية نفهم ان الامام لم يبكي على المجرمين بما هم مجرمون اوان يطمع في تخفيف العذاب عنهم بل ان الامام يعلم يقيناً بما سيؤول اليه مصيرهم من دخول النار بسبب معاداتهم لجهة الحق المتمثله بشخصه الطاهر بل ان سبب البكاء هو ان دخولهم النار سيكون ( بسببي ) كما عبر سلام الله عليه
- ان الامام بما هو رحمة للعالمين لا يطمع بأن يدخل النار اي شخص كان لان الغاية من خلقه العبادة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وكذا فأن اي مصلح يتأثر بشده لكل مخالفة او عصيان يحصل في المجتمع ويكون اثرها ظاهراً على المصلح ولعل من مظاهر التأثر ما ذكره السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله في جوابه على احد الاستفتاءات ( ذنوب المجتمع شيبت راسي ) لانه يحمل هموم المجتمع ويعمل ليل نهار لانهاء معاناته من جهة ولتقريبه من هدفه الاخروي من جهة اخرى
- والامر الاخر فيه عبارة ( بسببي ) ان فيها بيان لمكانته سلام الله عليه وان مسألة دخول النار او دخول الجنة منوط بطاعة ولي الامر لكل زمان وانها رسالة للأجيال اللاحقة على مر الزمن .
الابوة الروحية
- ان في هذه الحادثة اثبات للارتباط الرسالي المعتمد بين رسولنا الاكرم وال بيته الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين فكما ورد ( حسين مني وانا من حسين ) وورد ايضاً ( انا وعلي ابوا هذه الامة ) وعليه فأن الابوه الروحية ملازمة لائمتنا عليهم السلام في تعاملهم مع القوم ، والحسين عليه السلام في بكاءه كان ينظر من جانبين الامامة والابوة فكان ينظر الى القوم المعادي نظرة الاب الى ولده العاق . ومن الامثلة القرانية على ذلك ما ذكره الباري عز وجل في قصة نوح وابنه كنعان ... حيث يذكر صاحب تفسير الامثل في ج 6 ص 332
(( ويمكن ان يرد سؤال اخر في شأن ابن نوح وهو انه لم نادى نوح ابنه دون سائر الناس في هذه اللحظة الحرجة ! ؟
ويمكن ان يكون الجواب ان نوحاً ادى وظيفته في الدعوة العامة للاخرين وبضمنها دعوته لولده الا انه كان يتحمل وظيفة اصعب بالنسبة لولده وهي وظيفة (( الابوة )) الى جانب وظيفة (( النبوة )) فالابوة وان كان المقصود منها بالمعنى المادي ارتباط نوح بولده نسبياً الا ان تعامل القادة الالهيين مع اقوامهم يكون من باب الابوة التي يشعرون من خلالها ان الامة أمانة في اعناقهم وان واجبهم اخراجهم من الظلمات الى النور .
· الرحمة في حياة الامام الحسين عليه السلام وبعد مماته
وهنا اذكر بعض سيرة حياته الشريفة والتي يمكن لنا ان نفهم من خلالها ان الحسين عليه السلام كان ولا يزال عنواناً بارزاً للرحمة الالهية فمن دعاءه الشريف في يوم عرفة يقول سلام الله عليه ( يا من عفا عن عظيم الذنوب بحلمه ) ( انت كهفي حيث تعييني المذاهب في سعتها وتضيق الي الارض برجها ولولا رحمتك لكنت من الهالكين ) .... ( يا من احاط بكل شيء علما ووسع المستقلين رأفة ورحمة وحلماً ) ... ( الهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك ) .... ( الهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي وما ارحمك بي مع قبيح فعلي )
فنجد ومن خلال هذه المجموعة من الفقرات من ادعيته عليه السلام معرفة الامام الحسين عليه السلام بالرحمة الالهية التي لا يحدها حد . وقد تجسدت هذه الرحمة في شخصية الامام نفسه فأصبح لتلك الصفة الربانية المثل والمنهج في تعامله مع العدو والصديق
- اضافة الى اننا علينا ان نتعلم من هذه الكلمات ان دعاءنا الرب بأي شيء علينا ان نكون قد اتصفنا بهذه الصفة التي ندعوا بها . اي اننا عندما ندعوا بالرحمة لانفسنا او الرزق او الكرم علينا ان نسعى جاهدين للاتصاف بهذه الصفات والتعامل بها مع الآخرين حتى نكون ذا مصداقية مع الباري عز وجل
- وكذا من موارد الرحمة المتجذرة في شخصية الامام الحسين عليه السلام وعطفه على اعداءه ما ورد عنه سلام الله عليه حين سقى جيش الحر بالماء وامر اصحابه بأن يسقوا الجيش والخيول حتى ترتوي حيث تقول الرواية ( جاء القوم زهاء الف فارس مع الحر بن يزيد حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حر الظهيره والحسين واصحابه معتمون متقلدون اسيافهم فقال الحسين عليه السلام لفتيانه : اسقوا القوم واروهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفاً ففعلوا واقبلوا يملؤون القصاع والطساس من الماء ثم يدنوها من الفرس ) ناسخ التواريخ ج 2 ص 325
.....
- وايضاً يمكن القول ان رحمة الحسين عليه السلام وقبوله للمذنبين وفتح باب هدايته لهم مستمر في حياته الشريفة وبعد استشهاده سلام الله عليه حيث انه له خصوصية في قبول الزيارة لم يشترك معه بها غيره من المعصومين عليهم السلام وهذا ما بينه مولانا الصدر قدس سره في خطبة الجمعة وكذا من ان الدعاء تحت قبته الشريفة مستجاب فكما ورد من ان كل ذنب يقترفه العبد او الزائر هو رمح في صدر الامام عليه السلام ولكن مع ذلك فأبوابهم مفتوحة للسائل والمريض ليل نهار فسلام عليهم من ابواب رحمة ما أوسعها .
· البكاء على القوم المعادي رسالة انسانية
- نحن نعلم ان ثورة الامام الحسين امتازت بالشمولية من خلال احداثها فباتت كل حركة من حركاتها تمثل درساً مستقلاً لفئة من فئات المجتمع .
فهناك من ينظر الى الجانب الشرعي او الفقهي او العسكري
وهذا الموقف يمكن اعتباره من اروع صور الانسانية فلا يوجد مظلوم يقف في موقف ابا الاحرار ويصدر منه البكاء على اعداءه .
وايضاً نرى ان العالم يجهد نفسه في تشكيل اللجان والمنظمات بأسماء الرحمة والرفق وغيرها ... الا اننا نجد ان الرحمة الالهية المتحققة بشخص الامام الحسين عليه السلام تختلف عما يتم تأسيسه بسبب ارتباط الامام الحسين بربه وان جميع افعاله مرتبطة بأصلاح البشرية وفق الحدود الالهية اما اللجان المشكلة فهي تعني بحقوق طائفة من المجتمع من دون الاخذ بنظر الاعتبار مدى فائدته للبشرية فيكون الغاء الاعدام او قرارت العفو وبالاً على المجتمع بدل ان تكون باب عطف ورحمة ، اما الامام الحسين فنجد ان الرحمة واقامة العدل تعمل كلاً بمجالها الذي فيه صلاح الفرد والمجتمع
· رأي السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره وكلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله لخطباء المنبر الحسيني
- وفي هذه الفقره من البحث حببت ان اختم برأي السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس ) في كتابه اضواء على ثورة الامام الحسين عليه السلام ص 186 (( وهنا ينبغي ان نلتفت الى الحزن الحقيقي انما هو على اهل الدنيا واهل الشر واهل العناد على اعتبار انهم اختاروا لانفسهم الغفلة والشر والعناد وقد روي ان الامام الحسين عليه السلام بكى على اعدائه في كربلاء بأعتبار انهم اجتمعوا ضد امامهم ومولاهم الحقيقي وعرضوا انفسهم لهذه الجرائم النكراء ))
- والرأي الاخر الذي نستند عليه ما ذكره السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله في لقاءه لخطباء المنبر الحسيني قائلاً (( كما ان الحزن يكون على اولئك المشمولين لقوله عليه السلام من سمع واعيتنا ولم ينصرنا اكبه الله على منخريه في النار وهذا هو بكاء الابوة الواقعية حيث يحس الاب بتمرد اولاده عليه والواقع ان تمردهم ليس ضده بل ضد ربهم من ناحية وضد انفسهم من ناحية اخرى فتكون المصيبة عليهم منهم اكبر ))

واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال بيته الطاهرين

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة ابو محمد ; 23-11-2013 الساعة 11:17 PM
ابو محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-2013, 03:55 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,247

افتراضي رد: بكاء الامام الحسين عليه السلام على اعداءه عنوان للرحمة الالهية

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-2013, 04:02 PM   #3

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: بكاء الامام الحسين عليه السلام على اعداءه عنوان للرحمة الالهية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث رائع
وفقك الله لكل خير وجعلك من المواسين للإمام الحسين عليه السلام

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ابو علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-2013, 06:19 PM   #4

 
الصورة الرمزية الطالب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 374
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,133

افتراضي رد: بكاء الامام الحسين عليه السلام على اعداءه عنوان للرحمة الالهية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت على البحث القيم

 

 

 

 

 

 

 

 

الطالب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-11-2013, 06:58 PM   #5

 
الصورة الرمزية الصادقي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 133
تـاريخ التسجيـل : Feb 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,223

افتراضي رد: بكاء الامام الحسين عليه السلام على اعداءه عنوان للرحمة الالهية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي على هذا البحث القيم وفقك الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »


الصادقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:55 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024