العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-2013, 02:52 AM   #1

 
الصورة الرمزية طالب علم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 333
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : دولة الموعود
االمشاركات : 2,084

حسين المحبة: قبس من ملحمة العشق الالهي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم و العن عدوهم
{اللّهُمَّ بَلَّغْ مَوْلايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللَّه عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَاْلمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرَّها وَبَحْرِها وَسَهلِها وَجَبَلِها حَيَّهِمْ وَمَيَّتِهِمْ وَعَنْ والِديَّ وَوُلْدِي وَعَنَّي مِنَ الصَلَواتِ وَالتَّحِيَّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّه وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَمُنْتَهَى رِضاهُ وَعَدَدَ ما أَحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ اللّهُمَّ إِنَّي أُجَدَّدُ لَهُ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي كُلَّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعةً فِي رَقَبَتي اللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا التَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهذِهِ الفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهَذِهِ النَّعْمَةِ فَصَلَّ عَلَى مَوْلايَ وَسَيَّدِي صاحِبِ الزَّمانِ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ وَالذَّابَّينَ عَنْهُ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِي الصَّفَّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ }.

الكون وجود قائم بأتقان ومتسع بأستمرار لا يوجد خلة في قوامه وبنيانه. فهذا التجانس بين مفرادته بصورة عجيبة ومتراصه قائم على التوافق وشده الاواصر بين جزيئاته لا بل حتى سكانه فبينها تبادل منفعة لا كما يزعم البعض صراع من اجب البقاء .فهذا التجانس وهذه الاواصر العجيبة لا تجدها في مفهوم واحد إلا وهو الحب
وان الحب مفهوم من المفاهيم التي قد يتجاوز فهمها عالمنا هذا وان كانت منطوية تحت مفرداته لكن لها ابعاد عميقة الى ما بعد هذا العالم واثار جلية فيه فيحصل فيها المغالطة في الفهم من قبل الذين حجزوا عقولها بين جدران المادة واستقرت انفسهم تحت سمائها وهذا ان دل على شئ فهو وجود العوالم المختلفة وترابطها مع بعضها . أي ان هناك بعض الأفعال و القوى لا تكون حكرا على عالم الدنيا بل لها امتدادات الى عوالم أخرى مثل الصيام و الصلاة و تجسدها في عالم البرزخ.
اذن ومن هنا تنطلق الى القول إن الحب هو شعور او طاقة فوق الفسيولوجية تؤثر مع وظائف الجسم فتمرد المشاعر وتهيج الاحاسيس فتجعل من الارواح تنجذب مغنا طيسيتها بقوى لا فزيائية فهو جنون ما لم يسيّر طريقه العقل.
وان الوصول الى أي هدف معين يحتاج الى عوامل أهمها :
1) المعرفة. 2) الحب 3) الطاعة
والحب هو الاصرة و الرابطة التي تربط المعرفة بالعمل والطاعة و كلما ارتبطت بشيء مقدس صارت الطاعة عظيمة. فقد كانت قلوب اصحب الامام الحسين (عليه السلام ) خلاء من أي اصرة سوى أصرة حب ابي عبد الله (عليه السلام) لذا نحتاج لفهم الحب فهما موضوعيا لكي نطبقه في حياتنا (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)
وكذلك فيما اصدره سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) من بيان لاستقبال هذه السنة الهجرية (1435) جاء فيه عبارة :
{اذن فلنجعل من عامنا الجديد هذا عام محبة و عام وحدة و عام ابوة و تآخي}
اذن وجب علينا ان نفهم الحب لكي نطبقة بالصورة اللائقة فهو مهم و مقدم على الوحدة ، وفي الوحدة نصرة.

الحب في اللغة والفلسفة
لغويا :
هو الميل الى الشيء السار
و كذلك الحب:فيما يوجبه ميل الطباع والحكمة جميع.يتعلق بالملذات و غيرها.
اضافة الى ذلك بعض هناك بعض المفردات المشابهه في المعنى له مثل:
الود:ميل الطباع فقط.
الشهوه: ميل الطباع فقط الى الملذات.
راجع الفروق اللغوية لابو هلال العسكري

فلسفيا :
الحب:هو حركة القوة وانجذابها نحو الفعل إذا فقدته وتحرجها عن تركه اذا وجدته.وهذه الحركة تنتج اثرا واضحاً في المتعلق)أسم فاعل.)
بصوره اخرى الحب هو التعلق الذي يربط المتعلق(اسم الفاعل) بالمتعلق (اسم مفعول) وغالبا ما يكون المتعلق(اسم مفعول) مكملاً للمتعلق (اسم فاعل).
ومن هنا نجد ان انجذاب المعلول الى علته بأعتبارها مكملة له وسادة لنقصه تحصل كقاعدة عامة, وان الاختلاف في مراتب الحب بين الشدة والضعف راجع الى المحتوى العلمي للمتعلق (اسم مفعول) في ذهن المتعلق (اسم فاعل) فكلما كان المعلول عالماً في خصائص علته وكذلك بفقر نفسه زاده ارتباطا وشوقا بعلته. اذن الحب حقيقة سارية في الموجودات.
تفسير الميزان للطبطبائي ج1/ص(410)وما بعدها

مقام الحبيب لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
ويجد بنا الاشارة الى نقطة مهمة :
ان المحبة حالة شريفة اخبر الله تعالى عنها في الكثير من المراتب والايات والاحاديث . لكن حقيقة محبة الله (سبحانه وتعالى) تختلف عن محبة العباد . فهي (محبة الله) تعالى ارادته لانعام عبده وما بفيض به من التقريب والتطهير
واننا نجد ان الانبياء والمرسلين والسابقين قد اختصوا بأسماء مرتبطة بالله (سبحانه وتعالى) لتعظيم شأنهم وبيان مراتبهم فأبراهيم بالخليل (عليه السلام) وموسى بالكليم وعيسى بروح الله (سلام الله عليهم) . لكن نجد ان الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) قد اعطي مقام المحبة فصار حبيب الله. فأنك ان جعلت رفيق لك او تسامرت مع آخر بكلام فربما يكون قلبك اثناء ذلك مشغول في حبيبك فيأخذ كل كيانك فتصبح فارغ المحتوى لا تدري ليلك من نهارك.لذا نجد ان الحب أنبل من باقي المقامات لما فيه من عطايا وقرب وخصائص قد لا تعطى لغيره او قد تكون ممنوعة (لو تقدمت خطوة لأحترقت) وعليه التضحية في ذلك، كما في قوله (صلى الله عليه واله و سلم) : (ما اوذي نبي مثلما اوذيت)
و ننقل هذه الرواية التي توضح بعض مقامات رسول الله (صلى الله عليه و اله وسلم)
مناقب ابن شهرآشوب : قد مدح الله اثنى عشر من الأنبياء باثني عشر نوعا من الطاعة : مدح إسحاق عليه السلام ويعقوب عليه السلام بالطاعة : " ووهبنا له إسحاق ويعقوب " ولعيسى بالزهادة ، قيل له : لو اتخذت منزلا أو اشتريت دابة ، فقال ما قال ، ولسليمان بالسخا ، وكان يطعم كل يوم سبعمائة جريب من الحوارى ، وهو يأكل الخشكار ، ولإبراهيم عليه السلام بالرحمة : " إن إبراهيم لحليم أواه منيب " ، وفيه قصة المجوس الذين أسلموا من ضيافته ، ولنوح عليه السلام بالصلابة : " رب لا تذر على الأرض " وأيضا من موسى وهارون عليهما السلام : " ربنا إنك آتيت فرعون " فبالغ نبينا صلى الله عليه وآله في هذه الخصال حتى نهاه عن ذلك : الاستغفار : " استغفر لهم أو لا تستغفر لهم " المجاهدة : " ولا تعجل بالقرآن " العبادة : طه ما أنزلنا " الزهد : " لم تحرم ما أحل الله لك " وفيه حديث مارية ، وعرض عليه مفاتيح الدنيا فأبى ، السخا : " ولا تجعل يدك مغلولة " الرحمة : " واغلظ عليهم " وقال : " فلعلك باخع نفسك" الصلابة : " لست عليهم بمصيطر* يا أيها النبي جاهد الكفار " وفيه قصة ابن مكتوم . الانذار : " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم " عيب آلهتهم : " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله" . وإنه تعالى أقسم لأجله بخمسة عشر قسما : بهدايته : " والنجم إذا هوى " برسالته : " يس والقرآن الحكيم " بولي عهده : " والعاديات ضبحا " بمعراجه : " لتركبن طبقا عن طبق " بشريعته : " والعصر إن الانسان لفي خسر " بكتابه : ق - والقرآن المجيد " بخلقه : " لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم " بخلقه : " ن والقلم " بزيادة نوافله : " طه ما أنزلنا " بطهارته : " فلا اقسم بما تبصرون " ببلده : " لا اقسم بهذا البلد " بمحبته : " والضحى والليل " بتهديد موذيه : " كلا لئن لم ينته " بعقوبة أعدائه : " كلا إنهم عن ربهم يومئذ " بعمره : " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " ومن شدة فرط المحب أن يحلف بعمر حبيبه ، وكل ما سأل الأنبياء من الله تعالى أعطاه الله بلا سؤال : آدم عليه السلام : " وإن لم تغفر لنا " وله : " ليغفر لك الله" نوح عليه السلام : " لا تدر على الأرض " وله : " إنا كفيناك المستهزئين " إبراهيم عليه السلام : " ولا تخزني يوم يبعثون " وله " يوم لا يخزي الله النبي ( 25 ) " شعيب عليه السلام : " ربنا افتح بيننا " وله : " إنا فتحنا لك ( 27 ) " لوط عليه السلام : " رب انصرني على ‹ صفحة 420 › القوم " وله : " وينصرك الله " موسى عليه السلام : " قال رب اشرح لي صدري ( 3 ) " وله : " ألم نشرح لك ( 4 ) " موسى عليه السلام : " اخلفني في قومي ( 5 ) " وله : إنما وليكم الله ( 6 ) " . المقام أربعة : مقام الشوق لشعيب عليه السلام حيث بكى من خوف الله ، ومقام السلام لإبراهيم عليه السلام : إذ جاء ربه بقلب سليم ( 7 ) " ومقام المناجاة لموسى عليه السلام : " وقربناه نجيا ( 8 ) " ومقام المحبة للنبي صلى الله عليه وآله : " فكان قاب قوسين ( 9 ) " وسمى الله تعالى نوحا شكورا : " إنه كان عبدا شكورا ( 10 ) " وإبراهيم عليه السلام حليما : " إن إبراهيم لحليم ( 11 ) " وموسى عليه السلام كليما : " وكلم الله موسى تكليما ( 12 ) " وجمع له كما جمع لنفسه فقال : " إن الله بالناس لرؤوف رحيم ( 13 ) " وله : بالمؤمنين رؤوف رحيم ( 14 ) " قيل : هما واحد ، وقيل : الرؤوف : شدة الرحمة ، رؤوف بالمطيعين ، رحيم بالمذنبين ، رؤوف بأقربائه رحيم بأصحابه ، رؤوف بعترته ، رحيم بأمته ، رؤوف بمن رآه ، رحيم بمن لم يره ( 15 ) .
((بحار الانوار ج16/ص418_429))

المحبة قرآنياً
من مميزات القران الكريم رصانة وصف الأشياء ودقتها كيف لا وهو كلام الخالق الذي أبدع بقدرته الحقائق والأشياء ، وفوق كلام المخلوق.
فالإنسان عندما يصف حقيقة معينة ينظر الى حقيقتها الواقعية وعلة إيجادها بل ينظر آثارها ومظاهرها الجزئية وليس الكلية فيلملم شتاتها ويستخرج منها الحقائق التي قد تكون مغلوطة بين الخيال أو الوهم أو المعرفة فيأخذ ما يفهمه ويترك ما لا يستسيغه عقله أو قد يصف الاشياء المتغيرة بتغير ظروفها فيصفها ويبرهن حقائقها وبعد برهة تصبح خاطئة وذلك بتغير الظروف المحيطة بها.
لكن القرآن يصف الاشياء بخلاف ذلك ويعطي واقعها وغاياتها الحقيقية وتقلباتها مع ظروفها . ومن هنا جاء القرآن بوصف المحبة أو الحب في الكثير من آياته.
فالله سبحانه وتعالى يحب لكن بخلاف ما هو في الانسان. والمؤمن لديه حب وكذلك الكافر وغيره من الموجودات
حيث يمكن القول إن كل شيئين في الوجود لا يحصل التعاضد والتوافق بينهما بصورة متكاملة الا بوجود الحب.
ومثالنا هنا الزواج : - قال تعالى :- { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون } الروم-21
ويمكن لنا أن نستقرأ القرآن لنستلهم من بعض امثلته عن المحبة تقسيمين بما وفقنا الله تعالى : -

1- الحب الذاتي:
وهو جعل من الله على بعض الموجودات بذاتها وذلك لمصلحة يراها بذاتها
قال تعالى : (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي)
(فقد ألقى الله قبساً من محبه عليه ، الى الحد الذي لم ينظر اليه الا ويعشقه فلا يكف عن قتله وحسب ، بل لا يرضى أن تنقص شعرة من رأسه ، كما يقول القرآن في بقية هذه الآيات : وألقيت عليك محبة مني فأي درع عجيب هذا الحب ! إنه لا يرى بالعين ، ولكنه أقوى من الحديد والفولاذ!!)
تفسير الأمثل –ناصر مكارم الشيرازي – ج 9
ففرعون ( (عليه اللعنة )) عدو وبطش بكثير من أطفال بني إسرائيل خوفا على عرشه لكن جعلت محبة موسى ( عليه السلام ) في قلبه وقلب كل من يراه لا لأجل شيء تذوب قلوبهم ويخفف شغافهم بالتالي حفظ بهذا الدرع.
2- الحب المكتسبة :
وهي تكتسب من خلال صفات صاحبها التي تتوغل شغاف القلب فيهتف بإيقاعاته لها .
وهذا قد يحصل فيها الالتباس والخطأ خصوصاً عند افتقارها للمعرفة الصحيحة فيحب الفرد ما يضره ويكره ما ينفعه ( والعياذ بالله)
قال تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
ومن هنا وجب على كل فرد منتحل المحبة أن يفكر ملياً فيما يُفرح أخيه وما يكدر عليه نفسه فيتعامل معه بما يرضيه وينصفه من نفسه ويظهر له الصفات التي يودها ويبعد عنه كل ما يزعجه لكي يملأ قلبه حباً له ويرص الصف ولا يجعل فيه شرخاً لتخلل الشيطان بدبيبه فيوقع الفرقة وشق الصف والعياذ بالله.

عوامل جلب المحبة من قلوب الآخرين:
يحتاج بيننا كافراد زيادة اصرة الحب في قلوب بعضنا البعض من خلال صفات عديدة منها :
قال تعالى :- ((ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً )) مريم 96
و في الكافي لللشيخ الكليني - ج 2 - ص 201 – 202
عن حسين بن نعيم الصحاف قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أتحب إخوانك يا حسين ؟ قلت : نعم ، قال : تنفع فقراءهم ؟ قلت : نعم ، قال : أما إنه يحق عليك ( 5 ) أن تحب من يحب ‹ صفحة 202 › الله ( 1 ) ، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه ( 2 ) ، أتدعوهم إلى منزلك ؟ قلت : نعم ما آكل إلا ومعي منهم الرجلان والثلاثة والأقل والأكثر ، فقال أبو عبد الله . أما إن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم ، فقلت : جعلت فداك أطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم ؟ ! قال : نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك ( 3 ) وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك

عن الرسول (صلى الله عليه واله)
جبلت القلوب على حب من احسن اليها
فنجد من خلال ذلك ان للاحسان دور كبير في جلب المحبة من قلوب الاخرين و رص الصف بهذه الخصلة المهمه.
و أيضا من العوامل المهمه التي ذكرها اهل بيت العصمة (سلام الله عليهم)
(1-عن الامام الصادق (عليه السلام) :- ثلاث تورث المحبة :- ( الدين – التواضع – البذل
وعن الامام الباقر ( عليه السلام ) :- وهل الدين إلا الحب
و استدل بقوله تعالى ( ولكن الله حبب اليكم الايمان)
قال بعدئذ :- ( الدين هو الحب والحب هو الايمان)
2- و في الكافي ج 2 ص 103
(صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة والبخل وعبوس الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار)
3- وعن الامام الرضا (عليه السلام)
إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة ، انه دليل على كل خير
فعلينا ان نختار الالفاظ الانيقة و الجذابة الى قلوب اخواننا لا الالفاظ الفضّة و الغليضة التي غالبا ما تكون مصيدة للشيطان و العياذ بالله.
وقال تعالى :- ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) الاسراء -53-
في نهاية المطاف نسأل الله جل جلاله ان يملئ قلوبنا ايمانا و حبا له و لمحمد الله الاطهار (عليهم السلام) و لال الصدر الكرام فهو نور يقذفه الله في قلب من يشاء و ان يرزقنا الثبات على طريقهم ببركة محمد و ال محمد.
واخيرا نختم ببعض الكلمات النورانية لمولان الامام زين العابدين السجاد (عليه السلام) :
{ يا غاية امال المحبين, اسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يوصلني الى قربك وان تجعلك احب الي مما سواك وان تجعل حبي إياك قائدا الى رضوانك, وشوقي اليك ذائدا عن عصيانك}
و الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين وعجل فرجهم و العن عدوهم
11-محرم الحرام- 1435
15-11-2013

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم و العن عدوهم

التعديل الأخير تم بواسطة طالب علم ; 17-11-2013 الساعة 03:04 AM
طالب علم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-2013, 06:05 AM   #2

 
الصورة الرمزية الحاج

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 149
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,294

افتراضي رد: المحبة: قبس من ملحمة العشق الالهي

جعلك الله من المحبوبين في الدنيا والاخرة بحق محمد واله الطاهرين
يحث قيم وممتاز يدل جهدك المميز

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-2013, 07:07 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,258

افتراضي رد: المحبة: قبس من ملحمة العشق الالهي

بحث رائع جدا
جزاك الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-2013, 09:57 AM   #4

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1709
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 1,652

افتراضي رد: المحبة: قبس من ملحمة العشق الالهي

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع ووفقك الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

خادم السبطين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-2013, 12:41 PM   #5

 
الصورة الرمزية طالب رضا المعصوم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق . ارض المقدسات
االمشاركات : 6,391

افتراضي رد: المحبة: قبس من ملحمة العشق الالهي

[frame="1 98"]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث قيم ومجهود رائع
بارك الله فيك
واسال الله لك دوام التوفيق[/frame]

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
طالب رضا المعصوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 05:31 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024