لم تفتي عبادي بما لم تعلم، وفي الأمة من هو أعلم منك؟...

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
سوف تمر علينا في الايام القادمة وفي نهاية شهر ذي القعدة ذكرى اليمة على قلوب محبي اهل البيت عليهم السلام الا وهي ذكرى استشهاد الامام محمد الجواد ابن الامام الرضا ابن الامام موسى ابن جعفر عليهم السلام ويمكن القول ان للامام محمد الجواد خصوصية عن باقي الائمة عليهم السلام وذلك لانه حُمل الامانة واستلم الامامة وله من العمر مايقارب سبع سنين ومثل هذا العمر يمكن ان يتعرض صاحبه لعدة اعتراضات من المجتمع ,فأوقفتني في هذه الذكرى رواية عن الامام الجواد عليه السلام احببت ذكر تفاصيلها ومن ثم بعد ذلك التعليق عليها فالرواية هي :-
قال الشيخ حسين بن عبد الوهاب ـ من علماء القرن الخامس ـ «لما قبض الرضا عليه السّلام كان سنّ أبي جعفر نحو سبع سنين، فاختلفت الكلمة من الناس ببغداد وفي الأمصار، واجتمع الريّان بن الصلت وصفوان بن يحيى، ومحمّد بن حكيم، وعبد الرحمان بن الحجاج ويونس بن عبد الرحمان وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبد الرحمان بن الحجاج في بركة زلول يبكون ويتوجعون من المصيبة، فقال لهم يونس بن عبد الرحمان: دعوا البكاء، من لهذا الأمر؟ وإلى من نقصد بالمسائل الى أن يكبر هذا؟ يعني أبا جعفر عليه السّلام.
فقام اليه الريّان بن الصلت، ووضع يده في حلقه، ولم يزل يلطمه، ويقول له:أنت تظهر الايمان لنا وتبطن الشك والشرك، ان كان أمره من الله جل وعلا فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم وفوقه، وان لم يكن من عند الله فلو عمّر ألف سنة فهو واحدٌ من الناس، هذا مما ينبغي أن يفكّر فيه، فأقبلت العصابة عليه تعذله وتوبّخه. وكان وقت الموسم، فاجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلا، فخرجوا الى الحج وقصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر، فلما وافوا أتوا دار جعفر الصادق عليه السّلام لأنها كانت فارغة ودخلوها وجلسوا على بساط كبير وخرج اليهم عبد الله بن موسى فجلس في صدر المجلس وقام مناد وقال: هذا ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فمن أراد السؤال فليسأله، فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب فورد على الشيعة ما حيّرهم وغمّهم واضطربت الفقهاء وقاموا وهمّوا بالإنصراف وقالوا في أنفسهم: لو كان أبو جعفر عليه السّلام يكمل جواب المسائل لما كان من عبد الله ما كان ومن الجواب بغير الجواب. ففتح عليهم باب من صدر المجلس ودخل موفّق وقال: هذا أبو جعفر، فقاموا اليه بأجمعهم واستقبلوه وسلموا عليه.
فدخل وعليه قميصان وعمامة بذؤابتين وفي رجليه نعلان وجلس وأمسك الناس كلهم، فقام صاحب المسألة فسأله عن مسائله فأجاب عنها بالحق ففرحوا ودعوا له وأثنوا عليه وقالوا له: ان عمك عبد الله أفتى بكيت وكيت، فقال: لا اله الاّ الله، يا عمّ انه عظيم عند الله أن تقف غداً بين يديه فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، وفي الأمة من هو أعلم منك؟...

اولاً :-اكثر الناس يعتبرون ان صغر السن مشكل للامام وكلنا يعرف ان اهل البيت عليهم السلام كبيرهم لايقاس وصغيرهم جمرة لاتداس فهم قوم زقوا العلم زقا فعلمهم لدني من الله جل وعلا وهو بيده كل شيء ويوكل لامره من يشاء وهو وحده الذي يحدد الشخص المناسب الذي يسير بالناس نحو طريق الحق والايمان ويضعه في المكان المناسب
ثانياً :- ان الايمان الحقيقي النابع من القلب يقود الانسان الى الحكم بين الناس بالحق وبما يرضي الله تعالى وهذا ليس له علاقة بكبر السن او صغره
ثالثاً :- نجد في هذه الرواية حكمة بالغة في تأخير ولادة الامام الجواد عليه السلام وفي استلام الامامة ماهو الا اختبار للمجتمع الموجود وتمحيص له والدليل ماذكر في الرواية من انشقاق المجتمع الى شقين من مؤيد ورافض
رابعاً :- نجد ان الامام الجواد عليه السلام اوقفه ماقام به عمه من عمل لانه عمل خاطىء لانه اجاب الناس عكس مايريد الله سبحانه وتعالى فهنا الامام لايخاف في الله لومة لائم وهنا نقول الايسير بنا هذا الكلام الى احد اولياء الله الصالحين الذي اخذ على عاتقه السير بهذه الامة نحو طريق الحق والعدل فحُمل الامانة واخذ يتصدى للناس فهو كجده الامام الجواد اعترض عليه الكثيرين لكنه لايخاف في الله لومة لائم وهذا بعد ان قام الكثيرون يفتون للناس حسب اهوائهم ولايدركون ان السيد القائد مقتدى الصدر حافظاً للامانة التي اعطيت له وانه لابد وحتماً ان يضعها في مكانها المناسب واذكر ماقاله في ذكرى استشهاد الولي المقدس محمد محمد صادق الصدر قدس سره (ان ما القي على عاتقي من امانة لكبير) وايضاً نذكر ما قاله السيد في احدى خطبه (حيث قالوا اني صغير ولي أسوة بالجواد ولهم أسوة باعدائه ) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين

شكرا على الطرح القيم
موفقين للمزيد من العطاء

احسنتم وجزاكم الله خيرا على طرح الموضوع المميز
ويوجد هناك تفصيل أكثر ودرس معمق حول تسلم القيادة في سن صغير من العمر
للإمام الجواد ( عليه السلام ) وأتمنى أن نكون من السائرين على خطاهم بحق
محمد وآل محمد
واليكم هذا الرابط
http://www.jam3aama.com/forum/showthread.php?t=13249

احسنتم على هذا الطرح الجميل والموفق وجعلة الله في ميزان حسناتكم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
شكرا لردودكم القيمة واشكر الاخ الراضي على الاضافة المباركة
للاستاذ همام الزيدي حول هذا الموضوع المبارك بحق محمد وال محمد