نص خطبة الجمعة ( منضده ) بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بمناسبة يوم القدس العالمي

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اليكم احبتي خطبة الجمعة المباركة بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله والتي القاها بمناسبة ذكرى يوم القدس العالمي والذي يصادف مثل هذا اليوم ( آخر جمعة من شهر رمضان المبارك )
وهي من ارشيف سماحته المبارك
الجمعة الثانية والثلاثون 26 رمضان 1424هـ

الخطبة الاولى
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قبل ان نبدأ الخطبة قولوا معي ثلاثاً رجاءاً :
نعم نعم فلسطين .. .. ..
نعم نعم للقدس .. .. ..
نعم نعم يا عراق .. .. ..
نعم نعم يا إمام .. .. ..
ولمناصرة الدول المظلومة والمحتلة ارفعوا اصواتكم بالصلاة على محمد وال محمد.
( اللهم صل على محمد وال محمد ).
ثانياً: اناشد الدول المجاورة بان تتعاون مع الشعب العراقي وذلك لحماية حدودهم مع العراق لمصلحتهم اولاً ولمصلحة الشعب العراقي ثانياً فان دائرة الإرهاب تتسع وهذا يجب الحد منه وبأسرع وقت ممكن ، وانا مستعد لإبداء أي خدمة بالنسبة لهذا الأمر.
بسم الله الرحمن الرحيم
( اللهم انك قلت في كتابك المنزل شهر رمضان الذي انزل فيه القران وهذا شهر رمضان وقد تصرم فأسالك بوجهك الكريم وكلماتك التامة ان كان بقي علي ذنب لم تغفره لي او تريد ان تعذبني عليه او تقايسني به ان يطلع الفجر هذه الليلة او يتصرم هذا الشهر الا وقد غفرته لي يا ارحم الراحمين، اللهم لك الحمد بمحامدك كلها أولها واخرها ما قلت لنفسك منها وما قال الخلائق الحامدون المجتهدون المعدودون الموفرون ذكرك والشكر لك الذين اعنتهم على اداء حقك من اصناف خلقك من الملائكة المقربين والنبيين والمرسلين واصناف الناطقين والمسبحين لك من جميع العالمين على انك بلغتنا شهر رمضان وعلينا من نعمك وعندنا من قسمك واحسانك وتظاهر امتنانك فبذلك لك منتهى الحمد الخالد الدائم الراكد المخلد السرمد الذي لا ينفد طول الابد جل ثناؤك اعنتنا عليه حتى قضيت عنا صيامه وقيامه من صلاة وما كان منا فيه من بر او شكر او ذكر، اللهم فتقبله منا باحسن قبولك وتجاوزك وعفوك وصفحك وغفرانك وحقيقة رضوانك حتى تظفرنا فيه بكل خير مطلوب وجزيل عطاء موهوب وتوقينا فيه من كل مرهوب او بلاء مجلوب او ذنب مكسوب بحق محمد واله الطيبين الطاهرين).
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ، وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ )) (القصص:4-6).
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى وليك وحجتك علي ابن ابي طالب وعلى فاطمة الزهراء بنت نبيك وعلى الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة وعلى أئمة المسلمين علي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة القائم المنتظر (عج).
(( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (آل عمران: من الآية102).
انه من المعلوم عند الجميع وفي العالم باسره ان القضية الفلسطينية ذات اهمية عظمى عند كل الانسانية باسرها، ولا يختلف على ذلك اثنان، وان الجميع يريد احلال السلام في هذا البلد الجريح المظلوم، الذي عانا كل المعاناة من الظلمة والمحتلين، من قتل وحرق واعتقال وحصار وغير ذلك من الامور التي يندى لها الجبين بكل وضوح وصراحة، كل ذلك لاجل الطائفية والعرقية لو صح التعبير، وذلك من جهة اليهود الذين يريدون الصعود على اكتاف المساكين من العرب والفلسطينيين المظلومين، لتكوين دولتهم التي تدعوا لعزل اليهود عن باقي الاديان والاجناس والعياذ بالله، وعلى الرغم من هذه الطائفية لم يتفوه احد من الذين يدّعون احلال السلام في العالم، ويحرّمون اقامة أي دولة طائفية، ويقصدون بذلك دولةً اسلامية، فبات الاسلام بنظرهم هو الطائفية لخوفهم منه ليس الا، والا ما الفرق بين الحالتين من هذه الناحية فقط هل هي حلالاً عليهم ، حراماً على المسلمين مالكم كيف تحكمون، فهل هذا من العدل والانصاف في شيء لكن ليعلموا ان خالع باب خيبر( سلام الله عليه ) الذي استطاع إخضاعهم للإسلام بمعنى الكلمة، واعطائهم كل حقوقهم وجعلهم يعيشون مع المسلمين لا يَظلمون، ولا يُظلَمون، سيخضعهم كلمح البصر، او هو اقرب بعونه تعالى، كل هذه الاهمية لهذه القضية الحساسة، جعل العالم باسره يتفاعل معها، بشتى انواع التفاعل لو صح التعبير، فالفقيه اخذ يفتي حسب ما يرى من المصلحة، والقائد اخذ يقود امن الجيوش كما حدث سابقاً، او القلوب ضد هذه المنظمة الارهابية التي لادين لها ولا ورع، وجعلت الكثير من العالم يتعاطف قلباً وقالباً مع الفلسطينيين او قضيتهم عموماً، لكن هذا لا يعني انه ليس للفلسطينيين اعداء وهم انصار اليهود والصهاينة وخصوصاً بعد ان سعت اسرائيل الى بيان المظلومية الزائفة، وذلك ببث الاكاذيب كقولها انها تريد العيش مع العرب بسلام، فانها لو ارادت العيش مع العرب بسلام لاعطتهم حقوقهم، ولما تعاملهم بوحشية بهذه الدرجة، ولم تحتل بلدهم، ولا مقدساتهم، كما ان اليهود يدعون ان القدس عاصمة لهم، كما هو حال كل اكاذيبهم، فان العرب لهم الدليل بان القدس عاصمتهم، فبات كون العاصمة ، عاصمة اليهود ليس ترجيح بل مرجح فقط ، بل هو عين الظلم فان على المدعي وهم اليهود البينة على مدّعاهم ولا بينة بطبيعة الحال، ومن الامور التي تريد هذه المنظمة كسب الراي العالمي به، هو ما حدث من حوادث التفجير ضد اليهود، وخصوصا التفجير الاخير ضدهم في تركيا، او ما كان يسمى اسلام بول او غيرها من التسميات، فانها تفتعل الحوادث حتى تبين للعالم بانها مظلومة لا ظالمة، كما يدعي اعدائها، لكن هذا لا ينطلي على الواعين ان شاء الله، فان هذه المنظمة تفتعل كل شيء من اجل هدفها الذي في بالها وهناك امر مهم جداً وهو ما يشيعونه من معاداة السامية وغيرها، اقول ان الدين اليهودي السماوي ليس هو نفسه تلك المنظمة الارهابية، بل تبدل من الدين الى الانحطاط، ومن السلام الى الارهاب، فعندما نتكلم هذا الكلام انما المقصود منه المنظمة الارهابية، لا الدين السماوي لو صح التعبير، فهو ليس عداء للسامية كما يعبرون اكيداً، وعموماً فقد باتت اسرائيل تجتمع مع البعض عن طرق غير مباشرة مع شديد الاسف، كالزيارة الاخيرة لوزيرة خارجية اسبانيا الى دول ثلاث لو صح التعبير، او مناطق ثلاث، فما هو الهدف يا ترى ، الجواب الله اعلم بما يفعلون، وهو فوقهم قاهر، ولنفس السبب الذي قلناه قبل قليل وهو ان قضية الشعب الفلسطيني ذات اهمية كبيرة عند الجميع.
سعى الكثير من القواد الى مناصرتها وتاييدها وافضل من قام بذلك في حينها السيد روح الله الخميني (رحمه الله) القائد الذي استطاع تاسيس دولة للحق وبعد تضحيات كبيرة من الشعب الايراني المجاهد، فانه امر بتنظيم مظاهرات تاييد للقدس الشريف ، وفي اخر جمعة من الشهر المبارك شهر رمضان، وحتى كانت بداية للغضب، وفعلاً كانت بداية لغضب شعبي عالمي، ضد الباطل واهل الباطل، وضد المنظمة اليهودية ولله الحمد، وانه (رحمه الله) لم يامر بذلك الا لايمانه القوي بانها قضية عالمية، وليست فلسطينية او اسلامية فقط، كما يريدون تصويرها لنا هذا مضافاً الا انها كانت القضية الوحيدة، او قل بتعبير اخر كانت الدولة الوحيدة التي وقع عليها الاحتلال انذاك، وكذلك الظلم والاستبداد، فهي الوحيدة التي تعاني انذاك من سلب حقوقها وغير ذلك فكانت القضية الوحيدة التي في العالم باسره، او قل الاهم انذاك فلذا امر السيد الخميني(رحمه الله) بذلك وسماه يوم القدس، اما لو كانت هناك قضية توازيها، او قل تساويها لما دعا اليها بالخصوص، او لها فقط بل لدعى اليها والى ما يساويها من القضايا كما هو ديدنه من الاهتمام بكل القضايا. ونحن قد عشنا ذلك مع مرجعنا وولينا السيد الشهيد الصدر(قدس سره) فهو اعطى للقضية الفلسطينية الاهتمام كل الاهتمام كما اعطى لكل القضايا اهتماماً بما كان يسمح الظرف الامني والاجتماعي انذاك كما لا يخفى، وكما هو حال كل القوّاد والمراجع الذين تصدّوا الى مثل هذه الامور التي يهتم بها المسلمون بل المسالمون اجمع، وليس المسلمون منهم فقط، فلذا يمكننا القول بانه لو كان السيد الخميني ( رحمه الله ) موجوداً او حتى السيد الصدر ( قدس سره ) موجوداً لأعطوا جميع القضايا حقها، ولم ينحازوا الى قضية دون اخرى ـ بطبيعة الحال ـ بل هو المتيقن لما راينا منهما(قدس الله اسرارهما) من عدل وانصاف، فلذا اذا اردنا السير على نهجهما فلابد لنا من التجريد عن الخصوصية ، اي خصوصية القدس الشريف وقضيته وتعميمها الى ما فيه نفس العلة او السبب فنحن عرفنا قبل قليل ان الذي جعل السيد الخميني (رحمه الله) يدعو الى ذلك هو اهمية القضية واهتمامه بالشعب لتخليصه من الارهاب والظلم والاستعمار والاستكبار والامبريالية وجميع ما هو مضر بالشعوب ليس إلاّ، وفي زماننا هذا تكون هذه العلة مشتركة بين القضية الفلسطينية وغيرها من الدول المحتلة، او المناطق المغتصبة كالعراق، فان القضية العراقية باتت لا تقل عن القضية الفلسطينية اكيداً، كما هو معترف به من كل الدول حتى فلسطين والعراق نفسها فانها صارت كقضية واحدة، وخصوصاً عند الشعبين المحتلين.
وارجو ان لا تكون هذه الاطروحة فيها نوع من انواع التعدي على اراء مراجعنا ومخالفة لهم، فانا حسب فهمي لم ارد الا دعمها والسير بها نحو الامام حتى نكون قد سرنا على النهج الصحيح، ولم نبقَ بافكاراً قديمة كانت في حينها عين الحق والان لو كانوا لما فعلوا الا ذلك اكيدا واتصور ان هذه الاطروحة مطابقة لاوامرهم ونصائحهم ايضاً. فلذا لتكون الجمعة الاخيرة في شهر رمضان المبارك او اي جمعة اخرى يوما للمظلومين عموماً وليكن اسمه يوم المستضعفين، او يوم الذين استضعفوا، اي يوم لمناصرة المستضعفين والمظلومين عموماً يوم مناصرة الشعوب المحتلة التي يقع عليها الظلم والارهاب، ويوم لمعاداة الباطل واهل الباطل، ومضادة الارهاب والعنف عموماً ليكن منا عدل بين كل الدول المحتلة ولم ننحاز الى دولة دون اخرى فنكون قد ارضينا الله ـ عز وجل ـ ورسوله واهل بيته (سلام الله عليهم اجمعين) ومراجعنا وقياداتنا - رضوان الله تعالى عليهم - الذين ارادوا اعلاء كلمة الحق ومناصرة المظلومين. كما قال تعالى: ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) فان العالم المجاهد ، نائب المعصوم ، نائب صاحب الزمان، وهو ناصر المظلومين، وهو ناصر المستضعفين، ومخرجهم من الظلم الى العدل، فهو الذي يملى الارض عدلاً وقسطاً كما مُلئتْ ظلماً وجوراً. اذن يكون هذا اليوم ايضاً وفي نفس الوقت يوم الامام المهدي (عجل الله فرجه) ومناصرته ان شاء الله لانه محرر البلاد من الظلم والاستبداد، ومحرر القدس الشريف، وعاصمة دولته العراق ان شاء الله تعالى (سهل مخرجه وعجل فرجه) وناصر المستضعفين والمظلومين ـ بعونه تعالى ـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)) صدق الله العظيم

احسنتم عزيزي ابو علي الغالي
فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين
بورك مسعاك ومجهودك وتقبل الله صيامكم وصالح اعمالكم
تحياتي

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي الغالي نشرك المبارك والموفق
داعين المولى جل شانه بالفرج العاجل لجميع المظلومين والمستضعفين
في ارجاء المعمورة

جزاك الله تعالى خيرا على النشر

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت اخي الغالي على نشرك الموفق