(اهلية القائد الإلهي ودورها في انقياد القواعد الشعبيه وطاعتها ) الحلقة الأولى

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

(اهلية القائد الإلهي ودورها في انقياد القواعد الشعبيه وطاعتها )

الحلقة الأولى

لا اريد التعرض هنا الى تعريف القائد الإلهي والصفات التي تميزه عن غيره من القادة الدنيويين فقد تم توضيح هذا المطلب من قبل الأستاذ علي الزيدي في كتابه الموسوم ( لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً ) إلا انني وددت بيان دور الاعتقاد بأهلية القائد الإلهي وما يتفرع منها من حنكه وتسديد في استقبال ما يصدر منه بعين الرضا والتسليم من قبل قواعد الشعبيه لما له من اهمية كونه الاساس و الحلقه الأولى التي تترتب عليها طاعة ذلك القائد .
فكما انه لا يمكن للإنسان ان يتعبد بدون معرفة الله تعالى ولا يمكن اثبات نبوة النبي قبل اثبات وجود المرسِل الذي ارسل النبي كون الاعتقاد بوجود المرسِل هو الاساس الذي يبتني عليه الاعتقاد برسالة الرسول . كذلك طاعة القائد الإلهي فإنها مبتنية على الايمان بأهلية وصلاحية ذلك القائد للقيادة
ولو تفحصنا المجتمع العراقي في الوقت الراهن نجد ان القواعد الشعبيه المنضوية تحت لواء القياده الإلهيه تتكون من نموذجين :
النموذج الاول : من اعتقد بأهلية القائد الإلهي وصلاحيته للقيادة وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وان طاعته واجبه ومخالفته معصية لأنه يمثل الخط الرسالي لأهل بيت العصمة عليهم السلام وانه الداعي الى الحياة بقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } الأنفال24
اضافه الى النتائج التي دلت على نجاحه في ارض الواقع بما يرضي الله تعالى ويزيد من تمسك اهل الحق به .وقد ذكر الاستاذ علي الزيدي في كتابه (لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً ص137 مجموعه من النتائج التي دلت على نجاح القائد الإلهي فمن شاء فليراجع
وباعتقادي ان هذا النموذج تبلغ نسبته الاكبر في العاصمة بغداد والمناطق الجنوبية من ارض العراق . ولا نتطرق هنا الى الذين خرجوا عن دائرة الانتماء الى القائد الالهي ممن صرح باعتقاده المفرط بذلك القائد الذي لا يرضي القائد نفسه بل يتركز بحثنا في النموذج الذي عرف قائدة ممثلاً لجهة الحق بأعلى مصاديقها وحاملاً لراية الحق (يا قائم آل محمد) حق حملها في عصر الغيبة وانه سفينة النجاة التي ينجو من ركبها ويهلك من تخلف عنها . ولا اشكال لدى هذا النموذج في الاعتقاد الذي عبرنا عنه بالأساس .
الا ان المشكلة تكمن في الجانب الآخر الا وهو طاعة ذلك القائد بالرغم من اعتبارها واجبه وانها النجاة من الهلكة فأن الاخفاق موجود بل حتى العصيان موجود ولا نعني بذلك عدم وجود المخلصين المطيعين بل ان هذه الثلة موجودة في كل زمان وفي كل جيل
وبما ان لكل مشكلة اسبابها فإن مشكلة التهاون في الطاعة او الاخفاق فيها يعود الى مجموعة اسباب نوجز منها ما يلي:
أولا : حب الدنيا والانخراط في مفاصلها والتمسك بلذائذها الزائلة التي يزينها الشيطان وتعشقها النفس الامارة بالسوء مما يجعل الفرد يعدها من ضروريات الحياة التي لا محيص عنها ولا مجال لتخطيها وقد ورد عن أهل بيت العصمة ( عليهم السلام ) : { حب الدنيا رأس كل خطيئة } وأي خطيئة أعظم من عصيان الحق بعد معرفته . فمن أحب الدنيا انشغل بها وكلما تمسك الفرد بها زاد بعداً عن الحق لأن حب الدنيا والتمسك بها يولد حجاباً على القلوب كما قال تعالى : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) المطففين14
ثانياً : وجود خلل في التوكل والتسليم لله تعالى مما يجعل الفرد غير قادر على التخلص من متعلقاته ( الاغيار ) فيعتقد أن وجودة في غاية الأهمية للمتعلقين به وانهم لا يمكنهم العيش بدونه وكأن الذي خلقهم غير قادر على أن يدبر أمورهم مما يجعله وبمساعدة النفس الامارة بالسوء يسعى للحفاظ على نفسة ويتوانى في طاعته للقائد الالهي الذي أعتقد بأهليته اعتقاداً جازماً
ثالثاً : قلة الوعي وعدم الشعور بأهمية وحجم التكليف الملقى على عاتق من سار خلف ذلك القائد الالهي وعدم احساس الفرد بقيمة نفسة والمرحلة التي يعيشها وخير شاهد على ذلك قول السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزة الله ) : { إن العراقي لايعرف قيمة نفسة } . كونه يعيش في المكان الذي ينطلق منه العدل العالمي وهو غافل عن هذه الحقيقة التي تنبه لها الاعداء والتي تتطلب من الفرد أن يكون يقضاً ومستعداً لتحمل أعباء هذه المهمة العظيمة .
رابعاً : وجود الحلقة الوسيطة بين القائد الالهي وقاعدته الشعبية وتقسم هذه الحلقة الى قسمين:
القسم الاول : الحلقة الوسيطة الواعية التي عرفت ماذا يريد القائد وسعت جاهدة لايصالة بأمانة الى القاعدة الشعبية طالبة بذلك رضا الله تعالى ورضا المعصوم ( عليه السلام ) ورضا القائد الالهي ويكون عملها هذا مصداق لقوله تعالى { إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكورا } مترفعة عن الرياء والسمعة غير طالبة للمناصب مبتعدة عن السياسة ومزلقاتها المدهونة مقتدية بأئمة الهدى عليهم السلام ومصداقا لقولهم : ( اخف صدقتك حتى لا تدري شمالك ما أنفقت يمينك) ولا أقصد بالعطاء هنا العطاء المادي بل كل مايشمله معنى العطاء بمختلف مصاديقه ، وهذه الحلقة عادةً لاتكون ظاهرة في للساحة لأن الظهور يعني أن هناك ضريبة تحد من العطاء ، وخلاصة القول أن هذه الحلقة مهمتها تهيئة أفراد مطيعين لقائدهم معتقدين باهليته كل الإعتقاد .
القسم الثاني : وهي الحلقة التي إعتقدت بانها الوحيدة التي تفهم مايريد القائد وإن من يخالف فهمها فهو من المرجفين والمفسدين ، وأنها هي البوابة التي تدخل من خلالها القاعدة في طاعة قائدها ، فكانت فاصلا بين القائد وقاعدته حتى أصبحت القاعدة من حيث لاتشعر مطيعة لها أكثر مما هي مطيعة لقائدها .
وسيأتي الحديث عن النموذج الثاني في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
متابع ان شاء الله لسلسلة حلقاتك
موفق لكل خير

احسنت على الموضوع المبارك

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

بحث جميل ورائع

اسأل الله ان يوفقنا واياك للثبات على طاعة السيد القائد

مقتدى الصدر أعزه الله تعالى

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي على الموضوع والطرح القيم جعله الله في ميزان اعمالك