العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر الكتب الاسلامية العامة

منبر الكتب الاسلامية العامة كتب اسلامية للتحميل

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-2013, 10:09 AM   #1

 
الصورة الرمزية خادم لبو هاشم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1907
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عراق الصمود
االمشاركات : 76

حصري كتاب الاخلاق الحسنه سبيل السعادة

الأخلاق الحسنه سبيل السعادة

تأليف ام مصطفى الحسيني



الاخلاق سبيل السعادة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذي امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما . اللهم صل على محمد وال محمد وعلى ذريته وأهل بيته



.. . الاهداء. . ..



إلى الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. إلى الذين طبقوا الدين بكل حذافيره وما قالوا شيئا إلا طبقوه في حياتهم العملية أولا وتكلموا به ثانيا .إلى الذين علمونا جمال الأخلاق الفاضلة وأنوارها المؤثرة وبينوا لنا قبح الأخلاق السيئة وظلماتها المدمرة وإثرها على النفس والمجتمع . إلى الذين خلق الله الكون وما فيه لأجلهم ولأجل محبتهم إلى الذين صبروا على طاعة الله تعالى وقضائه وظفروا بأعلى المنازل والرضوان الإلهي .إلى الذين أنقذونا من ظلمات الجهل إلى بحار النور. إلى الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله إلى الذين من عرفهم فقد عرف الله. إلى الذين هم الدعاة إلى الله والإدلاء على مرضاة الله والمستقرين في أمر الله والتامين في محبة الله والمخلصين في توحيد الله والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين الذين لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون .إلى أولياء الله المعصومين الأربعة عشر الذين لولا أن من الله علينا بهم لكنا تائهين في ظلمات الجهل والظلم والعناد .فالحمد لله رب العالمين على هذه المنة العظيمة التي هي من أعظم المنن الإلهية إذ لولاها لما عرفنا كيف نتقرب إلى الله تعالى وكيف نطيعه وكيف نصل إلى الكمال الحقيقي فالحمد لله على أكمال الدين وإتمام النعمة ورضوان الرب المتعال بولاية المعصومين المطهرين ........



****** المقدمة *****

بسم الله الرحمن الرحيم . وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين المنتجبين
ما احلى الأخلاق وما احلى من يتصف بها ويطبقها في حياته العملية فيصبح انسانا شبيه بالملاك لأنه يسيطر على نفسه الإمارة بالسوء .ويبدلها إلى نفس مطمئنة بذكر الله ومؤتمرة بأوامره ومتخلقة بأخلاق أنبياءه ورسله حتى تسمو هذه النفس الكريمة وتحشر مع أولياء الله وأحباءه الذين اقتدت بهم في دار الدنيا فالمرء يحشر مع من أحب ومن اقتدى به . فجهاد النفس ليس بالشيء الهين بل وصفه الرسول بالجهاد الأكبر ووصف الجهاد المادي الجسدي الذي فيه ضرب الرقاب والأذى .وصفه بالجهاد الأصغر فقال صلى الله عليه واله لسرية رجعت من القتال قال لهم مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وشهواتها المحرمة .. ففي بعض الأحيان الإنسان يستطيع ان يقاتل ويتحمل الأذى وينتصر ولكنه إمام شهوات النفس يسقط وينهار. (طبعا هذا بالنسبة للإنسان الضعيف الإرادة وضعيف الإيمان . إما بالنسبة للإنسان القوي الدين والإرادة فانه يقف إمام المعاصي كالجبل لاتحركه العواصف ). .. أو قد يسيطرعليه خلق سيء مثل الغضب والطمع فيدمره في لحظة واحدة ويوصله إلى الانتحار فيذهب إلى جهنم في لحظة عدم السيطرة على نفسه وعلى غضبه المدمر . أو يغلبه حب السيطرة والأنانية ويأخذه التكبر والغرور والعجب بنفسه فتحبط إعماله في لحظة واحدة .اذن علينا أن نراقب هذه النفس الخطرة الإمارة بالسوء دائما ولا نغفل عنها طرفة عين أبدا . فنقول مثل ماقالوا أئمتنا الكرام .ربي لاتكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا .فمن هنا جاءت أهمية الأخلاق الكريمة التي تهذب هذه النفس وتعلمها طريق صلاحها ونجاحها وتقواها وفلاحها في الدارين .وكما قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها . و بالأخلاق تزدهر الأمم وتنجلي الهموم والإحزان ويندحر الشيطان الذي وجد طريقه الأكبر عن طريق الشكوك والظنون التي هي لواقح الفتن وعن طريق الحسد والتكبر وتزين المنكر وتقبيح المعروف ..


***آثار الاخلاق***
ان اثار الاخلاق كثيرة منها السعادة والاستقرار
..قال الامام علي (ع) :- لا عيش اهنأ من حسن الخلق ولا وحشة أوحش من سوء الخلق. فالبيت السعيد حقيقة هو الذي تكون الأخلاق الحسنة مسيطرة عليه . مثلا الزوج يحترم زوجته ويعاملها بالحسنى واذا غضت أو جهلت عليه يغفر لها فهذا العفو يزيد من حب المراة لزوجها .ويعاشرها معاشرة طيبة بحيث إذا غاب عن البيت فإنها تفتقده لشدة رحمته وعطفه بها وكما قال رسول الله (ص) خيركم خيركم لأهله وانأ خيركم لأهله .. وايضا الزوجة تعامل زوجها بالود والمحبة وان لاتحمله أكثر مما يطيق وتفعل الأشياء التي يرتاح إليها بشرط أن لاتكون فيها معصية لله .واذا غضب في بعض الأحيان فلتعفوا عنه ولا تكلمه ساعة الغضب لان الغضب جند عظيم من جنود إبليس .فبعد دقائق سوف يستيقظ من غضبه ويعتذر ولا يبقى شيء أما إذا غضبت هي أيضا لدقائق فسوف ينقلب البيت إلى مرتع من مراتع الشيطان ولا يعلم ما عاقبة هذا البيت . قال رسول الله (ص) ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب . فالبيت السعيد هو الذي يعرف أفراده السماح والعفو والوفاء والإخلاص والتعاون ويتعاملون بالتي هي أحسن فمثل هذا البيت ينظر الله إليه وينزل عليهم بركاته وخيره .وايضا على الأبوين أن يعاملا أولادهما برفق ولين في الكلام ويستعملون أسلوب الإقناع لا أسلوب الجبر والضرب الذي يدمر نفسيتهم ويجعلهم يعملون الشيء من غير علم أبويهم وتحدث الطامة الكبرى . رجاءا اخبروهم بالشيء غير اللائق بدينهم حتى يتركوه عن قناعة وشجعوهم على الأشياء التي يحبها الله ورسوله وكونوا لهم عونا على ذلك ولا تكونوا عونا على المنكر هناك حديث جميل لرسول الله (ص) مضمونه .يقول ويل لابناء أخر الزمان من إبائهم وأمهاتهم . اذا أرادوا منهم شيئا يصلح أخرتهم منعوهم عنه وإذا أرادوا شيئا يصلح دناياهم ويخرب دينهم شجعوهم عليه فالمهم عندهم الدنيا وزينتها مثلا البنت اذا ارادت التستر منعتها امها وقالت لها انت صغيرة الان لماذا تعقدين نفسك , مع الاسف هذه الام الفارغة من الدين تحسب العفة والحياء الذان هما اثمن شيء, تحسبهما تعَقّد وشيء قبيح .واذا اراد الولد او البنت ان يدرسون الدراسة الدينية فلا يجدون أي تشجيع على هذا الطريق الذي يحبه الله ورسوله وفيه هداية للنفس ونشر لعلوم اهل البيت .ولكن اذا ارادت البنت او الولد الدخول في الجامعات المختلطة والتي بالتدريج تذهب بحيائهما نرى الوالدين يشجعون على ذلك ويبذلون الأموال لأجل ان تتوظف البنت في الأماكن المختلطة ولا من ممانع لهذا الاختلاط المحرم ويبررونه باشياء ما انزل الله بها من سلطان . إذا يجب ان تكون العلاقة بين الإباء والأبناء حميمة بحيث يبينون لهم الطريق الصالح لاخرتهم من الطريق الذي يفسد اخرتهم وعلى الأولاد ان يبروا أبائهم ويحسنون اليهم . فالبيت الذي فيه اسلوب الافهام والاقناع. ينشأ فيه أطفال صالحون مرتاحون نفسيا ويحملون المودة والرحمة للآخرين و بذلك نكون قد نشأناهم نشأة صالحة يحبها الله ورسوله وائمتنا الطاهرين. وهذا كله بفضل الأخلاق الحسنة الصالحة ولو فعلنا العكس أي لو استخدمنا سوء الخلق والجبر والغصب على الأشياء لصارت حياتا جحيما لايطاق القوي يأكل الضعيف ولا تعرف الحقوق والواجبات وتحل الفوضى والدمار المادي والمعنوي فهذه هي قيمة الأخلاق ..قال رسول الله (ص) : انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ..لماذا ؟ حتى تتم السعادة لأن الحياة بدون اخلاق لاسعادة فيها ابدا...

فقدان الأخلاق سبب الإمراض المادية والمعنوية في أكثر الأحيان
بسم الله الرحمن الرحيم
قال اللهتعالى وهو يمدح رسوله الكريم الصادق الأمين في كتابه الحميد (وانك لعلى خلق عظيم )وقال أيضا (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
وقال الشاعر................
هي الأخلاق تنبت كالنبـــات -- إذا سقيت بماء المكرمـــات..
وهناك أحاديث كثيرة في مدح الأخلاق الفاضلة مثل حسن الخلق والصدق والأمانة والوفاء والصدق والإخلاصوالصبر والحياء والعفة والمروءة والحلم وكظم الغيظ والسخاءوالإيثاروأيضا هناك أحاديث كثيرة تذم الأخلاق السيئة التي تكره الإنسان عند ربه وتبعده عن رحمته وعطفه وأيضا تبعده عن الناس وتقربه إلى النار مثل سوء الخلق والكذب والخيانة والغدر والرياء والتهتك وعدم الحياء والعفة وانعدام المروءة والغضب والعجلة في الأمور والبخل والحرص والطمع إلى غيرها من الصفات الذميمة.


فالأخلاق الحميدة فائدتها:
أولاً : ترضي الرب وتجعله يرحم ذلك العبد الذي يتصف بالأخلاق الفاضلة ويكون هذاالإنسان محبوبا عند الله ومحترما ومقدرا من قبل الآخرين .فالدين والخلق الحسن هو الذي يقرب الإنسان من ربه ومن الناس ويجعله مرفوع الرأس لا كثرة المال وسوء الخلق فسيء الخلقوالغني مهما كثرت وجاهته الكاذبة بين المجتمع ومهما اعتقد إن الناس يقدرونه ويحترمونه لغناه ومركزه إلا انه في الحقيقة قد أخطا في اعتقاده هذا فهذا مجرد خوف من سطوته لا أكثر - وهذه مجرد مجاملة كاذبة وتقية خوفا من لسانه وظلمه .ونحن نعرف إن من خاف الناس لسانه فهو في النار. لذلك نرى إن الناس قد انجذبوا للرسول صلى الله عليه واله وسلم لا لأنه نبي ورسول بل لأنه يتصف بمكارم الاخلاق... وحسن الفعال....................................

والفائدة الثانية للأخلاق الحميدةهي تجعل الإنسان مطمئنا سعيدا مرتاح النفس هادىء الطباع مستقرا لأنه يحب الجميع ويتمنى الخير للجميع وهذه الحالة هي من صفاء النفسوطهارتها .ونفس هذه النية تدخل الإنسان الجنة وتجعلهيعيش في الجنة وهو في الدنيا .فهناك كثير من الأحاديث تقول . وكفى بحسن الخلق نعيما – وكفى بسوء الخلق جحيما . روي إن رسول الله صل الله عليه واله. رأى رجلا قادما من بعيد وماء الوضوء يقطر من وجهه ويديه فقال رسول الله لأصحابه منأرادأن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا القادم فنظر أصحاب الرسول (ص) إلى الرجل فرأوه رجلا عاديا في مظهره وبسيط في ملبسه وكلامه. فتعجبوا وقالوا هنيئا له الجنة ولما ذهب الرجل قال ابن عمر أريد أن اعرف بماذا استحق هذا الرجل الجنة فتبعته وعرفت مكانه فذهبت إليه في اليوم الثاني وقلت له السلام عليكم فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . قلت له إن بيني وبين أبي مشكلة وخصومة وأريد البقاء عندك في هذا اليوم قال نعم على الرحب والسعة أهلا وسهلا فقدم إليه الطعام والشراب ثم جاء الليل فناما وظل ابن عمر يراقب الرجل فرأى الرجل كلما يستيقظ من نومه يسمي باسم اللهثم استيقظ لصلاة الصبح وبعدها ذهب إلى عمله وظل ابن عمر يراقبه ثلاثة ايام فلم يجد عنده شيئا جديدا يقول ابن عمر صارحته بالأمر وقلت له الحقيقة . و قلت له إن النبي اص) بشرك بأنك من أهل الجنة فأردتأن اعرف بماذا أعطاك الجنة . فلما سمع الرجل ببشارة الرسول (ص) سجد شكرا للهوقال هذا من لطف الله ورحمته. بعد ذلك قال للرجل أنا ماعندي غير صلاتي وصومي وأعمالي العادية التي يرضى الله بها ولا أحب إن اعصيه ولا أحب اللعب واللهو لأنه يبعدني عن الله تعالى ذكره . قال ابن عمر اخبرني عن نفسك وما تحمل من صفات وأخلاق كريمة . قال واللهما نظرت إلى تاجر يبيع ويربح إلا تمنيت له من أعماق قلبي أن يزيده الله تعالى وما نظرت إلى مريض إلا دعوت الله له بالشفاء العاجل . ولا أحب الحسد ولا الكذبولا الظلم وما حقدت على احد ولا كرهته إلا لأجل الدين وما رأيت محتاجا إلا ساعدته أو توسطت له بالمساعدة . فهذههي نفسي فقال له انك بلغت ما بلغت من الدرجات عند الله تعالى بهذه النفس فالزم هذه الصفات ولا تضيعها ففيها رضوان الله عزوجل......................
اما الفائدة الثالثة للأخلاق الحميدة هي إن .صاحب الأخلاق الحسنة يتخلص من جميع الإمراض المادية والنفسية والمعنوية بل لا تأتيه الإمراض أبدا . (الا ما قدره الله للابتلاء وزيادة الدرجات ).لان جميع الإمراضإماإنتأتي من الغضب السريع التافه الذي هو ضرب من الجنون كما وصفه أمير المؤمنين علي (ع) حيث قال الغضب ضرب منالجنون لان صاحبها يندم فان لم يندم فجنونه مستحكم . وإما أن تأتي الإمراض من الحسد والأنانية وضيق الصدر بالحقد والكراهية للغير وحب الظلم والتعالي والتكبر على الآخرين وظن السوء. وسوء الخلق والعبوس الدائم الذي يولد الكآبةوالحزنوالإمراض النفسية التي هي أساس الإمراض الجسدية مثل الصداع الدائم والدوار وفقدان الشهية وغيرها من الامراض. وقسم من الإمراض والحوادث تأتي من العجلة وإطاعة أهواء النفس التي تهلك الإنسان وتجعله أسفل السافلين وأكثرالإمراض تاتي من الشك وسوء الظن بالآخرينوالإسراف بالنعم والتبذير وكثرة الطعام والشراب والشره في الأشياء المادية .اذن جميع الإمراضتأتيإما من عدم طاعة الله تعالى في الواجبات واما في عدم ترك المحرمات اوفي عمل المكروهات وترك المستحبات ومن هذا تظهر عظمة الباري والمدبر وحكمته في التكاليف الشرعية التي وضعها الله تعالى لنا حتى نصل إلى الكمال في كل شيء .الكمال النفسي المعنوي والكمال المادي الجسدي وبذلك تصبح حياتنا جنة زاهية ونحن في هذه الدنيا الفانية فنكسب السعادة في الدارين. وهو المطلوب من خلقة الإنسان الذي هو خليفة الله في أرضه فالخليفة حقا هو الذي يبين للناس حكمة الباري في كل شيء ويحبب الناس إلى الخالق الودود الحنان المنان و يجعلهم يعبدونه ويطيعونه حبا وشكرا ورغبة به عمن سواه .. جعلنا الله وإياكم من الذين يحبون الله ويعبدونه شكرا لمننه وعطاياه الفريدة من نوعها والتي لا تعد ولا تحصى .
والفائدة الرابعةللأخلاق هي دخول الإنسان الذي أخلاقه حسنة في رحمة الله دائما وأبدا و بالأخلاق سوف يهتدي إلى الطريق الصحيح في اكثرالاحيان . وإذا فرضنا انه ما اهتدى فان الله يدخله في النار إذا كان كافرا ولكن يجعل عليه واقية من النار حتى لا تصله حرها مثل حاتم الطائي المعروف بحسن الخلق والسخاء والعفة ولكنه ما اسلم فهناك رواية تقول أن حاتم الطائي بالنار ولكن عليه خيمة تقيه من حر النار وذلك لأخلاقه الحسنة وسخائه وكرمه وعفته حيث يقول – ناري ونار الجار واحدة – واليه قبلي ينزل القدر – ما ضر جار إذا جاورني - ليس على بابه ستر – اعمى إذا جارتي برزت – حتى يواري جارتي الخدر . ولكن لا نستطيع ان نترحم عليه لأنه كافر – وهذا قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث قال لابنته سفانة عندما وقعت في اسر المسلمين وأمر الرسول (ص) بإطلاق سراحها وقال إنأباها من ذوي مكارم الأخلاق وأيضا قال لو كان أباها مؤمنا لترحمنا عليه – وهناك بعض الناس أوصلهم حسن الخلق إلى الجنة – فقد روي أن هناك ثلاثة رجال أرادوا قتل الرسول (ص ) وهدم الإسلام واتفقوا على ذلك فلما امسك بهم الإمام علي (ع) أمر رسول الله (ص ) بتقديم الأول وضرب عنقه لأنه مصر على قتل الرسول ولأنه رفض الشهادة وأصر على الكفر فقتله الإمام (ع) ثم قال للثاني اشهد أن لا اله إلا الله - قال له لا اشهد بذلكألحقني بصاحبيفقدمه وضرب عنقه – فلما وصل للثالث وقدمه للقتل نزل الملك جبرائيل .(ع) وقال لرسول الله لا تضرب عنقه لأنه كان حسن الأخلاق وسخي النفس في قومه – فلما سمع الكافر ذلك قال وهذا رسول ربك يأمر بعدم قتلي وان ربك يحب حسن الخلق ؟ فانا اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله – ثم قال والله ما ملكت درهما مع إخواني ولا عبست وجهي إمام احد حتى في الحرب كان بشري في وجهي – وهناك أحاديث كثيرة تقول (تخلقوا بأخلاق الله ) ومن أخلاقه الرحمة والصبر والشكر والسماح والعفو والكرم والهداية والارشاد والموعظة للجميع وغيرها من الصفات الكريمة ......

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 17-10-2015 الساعة 09:08 AM
خادم لبو هاشم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-2013, 10:55 AM   #2

 
الصورة الرمزية خادم لبو هاشم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1907
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عراق الصمود
االمشاركات : 76

افتراضي رد: كتاب الاخلاق الحسنه سبيل السعادة (الحلقه الاولى)

لتحميل الكتاب بصيغة pdf اضغط على الرابط التالي

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

خادم لبو هاشم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 09:25 PM   #3

 
الصورة الرمزية خادم لبو هاشم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1907
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عراق الصمود
االمشاركات : 76

حصري رد: كتاب الاخلاق الحسنه سبيل السعادة (الحلقه الاولى)

تعريف بعض الاخلاق الحسنة وذكر الاحاديث التي تحث عليها
حسن الخلق هو: حالة تبعث على حسن معاشرة الناس، ومجاملتهم بالبشاشة، وطيب القول، ولطف المداراة، كما عرّفه الإمام الصادق عليه السلام حينما سُئل عن حدّه فقال: «تلين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن» قال النبي صلى اللّه عليه وآله: «أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم»
وقال الباقر عليه السلام: «إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً»
وقال الصادق عليه السلام: «ما يقدم المؤمن على اللّه تعالى بعمل بعد الفرائض، أحبّ إلى اللّه تعالى من أن يسع الناس بخلقه» وقال عليه السلام: «إن اللّه تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق، كما يعطي المجاهد في سبيل اللّه، يغدو عليه و يروح»
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: «إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم»
وقال الصادق عليه السلام: «إن الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد»
وقال عليه السلام: «البر وحسن الخلق يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار
وقال عليه السلام: «إن شئت أن تُكرمَ فَلِن، وإن شئت أن تُهان فاخشن» .
وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله: «إنكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم وكفى بحسن الخلق شرفاً وفضلاً، أن اللّه عز وجل لم يبعث رسله وأنبياءه الى الناس إلا بعد أن حلاّهم بهذه السجية الكريمة، وزانهم بها، فهي رمز فضائلهم، وعنوان شخصياتهم.
ولقد كان سيد المرسلين صلى اللّه عليه وآله المثل الأعلى في حسن الخلق، وغيره من كرائم الفضائل والخِلال. واستطاع بأخلاقه المثالية أن يملك القلوب والعقول، واستحق بذلك ثناء اللّه تعالى عليه بقوله عز من قائل: (وإنّك لعلى خلق عظيم).
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يصور أخلاق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة. من رآه بديهة هابه. ومن خالطه فعرفه أحبّه، لم أرَ مثله قبله ولا بعده» . وحسبنا أن نذكر ما أصابه من قريش، فقد تألبت عليه، وجرّعته ألوان الغصص، حتى اضطرته الى مغادرة أهله وبلاده، فلما نصره اللّه عليهم، وأظفره بهم، لم يشكّوا أنّه سيثأر منهم، وينكّل بهم، فما زاد أن قال لهم: ما تقولون إني فاعل بكم؟! قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. فقال: أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم، اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وجاء عن أنس قال: كنت مع النبي صلى اللّه عليه وآله، وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة، حتى أثرت حاشية البُرد في صفحة عاتقه، ثم قال: يا محمد إحمل لي علي بعيريّ هذين من مال اللّه الذي عندك، فإنك لا تحمل لي من مالك، ولا مال أبيك. فسكت النبي صلى اللّه عليه وآله ثم قال: المال مال اللّه، وأنا عبده. ثم قال: ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي؟! قال: لا. قال: لِمَ؟ قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة.بل تكافئ الحسنة بالسيئة فضحك النبي، ثم أمر أن يحمل له على بعير شعيراً، وعلى الآخر تمراً
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن يهوديّاً كان له على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله دنانير، فتقاضاه، فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك. فقال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني. فقال: إذن أجلس معك، فجلس معه حتى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول اللّه يتهدودنه
ويتواعدونه، فنظر رسول اللّه إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟! فقالوا: يا رسول اللّه يهودي يحبسك! فقال: لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهداً ولا غيره. فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل اللّه، أما واللّه ما فعلت بك الذي فعلت، إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة، فاني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد اللّه، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ، ولا سخّاب، ولا متزين بالفحش، ولاقول الخنا، وأنا أشهد أن لا إله الا اللّه، وأنّك رسول اللّه، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل اللّه، وكان اليهودي كثير المال . اما اهل بيته فهم على سيرته واخلاقه فقد
ورد عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال: ورد على أمير المؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان، أب وابن، فقام اليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين يديهما، ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست وابريق خشب ومنديل، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام الابريق فغسل يد الرجل بعد أن كان الرجل يمتنع من ذلك، وتمرغ في التراب، وأقسمه أمير المؤمنين عليه السلام أن يغسل مطمئناً، كما كان يغسل لو كان الصابّ عليه قنبر ففعل، ثم ناول الابريق محمد بن
الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده، ولكن اللّه عزوجل يأبى أن يُسوي بين ابن وأبيه، إذا جمعهما مكان، ولكن قد صب الأب على الأب، فليصب الابن على الابن، فصب محمد بن الحنفية على الابن.
ثم قال العسكري عليه السلام: فمن اتبع علياً على ذلك فهو الشيعي حقاً وورد أن الحسن والحسين مرّا على شيخ يتوضأ ولا يُحسن، فأخذا في التنازع، يقول كل واحد منهما أنت لا تحسن الوضوء ، فقالا: أيّها الشيخ كن حَكَماً بيننا، يتوضأ كل واحد منّا، فتوضئا ثم قالا: أيّنا يحسن؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن، وقد تعلّم الآن منكما، وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدّكما.. وجنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ. قال: خلّوا عنه. فقال: يا مولاي والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قال: يا مولاي واللّه يحب المحسنين. قال: أنت حرّ لوجه اللّه، ولك ضعف ما كنت أعطيك .
وعن محمد بن جعفر وغيره قالوا: وقف على علي بن الحسين عليه السلام رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردّي عليه.
فقالوا له: نفعل، ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول. فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين»، فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً.
قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل، فصرخ به، فقال: قولوا له هذا علي بن الحسين. قال: فخرج متوثباً للشر، وهو لا يشكّ أنّه إنما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه.
فقال له علي بن الحسين: يا أخي إنّك وقفت عليّ آنفاً وقلت وقلت فإن كنت قلت ما في فأستغفر اللّه منه، وإن كنت قلت ما ليس فيّ فغفر اللّه لك. قال: فقبّل الرجل بين عينيه، وقال: بل قلت فيك .
وقد ذم الرسول(ص) صاحب الخلق السيء وقال ان توبته لاتقبل الا اذا حسن اخلاقه والا فانه لن يستطيع التوبة ..
_ فقد قال النبي صلى اللّه عليه وآله: «أبى اللّه لصاحب الخلق السيئ بالتوبة، قيل: فكيف ذلك يا رسول اللّه؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه»
وقال الصادق عليه السلام: «إنّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يُفسد الخل العسل»
وقال عليه السلام: «من ساء خلقه عذّب نفسه»
الصدق
وهو: مطابقة القول للواقع، وهو أشرف الفضائل النفسية، والمزايا الخلقية، لخصائصه الجليلة، وآثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع. وقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه، وكونوا مع الصادقين».
(التوبة: 119)
وهكذا كرَّم أهلُ البيت عليهم السلام هذا الخلق الرفيع، ودعوا إليه بأساليبهم البليغة الحكيمة:
قال الصادق عليه السلام: «لا تغتروا بصلاتهم، ولا بصيامهم، فإنّ الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث، وأداء الأمانة
فهو زينة الحديث ورواؤه، ورمز الاستقامة والصلاح، وسبب النجاح والنجاة، لذلك مجّدته الشريعة الإسلامية، وحرضت عليه، قرآناً وسنةّ.
قال تعالى: «والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسنين». (الزمر: 33 - 34)
وقال تعالى: «هذا يومُ ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: «زينة الحديث الصدق» وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إلزموا الصدق فإنّه منجاة» وقال الصادق عليه السلام: «من صدق لسانه زكى عمله» أي صار عمله ببركة الصدق زاكياً نامياً في الثواب
الغيبة
.. وهي ذكر المؤمن بما يكره سواء كان العيب في خلقه او في اخلاقه او افعاله . في يوم من الايام دخلت امراة على رسول الله (ص) فأشرت احدى زوجات الرسول بيديها واشرت بانها قصيرة فلما راها الرسول (ص) قال لها لقد اغتبتيها .. قال الامام علي (ع ) الغيبة جهد العاجز .. والمغتاب اول من يدخل النار اذ لم يتب واخر من يدخل الجنة اذا تاب فهي صفة قبيحة جدا جدا وقال تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه .. قال رسول الله (ص ) الغيبة اسرع في دين المسلم من الأكلة في جوفه . وقال الصادق (ع) لا تغتب فتغتب ولا تحفر لاخيك حفرة فتقع فيها فانك كما تدين تدان . وقال الصادق . من اذاع فاحشة كان كمبتدئها ومن عير مؤمنا بشيء لايموت حتى يركبه . وقد بين الامام الصادق الغيبة خير بيان حيث قال (ع) الغيبة حرام على كل مسلم مأثوم صاحبها في كل حال . وصفة الغيبة ان تذكر احدا بما ليس هو عند الله عيب او تذم ما تحمده اهل العلم فيه . واما الخوض في ذكر الغائب بما هو عند الله مذموم وصاحبه فيه ملوم فليس بغيبة وان كره صاحبه اذا سمع به وكنت انتم عافا عنه وخاليا منه ويكون في ذلك مبينا للحق من الباطل ببيان الله ورسوله (ص) ولكن بشرط ان لايكون للقائل فيه مراد غير بيان الحق والباطل في دين الله عزوجل . واما اذا اراد به نقص المذكور بغير ذلك المعنى فهو مأخوذ بفساد مراده وان كان صوابا وان اغتبت مبلغ المغتاب فاستحل منه فان لم تبلغه ولم تلحقه فاستغفر الله له والغيبة تاكل الحسنات كما تاكل النار الحطب . اوحى الله عزوجل الى موسى بن عمران (ع ) المغتاب هو اخر من يدخل الجنة اذا تاب وان لم يتب فهو اول من يدخل النار..
الكذب
وهو: مخالفة القول للواقع. وهو من أبشع العيوب والجرائم، ومصدر الآثام والشرور، وداعية الفضيحة والسقوط. لذلك حرمته الشريعة الإسلامية، ونعت على المتصفين به، وتوعّدتهم في الكتاب والسنة:
قال تعالى: «إنّ اللّه لايهدي من هو مسرف كذّاب»
(غافر: 28)
وقال تعالى: «ويل لكل أفاك أثيم»
(الجاثية: 7)
وقال تعالى: «إنما يفتري الكَذِبَ الذين لا يؤمنون بآيات اللّه، وأولئك هم الكاذبون»)
(النحل:1.5)
وقال الباقر عليه السلام: «إنَّ اللّه جعل للشر أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرّ من الشراب وقال عليه السلام: «كان علي بن الحسين يقول لولده: إتقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كل جدّ وهرل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير، إجترأ على الكبير، أما علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه اللّه صديّقاً، وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه اللّه كذّاباً» _____________________
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «إيّاكم واليمين الفاجرة، فإنها تدع الديار من أهلها بلاقع» وقال الصادق عليه السلام: «اليمين الصُّبْر الكاذبة، تورث العقب الفقر» (الثانية - شهادة الزور) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: «لا ينقضي كلام شاهد الزور من بين يدي الحاكم حتى يتبوأ مقعده من الناس، وكذلك من كتم الشهادة» الوفاء بالوعد من الخلال الكريمة التي يزدان بها العقلاء، ويتحلى بها النبلاء، وقد نوّه اللّه عنها في كتابه الكريم فقال: «واذكر في الكتاب اسماعل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً» (مريم: 54)
ذلك أنّ إسماعيل عليه السلام وعد رجلاً، فمكث في انتظاره سنة كاملة، في مكان لا يبارحه، وفاءاً بوعده. قال الصادق عليه السلام: «عِدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له، فمن أخلف فبخلف اللّه تعالى بدأ، ولمقته تعرض، وذلك قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون« .
وقال عليه السلام: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وعد رجلاً الى صخرة فقال: أنا لك هاهنا حتى تأتي. قال: فاشتدت الشمس عليه، فقال أصحابه: يا رسول اللّه لو أنّك تحولت الى الظل. فقال: قد وعدته الى هاهنا، وإن لم يجئ كان منه الى المحشر»
- الكذبالساخر-
فقد يستحلي البعض تلفيق الأكاذيب الساخرة، للتندّر على الناس، والسخرية بهم، وهو لهو عابث خطير، ينتج الأحقاد والآثام.
قال الصادق عليه السلام، «من روى على مؤمن رواية، يريد بها شينه، وهدم مروتّه ليسقط من أعين الناس، أخرجه اللّه تعالى من ولايته الى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان» قال الصادق عليه السلام: «كل كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلا في ثلاثة: رجل كايد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى هذا يريد بذلك الإصلاح فيما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئاً وهو لا يريد أن يتم لهم»
الحلم وكظم الغيظوهما: ضبط النفس أزاء مثيرات الغصب، وهما من أشرف السجايا، وأعز الخصال، ودليلا سمو النفس، وكرم الأخلاق، وسببا المودة والإعزاز.
وقد مدح اللّه الحلماء والكاظمين الغيظ، وأثنى عليهم في محكم كتابه الكريم.
فقال تعالى: «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً» (الفرقان: 63)
وقال تعالى: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقّاها الا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم» (فصلت: 34 - 35)
وقال تعالى: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين» (آل عمران: 134)
وعلى هذا النسق جاءت توجيهات أهل البيت عليهم السلام:
قال الباقر عليه السلام: «إنّ اللّه عز وجل يحب الحييّ الحليم» وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلاً يشتم قنبراً، وقد رام قنبر أن يردّ عليه، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام: مهلاً يا قنبر، دع شاتمك، مُهانا، ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عودك، فوالذي فلق
الحبة وبرأ النسمة، ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه
وقال عليه السلام: «أول عوض الحليم من حلمه، أن الناس أنصاره على الجاهل» وقال الصادق عليه السلام: «إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان، فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت، وأنت أهل لما قلت، ستُجزى بما قلت. ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت، سيغفر اللّه لك، إن أتممت ذلك. قال: فإن رد عليه ارتفع الملكان» وقال الصادق عليه السلام: «ما من عبد كظم غيظاً، إلا زاده اللّه عز وجل عزّاً في الدنيا والآخرة، وقد قال اللّه عز وجل: «والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، واللّه يحب المحسنين» وأثابه مكانه غيظه ذلك» . وقال الامام موسى بن جعفر عليه السلام: «إصبر على أعداء النعم، فانك لن تكافئ من عصى الله فيك، بأفضل من أن تطيع اللّه فيه»
وأحضر عليه السلام ولده يوماً فقال لهم: «يا بَنِيّ إني موصيكم بوصية، فمن حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الاذن اليمنى مكروهاً، ثم تحوّل الى الاذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئاً
_____________________
وذي سفه يخاطبني بجهل*** فآنف أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهةً وأزيد حلماً*** كعودٍ زاده الاحراق طيبا
ويقال: إنَّ رجلاً شتم أحد الحكماء، فأمسك عنه، فقيل له في ذلك قال: «لا أدخل حرباً الغالب فيها أشرّ من المغلوب».
ومن أروع ما نظمه الشعراء في مدح الحلم، مارواه الامام الرضا عليه السلام، حين قال له المأمون: أنشدني أحسن ما رويت في الحلم، فقال عليه السلام:
إذا كان دوني من بُلِيتُ بجهلهِ *** أبيت لنفسي أن تُقابِلُ بالجهلِ وإن كان مثلي في محلي من النهى*** أخذت بحلمي كي أجلُّ عن المثلِ
وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى*** عرفت له حق التقدم والفضلِ
فقال له المأمون: ما أحسن هذا، هذا من قاله؟ فقال: بعض فتياننا . وقد روي عن حلم رسول الله (ص) :- انه قال الباقر عليه السلام: «إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أتى باليهودية التي سمت الشاة للنبي، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت إن كان نبياً لم يضره، وإن كان ملكاً أرحت الناس منه، فعفى رسول اللّه عنها»
وعفى صلى اللّه عليه وآله عن جماعة كثيرة، بعد أن أباح دمهم، وأمر بقتلهم.
منهم: هبّار بن الأسود بن المطلب، وهو الذي روّع زينب بنت رسول اللّه، فألقت ذا بطنها، فأباح رسول اللّه دمه لذلك، فروي أنّه اعتذر الى النبي صلّى اللّه عليه وآله من سوء فعله، وقال: وكنا يا نبي اللّه أهل شرك، فهدانا اللّه بك، وأنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فاني مقرّ بسوء فعلي، معترف بذنبي. فقال صلّى اللّه عليه وآله: قد عفوت عنك، وقد أحسن الله إليك، حيث هداك الى الإسلام، والاسلام يجب ما قبله.
ومنهم: عبد اللّه بن الز بعرى، وكان يهجو النبي صلّى اللّه عليه وآله بمكة، ويعظم القول فيه، فهرب يوم الفتح، ثم رجع الى رسول اللّه
واعتذر، فقبل صلى اللّه عليه وآله عذره.
ومنهم: وحشي قاتل حمزة سلام اللّه عليه، روي أنّه أسلم، قال له النبي: أوحشي؟ قال: نعم. قال: أخبرني كيف قتلت عمي؟ فأخبره، فبكى صلّى اللّه عليه وآله وقال: غيّب وجهك عني
وهكذا كان أمير المؤمنين علي عليه السلام أحلم الناس وأصفحهم عن المسيء:
ظفر بعبد اللّه بن الزبير، ومروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، وهم ألد أعدائه، والمؤلبين عليه، فعفا عنهم، ولم يتعقبهم بسوء.وانه عليه السلام اوصى بقاتله خيرا فقال حين ضربه ابن ملجم لعنه الله واخزاه وحينما أسروه قال لهم أوصيكم بأسيركم خيرا أطعموه مما تأكلون واسقوه مما تشربون فان عشت فانا ولي دمي وإذا مت فاضربوه ضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل فان المثلة حرام ولو بالكلب العقور . الله ياصبرك ياامير المؤمنين .فانت القائل . ساصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ....واصبر حتى يأذن الرحمن في امري --------- واصبر حتى يعلم الصبر باني – صبرت على شيء امر من الصبر—السلام عليك يا حافظ الاسلام من الضياع بعد وفاة الرسول الكريم والصابر على الرزء العظيم .حفظت الاسلام بصبرك العظيم ولولا ذلك لانهدمت اركان الدين القويم ......................وايضا من عفوه وحلمه عندما
حال جند معاوية بينه وبين الماء، في معركة صفين، وهم يقولون له ولا قطرة حتى تموت عطشاً، فلمّا حمل عليهم، وأجلاهم عنه، سوّغ لهم أن يشربوا منه كما يشرب جنده.
وزار السيدة عائشة بعد وقعة الجمل، وودعها أكرم وداع، وسار في ركابها أميالاً، وأرسل معها من يخدمها ويحفّ بها .
وكان الحسن بن علي عليه السلام على سرّ أبيه وجده صلوات اللّه عليهم أجمعين:
فمن حلمه ما رواه المبرد، وابن عائشة: أن شامياً رآه راكباً،
_____________________
فجعل يلعنه، والحسن لا يرد، فلما فرغ، أقبل الحسن عليه السلام فسلم عليه، وضحك، فقال: أيها الشيخ أظنّك غريباً، ولعلك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك الينا، وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك، كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كثيراً. فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة اللّه في أرضه، اللّه أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق اللّه اليّ، والآن أنت أحبُّ خلق اللّه اليّ، وحوّل رحله اليه، وكان ضيفه الى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم
وهكذا كان الحسين بن علي عليهما السلام: جنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ. قال: خلّوا عنه. قال: يا مولاي والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قال: واللّه يحبُّ المحسنين، قال: أنت حرّ لوجه اللّه، ولك ضعف ما كنت أعطيك .
وإني استقرأت سيرة أهل البيت عليهم السلام فوجدتها نمطاً فريداً، ومثلاً عالياً، في دنيا السير والأخلاق:
_____________________
. من ذلك ما قصّه الرواة من حلم الامام زين العابدين عليه السلام، فقد كان عنده أضياف، فاستعجل خادماً له بشواء كان في التنور، فأقبل به الخادم مسرعاً، فسقط منه على رأس بُنيّ لعلي بن الحسين عليه السلام تحت الدرجة، فأصاب رأسه فقتله، فقال علي للغلام وقد تحير الغلام واضطرب: أنت حرّ، فانك لم تتعمده، وأخذ في جهاز ابنه ودفنه
ولُقّب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام (بالكاظم) لوفرة حلمه، وتجرعه الغيظ، في مرضاة اللّه تعالى.
يحدث الراوي عن ذلك، فيقول: كان في المدينة رجل من أولاد بعض الصحابة يؤذي أبا الحسن موسى عليه السلام ويسبّه إذا رآه، ويشتم علياً، فقال له بعض حاشيته يوماً: دعنا نقتل هذا الفاجر. فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي، وزجرهم، وسأل عنه فذُكر أنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه فوجده في مزرعة له، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به لا توطئ زرعنا، فوطأه عليه السلام بالحمار حتى وصل اليه، ونزل وجلس عنده، وباسطه وضاحكه، وقال له: كم غرمت على زرعك هذا؟ قال: مائة دينار. قال: فكم ترجو أن تصيب؟ قال: لست أعلم الغيب. قال له : إنّما قلت كم ترجو أن يجيئك فيه. قال: أرجو أن يجيئني منه مائتا دينار. قال: فأخرج له أبو الحسن صرّة فيها ثلاثمائة دينار وقال: هذا زرعك على حاله، واللّه يرزقك فيه ما ترجو. قال:
فقام الرجل فقبّل رأسه، وسأله أن يصفح عن فارطه، فتبسم اليه أبو الحسن وانصرف. قال: وراح الى المسجد، فوجد الرجل جالساً، فلما نظر اليه، قال: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته. قال: فوثب أصحابه اليه فقالوا: ما قضيتك؟! قد كنت تقول غير هذا. قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لأبي الحسن عليه السلام، فخاصموه وخاصمهم، فلما رجع أبو الحسن الى داره، قال لجلسائه الذين سألوه في قتله: أيما كان خيراً، ما أردتم أم ما أردت، إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكُفيت شره وقد أحسن الفرزدق حيث يقول في مدحهم:
من معشر حبهم دين وبغضهم ** *كفر وقربهم منجىً ومعتصم
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم** أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 17-10-2015 الساعة 09:09 AM
خادم لبو هاشم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-2013, 09:31 PM   #4

 
الصورة الرمزية خادم لبو هاشم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1907
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عراق الصمود
االمشاركات : 76

حصري رد: كتاب الاخلاق الحسنه سبيل السعادة (الحلقه الاولى)

الغضبوهو: حالة نفسية، تبعث على هياج الإنسان، وثورته قولاً أو عملاً. وهو مفتاح الشرور، ورأس الآثام، وداعية الأزمات والإخطار. وقد تكاثرت الآثار في ذمه والتحذير منه:
قال الصادق عليه السلام: «الغضب مفتاح كل شر»
وإنما صار الغضب مفتاحاً للشرور، لما ينجم عنه من أخطار وآثام، كالاستهزاء، والتعيير، والفحش، والضرب، والقتل، ونحو ذلك من المساوئ.
وقال الباقر عليه السلام: «إنّ الرجل ليغضب فيما يرضى أبداً حتى يدخل النار» وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «واحذر الغضب، فانه جند عظيم من جنود إبليس» وقال عليه السلام: «الحدّة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم» وقال الصادق عليه السلام: «سمعت أبي يقول: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله رجل بدويّ ، فقال: إني أسكن البادية، فعلمني جوامع الكلام. فقال: آمرك أن لا تغضب. فأعاد الأعرابي عليه المسألة ثلاث مرات، حتى رجع إلى نفسه، فقال: لا أسأل عن شيء بعد هذا، ما أمرني رسول اللّه إلا بالخير.... قال أمير المؤمنين عليه السلام: «إن لم تكن حليماً فتحّلم، فإنّه قَلّ من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم»
التواضع
وهو: احترام الناس حسب أقدارهم، وعدم الترفع عليهم.
وهو خلق كريم، وخلّة جذابة، تستهوي القلوب، وتستثير الاعجاب والتقدير، وناهيك في فضله أن اللّه تعالى أمر حبيبه، وسيد رسله صلّى اللّه عليه وآله بالتواضع، فقال تعالى: «واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين»
وقد أشاد أهل البيت عليهم السلام بشرف هذا الخُلُق، وشوقوا إليه بأقوالهم الحكيمة، وسيرتهم المثالية، وكانوا روّاد الفضائل، ومنار الخلق الرفيع.
قال الصادق عليه السلام: «إنّ في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع للّه رفعاه، ومن تكبّر وضعاه» وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله: «إن أحبكم إليّ، وأقربكم مني يومّ القيامة مجلساً، أحسنكم خُلُقاً، وأشدكم تواضعاً، وإن أبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون وهم المستكبرون» _____________________
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، طلباً لما عند اللّه، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء إتكالاً على اللّه وقال الصادق عليه السلام: «من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس، وأن تسلّم على من تلقى. وأن تترك المراء وإن كنت محقاً، ولا تحب أن تحمد على التقوى» لذلك لا يحسن التواضع للانانيين والمتعالين على الناس بزهوهم وصلفهم. إن التواضع والحالة هذه مدعاة للذل والهوان، وتشجيع لهم على الأنانية والكبر، كما يقول المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته*** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ومما قيل في التواضع قول المعري:
ياوالي المصر لا تظلمن*** فكم جاء مثلك ثم انصرف
تواضع إذا ما رُزقت العلا*** فذلك مما يزيد الشرف
........ وهناك احاديث تبين إن التكبر على المتكبرين عبادة وبعضها تقول هو التواضع بعينه فعلينا ان نعرف مع من نتواضع حتى لانذل انفسنا لانه لا ينبغي للمؤمن إن يذل نفسه ويهينها
_____________________
واليك طرفاً من فضائل أهل البيت، وتواضعهم المثالي الفريد:
كان النبي صلّى اللّه عليه وآله أشدَّ الناس تواضعاً، وكان إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يدخل، وكان في بيته في مهنة أهله، يحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم نفسه، ويحمل بضاعته من السوق، ويجالس الفقراء، ويواكل المساكين.
وكان صلّى اللّه عليه وآله إذا سارّه أحد، لا ينحّي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحّي رأسه، وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر، وما قعد اليه رجل قط فقام صلى اللّه عليه وآله حتى يقوم، وكان يبدأ من لقيه بالسلام، ويبادئ أصحابه بالمصافحة، ولم يُر قط ماداً رجليه بين أصحابه، يكرم من يدخل عليه، وربما بسط له ثوبه، ويؤثره بالوسادة التي تحته، ويكنّي أصحابه، ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمةً لهم، ولا يقطع على أحد حديثه، وكان يقسّم لحظاته بين أصحابه، وكان
وعن أبي ذر الغفاري: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يجلس بين ظهرانيّ أصحابه، فيجئ الغريب فلا يدري أيُّهم هو حتى يسأل، فطلبنا اليه أن يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكاناً من طين فكان يجلس عليها، ونجلس بجانبه. أكثر الناس تبسماً، وأطيبهم نفساً(ورُوي أنه صلى اللّه عليه وآله كان في سفر، فأمر بإصلاح شاة، فقال رجل: يا رسول اللّه عليّ ذبحها، وقال آخر: علي سلخها، وقال آخر: عليَّ طبخها، فقال صلى اللّه عليه وآله: وعليَّ جمع الحطب. فقالوا: يا رسول اللّه نحن نكفيك. فقال: قد علمت أنكم تكفوني، ولكن أكره أن أتميَّز عليكم، فإن اللّه يكره من عبده أن يراه متميَّزاً بين أصحابه، وقام فجمع الحطب .
وروي أنه خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الى بئر يغتسل، فأمسك حذيفة بن اليمان بالثوب على رسول اللّه وستره به حتى اغتسل، ثم جلس حذيفة ليغتسل، فتناول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الثوب، وقام يستر حذيفة، فأبى حذيفة، وقال: بأبي وامي أنت يا رسول اللّه لا تفعل، فأبى رسول اللّه إلا أن يستره بالثوب حتى اغتسل، وقال: ما اصطحب اثنان قط، إلا وكان أحبهما الى اللّه أرفقهما بصاحبه
وهكذا كان أمير المؤمنين عليه السلام في سمو أخلاقه وتواضعه، قال ضرار وهو يصفه عليه السلام:
«كان فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن واللّه مع تقريبه إيّانا، وقربه منا، لا نكاد نكلمه هيبة له، فإن تبسَّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين، ويقرّب المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله».
وقال الصادق عليه السلام: « خرج أمير المؤمنين عليه السلام على أصحابه، فمشوا خلفه، فالتفت إليهم فقال: لكم حاجة؟ فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ولكنّا نحب أن نمشي معك. فقال لهم: انصرفوا، فإن مشي الماشي مع الراكب، مفسدة للراكب، ومذلّة للماشي» .
وهكذا يقص الرواة طرفاً ممتعاً رائعاً من تواضع الأئمة الهداة عليهم السلام، وكريم أخلاقهم.
فمن تواضع الحسين عليه السلام: أنه مرّ بمساكين وهم يأكلون كسرات من الخبز لهم على كساء، فسلَّم عليهم، فدعوه إلى طعامهم، فجلس معهم وقال: لولا أنّه صدقة لأكلت معكم. ثم قال: قوموا إلى منزلي، فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم
_____________________
التكبّر
وهو حالة تدعو الى الإعجاب بالنفس، والتعاظم على الغير، بالقول أو الفعل، وهو: من أخطر الأمراض الخلقية، وأشدها فتكاً بالإنسان، وادعاهاإلى مقت الناس له وازدرائهم به، ونفرتهم منه.
لذلك تواتر ذمه في الكتاب والسنة:
قال تعالى: «ولا تصعّر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحاً إن اللّه لا يحبُّ كل مُختال فخور» (لقمان: 18)
وقال تعالى: «ولا تمش في الأرض مرحاً، إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا»
(
الاسراء:37)
وقال تعالى: «إنه لا يحب المُستكبرين»
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: «إن أحبّكم إليّ، وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً، أحسنكم خلقاً، وأشدكم تواضعاً، وإن أبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون، وهم المستكبرون» وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام: قال «مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على جماعة فقال: على ما اجتمعتم؟ فقالوا: يا رسول اللّه هذا مجنون يُصرع، فاجتمعنا عليه. فقال: ليس هذا بمجنون، ولكنه المبتلى. ثم قال: ألا أخبركم بالمجنون حق المجنون؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: «المتبختر في مشيه، الناظر في عطفيه، المحرّك جنبيه بمكنبيه، يتمنى على اللّه جنته، وهو يعصيه، الذي لا يُؤمنُ شره، ولا يُرجى خيره ذلك هو المجنون وهذا المبتلى .فنعوذ بالله من التكبر والغرور الكاذب.. ..الذي يزينه الشيطان في قلوب اوليائه الذين يحبونه ويقتدون به – والكبرياء رداء الله تعالى فمن نازعه رداءه ادخله ناره وعذبه اشد العذاب . قصص معبرة ومفيدة ........... ....


قصة عن التكبر والغرور
في يوم من الأيام اتى رجل الى مسجد رسول الله (ص) وجلس قريبا من رسول الله فجاء رجل فقيرا وجلس بجانب الرجل الغني فسحب الغني ملابسه عن الفقير تكبرا وغرورا فتألم رسول الله من هذا المنظر اللاانساني وسال الرجل لماذا سحبت ملابسك عن أخيك المؤمن هل خفت ان ينتقل إليك فقره أو خفت ان ينتقل غناك له . فشعر الغني بخطئه واستغفر الله تعالى وقال يا رسول الله له نصف مالي بشرط ان يعفو عني فقال له الرجل لا أريد المال أخاف أن ينتقل التكبر لي إنا عفوت عنه وسامحته قربة إلى الله تعالى .. والله العظيم لايليق بابن ادم التكبر لأنه مسكين كما قال الإمام علي (ع) مسكين ابن ادم تنتنه العرقة وتؤلمه البقة وتقتله الشرقة .. الأجمل له التواضع وان يعرف قدره حتى تخفى عيوبه الكثيرة ويعلو شانه .فمن تواضع لله رفعه. .ومن تكبر وضعه.
- قصة حقيقية عن الغضب-
. يحكى عن بعض الإباء انه سريع الغضب لاتفه الأسباب ويضرب أولاده لاتفه الامور وكان متجبرا عليهم في يوم من الايام اشترى كنتور خشبي جميل وغالي – فقام احد اولاده باخذ مسمار وخرب بعض نقوشه فغضب الاب غضبا شديدا عندما راى نقش الكنتور تغير جماله وشكله صار قبيحا فاخذ عصا وقام بضرب ولده الصغير ضربا مبرحا ضرب انتقام لاجل شي فاني لا بقاء له . ضربه على اصابعه الصغيرة البريئة حتى أغمي على الطفل من شدة الضرب فسقط على الارض فأسرعت أمه بأخذه إلى المستشفى فلما راه الطبيب امر بادخاله غرفة العمليات لان العظم قد تكسر في داخل اصابعه ويجب ا ن تقطع اصابعه فلما افاق الولد من العملية ورأى أصابعه قطعت بكى وقال لوالده – ابتاه اذا كبرت وصار عندي مال كثير واشتريت لك كنتورا جديدا هل ترجع لي اصابعي فغضب الوالد وحزن وندم على عمله وخرج مسرعا وقام بضرب نفسه بالمسدس فمات في مكانه – هذا كله من الغضب انما جعل الله الغضب من اجل الدين ومن انتهاك المحارم لا لاجل حطام الدنيا – وصدق امير المؤمنين حينما قال الغضب ضرب من الجنون لان صاحبه يندم فان لم يندم فجنونه مستحكم – وقال الغضب جند عظيم من جنود ابليس-- قصة جميلة عن التقوى قال الامام علي التقى رئيس الاخلاق – وقال لولا التقى لكنت ادهى العرب – ان الانسان بينه وبين المعصية فقدان التقوى – فاذا ترك التقوى جاءت المعصية – التقوى هي خوف الله تعالى في السر والعلن والتقوى تجعل الانسان دائما مراقبا لاقواله وافعاله وحركاته وسكناته فيشعر دائما بمراقبة الله تعالى له فلا يعصي الله ولا يفكر بالمعصية ابدا – والمتقي دائما يستصغر اعماله امام عطاء الله تعالى له فهو دائما متهما لنفسه ومحاسبا لها والمتقي يقدم عقله على شهواته دائما لانه يعرف الهلاك في اعطاء النفس ما تشتهي فهو في الحلال لايسرف فكيف تغلبه نفسه بالحرام فالمتقي يكون نظره للعبرة والتفكر فكل شيء يذكره بالله فهو لايغفل ولا ينسى الله ابدا ومن اكبر مصاديق التقوى هم ائمتنا الاطهار حيث يروى ان امامنا الحسن العسكري كان واقفا ذات يوم على باب داره وهو طفل صغير لم يتجاوز الست سنوات ينظر للصبيان وهم يلعبون . فبكى الامام فراه البهلول فقال له لماذا تبكي اتريد ان اشتري لك لعبة تلعب بها فقال له الامام يا قليل العقل ماللعب خلقنا قال اذن لماذا خلقنا قال ع للعلم والعبادة – فقال البهلول لماذا تنزل ذلك بنفسك وانت طفل صغير فقال له الامام اليك عني يا بهلول والله لقد نظرت الى امي وهي تشعل النار تحت القدر فلا تشتعل النار بالحطب الكبير الا اذا قربت الحطب الصغير فيشتعل الصغير ثم يجر الكبير وانا اخاف ان اكون من صغار حطب نار جهنم – الله واكبر ما هذه التقوى والورع والخوف من الله فماذا نقول نحن – يريد ان يقول الامام اترك الذنوب صغيرها وكبيرها لان الصغير يجر الكبير – والذنب صغيرا كان اوكبيرا فهو في حقيقته جراة على الله تعالى وكسرا لاوامره – وان ائمتنا قالوا لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من تعصي - انك تعصي جبار السموات والارض والصغيرة نسبة الى غيرها صارت صغيرة والا في الحقيقة المعاصي كلها كبيرة اذا نسبناها الى عصيان الخالق والتعدي على حدوده -هؤلاء ائمتنا فهل نحن حقيقة شيعتهم – ائمتنا يقضون اوقاتهم في العبادة واصلاح العباد وهدايتهم الى الحق وهم رغم ذلك خائفون وجلون ولسان حالهم كما ذكره القران الكريم حيث قالوا – انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم ربهم شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا- ونحن بالعكس نقضي معظم اوقاتنا على التلفاز الفاسد والمسلسلات النتنة الفاسدة والمفسدة لاخلاقنا والمضيعة لاعمارنا والهادمة لمبادئ القران واهل البيت حيث الانفلات والفوضى والتهتك ثم بعد مشاهدتنا لها نقوم بنشر كلامهم الفاسد ونشره بين الناس وهذا منكر ثاني وثالثا نهب ونشتري الماكولات والملابس التي عليها صورهم وفسادهم ورابعا نقوم بما يقومون به من اعمال في حفلاتنا واعراسنا وكانما هم قدوتنا في كل شيء مع شديد الاسف والحزن اقرأ الفاتحة على طهارة قلوبنا وعلى موت عقولنا تحت اهواء انفسنا ومشتهياتها المدمرة للحق والناشرة للباطل ومع الاسف على ضياع اوقاتنا الثمينة بهذه الاشياء التافهة – الوقت هو راس مالنا وبه نحصل على رضا الله المنان ورضا اوليائه الطاهرين وعلى جنان الخلد لو استعملناه في طاعة الله تعالى .................................
أحاديث مهمة في حياتنا
قال الإمام الصادق (ع لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار- - ومعنى الاستغفار هو ترك الذنب الذي استغفرت الله تعالى والندم والبكاء والرجوع الى طاعة الله تعالى منه لا مجرد ذكر كلمة استغفر الله وتبقى على الذنب. لانه يعد استهزاء بالله تعالى والعياذ بالله من ذلك وقال رسول الله صلى الله عليه واله –الصلوات الخمس والجمعة تكفر ما بينهن ان اجتنبت الكبائر. فعلى الانسان ان يعود نفسه على ترك المعاصي حتى لايقع في الذنوب الكبيرة وحتى يعود نفسه على عدم التجرا على حدود الله صغيرها وكبيرها ولان في جميع الذنوب اذى وندامة وحسرة – وقال رسول الله (ص) اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لاتغفر قيل وما المحقرات ؟ قال الرجل يذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن غير ذلك وقال الباقر (ع الإصرار على الذنب هو ان يذنب الذنب فلا يستغفر ولا يحدث نفسه بالتوبة . وقال الامام علي (ع) لاتصغر ما ينفع يوم القيامة ولا تصغر ما يضر يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين... وقال الإمام الصادق (ع) ان الله تعالى خبا ثلاثا في ثلاث رضاه في طاعته فلا تحقروا منها شيئا فلعل رضاه فيه وغضبه في معاصيه فلا تحقروا منها شيئا فلعل غضبه فيه وخبا ولايته في عباده فلا تحقروا منهم احدا فلعله ولي الله.. – أدعو من الله العلي العظيم ان يجعل اوقاتنا من الليل والنهار بذكره معمورة وبخدمته موصولة وان يوفق الجميع لطاعته ورضا ه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبن الطاهربن ...المصادر – كتاب ضياء الصالحين الزيارة الجامعة الكبيرة-- كتاب جامع السعادات .وكتاب مصباح الشريعة المنسوب للامام الصادق (ع). وكتاب إتمام نهج البلاغة ... وكتاب أخلاق اهل البيت ............- لقد تم بحمد الله في يوم 15 ربيع الاول سنة 1434ه – والموافق 27 -1- 2.13--------- والحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
الكاتبة ...ام مصطفى الحسيني :- قال الإمام الصادق احيوا امرنا رحم الله من أحيا أمرنا – اسأل الله تعالى ان نكون من الذين يحيون أمرهم ونهجهم الذي فيه الأمان والسعادة في الدارين وان يوفقنا لما يحبه الله ويرضاه وان يوفق المؤمنين للسير على نهجهم وسيرتهم التي هي سيرة رسول الله صلى الله عليه واله حتى نحشر جميعا تحت لوائهم ومن المتمسكين بحجزتهم بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها- انه سميع الدعاء .
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائداوناصرا ودليلاً وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 17-10-2015 الساعة 09:10 AM
خادم لبو هاشم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:54 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024