العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-2013, 03:10 PM   #1

 
الصورة الرمزية أبو زينب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 167
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,258

افتراضي لعن الله قاطع السدرة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته

المقدمـــــــــــــــــــــة

لقد حث القرآن الكريم وفي كثير من أياته على التدبر في القرآن وأخذ العبر منه كما جاء في قوله تعالى (افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقوله تعالى(لقديسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) فأن الغاية ليس قراءة الايات فقط وأنما المطلوب هو التدبر والتطبيق وألا قد يلعن الانسان نفسه وهو لايعلم ولعل هذا المستحصل من قول رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) (( رب قاريء للقرآن والقرآن يلعنه)) وكما أن هذا مطلوب في أيات الذكر الحكيم فهو مطلوب أيضاً في أحاديث الرسول الاعظم محمد وعترته الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين) لانهم عدل القرآن وترجمانه بل هم القرآن الناطق فالتدبر في الحديث لأخذ العبرة منه ثم التطبيق لما جاء فيه هو المراد أكيداً من نطق تلك الاحاديث لذا ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام)أنه قال (حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه) ولا يكون الرجل منكم فقيهاحتى يعرف معاريض كلامنا وان الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج فليس المهم في الرواية أنما في الدراية وانني وأنطلاقاً ماذكر اعلاه احبيت ان اسلط الضوء على احدالاحاديث للرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهوقوله (لعن الله قاطع السدرة ) حيث بدات بحثي حول هذا الحديث النبوي لذكر الرواية اولا ومن ثم اعطيت وكا طروحة بعظ الحكم الالهية من انبات السدرة بجنب القبر الشريف للامام الحسين (عليه السلام) ( كما تنص الرواية) ومن ثم انطلقت باحثا عن مصداق هذا الحديث في وقتنا المعاصر وكانت النتيجة ان كل مصلح يمثل مصداقا حقيقيا للسدرة واستلزم ذلك مني اعطاءعدة اسباب ثم عرجت الى ذكر السيدالشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) وولده البار السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله بعزه) كمصداقين للمصلح الالهي ثم ختمت بحثي بذكرعدة فوائد مستحصلة من البحث وللتسهيل قمت بتقسيم البحث الى عدة نقاط وكالاتي:
اولاَ : السؤال عن السبب الذي من اجله قطع هارون اللارشيد السدرة ؟
ثانيا: بعض الحكم الالهية المحتملة من أنبات السدرة عند القبر
الشريف .
ثالثاَ: مصداق الحديث في وقتنا المعاصر.
رابعاَ: الفوائد المستحصلة من البحث .
خامساَ : نتائج البحث .
الرواية:
جاء في كتاب الامالي للشيخ الصدوق بسنده عن يحيى بن المغيرة الرازي (سأل جرير بن عبد الحميد رجلاً اتاه من اهل العراق عن خبر الناس فقال : تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين(عليه السلام) وامر ان تقطع السدرة فيه فقطعت . فرفع جرير يديه وقال الله اكبر جاء فيه حديث رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال (لعن الله قاطع السدرة ) ثلاثاً فلم نقف على معناه حتى الآن لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين(عليه السلام) حتى لا يقف الناس على قبره )


اولاَ : السؤال عن السبب الذي من اجله قطع هارن اللارشيد السدرة ؟
الجواب وكما نصت عليه الرواية وهو منع زيارته سلام الله عليه فلقد كان وما زال وسيبقى قبر الحسين ونهج الحسين وأسم الحسين مزلزلاً لعروش الظالمين وعلى مر الزمان ولقد كان ذلك الفعل من هذا الطاغية وما تبعه من الحكام الظلمة من حرث القبر ومنع الزيارة وأعفاء أي علامة تدل عليه خطوة منه للحيلولة دون تذكر الناس لمظلومية الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه وذلك لعلمهم من أن زيارة الامام الحسين (عليه السلام) تهيج المشاعر وتذكر الناس بالهدف الذي قام من أجله الحسين (عليه السلام) وهو الاصلاح ومحاربة الظلم والظالمين وعدم القبول بالذل ورفض الحكام الظلمة والثأر بوجههم وهذا ما لا يرتضوه أكيداً ولا زالت شعارات الامام الحسين (عليه السلام) تطرق أسماعهم ومهددة لهم بزوال ملكهم تلك الشعارات والكلمات النورانية كانت مناراً للثائرين ضد الظلمة والظالمين والتي منها قوله سلام الله عليه :
(ما أرى الموت ألا سعادة والعيش مع الظالمين ألا برما) وقوله :
(أن الدعي بن الدعي قد ركز بين أثنتين أما الذلة وأما السلة وهيهات منا الذلة)
ثانياَ: بعض الحكم الالهية المحتملة من انبات السدرة عند القبر الشريف ؟
جاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي ج9 صفحة 414
في تفسير قوله تعالى (عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى )
ما نصه : معناه عند سدرة المنتهى جنة المقام وهي جنة الخلد وهي في السماء السابعة . وقيل انها يجتمع اليها ارواح الشهداء .
وقال صاحب تفسير الميزان ج19 ص 17
عندها جنة المأوى اي الجنة التي يأوى اليها المؤمنون .
فلو قلنا وكأطروحة :ان الله جل وعلا اراد ان يعطي مثال لتلك الصورة المعنوية في السماء صورة في الارض فينتج بعد التطبيق مع الرواية :ان الحسين (عليه السلام) بل قل ضريح الامام الحسين(عليه السلام) جنة يأوى اليه محبيه وعاشقيه.
ثالثاَ: مصداق الحديث في وقتنا المعاصر ؟
ان من المعلوم ان قاعدة الجري ثابتة في ايات الذكر الحكيم اي بمعنى ان القرآن يجري مجرى الدهور لا بد ان يوجد لكل آية مصداقاً لها في كل عصر لذا يمكن القول ان هذه القاعدة شاملة لاحاديث اهل العصمة (سلام الله عليهم) لانهم وكما اسلفنا من مقدمة انهم عدل القرآن بل القرآن الناطق كما تنص الروايات اذن فلا بد ان يكون لهذا الحديث مصداقاً في وقتنا المعاصر وبعد التقصي والتدبر وجدت ان المصداق الحقيقي للسدرة في الحديث هو كل مصلح كما ان الملعون هو كل ظالم يقوم بقتل ذلك المصلح
وما دعاني الى قول ذلك عدة اسباب اذكر منها :
الاول: امكان تشبيه الانسان بالشجرة ؟
ويمكن اثبات ذلك من خلال ما يأتي :
1-جاء في قوله تعالى {{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم : 26] (وفي عدة تفاسير اذكر منها على سبيل المثال تفسير الميزان ج12 ص30
في الكافي بأسناده عن عمرو بن حريث قال(سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله( كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء ) قال : فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اصلها وامير المؤمنين فرعها والائمة من ذريتهما اغصانها وعلم الائمة ثمرتها وشيعتهم المؤمنون ورقها هل في هذا فضل ؟ قال:قلت لا والله : قال والله ان المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها وان المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها .
2- جاء في زيارة يوم الاحد لامير المؤمنين (عليه السلام)
(السلام على الشجرة النبوية والدوحة الهاشمية المضيئة المثمرة بالنبوة المونقة بالامامة ...... )
3- ما جاء في تفسير الميزان عن الشجرة الملعونة في القرآن :
قال في لسان العرب: يقال فلان من شجرة مباركة اي من اصل مبارك.وقد ورد ذلك في لسانه (صلى الله عليه واله وسلم) كقوله(انا وعلي من شجرة واحدة .... )
وبالتأمل في ذلك يتضح للباحث المتدبر الشجرة الملعونة قوم من هؤلاء الملعونين في كلامه لهم صفة الشجرة في النشوء والنمو وتفرع الفروع على اصل له حظ من البقاء والاثمار وهم فتنة تفتتن بها هذه الامة وليس يصلح لهذه الصفة الا طوائف ثلاث من المعدودين وهم : اهل الكتاب والمشركين والمنافقين

الثاني: التشابه في الغرض بين السدرة والمصلح
حيث ان السدرة كانت علامة دالة على القبر الشريف يهتدي بها الناس الى المعصوم سلام الله عليه مع الالتفات انها علة جزئية وليست تامة فالاهتداء الى المعصوم لا يقتصر على تلك الشجرة اكيدا .
فكذلك المصلح هو علامة دالة على نهج الحسين (عليه السلام) يهتدي به الناس الى المعصوم عليه السلام بعد الالتفات الى ان القبر اصبح معلوما والناس بحاجة الى من يدليهم على نهج الامام الحسين (عليه السلام) بعد ان كثر المشوهين .
الثالث: الاشتراك في كثير من الصفات بين السدرة والمصلح
حيث ان هناك الكثير من الصفات المشتركة بين شجرة السدرة والمصلح الالهي اذكر منها :
1-من المعلوم ان السدرة دائمة الخضرة فكذلك المصلح دائم العطاء
2- ان ورق السدر يستخدم في تطهير الجسم كما ان ثماره منقية للدم كذلك ان اتباع المصلح والاكل من ثماره يوجب طهارة جسدية ظاهرية وباطنية
3- ان السدرة وريفة الظل والمصلح متعدد العطاء وجذب الناس الى الرحمة الالهية.
4ـ أن شجرة السدرة تستمد غذائها من المعصوم كونها قريبة منه فأن المصلح يستمد علومه من المعصوم دون شائبة وذلك لقربه من المعصوم (سلام الله عليه)
5ـ ان شجرة السدرة شجرة مباركه فان المصلح مبارك اينما حل كما ورد عن قوله تعالى {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم : 31]
رابعاً: كما ان الطاغيه هارون اللارشيد قام بقطع تلك الشجرة ليمنع الناس من الاهتداء الى المعصوم (عليه السلام ) وكذلك نرى بأن الطواغيت وعلى مر العصور يقومون بقتل المصلح وهذا ما لمسناه واضحاً في وقتنا المعاصر وذلك بمافعله الهدام عليه لعائن الله من قتل الشهيد الاول محمد باقر الصدر والشهيد الثاني محمدمحمد صادق الصدر (قدس الله اسرارهم )اذ يمكن القول ان قاتل الشهيدين الصدرين ملعون على لسان الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعدان اعطينا عدة اسباب من امكان تشبيه السدرة بالمصلح سوف أخذ خير مصداقين على ذلك في وقتنا المعاصرالا وهو سماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس )وابنه السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله )فقد كان السيد الشهيد نقطة دالة وعلامة بارزة يهتدي به الناس الى امامهم فقد ازاح الشبهات وبين الحقائق واعطى للناس فهما لم يكونوا يعرفوه عن الامام الحسين (عليه السلام )بشكل خاص وعن الائمة بشكل عام فكان مثالاً حياً للنهج الحسيني فقد بين ذلك من خلال عدة منافذ منها:
أولاً:. أقامة صلاة الجمعة المباركة
فهي كانت بمثابة صرخة حسينية بوجه الطاغية كما أنها كانت منبر أسلامي توعوي كما يذكر ذلك الاستاذ علي الزيدي في كتابه (لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً) حيث يقول: لا يوجد شيء أنجح من هذه الصلاة لأتخاذها كمنبر أسلامي توعوي من الطراز الأمثل يمكن من خلاله أيصال المعلومة الدينية بأقصر الطرق ومن ثم التفاعل معها والتأثر بها عقلياً وعلى الصعيدين الفردي والجماعي وبشكل لا يحتاج الى الكثير من الزمن بل على العكس فهو من خلال إقامته لـ (خمس وأربعين جمعة) أستطاع أن يغير هذا المجتمع في أقل من سنة ونقله من حال الى حال بحيث أن هذه النقلة لو لم تكن تأتي من خلال صلاة الجمعة لأحتاجت الى عقود كثيرة من السنين وبشرط أن لا يوجد فيها صدام اللعين .
ثانياً:- توجيه الخطباء والشعراء الحسينيين :-
اذ وجه عدة نصائح للخطباء والشعراء اذكر منها على سبيل المثال من مجوزات النقل المشهورة بين الخطباء والشعراء الحسينيين النقل بلسان الحال فكأنهم يرون ان الحديث يكون صادقاً مع التقييد بهذا المعنى ومن هنا اباح الشعراء لأنفسهم اضافة اقوال وافعال كثيرة جداً الى واقعة الطف بعنوان انها بلسان الحال لابلسان المقال وهذا ليس خطأ كله بل يحمل جانباً من الصواب من الناحية الفقهية فأن النقل بالمعنى عن الروايات جائز ان كانت الرواية بدورها محرزة الصحة كما ان النقل بلسان الحال جائز ان احرزنا ان حال المتكلم في تلك الساعة على ذلك الا اننا مع ذلك ينبغي ان نكون على حذر شديد من هذه الناحية لعدة وجوه :-
الوجه الاول :- اننا لانستطيع ان نعلم حالهم رضوان الله عليهم لا الحسين ولا أصحابه ولا نسائه ولا أي واحد منهم
الوجه الثاني :- أن ما يكون بلسان الحال انما هو الاقوال لا الافعال
ثالثاً :- وكما جاء في كتاب(لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً) صفحة 99 ما نصه
ممارسة عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملياً بعد أن غيبت زماناً طويلاً فأخذ الشارع يتعامل بمفرداتها صباحاً ومساء , في الشارع وفي محل العمل وفي الاسرة , بحيث أصبحت ملامح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واضحة جداً في يوميات المجتمع العراقي على الرغم من وجود صدام اللعين وعنفه تجاه هكذا أمور
رابعاً :- تأليفه للكتب حول الثورة الحسينية ورد مايثار حولها من أسئلة في كتابين قيمين هما (أضواء على ثورة الامام الحسين وشذرات من فلسفة تاريخ الحسين "عليه السلام "
خامساً :- أمره بالوجوب :- المسير الى الامام االحسين "عليه السلام " وذلك في الجمعة 32 حيث قال "قدس"
النقطة الثانية :- والان أمامكم مناسبة جليلة هي زيارة نصف شعبان ليلا ونهارا من نصف شعبان فلا تقصروا بالمشي الى كربلاء المقدسة من مدنكم جزاكم الله خيرا ..)انتهى
أما السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله " فقد سار على نهج الصدرين كما هو واضح لكل متتبع وكما اشار سماحته في كتاب بحث حول التقليد ما نصه :- على الرغم من ان خطهم واضح ومسيرتهم اوضح بل هي كالشمس الساطعة في كبد النهار الا ان المشككين كُثر والمعادين اكثر لكن هذا لم ولن يمحو ذكرهم ولا يسيء منهجهم فلا زلنا نسير على ماخطوه لنا من نصرة الفقراء والمظلومين وتوحيد الصفوف ومراعات الجميع واعلان العداء للباطل واهل الباطل وعدم مجاملة اهله من اجل الوصول الى الاهداف الدنيوية الوضعية .
فقد كان ولا يزال رافضاً للظلم بكل اشكاله ومقاوماً له بكل الوسائل داعياً الناس الى اتباع الحق ورفض كل الظالمين وهذا مالمسناه واضحاً من مقاومته للمحتل فقد سار على نفس النهج الذي انتهجه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر "قدس"من اقامة صلاة الجمعة وتوعية الناس ورد الشبهات وغيرها كثير.


رابعاَ : بقي الأشارة الى عدة امور يمكن اعتبارها كفوائد
1- يوجد هنالك بين عامة الناس تحرز وحذر شديد من قطع شجرة السدرة بالذات ويمكن ايعاز ذلك الى :-
أ‌) الحديث الذي نحن بصدده ومع اننا اثبتنا مراد الرسول(صلى الله عليه واله وسلم ) الا ان هذا الامر يبقى راجحاً حيث يمكن ادراجه ضمن العمل بالاحتياط وهو امر ممدوح كما لايخفى 0
ب‌) ان هذا التحرز ربما يكون منشأه هو عدم التشبه بفعل الظالم لامن قريب ولامن بعيد وياله من درس بليغ لكل ذي لب 0
2- ان المصلح الالهي لابد ان يكون ممهداً للامام المهدي (عجل الله فرجه ) دالا الناس على الطريق الذي يسلكوه للوصول اليه 0 هذا اذا اعتمدنا على اطروحة مفادها ... ان شجرة السدرة دالة على المعصوم بشكل عام فيكون المصلح دال على امام زمانه وهذا بان واضحا عند السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) وولده البار السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله ) ولزيادة في الاطلاع يرجى مراجعة كتابي ( لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً )و(السيد مقتدى الصدر والمخلصون ) للاستاذ الفاضل علي الزيدي
3- انه وان بان ظاهراً ان هنالك حاجب بين السدرة وبين الامام (عليه السلام ) الا ان هذا لم يمنع من اتصال جذورها به اذ يمكن القول ان المصلح الالهي وان بان ظاهراً عدم اتصاله بالامام المهدي (عج) الا ان هذا لايمنع من التشرف برؤيته (سلام الله عليه ) خصوصاً ان المانع من عدم الرؤية مرفوع وهو الذنوب حيث جاء في دعاء ابي حمزة الثمالي ( وانك لا تحتجب عن خلقك الا ان تحجبهم الاعمال دونك ) فالمعصوم هو وجه الله الله الذي يتوجه اليه الاولياء .
4- ان الطواغيت وعلى مر الزمان لايهدأ لهم بال الا بقتل المصلحين وهذا مالمسناه اكيدا من قول السيد (قدس ) ( لاحضوا ان في موتي شفوة وفرحاً لاسرائيل وامريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والاخرة خطبة الجمعة 35
5 ـ ان المصلح لابد ان يكون ثورياً رافضاً للظلم بكل اشكاله مدافعاً عن حقوق المستضعفين ناطقاً بالحق بوجه الطغاة وكيف لايكون كذلك وقد أشرنا ان السدرة تستمد غذائها من الامام الحسين (عليه السلام)
6 ـ ان هناك الكثير من الاقوال للقادة الالهيين لا تفهم فهماً واقعياً الا بعد حين وهذا يتطلب منا مراجعة اقوالهم وايجاد المصاديق الخارجية لها وذلك لفهم مايدور حولنا ويمكن اعطاء عدة امثلة على ذلك منها :-
1- قول السيد الشهيد (قدس) كلا كلا اسرائيل , كلا كلا امريكا في بادي الامر قد فهمت على رفضه للباطل ولاسرائيل وامريكا ولكن بعد دخول القوات المحتلة اراد ان يبين لنا ان نكون رافضين لوجودهم مقاومين لهم .

2 ــ قول السيد الشهيد قدس سره في اللقاء الرابع حيث قال يحتاج الشعب العراقي لو صح التعبير إلى قيادة لاتمثل التقليد يقلدون شخصاً ويأتمرون بشخص اخر بعنوان الوكالة أو بأي عنوان اخر لكي يرتبهم
الشيعة والحوزة لاتكون بدون ترتيب واذا لم ترتب تقع بأيدي ناس ليسو لهم أكفاء ماكرين وطلاب دنيا
3 ــ أمر السيد القائد بالمسير الى مرقد السيد الشهيد (قدس) في ذكرى أستشهاده حيث انه يمكن القول أن فوائد هذا الامر لايفهم بالشكل المطلوب الا بعد حين وهذا ما بينه الاستاذ علي الزيدي في كتابه لماذا المسير الى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) وبالتحديد في النقطة الحادي عشر منه حيث قال :-
في المسير الايماني الطويل الذي عاشته البشرية الكثير من الامور التي كانت تصدر من القادة الالهيين سواءً الانبياء منهم او الاولياء والصالحين , تكون في حينها غريبة بعض الشيء بل قد تصل في بعض الاحيان الى انها مخالفة للعقل والعرف الاجتماعي العام ولذلك في الغالب كانت تواجه بالمعارضة والاستهزاء الى ان تظهرلهم الحكمة من ورائها بعد حين 0 فعلى سبيل المثال أمر نوح (ع) ببناء السفينة مع عدم وجود أي معلم يدل على الاحتياج اليها
وكذلك امر طالوت لاصحابه بعدم شرب الماء مع وجود النهر وشدة التعب والارهاق والعطش على اصحابه او حتى افعال العبد الصالح مع موسى (ع) بالرغم من انها كانت افعالا بظاهرها معادية للانسانية بشكلها العام فخرق السفينة وقتل الطفل وبناء الجدار لأناس لايستحقون ذلك كلها امور يرفضها المجتمع الانساني ولايتقبلها بوجه ولكن العجيب في ذلك كله ان الحكمة قد ظهرت فيما وراء تلك الافعال وما ذلك الا لضيق أفق عقل الانسان وانه مهما اوتي من العلم والنباهة والحكمة فأن الاشياء بجانبها الظاهري وحدة لاتقاس ولا يحكم عليها بل نحتاج في الكثير منها الى التأني في اصدار الاحكام والصبر على نهايات الامور فلعل الخير كل الخير في نهاياتها ولا تعرف النتائج ولايكتب النجاح والفشل الا بالخواتيم ولعل هذا الامر بالمسير الى قبر السيد الشهيد (قدس) فيه منحى من هذه المناحي الالهية التي قد خفيت علينا نتائجها في المستقبل وحينئذ فما علينا الا ان نمتثل هذا الامر حتى لايكون بعد حين حسرة علينا يصعب اطفاءها وتداويها
7- ان هناك باب من ابواب الصحن الشريف للامام الحسين (عليه السلام ) يسمى بأسم باب السدرة وقد سمي بهذا الاسم تيمناً بتلك السدرة المذكورة في الحديث ويمكن القول ان المصلح يبقى ذكره على الالسن وان جهد الظالمون اطفاء نوره وذلك لارتباطه بالمعصوم (سلام الله عليه ) فشاء الله ان يضع يده على اولياءه شاء الناس أم أبو
نتائج البحث :
1 ــ أن الطغاة وعلى مر العصور حاربوا الحسين (عليه السلام)
بكل الاشكال فمرة بحرث القبر الشريف وأخرى بأعفاء أي
علامة تدل عليه وثالثة بمنع الناس من زيارته ورابعة بقتل كل
من سار على نهجه .
2 ــ أن المصلح ألالهي دالاً بوجوده على المعصوم بشكل عام وعلى الحسين (عليه السلام) بشكل خاص لذا سعى الطغاة الى
محاربته والتخلص منه لأنه يمثل علامة دالة على نهج الحسين
(عليه السلام) بعد أن كثر المشوهين
3 ــ أن المصلح ألالهي لا بد أن يتمتع بعدة صفات منها على سبيل المثال لا الحصر :
أــ دائم ومتنوع العطاء مستمداً ذلك من المعصوم (عليه السلام)
ب ـ ثورياً رافضاً للظلم بكل أشكاله
ج ـ ممهداً للأمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)
4 ــ يجب مراجعة أقوال القادة الالهيين وخطاباتهم بين الحين والآخر وأيجاد مصاديق لها في الخارج وذلك لأن الكثير منها لا يفهم فهماً واقعياً في حينها .
أسئلة حول البحث :
سؤال / كيف نثبت إن السدرة تستمد غذائها من الإمام الحسين عليه السلام؟


يمكن الجواب ضمن النقاط التالية :
1 – انه من المعلوم ما لتربة كربلاء بوجه عام وتربة القبر الشريف لابي الاحرار بشكل خاص من مزايا انفردت بها وما ذاك الا لشرفية الجسد المقدس للامام الحسين عليه السلام او قل كما يعبرون لشرفية المكين حتى ورد عن المعصوم قوله ( ...... والشفاء في تربته ) فنرى انه قد نسب تلك التربة للامام الحسين عليه السلام

2 – ان تراب الحائر الحسيني والقبر الشريف يختلف عن باقي التراب لانه قد تعطر بعطر الحسين سلام الله عليه ولعل هذا ما اشارت اليه رواية جابر بن عبد الله الانصاري عند زيارته القبر الشريف والتعرف عليه من خلال رائحة تراب القبر الشريف

3 – انه من المعلوم ان الشجرة تستمد غذائها من التربة وبفعل كونها نابتة بالقرب من القبر الشريف فهي تستمد غذائها من تراب ذلك القبر الذي تميز بمزايا عالية كان السبب فيها هو الحسين سلام الله عليه اذن يمكن القول ان هذه الشجرة بالتحديد غذائها مختلف عن باقي الاشجار لاختلاف التراب الذي تتغذى عليه ومنشأ هذا الاختلاف هو وجود الجسد الطاهر للامام الحسين سلام الله عليه وبالتالي يمكن القول ان هذه الشجرة تستمدغذائها منه صلوات الله وسلامه عليه





المصادر: .
1ـ القرآن الكريم .
2 ـ التشريع الاسلامي مناهجه ومقاصده /محمد تقي المدرسي /ج6
3 ــ الامالي / الشيخ الصدوق
4 ــ التبيان للشيخ الطوسي / ج9 ص414
5 ــ الميزان في تفسير القرآن /ج19 ص17
6 ــ نفس المصدر /ج20 ص30
7 ــ لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً / الاستاذ علي الزيدي
8 ــ نفس المصدر /ص99
9 ـ أضواء على ثورة الامام الحسين / السيد محمد الصدر /ص115
10 ـ من خطب السيد الشهيد / الجمعة 32
11 ــ نفس المصدر / الجمعة 35
12 ــ من لقاءات السيد الشهيد محمد الصدر / اللقاء الرابع
13 ــ لماذا المسير الى مرقد السيد الشهيد (قدس) /الاستاذ علي الزيدي /ص33
14 ــ من أقوال الأمام الحسين (عليه السلام) .





 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

أبو زينب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2013, 03:46 PM   #2

 
الصورة الرمزية ناصر الحوزة الناطقة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 291
تـاريخ التسجيـل : May 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلد التمهيد
االمشاركات : 1,140

افتراضي رد: لعن الله قاطع السدرة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث قيم ورائع وربط موضوعي جزاك الله خير الجزاء اخي الغالي ابو زينب

وفقنا الله للثبات والا ستظلال بظل المخلص الذي يمثل مصداقا لهذه الشجره المباركة

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على موحد الصفوف قائدنا المقتدى (اعزه الله)

ناصر الحوزة الناطقة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2013, 03:48 PM   #3

 
الصورة الرمزية الطالب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 374
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,133

افتراضي رد: لعن الله قاطع السدرة

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله كل خير على البحث الرائع

 

 

 

 

 

 

 

 

الطالب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2013, 05:11 PM   #4

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,258

افتراضي رد: لعن الله قاطع السدرة

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-2013, 05:14 PM   #5

 
الصورة الرمزية خادم الامير

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1728
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 196

افتراضي رد: لعن الله قاطع السدرة

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي ابو زينب على هذا البحث القيم والجميل
ووفقك الله للمزيد

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم الامير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 05:39 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024