العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام )

منبر ملحمة عاشوراء الحسين (عليه السلام ) مواضيع ملحمة الخلود وثورة الإباء في طف كربلاء

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-2012, 09:45 PM   #1

 
الصورة الرمزية المؤمل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1721
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : البصرة
االمشاركات : 152

بقلمي تأملات في زيارة الناحية المقدسة

يقول بقيّة الله الأعظم الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف في زيارة الناحية المقدّسة، مخاطباً جدّه أبي عبد الله الإمام الحسين:
«فلما رأين النساء جوادك مخزيّاً».
فيصف حالة جواد الإمام وقد نظرت إليه النسوة من آل البيت سلام الله عليهم عند وصوله إلى المخيّم بلا فارس وكأنّه يخبرهنّ بالفاجعة العظيمة، فرأينه (أي الجواد) مخزيّاً: تبدو عليه علامات الأسى، مطأطئاً رأسه حزيناً وكأنّه يحسّ بالتقصير بسبب عجزه عن إغاثة مولاه الإمام الحسين.
ثمّ يمعن عجل الله تعالى فرجه الشريف في الوصف قائلاً:
«ونظرن سرجك عليه ملويّاً».
مشيراً لما جرى على الإمام من خلال وصف حالة الجواد.
فالسرج هو ما يوضع على الفرس لجلوس الراكب، ويوثق بالجواد بكلّ استحكام لئلاّ يقع الراكب من الفرس حين عَدْوه، وإذا ما وقع الفارس من جواده دون اختياره يلتوي السرج إلى الأسفل.
ويستمرّ الإمام عجل الله تعالى فرجه فيصف ما آل إليه الأمر من حال النساء بقوله:
«فبرزن من الخدور ناشرات الشعور».
الخدور: جمع خدر، وهو ـ في اللغة ـ ما يُتوارى به، والخادر: كلّ شيء منع بصراً فقد أخدره، ولذلك يُطلق على الظلمة خدراً، فالخدر إذاً هو الستر الذي لا يكشف؛ فيكون معنى هذه العبارة: أنّ بنات الرسالة قد خرجن من خبائهن الشديد الستر.
أمّا قوله عجل الله تعالى فرجه الشريف: «ناشرات الشعور» فيمكن تصويره كالتالي: كان من المتعارف عند العرب سابقاً أنّ المرأة إذا فقدت عزيزاً عليها تبقى فترة من الزمن محزونة لمصابه، لا تفعل حتى البسمة، لفقده، علاوة على هذا فإنّها وفي ظروف كهذه تفتح ضفيرتها ـ مع مراعاة الستر والحجاب ـ كعلامة لشدّة المصيبة، ومازالت هذه العادة موجودة في العراق وربما في مناطق عربية أخرى أيضاً. وليس المراد من العبارة كما قد يتصوّر بعض الناس أن المخدّرات خرجن من الستر ورؤوسهن مكشوفة ـ والعياذ بالله ـ .
إذاً فيكون معنى «ناشرات الشعور» فتح الظفائر تحت المقانع لشدّة المصاب، بعد أن ربطن المقانع على رؤوسهن بإحكام امتثالاً لأمر أبي عبد الله سلام الله عليه، فقد أوصاهنّ بذلك لكي لا يذهلن عن حجابهن من شدّة المصيبة وهول الفاجعة.
يصوّر الإمام بعد ذلك حالتهنّ بقوله:
«على الخدود لاطمات وبالعويل داعيات».
حقّاً: إنّ كلّ كلمة في هذه الزيارة تعبّر عن مصيبة عظيمة. فتارة يدعو الإنسان شخصاً، وأخرى يناديه برفيع صوته، وكلاهما لا يقال له عويل، إنّما يكون العويل حينما يبكي الإنسان ويصيح برفيع صوته. وهذا معناه أن العلويّات خرجن من المخيَّم إلى مصرع سيّد الشهداء¬ ـ ولم تكن المسافة بينهما بعيدة ـ وهنّ مهرولات باكيات يصرخن بأصواتهن مناديات: وامحمداه، واعلياه، وافاطمتاه، واحسناه، واحسيناه، واجعفراه، واحمزتاه، ولسان حالهن: يارسول الله إحضَر اليوم في كربلاء، وانظر ما جرى علينا، وأنت يا أبتاه يا أمير المؤمنين احضر وانظر حالنا. ثمّ إنّه سلام الله عليه قال:
«وإلى مصرعك مبادرات»
فقد تسابقت العلويّات صغارهنّ وكبارهنّ إلى مصرع سيّد الشهداء ولا يُعلم لماذا أسرعن؟ فربما أسرعن ليدركن لحظة من حياة الإمام أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه أو أسرعن لشدّة اللوعة أو لغير ذلك.
في عصر اليوم العاشر من المحرم وتحت وطأة الغبرة وشدّة المحنة أرسل عمر بن سعد لعنه الله الرؤوس الشريفة نحو الكوفة، وبات هو وجماعته وكذلك بقيّة أهل البيت في كربلاء، وفي ظهر اليوم الثاني سيقت السبايا من كربلاء إلى الكوفة، والمسافة ـ كما ينقل المؤرّخون ـ ثلاثة منازل أي ما يعادل مسير ثلاثة أيام.
لقد أمر ابن سعد ـ كما روى المؤرّخون، ومنهم صاحب البحار ـ أن تتحرك قافلة الأسارى عصر يوم الحادي عشر نحو الكوفة فوصلت إليها صباح اليوم الثاني عشر؛ ممّا يدلّ على شدّة السرعة التي سيقوا بها.
وقد أشار بقيّة الله الأعظم عجّل الله تعالى فرجه الشريف إلى حال سبي العلويّات مخاطباً جدّه قائلاً:
«وسُبـي أهلُك كالعبيد وصُفِّدوا في الحديد»
فقد قادهنّ القوم كما كان المشركون يقودون عبيدهم فتنكّروا لما كان من رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما في معاملة أسراهم المشركين بإنسانية ورفق.
لقد خرج المشركون في بدر وغيرها لمقاتلة النبي صلّى الله عليه وآله وقصدوا بذلك قتله، وعندما اُسر بعضهم في إحدى المعارك لم يستطع النبي صلّى الله عليه وآله أن ينام طيلة تلك الليلة بسبب أنين واحد منهم، أمّا بنو أمية فقد أسروا ذريّة النبيّ صلى الله عليه وآله ولم يرقّوا لحالهم أبداً.
أما الصفد فهو أن تُغلّ يدا الإنسان إلى عنقه أو إلى الخلف بالأغلال وتُجعل القيود حول جسده ثمّ تقفل.
نعم، بمثل تلك الحال ساقوا أهل بيت النبي من كربلاء إلى الكوفة في ليلة واحدة، فقد قيّد أتباع يزيد جميع العلويّات بالأغلال بما فيهم العلويّات الصغار والأطفال، وكان من ضمنهم الإمام الباقر وطفلان للإمام المجتبى، فضلاً عن الإمام السجّاد سلام الله عليهم أجمعين.
أمّا الحالة التي سيقت بها قافلة الأسارى فقد أشار إليها الإمام الحجّة بقوله: «فوق أقتاب المطيات».
فإنّ الذي يركب الفرس أو الحمار أو غيرهما من الدوابّ عادةً لا يحتاج إلى محمل أو غيره لأنّ ظهور هذه الحيوانات مستوية، وإن كان يفضّل أن يوضع على أظهرها قماش وما أشبه، أما بالنسبة للجمال فالأمر يختلف تماماً؛ لأنّ أظهرها غير مستوية، ولذلك يضعون عليها القتب المعمول من الخشب ويربطونها جيّداً لئلاّ يقع الراكب، ثمّ يضعون على الأقتاب فراشاً ليجلس الراكب عليه بلا ألم.
يُنقل أنّ ابن سعد اتّخذ لنفسه وأصحابه هوادج أعدّوها لنوقهم، أمّا الجمال التي أُركب عليها أهل البيت فكانت أقتابها مجرّدة حتى من أبسط شيء يمكن أن يحمي راكبها إذا اعتلاها.
يعبّر العلامة المجلسي في (البحار) عن حال أهل البيت بما فيهم النساء والأطفال قائلاً: وأفخاذهم تشخب دماً.
فمن الطبيعي أنّ الجمال حينما تجدّ في السير، وراكبوها على هذه الحالة تشخب أفخاذهم دماً؛ فقد عزم الظالم على إيصالهم إلى الكوفة على أشدّ ما يكون الإيلام.
ثمّ يمعن الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف في وصفه، قائلاً:
«وأيديهم مغلولة إلى الأعناق».
ولو لاحظتم كتب المقاتل تجدون أنّ عمر الإمام السجّاد صلوات الله عليه كان آنذاك قد تجاوز العشرين عاماً أي إنّه كان شابّاً ولم يكن حَدثاً، حتى ينقل أنّ ابن زياد أمر أحد الشرطة ـ وآهٍ من شرطة الظلمة ـ أن يذهب ويرى الإمام السجّاد سلام الله عليه فإن وجده شابّاً قطع رأسه ولكنّه عندما رآه لم يفعل؛ ممّا يدلّ على أنّ الإمام سلام الله عليه قد نحل بدنه وذاب جسمه إلى درجة، بحيث تصوّر الظالم أنّه دون سنّ الشباب، نتيجة لما مرّ عليه عليه السلام من الأهوال وعظم المصائب التي رآها في كربلاء فضلاً عن الطريق الذي قادوهم فيه وأيديهم مقيّدة الى أعناقهم من كربلاء إلى الكوفة.
حتى أنّ أوداج الإمام السجّاد سلام الله عليه كانت تشخب دماً من أثر الأغلال والقيود التي قيّدوه بها طيلة المسير. فمن عصر اليوم الحادي عشر إلى صباح اليوم الثاني عشر كان الأعداء يسيرون بأهل البيت سلام الله عليهم مقيَّدين والدماء تنزف منهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
المؤمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-2012, 10:15 PM   #2

 
الصورة الرمزية الحاج

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 149
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,294

افتراضي رد: تأملات في زيارة الناحية المقدسة

تحليل وشرح موفق لربما لم يصل اليه الكثير من اهل المنابر
وفقك الله للمزيد بحق محمد واله الطاهرين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2013, 03:12 PM   #3

 
الصورة الرمزية الراغب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 168
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 1,427

افتراضي رد: تأملات في زيارة الناحية المقدسة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعــــــــــــــــــــــــن عدوهم
بارك الله فيك أخي الغالي
موفق

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الراغب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2013, 08:51 PM   #4

 
الصورة الرمزية ام علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 218
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,633

افتراضي رد: تأملات في زيارة الناحية المقدسة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

بارك فيك على هذا التوضيح وجعله في ميزان اعمالك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ام علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2013, 03:53 PM   #5

 
الصورة الرمزية صاحب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 788
تـاريخ التسجيـل : Dec 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : النجف
االمشاركات : 816

افتراضي رد: تأملات في زيارة الناحية المقدسة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعــــــــــــــــــــــــن عدوهم
بارك الله فيك أخي الغالي

(المؤمل)

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
صاحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 01:17 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024