العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2012, 08:38 PM   #1

 
الصورة الرمزية اخوكم في الله

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 676
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : النجف
االمشاركات : 505

للأهمية حبيب ،بن ، مظاهر، كلمة ، حسينية ، اجتماعية ، عالية ، المضامين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
(حبيب ابن مظاهر الأسدي كلمه حسينيه إجتماعيه عالية المضامين )
ذكر الأستاذ علي الزيدي في كتابه أسئلة معاصره حول الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في جواب السؤال الثاني عشر ص 161ــــ168 مجموعة من النقاط فيما يمكن أن يكون واقعا في بيان وجه الحكمة من قراءة الأدعية التي تعجل الفرج وتحفظ الإمام عليه السلام أذكُرها بإيجاز ثم أبين سبب إيرادها في هذا البحث .
أولا: ( ذِكر الله تعالى )...وذكر الله خير على كل حال ...
ثانيا: (العود علينا بالخير )..كون الإمام في خروجه سوف يملأ الارض قسطا وعدلا وسننعم ببركة ذلك القسط والعدل بما لا عين رأت ولا أُذن سمعت
ثالثا: (تحمل المسؤولية )....تعطي بصمة ودليل على إنك من المؤمنين المتلهفين للقاء إمامهم ومن الذين يشعرون بدورهم ومسؤوليتهم الشرعية تجاه الإمام المهدي عليه السلام ....
رابعا: ( الدعاء سبب لتغيير الواقع ).فأعطى الله تعالى بالدعاء قناة يمكن من خلالها أن نغير الكثير من أُمورنا وواقعنا المتدني إلى واقع افضل وأ كمل ..
خامسا: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان )...وبالنتيجة يكون من قراءتنا لأدعية الفرج وحفظ الامام خيرٌ للداعي نفسه وانه هو المستفاد من ذلك العطاء الذي سوف يستتبع الدعاء ...لان الامام هو ينبوع الخير والإحسان وهو المصداق الاكبر للقرآن الكريم وآياته
سادسا: (التضرع الى الله ). ان الدعاء بالفرج وتعجيله يعود بمعنى من المعاني الى التوجه والطلب من الله تعالى ان يكمل ويسهل طرق الوصول الى تحقيق الشرط الثالث وهو اكتمالأفراد القاعدة الصالحة لكي يتمكن الإمام من الظهور وإملاء الارض قسطا وعدلا .
سابعا: (فاذكروني أذكركم ) ... فنحن عندما نقرأ الدعاء وخصوصا دعاء العهد والمداومة عليه فإننا ذكَرنا الإمام المهدي عليه السلام وطلبنا خروجه ونصرته بإخلاص وعندها سيذكرنا كما ذكرناه ...ولا يخفى ما سينال الفرد عندما يذكر إمامه من خير وبركة لان ذكر الامام للفرد ليس كذكر الفرد للإمام وذلك للفارق بين المعصوم وغيره وعليه لايمكن عد وحصر بركة هذا الذكر من قبل الإمام عليه السلام وحينها يكون الخاسر من خَسر بركة قراءة الدعاء للإمام عليه السلام . (انتهى كلام الاستاذ الزيدي)
فعند قراءتي لهذه النقاط ذات المضامين العالية وجدتها بالإضافه الى ما تحمله من توضيح يخص السؤال الذي وضعت من اجله فإنها تخاطبني انا الذي اسمي نفسي شيعيا وأروم ان اكون جنديا في جيش الامام المهدي عليه السلام وتحثني على ان اقدم شيئا مهما كان متواضعا كمساهمه مني في نصرة إمامي ابا الاحرار وثورته الخالدة وكان لكل نقطه من تلك النقاط حديث معي
فحدثتني النقطة الاولى قائلة : ان ذكر الامام الحسين عليه السلام وثورته خير على كل حال
وقالت النقطة الثانية : ان نصرتي لإمامي الحسين عليه السلام وأهدافه الخالدة ستعجل بظهور امامي عجل الله تعالى فرجه مما يجعل البشرية تنعم بالخير والعدل .
ثم تحدثت النقطة الثالثة وقالت : كن من الذين يتحملون المسؤولية وقدم ما تستطيع لنصرة امامك الحسين عليه السلام .
وتكلمت النقطة الرابعة قائلة: ان الحسين عليه السلام وثورته قناة وهبها الله تعالى لنا لنغير من خلالها الكثير من الامور ومن واقعنا المتدني الى واقع افضل وأكمل.
وجاء دور النقطة الخامسة فقالت: ان الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه ومن يمثله في كل زمان هم ينبوع الخير والإحسان فقدم لهم ما تستطيع واشرب من ذلك الينبوع حتى ترتوي .
ولم تطق النقطة السادسة الانتظار فانفجرت قائله : ان فهمي لما يريد الحسين عليه السلام ونصرتي له بما أُوتيت من قوة هو بمثابة التضرع الى الله تعالى لكي يسهل عليّ طرق التكامل لأكون عنصرا فعالاً وجندياً مساهماً في نصرة إمامي الحاضر الغائب عجل الله تعالى فرجه ومشاركاً في تحقيق العدل الالهي .
وما ان اكملت النقطه السادسة حديثها بادرت النقطه السابعة لتختم الحديث فقالت: ان الحسين عليه السلام هو تجسيد لصفات الله تعالى والله تعالى هو العليم الذي لاينسى من ذكره ولاينقص من شكره ولا يخيب من دعاه ولا يقطع رجاء من رجاه .فكيف ينسى الحسين ذاكريه لاريب انه لاينساهم ابدا ، فكن من الذين لاينسون ذكر الحسين عليه السلام في افعالهم قبل اقوالهم

فمن هنا انطلقت ُ ممتثلا لما وجهتني به هذه النقاط لأعدَّ بحثا يتناسب و مدركاتي القاصرة آ ملا أن يكون فيه شيء من النصره لإمامي المظلوم أبي عبد الله الحسين عليه السلام . وأُقدمه وانأ كلي خجل من بضاعتي المزجاة لأن كل من بحث وسيبحث في شخصية الامام الحسين عليه السلام وثورته وأهدافه من الذين هم دون العصمة الواجبه لم ولن يتمكن من الاحاطة بها وبمضامينها الإلهيه ولا يمكنه حصرها في بحوث أو كتب لأن ذلك يعد تحجيما لها ، والتحديد والتحجيم لمفاهيمها الإلهيه منقصه في حق هذه الثوره العظيمة وكما قال الشاعر
تعداد مجد المرء منقصةٌ إذا *** فاقت مزاياه عن التعدادِ
فوقع نظري على رواية وردت في عدة مصادر أنقلها لكم من مصدرين ثم اتحدث عنها بما مكنني ربي عسى أن يكون في ذلك رضا لله تعالى ، ولي ولمن يقرأها صلاحا وهدى وتكامل .
المصدر الأول : بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج44 ص387
المصدر الثاني: الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي ج5 ص91

واليكم نص الرواية : ( أقبل حبيب بن مظاهر إلى الحسين عليه السلام فقال : يا بن رسول الله هنا حي من بني أسد بالقرب منا أتأذن لي في المسير إليهم فأدعوهم إلى نصرتك ، فعسى الله أن يدفع بهم عنك قال:قدأذنت لك ، فخرج حبيب إليهم في جوف الليل متنكرا حتى أتى إليهم فعرفوه أنه من بني أسد ، فقالوا : ما حاجتك ؟ فقال : إني قد أتيتكم بخير ما أتى بهوافد إلى قوم ، أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيكم ، فإنه في عصابة من المؤمنين ،الرجل منهم خير من ألف رجل ، لن يخذلوه ولن يسلموه أبدا ، وهذا عمر بن سعد
قد أحاط به ، وأنتم قومي وعشيرتي وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة ، فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا إلا كان رفيقا لمحمد صلى الله عليه وآله في عليين ، قال : فوثب إليه رجل من بني أسد يقال له : عبد الله بن بشر ، فقال : أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة ،
ثم جعل يرتجز ويقول :
قد علم القوم إذا تواكلوا * وأحجم الفرسان إذ تناقلوا

إني شجاع بطل مقاتل * كأنني ليث عرين باسل

ثم تبادر رجال الحي حتى التأم منهم تسعون رجلا فأقبلوا يريدون الحسين عليه السلام ، وخرج رجل في ذلك الوقت من الحي حتى صار إلى عمر بن سعد فأخبره بالحال ، فدعا ابن سعد برجل من أصحابه يقال له : الأزرق ، فضم إليه أربعمائة فارس ووجهه نحو حي بني أسد ، فبينما أولئك القوم قد أقبلوا يريدون عسكر الحسين عليه السلام في جوف الليل ، إذا استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات ، وبينهم وبين عسكر الحسين عليه السلام اليسير ، فناوش القوم بعضهم بعضا واقتتلوا قتالا شديدا ، وصاح حبيب ابن مظاهر الأسدي بالأزرق : ويلك ، مالك وما لنا ، انصرف عنا ، ودعنا يشقى بنا غيرك ،فأبى الأزرق أن يرجع ، وعلمت بنو أسد أنه لا طاقة لهم بالقوم ، فانهزموا راجعين إلى حيهم ، ثم إنهم ارتحلوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يبيتهم ، ورجع حبيب بن مظاهر إلى الحسين عليه السلام فأخبره بذلك فقال عليه السلام : لا حول ولا قوة إلا بالله .)
فإن صحّت الرواية يمكنني من خلالها ان أسلط الضوء على بعض النقاط وبما يمليه علَيَّ فهميَ القاصر
النقطة الاولى :- لو دققنا النظر في الرواية وسألنا أنفسنا لماذا بادر حبيب رضوان الله تعالى عليه وطلب الإذن من الإمام الحسين عليه السلام لدعوة قومه إلى نصرة الحق المتمثل بالإمام الحسين عليه السلام ،وما هي قراءتنا حول اذن الامام لحبيب ،وما يترتب علينا من ذلك .
وللإجابة على هذا التساؤل اعرض مجموعه من الأُطروحات
الأُطروحة الاولى :- إن حبيب رضوان الله تعالى عليه قد تربى على يد المعصوم التربيه التي تؤهله لأن يكون مصداقاً لقوله تعالى (قو انفسكم وأهيلكم نارا وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين ) فتحرّك رضوان الله عليه من موقع المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه هذا الحي من بني أسد كونه زعيما لقبيلة بني أسد وكل راعٍ مسؤول عن رعيته فأراد لهم الخروج من ذل خذلان الحسين عليه السلام إلى عز نصرته وأراد لهم الشرف الخالد في الدنيا والآخرة ، وهذا ما كان واضحا في خطابه لهم رضوان الله عليه بقوله (إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم ....... وأنتم قومي وعشيرتي وقد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة ....) فلم تحمل دعوته لهم أي منطوق قبلي عشائري ، وإنما كانت دعوه الهيه خالصة .
الاطروحة الثانية: ان هذا الحي من بني اسد ربما لم يكن ضمن عشيرة بني اسد التي أعطت العهود والمواثيق لمسلم بن عقيل عليه السلام ثم أخلفت كون هذا الحي كان بعيدا بعض الشيء عن الكوفة فأراد حبيب ان يستنهضهم لنصرة الحسين عليه السلام ويحذرهم من عدم نصرته لئلا يكبهم الله على مناخرهم في نار جهنم وحتى يكون فارغ الذمة امام الله تعالى من ناحيتهم فهو لم يذهب اليهم إلا وهو يحتمل ان هناك من يجيب دعوته منهم لما له من الوجاهة والكلام المسموع لدى بني اسد .
الاطروحة الثالثة: إن ايمان حبيب بممثلية الحسين عليه السلام لله تعالى وفهمه لما يريد الحسين وفناءه بالحسين عليه السلام دفعه لان يقدم كل ما يستطيع من أجل نصرة الحسين عليه السلام حتى لايكون مقصرا أمام قائده وإمامه .فكان ذهابه الى حي بني أسد جزء مما قدمه رضوان الله تعالى عليه.وهذه رسالة لكل من يعتقد ان لديه قائدا الهيا يأخذ بيده الى مرتبة الشرف في الدنيا والآخرة ،رسالة عليه ان يفهمها ويطبقها، عليه ان يقدم كل ما بوسعه من اجل طاعة قائده الالهي ورضاه لان رضاه هو رضا الله تعالى وهو باب التأهيل لنيل شرف الإنتماء الى جيش الله ، جيش الامام المهدي عليه السلام .
الأُطروحة الرابعة :ان الحسين عليه السلام إمام معصوم بالعصمة الواجبه وهو من الخمسه أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهو لا يصدر منه أي فعل او تصرف عبثي حاشاه من ذلك بل ان الحكمة تفيض من كل حركاته وسكناته وأفعاله وأقواله وتصرفاته .ولا اعتقد ان اذنه لحبيب عليه السلام في دعوة حي بني اسد خالي من الحكمة بل ان فيه ثمرة ان لم تكن انية فهي ثمرة مستقبلية لكل الاجيال جيلا بعد جيل.ابينها في النقاط التالية :
اولا: اراد منا الحسين عليه السلام أن نتخذ من حبيب رضوان الله تعالى عليه قدوة في تعاملنا مع العصمة ونكون محلا لثقة المعصوم أومن يمثله وهذا لايتأتى إلا بالجهد الجهيد وقتل النفس الامارة بالسوء والصبر على البلاء والتحلي بالأخلاق وغيرها من الصفات التي اذا تحلى بها الفرد المؤمن جعلته اكثر فهما وقربا من العصمة وهذا هو نفسه ما اراده منا قائدنا الالهي السيد مقتدى الصدر فوضع دستورا لكل من اراد الانتماء الى الجيش العقائدي الشريف جيش الامام المهدي عليه السلام.من طبقه حقا وحقيقة اصبح جنديا في جيش الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه لأنه سوف يفهم ما يريد منه القائد قبل ان يطلب منه ذلك .
ثانيا: اراد الحسين عليه السلام مِن كل مَن له وجاهه وكلمة مسموعة في مجتمعه الذي يعيش فيه أن يكون على مستوى المسؤولية في حمل الرسالة والدعوة الى الله ،سواء كان زعيما لقبيلة أو أبا لأسرة أو أخا لمجموعة أو غيرها كما ورد في الدعاء (اللهم اجعلنا من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك)وهذا لايكون إلا اذا كان الفرد يمتلك عدة مقدمات منها :
1ـ أن يكون ذا ثقافة اسلامية تؤهله لان يطبق شريعة الله في مجتمعه الذي يسمع له ويطيع (ولا يتعدى حدود الله فيصبح من الظالمين).مما ينتج مجتمعا اسلاميا مثقفا لاتنطلي عليه الألاعيب ولا يلدغ من جحر مرتين ولا تتجرأ عليه الحكومات الظالمه بل يمكنه أن يفعل ما يرضي الله رغم أنوف الظالمين والساسة الدنيويين
2ــ ان يكون أول المضحين حتى يصبح مصداقا للتضحية ورمزا لها.
3-ان لايكون خذلان مجتمعه له سببا في تخاذله
الأطروحة الخامسة : ان ذهاب حبيب الى قومه قد يكون من باب إلقاء الحجة .
النقطه الثانيه : ورد في الرواية إن تسعين رجلا من حي بني أسد أستجابوا لدعوة حبيب ابن مظاهر رضوان الله تعالى عليه وتوجهوا في جوف الليل للإلتحاق بالحسين عليه السلام ونصرته . إلا ان أربعمائة رجل من عسكر عمر ابن سعد بقيادة الأزرق حالوا بينهم وبين ما يريدون .
ولو تأملنا في هذا الحدث من الرواية يقدح في الذهن عدة امور
الامر الاول: ان هذا العدد من الرجال الذين قصدوا معسكر الحسين عليه السلام لم يكونوا بالمستوى المطلوب الذي يؤهلهم للالتحاق بالحسين عليه السلام مع الثلة الذين وصفهم حبيب رضوان الله عليه في نفس الرواية بقوله(فانه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من الف رجل ، لن يخذلوه ولن يسلموه ابدا)
هؤلاء الثلة الذين قال عنهم الاستاذ علي لزيدي في كتابه أسئلة
معاصرهحول الامام المهدي ص 236(بأنهم اللبنة الاولى للأجيال في نصرة الائمة عليهم السلام ولولاهم لما تمكن أي فرد من تقديم النصرة لأي معصوم بعد الامام الحسين عليه السلام وبالخصوص نصرة مولانا صاحب العصر والزمان الامام المهدي عليه السلام )
فكان لا بد من امتحان يسبق الامتحان الاكبر .فان نجحوا فيه عبروا الى ضفة الحسين عليه السلام لان الرغبة وحدها في نصرة الحق لا تكفي ،والرحلة مع الحسين تتطلب ما قاله الحسين عليه السلام (من كان باذلا فينا مهجته موطننا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فاني راحل مصبحا ان شاء الله تعالى )
لكننا نرى ان هذه المجموعه من بني أسد لم يكونوا بهذه المواصفات لأنهم فروا من الموت بالرغم من قرب المسافة بينهم وبين معسكر الحسين عليه السلام كما في الرواية (بينهم وبين عسكر الحسين عليه السلام اليسير )
قال تعالى في سورة الانفال الآية(65) ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مئتين وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ.....). فهم لم يصبروا، لم يستطيعوا أن يكملوا الى نهاية الشوط ،فكثير من حالات الفشل كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من الهدف عندما أقدموا على الاستسلام .

الأمر الثاني :ـ قال تعالى في سورة البقرة اية 249(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ...)
يمكنني القول ان هؤلاء الجماعة من بني اسد هم مصداق لقولة تعالى (إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ...) فهم لم يكونوا من الفاشلين مئة بالمئة في نصرة الحسين عليه السلام كالذين قاتلوه مباشرة أو الذين خذلوه ،ولا هم من الذين نجحوا معه مئة بالمئة
ولكنهم حاولوا أن يتقدموا خطوة الى الأمام ، بادروا الى نصرة الحسين عليه السلام إلا إن الامتحان كان صعبا جدا لاينجح فيه إلا من امتحن الله قلبه بالإيمان كحبيب رضوان الله عليه الذي تمكن من دون هذه الجماعه من العبور والالتحاق بسيد الشهداء عليه السلام.
ولكننا نعلم ان الله تعالى لايضيع اجر المحسنين اذا كان هذا الاحسان خالصا لوجهه تعالى ،وان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ،أي ان أي عمل صالح خالص لله مهما كان قليلا فانه يساعد في توفير مقدمات التكامل،والأعمال بخواتيمها كما يعبرون
فيمكن القول إن هذه الخطوة التي قدمتها هذه المجموعة هي التي أهلتهم لنيل شرف دفن أجساد الشهداء مع الإمام السجاد عليه السلام إضافةً الى التحاق أغلبهم بجيش المختار الثقفي لما شعروه من ألم وحسرة لأجل ضياع الفرصة الذهبية التي كان بينهم وبينها اليسير .

الامر الثالث: إن ماقلته في الامر الثاني ليس بصدد الدفاع عن هذه المجموعه وإنما هو ماقدح في ذهني وربما كانوا ممن سمع واعية الحسين بعد حادثتهم تلك ولم ينصروه فيكونون ممن اكبهم الله على مناخرهم في نار جهنم .
الامر الرابع: قد لايكون ذهاب حبيب رضوان الله عليه الى هذا الحي هو الدعوة الاولى لهم لنصرة الحسين عليه السلام بل قد يكون من باب ذكر ان نفعت الذكرى ..وان الذكرى تنفع المؤمنين فإن قدوة حبيب وهو الإمام الحسين عليه السلام لم يترك النصح والتذكير من حين خروجه الى حين استشهاده خلال عدة مواقف لأن الحسين عليه السلام تجسيد لرحمة الله تعالى على الارض فهو لايريد لأحد ان يدخل النار فبذل ما بوسعه من اجل ذلك وهذا هو ديدن المصلحين الالهيين على مر الاجيال ونحن نرى اليوم قائدنا المفدى مقتدى الصدر له اسوة حسنة بجده الحسين عليه السلام فهو يدعو كل من إنحرف عن جادة الحق الدعوة تلو الدعوة بدون كلل أو ملل لأنه هو من يمثل الحق حقاً وحقيقةً .
الأمر الخامس : ان ما وددت الاشارة اليه وقد ذكرته ضمنا في الامر الاول والثاني هو كما يلي :
1-ان هناك امتحانات كثيرة وفرص تسبق الامتحان الاكبر وهو التأهيل لصحبة الامام المهدي عليه السلام فعلينا ان لانضيع هذه الفرص قدر الامكان فكم من فرصة ضاعت بسبب التهاون او قلة الصبر او الانشغال بالدنيا او التقصير في حق الاخوة الايمانية او التقصير في طاعة القائد الالهي وغير ذلك كثير .
2-علينا ان نسعى لكي نكون من الذين يبذلون مهجهم من أجل الحق وأهله ، وإن التقصير في هذا الجانب يجعلنا ممن لا يقع عليهم الاختيار ليكونوا جنوداً حقيقيين في الجيش العقائدي المساهم في تشييد صرح العدل والتوحيد.
3- علينا ان نبذل جهدنا حتى لانكون من مصاديق قوله تعالى (الامن اغترف غرفة بيده ) أي من اصحاب الإستراتيجية المتأرجحة التي تميل نحو الموقف المتهاون دائما بل علينا ان نحسم امرنا لأن العمر يمضي والإمتحانات تصعب وقائدنا يعاني ويتألم
اسئلة حول البحث
السؤال الاول : الى أي أطروحة تميل عندما طرحت أطروحات حول ذهاب حبيب الى قومه ؟
الجواب : أميل الى ان الله تعالى لايضيع خطوة من عبد خطاها خالصة لوجهه تعالى
السؤال الثاني: هل يمكن لنا أن نقول إن هؤلاء الجماعه الذين قَدِموا مع حبيب من حي بني أسد لم تتهيأ لهم الظروف كي يناصروا الإمام الحسين عليه السلام؟
الجواب: لايمكن لنا أن نقول ذلك ، لأن الظروف جميعها قد تهيأت لهم وحصلت لهم الفرصة بل فُتح لهم الباب على مصراعيه فقد هيأ الله لهم شخصا يحسنون به الضن وهو من الثقات لديهم ليرشدهم الى نصرة الامام الحسين .نعم يوجد هناك اشخاص قد حالت الظروف بينهم وبين الوصول الى كربلاء بحيث كانت هذه الظروف قهرية جبريه ، والبعض الاخر اعطاهم الامام الحسين عليه السلام
عذر عدم القتال كمحمد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر وغيرهم كما ورد في الشذرات للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (علاقة الحسين بمن معه ) ص81
السؤال الثالث :قد يشكل احدهم ويقول ان حبيب رضوان الله تعالى عليه صاحب مقامات عاليه ومعصوم بالعصمة الثانوية ولايفعل العبث فما هي الحكمة من ذهابه الى قومه وهو يعلم عدم نصرتهم للحسين عليه السلام مع اصحابه في كربلاء ؟
الجواب : يمكنني الاجابة عن هذا السؤال بجوابين احدهما جواب نقضي والأخر جواب حليّ
الجواب النقضي:ان ذهاب حبيب الى قومه لم يكن عبثيا وإلا لكان فعل الحسين عليه السلام عبثيا عندما خاطب المعسكر المعادي مرات عديدة وهو يعلم عدم نصرتهم له
الجواب الحلّي : يحتوي هذا الجواب على عدة أُطروحات
الأطروحة الاولى:ان حبيب رضوان الله عليه ذو وجاهه وكلمة مسموعة لدى بني اسد فيمكنه من خلال ذلك ان يستنهض هممهم ويذكرهم بطريق الحق ووجوب التضحية من اجله
الاطروحة الثانية : يمكن لنا ان نقول ان الغاية من ذهابه الى قومه هو درس مستقبلي للأجيال اللاحقة كي يكونوا على أهبة الاستعداد دائما لاغتنام الفرص ونصرة جهة الحق وهذا لايتأتى إلا بسعي الفرد لكمال نفسه وطاعته لقادته الإلهيين والابتعاد عن الغفلة وكما قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف (لقد كنا في غفلة وما زلنا في غفلة التفتوا رحمكم الله ) فكيف لغافل أن ينصر إمامه والأمر صعب مستصعب .
الأطروحة الثالثة : ان مايمكنني قوله هو أن حبيب أراد بهذه الخطوة أن يضمن أو يدخر شيئا للثورة الحسينية حيث هيأ مجموعة لديها من الحسرة والندم على عدم التضحية في سبيل الحسين مايُمكِنها من المشاركة في دفن جثث شهداء الطف .
الأطروحة الرابعة : نحن نعلم إن حبيب رضوان الله تعالى عليه كان وجيها في قومه فإذا أضفنا لها أنه قد تربى على يد العصمة تربية مركزة وعاصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام وأنه من الثلة المخلصة للحسين عليه السلام فهو ممن اكتسب العصمة الثانوية ، إذن فهو على علم بعدم إمكان التسعين من بني أسد من نصرة الحسين وبما إنهم من قبيلته ومحسوبين عليه فإن ذلك فيه شيء من العيب والحرج الإجتماعي آنذاك وهذا بحد ذاته تضحيه من قبل حبيب رضوان الله تعالى عليه بسمعته وسمعة قبيلته ، إذن فهو اراد أن يوصل لنا بأن التضحية من أجل الحق يجب أن تكون في كل شيء حتى في سمعة الفرد وسمعة عشيرته
واخيرا اقول : اللهم إنا نسألك بالحسين الشهيد واهل بيته واصحابه أن توفقنا للثبات على طريق الحق، وأن تجعلنا ممن يتخذ من الحسين وأصحابه قدوة له، ولا تجعلنا من الغافلين الذين تضيع من بين ايديهم فرصة النصرة لإمامهم وقائدهم الالهي آمين رب العالمين
والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اخوكم في الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2012, 08:56 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: حبيب بن مظاهر كلمة حسينية اجتماعية عالية المضامين

جزاك الله خير
فالحسين عليه السلام مدرسة تربويه
لاصلاح الواقع من كل جهاته
بوركت قلما يصدح بنصرة اهل البيت عليهم السلام

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2012, 09:17 PM   #3

 
الصورة الرمزية المطيع

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 372
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,480

افتراضي رد: حبيب بن مظاهر كلمة حسينية اجتماعية عالية المضامين

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خيراً اخي الغالي

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
المطيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-2012, 11:24 PM   #4

 
الصورة الرمزية خادم العسكريين

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 174
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 759

افتراضي رد: حبيب بن مظاهر كلمة حسينية اجتماعية عالية المضامين

اللهم صلعلى محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله اخي وجعلك الله من اصحاب الامام الامام المهدي (عليه السلام )

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم العسكريين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2012, 12:29 AM   #5

 
الصورة الرمزية المرابط

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 970
تـاريخ التسجيـل : Feb 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 1,109

افتراضي رد: حبيب بن مظاهر كلمة حسينية اجتماعية عالية المضامين

يازهراء
احسنت اخي بحث راقي جدا ونسئل الله ان يتقبل منك هذا الآعزاء بحق شيبت الصدر المقدس محمد محمد صادق الصدر {قدس} الشريف {وشيبت حبيب ابن مطاهر {رض}
ببركة الصلاة على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
المرابط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:36 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024