العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-2012, 04:31 PM   #1

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 143
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 64

حسين كيف نجحت الثورة الحسينية

كيف نجحت الثورة الحسينية

(( ماهي الاسس والمقومات التي من خلالها نجحت الثورة الحسينية ))

اول مقوم او اساس نجحت من خلاله الثورة الحسينية هي الارادة الالهية او قل هي المشيئة الالهية

فلولا تلك الارادة او المشيئة لم تنجح الثورة الحسينية وقبل التحدث عن هذه النقطة اريد ان اعرج عن علاقة الحسين عليه السلام مع الله سبحانه وتعالى فالحسين كانت علاقته مع الله حقيقة, ان الحسين له علاقة مع الله سبحانه وهي علاقة معشوق مع عاشقه علاقة حبيب مع حبيبه وهذا نلاحظه واضحاً من خلال الاحاديث الشريفة فالحسين سيد شباب اهل الجنة والحسين افضل الخلق بعد الرسول وعلي وفاطمة والحسن فهؤلاء الخمسة هم افضل الخلق على الاطلاق وهم موجودون في العرش قبل ان يخلق الخلق وهم انوار قدسيه يكفينا بأن الله سبحانه في حديثه القدسي:
" قال ما خلقت سماء مبنية ولا ارض مدحية ولا كواكب ولا افلاك الا لأجل هؤلاء الخمسة"
فهم بسببهم خلقت كل الخلق ولا اريد ان اطيل في هذا الموضوع ولكني اريد ان اذكر تلك الحادثة المروية والتي رواها السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره في خطبة الجمعة حيث قال:
في يوم ذهب الحسين الى احد الاماكن وخاطب ربه وناجاه بتلك الابيات الشعرية حيث قال


يا رب يا رب انت مولاه فارحم عبيداً اليك ملجاه

يا ذا المعالي عليك معتمدي طوبى لمن كنت انت مولاه

طوبى لمن كان خادماً ارقاً يشكو الى ذي الجلال بلواه

وما به علة ولا سقم اكثر من حبه لمولاه

اذا اشتكى بثه وغصته اجابه الله ثم لباه

اذا ابتلى بالظلام مبتهلاً اكرمه الله ثم ناداه

فجاءه الجواب مباشرةً من الله سبحانه وهذا تجلي واضح فأنه يقينا ان الله ليست له جارحة حتى يتكلم ولكن بالتجلي جاءه الجواب بنفس القافية حيث قال

لبيك عيدي انت في كنفي وكل ما قلت قد علمناه

صوتك تشتاقه ملائكتي فحسبك الصوت قد سمعناه

دعائك عندي يجول في حجبي فحسبك الستر قد سترناه

لو هبت الريح في جوانبه خر صريعاً لما تغشاه

سلني بلا رغبة ولا رهب ولا حساب اني انا الله

هكذا هي العلاقة بين الله والحسين عليه السلام علاقة حبيب ومحبوبه علاقة عاشق بمعشوقة فكيف يضحي الله بالحسين من دون ان يكون هناك هدف عالي يستحق التضحية بالحسين ودائماً نرى ان الله سبحانه يضحي بالقادة الالهيين فهم الوحيدون الذين يستطيعون التضحية بأنفسهم من اجل الله سبحانه وتعالى اما عوام الناس فلا يستطيعون ذلك ولهذا فأن الله سبحانه يخلق اشخاص لهم القابلية والمؤهلات يستطيعون من خلالها التضحية بأي شيء او قل بكل شيء

هذا من ناحية ومن ناحية ثانية نرجع الى السؤال لماذا اراد الله سبحانه وتعالى ان تكون تلك الثورة وتكون لها تلك القابليات والتي من خلالها اصبحت ثورة مثالية في كل شيء والشيء الذي اود قوله انه بدون تلك الثورة الحسينية لم يبقى من الاسلام اي شيء بل يبقى اسلاماً صورياً كالديانات السابقة الم نرى ان الديانة اليهودية والمسيحية اصبحت جسد بلا روح فنراها اصبحت ديانات صورية ليس لها اي روح ولهذا فأن الاسلام بعد ان ثبت اركانه الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وجعل له روحا بدأ بعد استشهاده صلى الله عليه وآله وبعد ان استلموا الخلافة بدأ الاسلام وروحه بالانخماد شيئاً فشيئاً الى ان وصل الى يزيد ابن معاوية عليه اللعنة والعذاب اصبح على الاسلام السلام واصبح جسداً بلا روح يميل به الاعداء يميناً وشمالاً فأصبح اسلاماً اموياً ولهذا كان ولابد من الله ان يضحي بالحسين واهل بيته لكي يعيد لذلك الجسد روحه الطاهرة وبالفعل فأن الاسلام وكما قيل بدوءه محمدي وبقاءه حسيني فأن الحسين بتضحيته العظيمة اعاد للأسلام روحه وبدمائه الزكية روى تلك الروح وبالفعل فأن مقولة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( ان لقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تنطفى الى يوم القيامة ) اثبت ذلك فأن كل مؤمن ترى في قلبه لوعة وحرارة وسوف لن تنطفى الحرارة الى يوم القيامة ولولا دماء الحسين واهل بيته واصحابه لما ضحى احد بدمه فأنه اسس روح الشهادة واسس التضحية بالدم وبالغالي والنفيس من اهل ومن اصحاب بل حتى تستطيع ان تضحي بالأطفال في سبيل الله سبحانه وتعالى

أما المقوم الثاني او الأساس الثاني الذي نجحت الثورة الحسينية من خلاله فهو الحسين عليه السلام قائد المعركة الرئيسي فهو الذي بيده كان نجاح الثورة أو فشلها ولكن بتلك القيادة المعصومة أستطاع الحسين أن يجعل من تلك الثورة مثالية في كل شيء , كيف لا وهو ذلك القائد المسدد من الله والمؤيد بتأييد الله والمعصوم من الخطأ مهما قل أو كثر فالحسين عليه السلام أول ما سمع بأن معاوية عليه اللعنة والعذاب قد مات بدأ بتطبيق خطته التي وضعها وهو يعلم بها مسبقاً فأن يزيد اللعين بعد أن ( ورث ) الحكم من أبيه بعث الى عامله في المدينة يطلب منه حضور الحسين عليه السلام وعبد الله بن عمر وغيرهم لأخذ البيعة منهم ليزيد , ولكن الحسين عليه السلام ولعلمه بموت معاوية ذهب ومعه ثلاثين رجلا لانه علم انه ان لم يبايع سوف يقتل وعند حضور الحسين لدى الوالي أخبره الوالي بموت معاوية وان عليه أن يبايع يزيد فرد الحسين عليه السلام قائلا مثلي لا يبايع سراً فأذا دعوت الناس الى البيعة دعوتنا معهم فأمتنع الوليد منه لكن مروان ابتدأ قائلا : ان فارقك الساعة ولم يبايع لم تقدر عليه ولكن أحبس الرجل حتى يبايع أو تضرب عنقه فقال الحسين عليه السلام يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو كذبت وأثمت , وعندها ذهب الحسين عليه السلام ولم يبايع فكانت تلك البادرة الاولى لنجاح الثورة بعدها ذهب الحسين الى مكه لاداء الحج والعمرة وهناك قد هيأ أهل بيته وأصحابه المخلصين للذهاب الى الكوفه وأخبرهم أنه سوف يقوم بمهمة كبرى لا يتحملها الا من أمتحن الله قلبه للأيمان ولذلك فأنه أعطى لكل شخص جواب يختلف عن الثاني في ذهابه الى الكوفة فالمخلص الممحص أخبره بشيء يختلف عن الفرد الذي يريد الخروج مع الامام لاغراض دنيوية أو لأجل الحصول على مكاسب دنيوية حقيرة وعندما جاءت رسل أهل الكوفة للحسين أن أقدم علينا وكان بحوالي ثمانية عشر الف كتاب ولهذا ذهب الحسين ومعه ثلاث الاف شخص منهم المخلص وأكثرهم كان ذهابهم مع الحسين لغرض دنيوي او لاستلام سلطة معينة او للتقرب الى الامام ظنا منه ان الامام سيستلم الحكم فيكون له نصيب بالمناصب ؟ ولكن حنكة الامام الحسين عليه السلام وخبرته وقيادته بدأ إخبار أصحابه جميعا أنه مقتول وأنه سوف يقتل لا محالة وأن ذهابه الى الكوفة ليس لاستلام الحكم فلهذا كان أغلب الذين ذهبوا معه أنسحبوا من الحسين وفارقوه الى مكان آخر الا أن بقي مع الحسين عليه السلام ثلة قليلة جداً وهم المخلصون الممحصون فبقي معه مئة أو أقل والباقين كلهم انسحبوا ؟ وهذا هو قمة ذكاء وخبرة المعصوم في غربلة أصحابه وأختبارهم بأكثر من اختبار , وهذا ما أراده الحسين فأنه أراد أن تكون الثورة مثالية في كل شيء ولا يشوبها أي شائبة اطلاقا . ثم جاءت لحظة الصفر لانطلاق المعركة فأنه كان قائداً مثاليا لم يتزلزل ولم يخرج ولم يمل أو ينكل بل كان قائدا شجاعاً صابراً غيوراً لم تأخذه في الله لومة لائم ولم يهمه كثرة القتل في أصحابه وأهل بيته حتى قال عنه أحد أعدائه (( أني لم أرى قط رجلاً مكسوراً قد قتل ولده وأصحابه أربط جأشاً من الحسين فكان بحق ذلك البطل المغوار الذي جعل من المعركة مثالية لوجوده قائــــــــدا لها في مختلف مراحلها .

ثالثــــــاً : أما المقوم الثالث الذي من خلاله نجحت الثورة الحسينية فهم الاصحاب رضوان الله عليهم كون المعركة لم تنجح بدون وجود مخلصين ممحصين يعينون القائد وينفذون أوامره ونواهيه فالقيادة وحدها لا تكفي ان لم يوجد الناصر والمعين ولهذا فأن الحسين عليه السلام أختبر أصحابه فوجدهم كما قال الحسين عليه السلام حين سألته أخته زينب عليها السلام كيف وجدت أصحابك فقال (( والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم الا الاشوس الاقعس يستأنسون بالمنية دوني استأناس الطفل بمحالب أمه )) وهذا وصف غاية في الروعة فهم بحق خير اصحاب لا يوجد لهم نظير في هذا الكون حتى أنهم عندما قال لهم الحسين في ليلة العاشر من محرم أنتم في حل من أمري وهذا الليل فأتخذوه جملا وليأخذ كل واحد منكم برجل من أهل بيتي وليرحل , فما كان جواب أصحابه ؟ لنأخذ مثالا واحد وهو زهير بن القين فأنه قد أجاب الحسين قائلا ( سمعنا يا ابن رسول الله مقالتك ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها ) فهذا أبلغ وصف وأرق تعبير وفيه من الوفاء والصبر ما يفوق التصور فأن الانسان مجبول على حب البقاء وحب الدنيا فيا له من وصف أما الباقين من أصحابه فما كان جوابهم الا ان قالوا والله لو قتلنا الف مره وذرينا في الهواء على أن نترك هذا الأمر ما تركناه . ولنأخذ موقف آخر وهو الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه عندما سمع أن نساء الحسين قد قلن للحسين هل أختبرت أصحابك فقد أقبل الى أصحابه وقال لهم هلموا الينا لنذهب الى نساء الحسين لنطيب خاطرهن بكلام فقال مخاطبا نساء الحسين (( يا معشر حرائر رسول الله هذه صوارم فتيانكم آلو الا يعقدوها الا في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه أسنة غلمانكم أقسموا الا يركزوها الا في صدور من يفرق ناديكم )) تلك هي حال أصحاب الحسين فأنهم قد صمدوا وصبروا وآثروا وعشقوا الشهادة بعشقهم للحسين فلم يظهر منهم أي اعتراض ولم يظهر منهم أي تذمر أو سوء بل كانوا يتسابقون الى الشهادة وكانوا يتسابقون في الدفاع عن الحسين مهما أوتوا من قوة فما أجمل مواقفهم وما أجمل صيحاتهم فهذا عمروا بن الحجاج الملعون يخاطب أصحابه (( أتدرون من تقاتلون , تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر قوماً مستميتين لا يبرز اليهم أحد الا قتلوه على قلتهم )) هذا وصف اعدائهم فهم البواسل وهم الشجعان وهم أصحاب البصائر والعقول

ولنأخذ الأمثلة على شجاعتهم وبسالتهم فهذا أنس الكاهلي وهو صحابي جليل قد عاصر النبي وشارك معه في بدر وحنين فعندما استأذن الحسين عليه السلام للقتال شد وسطه بالعمامة ورفع حاجبيه بالعصابة ونزل الى ساحة المعركة فشكره الحسين عليه السلام على بطولته فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قُتل . أما المثال الثاني فهو القاسم بن الامام الحسن عليه السلام وهو لم يبلغ الحلم فهذا الغلام المغوار عندما استأذن الحسين عليه السلام للقتال نزل وبيده السيف وعليه قميص وازار وفي رجله نعلان فمشى يضرب بالسيف كل من يقابله فأنقطع شسع نعله فأبى ابن النبي أن يحتفي بالميدان ووقف ليشد شسع نعله غير مكترث بالجموع ولا يبالي بالالوف وبينما هو على هذه الحالة جاءه عمر بن سعد الازدي فضرب رأسه بالسيف فوقع الغلام لوجهه .

أما ابا الفضل العباس ذلك البطل المقدام قمر بني هاشم فماذا أقول فيه هل أقول أنه شجاع ؟ بل لا أستطيع أن أصف هذا البطل الهاشمي سوى بتلك الكلمات فأنه كان للحسين كما كان أبيه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام لرسول الله , فأن أمير المؤمنين علي عليه السلام أصبح عليا بطاعته لرسول الله أما العباس عليه السلام فأنه بطاعته للحسين أصبح نبراسا للاخوة والطاعة لأخيه ابا الأحرار فهل سمع أحداً أنه تكلم مع الحسين ليرفض أمرا ما ؟ وهل أدلى برأيه مع الحسين عليه السلام ؟ كلا والف كلا بل كان نعم الاخ المطيع لمولاه ابا عبد الله وحتى آخر لحظات عمره الشريف .


ولكن بعد أن استشهد العباس بقي الحسين وحيدا فريدا من دون ناصر ولا معين فنادى (( أما من مغيث يغيثنا , أما من ناصراً ينصرنا , أما من مجير يجيرنا , أما من طالب حق ينصرنا )) وهنا قد سمع الامام السجاد عليه السلام أستغاثة والده فبادر الى النهوض وأخذ يتكأ على عصاه يريد نصرة الحسين وهو مريض فعندما رآه الحسين على تلك الحالة قال لأخته أوقفيه لكي لا تخلوا الأرض من حجة . ولكن هذه الصيحة وهذه الأستغاثة من الحسين قد أوجعت قلب الطفل الرضيع عبد الله أن يرى والده بتلك الحالة فما كان من زينب الا أن تأتي به الى والده فأنه أبى الا أن ينصر الحسين عليه السلام , وطبعا فأن نصرة الحسين ليست فقط بالسيف والقتال فأنه صغير ولكن جاءت نصرته أن يقدمه للقوم ويطلب منهم الماء وقد علم الحسين انه سوف يقتل فما كان جواب القوم الا ان ضربوه بسهم من حرملة اللعين فقتله وذبحه من الوريد , وهذا هو حال أصحابه وأهل بيته فأنهم سطروا أعلى مراتب الاخلاص والوفاء والتضحية وبذلك جعلوا من تلك الثورة أنموذج يحتذى به .

رابعـــاً : دور النساء في الطف

أن الحسين عليه السلام عندما جاء بأهل بيته وبالنساء الى الطف أراد منهم تكليفاً خاصاً وهو الاعلام وكشف حقيقة أعداءه والدفاع عنه بعد استشهاده فأنه قد علم أنه مقتول وأن أصحابه سوف يقتلون فمن يا ترى سوف يكون مدافعاً عنهم ومن يا ترى سوف يظهر حقيقة شأنهم فهل بقي غير العقيلة زينب عليها السلام تلك العلوية الطاهرة فكانت سلام الله عليها هي المدافعة وهي التي أوضحت بطلان وزيف عبيد الله بن زياد في الكوفة وما خطبتها الا خير دليل على ذلك فأنها سلام الله عليها قد أومأت الى ذلك الجمع الهائل فسكتوا وكأن الطير على رؤوسهم فسكنت الانفاس واندفعت بخطبتها مع ثبات ورباطة جأش وشجاعة حيدرية مخاطبة الجمع لتبين لهم فضل الحسين عليه السلام وغدر أهل الكوفة به وكشف وبطلان ادعاءات عبيد الله بن زياد في خطبة أدهشت ذلك الجمع وأحدث كلامها ايقاظا للافئدة وأخذت خطبتها في القلوب تأخذ مأخذا عظيماً حتى باتوا لا يدرون ما يصنعون , وأما خطابها في الشام فحدث عنه ولا حرج حيث كان اهل الشام يرون ان يزيد قد قتل الخوارج وأخذت الشام تتزين بالفرح وعندما جاءت السبايا الى بلاد الشام عرفوا ان الذي قتلهم يزيد لم يكونوا خوارج بل هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله , كل ذلك لعظيم خطبتها في مجلس يزيد عليه اللعنة وكذلك لخطبة الامام السجاد عليه السلام فتحول النصر المزعوم لبنو امية الى خذلان وخساره وقد لامه الكثير ممن حضر المجلس كل ذلك بسبب موقف زينب البطولي الذي سيشهد له التأريخ بأعتباره أحد أهم أسباب انتصار الثورة الحسينية .

خامســـــا : أما المقوم الخامس لانتصار الثورة فهم أعداء أهل البيت أو قل المعسكر المعادي فأنهم كانوا سبب من أسباب انتصار الثورة الحسينية ولكن ليس بعلمهم وأنما بعلمهم وأنما بعظيم جنايتهم فأن الشيطان وأتباع الشيطان دائما يكون فعلهم موافق للمصلحة العليا التي يراها الله سبحانه فكثير من أعمال الشيطان وأتباعه كان لخدمة التخطيط الالهي , فهذا الفعل الذي الذي كان مصدره الشر والحقد الدفين أثر في نجاح تلك الثورة فلوا عاملوا الحسين وأصحابه بغير تلك المعاملة ولو أنصفوا الأطفال ولم يمنعوا عليهم الماء ولم يسبوا النساء ولم يقتلوا الاطفال والرضع لما آلت الأمور الى النجاح ولكن بفعلهم الخبيث وبحقدهم الاعمى نجحت تلك الثورة نجاحا باهراً فكان اعداء الحسين قد أعانوا الحسين على نجاح تلك الثورة وجعلها أمثوله وقدوة لمن أراد أن يقتدي بها .

فهذه أم الأسس والمقومات التي جعلت الثورة الحسينية مثالية في كل شيء ويتضح لنا جليا أن أرادة الله سبحانه وقيادة الحسين المثالية وصبر وشجاعة أصحابه ولسان زينب عليها السلام وحقداً أعدائه جعلت من تلك الثورة مثالية في كل شيء فلم تنحرف تلك الثورة عن مسارها الذي أراده الله لها .

السلام على ابا عبد الله وعلى أهل بيته وأصحابه

والسلام على عقيلة الطالبيين زينب العقيلة

واللعنة والعذاب على أعداء الحسين الى يوم الدين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

.....................................

تقرير حول البحث :

س : ذكرت ان من مقومات نجاح الثورة هم الأصحاب وأهل بيته فأذا كنت تقصد من ( أهل بيته ) نساءه وعياله لِمَ ذكرت النساء في نقطة مستقلة ؟ الجواب : أقصد بأهل بيته هم علي الأكبر والقاسم والعباس وكل من قتل من الرجال في المعركة من أهل بيته , فلا أقصد بأهل بيته النساء بل ذكرتهن في نقطة مستقلة .

س : قلت في مسير قافلة الحسين عليه السلام الى كربلاء غربل الامام الجميع فلم يبق منهم الا المخلص فهل تقصد كلهم أي الذين بقوا معه بعد التمحيص ( المعين ) مخلصين ؟

الجواب : لم أذكر كلهم بل أغلبهم وبدليل أنهم بعد عبور مسافة خرجت فئة وبعد مسافة أخرى خرجت مجموعة أخرى ..... حتى وصلوا الى كربلاء وبقيت الثلة المخلصة فقط .

س : قلت ان الحسين خطط للواقعة بعد أن استدعوه الى القصر لاعلان بيعته ليزيد فهل أنه خطط بعد الاستدعاء أم كان هناك تخطيط معين سابقا؟

الجواب : نعم كان هناك تخطيط مسبق لكن بعد أن تم استدعاء الامام الحسين للبيعة بدأت المرحلة الفعلية او قل العملية لتطبيق الخطط .

س : ذكرت أكثر الدور الاعلامي للعقيلة زينب عليها السلام ولم تذكر دور الامام السجاد عليه السلام اعلاميا والمقوم لنجاح الثورة ؟

الجواب : ان الوضع بعد معركة الطف وسبي حرم رسول الله كان الوضع صعب جدا بحيث لم يستطع الامام السجاد فعل شيء وكان تحت تقية مكثفة جداً بحيث لو تكلم الامام السجاد حينها لقتل كما قتل ابيه عليهم السلام ...

لذلك عندما خطب الامام السجاد عليه السلام خطبته حاولو مهاجمته الا ان الله قد جعل للامام سندا وهو تدخل السيدة زينب عليها السلام . فدور الامام السجاد لم يكن بارزا لانه كان بتقية مكثفة فأراد ان يحافظ على نسل رسول الله وايصال الرسالة الى من بعده .

س : ما هو دور النساء في معركة الطف أو المقوم الاساسي لنجاح الثورة ؟

الجواب : نذكر مثالا وهو يوم المباهلة فالكل يعلم قصة هذا اليوم والمباهلة لعنة على الباطل وصاحب الدعوى الباطلة ان كان كاذباً اما ان تصعقه صاعقة من السماء أو تبلعه الارض او ما شابه ذلك , فأتفق نصارى نجران على أن ( محمد ) ان اتى بأهل بيته فلا يباهله لان دعوته حق فلو كانت باطلة لما جلب معه أهل بيته ونساءه ... فمن هذا الباب يمكن لنا القول أن الامام الحسين عليه السلام أتى بنساءه وعياله كي يبين مشروعية وأحقية خروجه على الزمرة الظالمة .

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 22-12-2012 الساعة 05:55 PM
ابو صقيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-2012, 04:51 PM   #2

 
الصورة الرمزية طالب علم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 333
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : دولة الموعود
االمشاركات : 2,084

افتراضي رد: كيف نجحت الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي الكريم على هذا الطرح و البحث القيم. ففعلا كانت ثورة ابي عبد الله الحسين مثاليه و محتويه كل معالم التضحية و الاصلاح .
زادك الله فهما و وفقك دوما

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم و العن عدوهم
طالب علم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-2012, 04:56 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: كيف نجحت الثورة الحسينية

اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
جزاك الله خير الجزاء


 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة الاخوة ; 23-11-2012 الساعة 05:10 PM
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-2012, 06:38 PM   #4

 
الصورة الرمزية يا رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,421

افتراضي رد: كيف نجحت الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله اخي الغالي على هذا البحث القيم والذي يستحق الصلاة على محمد وال محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
يا رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-2012, 06:47 PM   #5

 
الصورة الرمزية الطالب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 374
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,133

افتراضي رد: كيف نجحت الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

طرح رائع ومميز

وفقك الله اخي ابو صقيل لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

الطالب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:09 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024