العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-2012, 02:25 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو زهراء العراقي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 188
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,433

بقلمي كيف يفهم افراد جيش الامام المهدي واقعة كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
نعزي الرسول الاكرم "صلى الله عليه وآله " والائمة "عليهم السلام" والسيد القائد مقتدى الصدر والمؤمنين جميعا بذكرى فاجعة عاشوراء الاليمة ومأساة الطف العظيمة حيث لامثيل لها في كل ثورات العالم من حيث المثالية في التضحية والايثار والصمود
كيف يفهم افراد جيش الامام المهدي واقعة كربلاء

المقدمة
من خلال الاطلاع على الروايات الكثيرة التي ذكرت صفات جيش الامام المهدي "عجل الله فرجه " او اصحابه يتضح جليا إنهم يتمتعون بصفات عالية قد صقلتهم الامتحانات والتمحيص الدقيق حيث يذكر سماحة السيد الشهيد في موسوعته الجليلة ما يلي : " يكتسب أصحاب الامام المهدي "ع" اهميتهم من جهة كونهم ناجحين وممحصين في التمحيص الالهي الذي كان ساري المفعول في عصر الغيبة الكبرى كما عرفنا فقد أثبتوا من خلال التمحيص الذي عاشوه جدارتهم وإخلاصهم وقدرتهم على التضحية الكبرى في سبيل الاهداف الاسلامية العاليا وهذه هي الجهات الرئيسية التي تميز المؤمن الحقيقي والمشارك الرئيسي في تنفيذ الاهداف الاسلامية عن غيره وكلما كان الهدف اوسع وأكبر إحتاج الى تركيز في الايمان والاخلاص بشكل اعمق فكيف لو كان هدفا عالميا لم ينله فيما سبق اي قائد كبير ولا نبي عظيم وإنما كان خط الانبياء والمرسلين دما نالته البشرية من مظالم وما أدته من تضحيات كلها من مقدمات هذا الهدف الكبير وإرهاصاته " انتهى كلام السيد الشهيد " الموسوعة الجزء الثالث ,الفصل الرابع , اصحاب الامام المهدي , ص 347 "
ويتضح من كلام السيد الولي ان كربلاء هي من مقدمات الهدف الكبير الذي يعنا به قيام دولة العدل الالهي وعليه فان الفرد الساعي للوصول الى هذا الهدف عليه أن يفهم كربلاء ويفهم الحسين ويفهم أصحاب الحسين فهماً ينتج عنه اخذ الدروس والعبر وبناء الذات كما اراد الحسين ان يترك ذلك الاثر وكما اراد اصاحبه ان يتركوا ذلك الاثر ولكي نأخذ العبرة علينا ان نفهم هذه الثورة فهما ليس كلاسيكياً ولاتشوبه عاطفة مفرطة ولاتتخلله شبهة بل فهما يتناسب مع عصرنا وإدراكنا بل لابد من ان يتسع هذا الادراك ليحضى بالعطاء من معين تلك الثورة ولأجل ذلك كان هذا البحث البسيط .
والآن فالنتسائل هل كانت ثورة الامام الحسين "ع" ثورة سيف فقط ؟
إن الحسين "ع" اوضح ذلك في مقولته عند خروجه حيث صرح قائلاً (إني لم أخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله ) فالاصلاح الذي عناه الحسين " عليه السلام " لم ينحصر بالسيف فقط وإن كان للسيف مداه الابعد في التغيير بل تجتمع مع السيف أبعاد واهداف اخرى فهو قبل ان يكون ضاربا بالسيف عدوه قد ضرب لنا اروع الامثلة في الاخلاق والفضيلة والسمو موازيا تلك المواقف البطولية والشجاعة والتضحية التي كانت عنوان لسيفه وسيوف اصحابه واهل بيته , ومن هذه الامثلة :
المثال الاول / ( فهو قد ضرب لنا مثال في الاخوة بل امثلة فيها فكان عندما يستشهد احد ابناءه كعلي الاكبر يذهب الى ساحة المعركة واول شيء يفعله يضع خده على خذه ويفعل نفس الفعل مع جون "رضوان الله تعالى عليه" الذي هو من اصحابه ويدعوا ان يطيب ريحه ويحشر مع محمد وآل محمد , هذا من ناحية الحسين مع اصحابه واما من جهة اخرى أخوة الاصحاب فيما بينهم فكانوا يتسابقون فيما بينهم ليفتدي أحدهم اخاه ويود استشهاده قبله بل كان يذود احدهم عن الآخر ويحميه بنفسه كما في حادثة الصلاة يوم الطف جعلوا من انفسهم درعا لأخوانهم وتلقوا الرماح والسهام هذان المثالان يوضحان مدى اواصر المحبة والتآخي في الله عند هؤلاء الثلّة المخلصة المجاهدة التي اراد الله لها ان تكون نبراس على مدى التأريخ . فعليه لابد للفرد في جيش الامام المهدي "عج" ان يكون مصداقا عاليا في تطبيق هذه الصفة الالهية التي طالما حث عليها الله ورسوله والائمة "عليهم السلام" والمصلحين من بعدهم عبر الاجيال فقد جاء في القرآن الكريم ( انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم ) " الحجرات 10 " عن الرسول الامجد "صلى الله عليه وآله " ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وعن امير المؤمنين "ع" ( خير إخوانك من واساك ) وعنه ايضا (إياك ان تهمل حق اخيك اتكالا على ما بينك وبينه فليس لك باخ من اضعت حقّه ) وفي المقولة "ربَّ اخ لك لم تلده امك " وطالما حثّ قائدنا المجاهد السيد القائد مقتدى الصدر على الاخوّة كقوله "كونوا متحابين متآخين في الله " , إذن ثورة الحسين ثورة تحث الضمير في الانسان على مؤاخاة اخيه الانسان والاولى بذلك هم افراد جيش الأمام المهدي بأعتبارهم لبنة المجتمع الساعية الى التكامل والسير في دائرة رضا المعصوم .
المثال الثاني / والمثال الآخر الذي بينه لنا في ثورته والذي يوازي سيفه الشريف هو تفانيه في الاصلاح وبذل الوسع حتى مع اعدائه الذين شهروا سيوفهم في وجهه ووجوه اهل بيته , وقد أثر في البعض منهم وانتقل عدد غير قليل من معسكر ابن زياد الى معسكره الشريف ونالوا الشهادة وما الحر "رضوان الله عليه " وقصته علينا ببعيد وكان الحسين "ع" مثال للنصيحة والموعظة وبيان الحق وتبيانه فقد توالت خطبه بهذا المنوال ولناخذ نموذج من تلك الخطابات الشريفة ونستجلي مفاهيمها العظيمة فلما كان يوم عاشوراء دعى الحسين براحلته وركبها ونادى بصوت عالٍ يسمعه جلهم في خطبته الاولى لنقطتف منها مايلي :
قال (عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر فالدنيا لو بقيت على احد او بقي عليها احد لكان الانبياء احق بالبقاء واولى بالرضا وأرضى بالقضاءغير ان الله خلق الدنيا للفناء فجديدها بالٍ ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر والمنزل تلعه والدار قلعة فتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوا الله لعلكم تفلحون )بهذا المنطق يحفز الحسين اعدائه وبهذه الروحية السامية والمتعالية عن الاحقاد والضغائن يريد بهم الخير ويدعوهم الى الجنة وهم سائرون الى جهنم .نعم فهو الرحمة المطلقة والتي تجلت رحمة الله فيه وبه ثم يُزيد الموعظة لهم فيقول ( يا ايها الناس ان الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة باهلها حالا بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من ركن اليها وتخيب طمع من طمع فيها ) فيرغبهم بالآخرة ويذكرهم بغرور الشيطان وانفسهم والسير في ملذات هذه الدنيا لعلهم عن غيهم يبتعدون والى جادة الصواب يتجهون ثم يذكرهم بنفسه وحقه ونسبه فيقول ( يا ايها الناس انسبوني من انا ثم ارجعوا الى انفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحل لكم قتلي ؟ وانتهاك حرمتي الست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه واول المؤمنين بالله والمصدق برسوله بما جاء من عند ربه ؟ اوليس حمزة سيد الشهداء عم ابي اوليس جعفر الطيار عمي أولم يبلغكم قول رسول الله " صلى الله عليه وآله" لي ولأخي هذان سيدا شباب اهل الجنة ؟ فان صدقتموني بما اقول وهو الحق والله ما تعمدت الكذب منذ علمت ان الله يمقت عليه اهله ويضر به من اختلقه وان كذبتموني فان فيكم من ان سألتموه عن ذلك سلوا جابر بن عبد الله الانصاري وابا سعيد الخدري وسهل ابن سعد الساعدي وزيد ابن أرقم وأنس ابن مالك لأخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولاخي ) من الاولى تطبيق هذا الدرس من غيره اليس حريّ بأفراد جيش الامام المهدي وهم المؤمل منهم ان يكونوا قادة والافراد الذين تقع عليهم مسؤولية بناء دولة العدل مع امامهم بأن تكون نظرتهم الى الناس نظرة رحمة وإصلاح لانظرة سفك دماء دون بينة ودون موعظة بل عليهم ان يكونوا مصداق لهذه الرحمة التي علمنا عليها الحسين واصحابه " عليهم السلام " فالمشروع والهدف العظيم الذي يؤمنون به ويعملون جاهدين لتحقيقه يحتم عليهم الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعهم وفي اي مكان يتواجدون فيه
المثال الثالث / الصمود والاستقامة على طريق الحق وعدم الوحشة في السير رغم قلة الناصر
ففي كربلاء قد ضرب لنا امامنا الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه امثلة رائعة في الصمود والاستقامة فهم بعددهم يمثلون قلة لاتكاد ان تكون لها نسبة مع جيش العدو وعدته لاتذكر امام عدّة الاعداء الا انهم بالمقابل امتلكوا مقومات الشجاعة والصمود مالم يحصل عليه غيرهم فهم أصحاب البصائر وليوث الهيجاء فهذا احد قادة المعسكر المعادي يوبخ اصحابه ويصف اصحاب الحسين بأنهم (اصحاب البصائر وليوث الوغى ) وللصمود دور كبير في النصر المادي والمعنوي عند جيش الامام المهدي فهم سيواجهون من الاعداء اشكالا متعددة وصنوف مختلفة وتمربهم المحن والفتن فلا بد ان يصمدوا ويصبروا فقد قال الله تعالى ( يا ايها الذين امنوا إصبروا وصابروا ورابطوا وأتقوا الله لعلكم تفلحون ) وقوله تعالى ( قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار ) " آل عمران 13 "
وليس الصبر فقط في سوح الوغى بل تتعدد مواضعه ومواضيعه منه :
1. الصبر على الطاعة
2. الصبر على اذى المجتمع
3. الصبر على بلاء العوز
4. الصبر على المحن والشدائد وغير ذلك كثر
المثال الرابع / الايمان الغيبي واليقين والثبات
رغم ان وجود الامام الحسين "عليه السلام " كشاخص يمثل جهة حق الا ان الايمان الغيبي بجهة الحق كان سمة بارزة عند اصحابه حيث ان الامام الحسين كان يعيش بينهم فهم للامام في المدة الزمنية التي عاشوها معه قصيرة نسبيا لاتوازي الفترة الزمنية التي تمتد الى اكثر من الف وأربعمائة عام وهي المدة التي فهمنا بها المعصوم جيلا بعد جيل ويضاف الى ذلك قلة المؤمنين بهذا الامام من جهة كونه جهة الحق المطلق المفروض انها تقلل من نسبة اليقين به الا انهم رضوان الله عليهم استبقوا الزمن وعرفوا امامهم وذابوا فيه وفي عقيدتهم الحقّة حيث كان الامام الحسين "عليه السلام" يعمل معهم بالاسباب الطبيعية ولم يذكر لنا التأريخ انه استخدم أسلوب المعاجز في تربيتهم , اما بخصوص الحادثة التي أراهم منازلهم في الجنة فذلك بعد ان اختبرهم الاختبار تلو الاخر ومحّصهم التمحيص الدقيق وخرجوا منه بدرجة عالية من النجاح حتى انهم استشهدوا قبل ان تقطع رؤوسهم وتزهق انفسهم . بل كانوا يرددون وهم صادقين ان لو يقتلوا او يصلبوا الف مرة ويذروا في الهواء ما تركوا امامهم فنحن هنا يتضح لنا ان طريق التربية للسير في نصرة المعصوم وبناء دولة العدل من اهم ميّزات السائرين فيه انهم مؤمنين موقنين بالغيب .
فلا يصح ان يكون الفرد في جيش الامام المهدي طالبا للخوارق والمعجزات لاثبات طريق الحق والثبات عليه فهذا جهل وعدم معرفة وقلّة خبرة لأن الله جل شأنه ابى الا تسير الامور الا بأسبابها وقد اثبت سيدنا الشهيد محمد الصدر " قدس سره" ان طريق المعجزة منتفي مادام طريق الاسباب الطبيعية موجود وليس المقصود عمل الامام مع اعدائه في هذا الصدد فحسب بل الاولى ان يكون مع اصحابه ايضا .فهم رغم هذا كله لابد ان يكونوا كالجبل لاتهزهم العواصف ولا يلتفتون الى الفتن ولا تلهيهم الملاهي .

اسئلة حول البحث
السؤال الاول: نحن قلنا ان للسيف اثر كبير وبالغ في الاصلاح و تقبل القوم او زجرهم ولكن قد يثار اشكال وهو هل ان السيف هو الوحيد الذي يستخدم للاصلاح ام هناك وسائل اخرى ؟
الجواب: ان لكل مرحلة اهمية نسبية يكون السيف فيها اوسع اثراً ...لكن تارة يكون الفكر اكثر اثراً من السيف لهذا ان مرحلة الامام الحسين تطلبت السيف بينما نجد الامام الحسن لم تتطلب ذلك بل تطلبت امور اخرى ..
او لنقل لم يكن السيف بالاطلاق (اي بجميع المواقف هو السيف الوحيد المؤثر)
بل موقف وموقف
مع العلم ان السيف والفكر وغيرهما هما مجرد ادوات للاصلاح ليس الا فبينهما موازنة نسبية اي بين السيف وبين الفكر
السؤال الثاني: نعلم ان اصحاب الامام الحسين قد وصلوا الى اعلى مراتب اصحاب المعصومين "لم ارَ اصحاباً افضل من اصحابي" فما الغاية من رؤيتهم لمنازلهم في الجنة وهل انهم هم من طلبوها؟
الجواب : انهم لم يطلبوها قط ولم يشيروا حتى لهذه المسألة لا من بعيد ولا من قريب
ان كل بشر يحب ان يرى نتاجه ويحتاج الى جانب نفسي فالمعصوم هو من اراد ان يريهم منازلهم من باب انهم بشر ولهم الحق في ذلك فاراهم منازلهم كهدية لما قدموه من تضحيات وكمكافأة لهم
وبالتالي يمكن لنا ان نقول ان هناك اطمئنانين هما :
الاطمئنان العقلي: الذي قد عبروه اصحاب الامام الحسين وقد انتهوا منه
والاطمئنان النفسي: الذي ذكرناه اعلاه وهو رؤية الفرد نتاجه وكدعم لهذا الجانب النفسي اراهم المعصوم منازلهم
السؤال الثالث: ذكرنا في المثال الثالث ان الحسن خطب في القوم واثر فيهم حتى خرج منهم الحر وولديه واتجهوا الى معسكره واستشهدوا معه ....فالاشكال هو ان اصحاب الامام الحسين قبل المعركة لابد ان يكون اتصال مع الامام الحسين فهل نستطيع قول ان الحر بقى في المعسكر المعادي لمصلحة اقتضت بقائه ؟....
الجواب : جاء في كتاب الاستاذ الفاضل علي الزيدي ...اسئلة معاصرة حول الامام المهدي صفحة 237
جواب الاعتراض الثاني يمكن الاجابة عليه ....." يفيدنا في مقامنا هذا حول هذا السؤال"
المقدمات المختلفة توصلنا الى نفس النتائج
" ان هناك مقدمات يسعى من خلالها الفرد بجد واجتهاد تختلف عن مقدمات فرد اخر قد سعى فيها بجد واجتهاد ايضاً وبظرف زماني واحد ولكن في بعض الاحيان تكون النتائج والاهداف لكلا الفردين المختلفين بالمقدمات واحدة
وذات مستوى واحد من العطاء الالهي يكون مشترك بينهما بالرغم من ان السعي بينهما للوصول الى الهدف كان مختلفاً
ولكن الفرق بينهما ان المقدمات التي يسعى فيها الفرد الاول تكون غير مألوفة لاعطاء هذا النوع المشترك من النتائج والاهداف بينما مقدمات الفرد الاخر تكون غير مألوفة والمتوقع منها ان تصل الى تلك النتيجة
فمثلاً ان من اصحاب الامام الحسين "ع" من منذ اعتناقه للاسلام مخلصاً وموالياً لرسول الله"ص" ولأمير المؤمنين "ع" ومن ثم موالياً للامامين الحسن والحسين "ع"وعلى هذه الموالاة كانت تربيته واستعداده للمسير نحو الرضا الالهي .
فمثل هكذا مقدمات تكون كفيلة الى حد معتد به لان تكون نتيجته مع الحسين "ع" وعلى هذا المستوى العالي من الاخلاص والتضحية
ولكن هناك البعض ممن استشهد بين يدي ابي عبد الله الحسين "ع" لم تكن لديه مثل هكذا مقدمات ولم يعش جوها وحراكها الاجتماعي والنفسي بل على العكس كانت مقدماته التي نشأ عليها وطريقة تربريته الفكرية والولائية تدل على انه سيتخذ مواقف مغايرة لتلك المواقف التي اتخذها اصحاب المقدمات السابقة وهذا بالحقيقة ناتج عن عدم ادراكنا الكامل بالواقعيات،
وان تعاملنا مع العالم الخارج مهما قفز من قفزات التكامل وفهم اعمق واشمل للامور التي حولنا فانه لا يعدو من بناء النتائج على الظاهر والمشخصات المدركة بالحواس ليس اكثر من ذلك ولا اقل
اشكال اخر من ...ما هي الامور التي لا بد من وجودها لتوصلهم الى مثل هذه النتائج المباركة مع الامام الحسين "ع"
1- بالرغم من انهم ظاهراً بعيدين عن الخط الموالي للمعصوم الا انهم كمسلمين كانوا يطبقون التعاليم الاسلامية بدون تقاعس ولا ملل
2- انهم كمسلين لم يرتكبوا ذنبا من الذنوب التي تهتك العصم او التي تتنزل النقم او التي تتغير النعم .......ولذلك ابتعدوا عن اثارها الوضعية وما يؤول الحال اليه بسببها
3- ربما انهم كانوا في مسيرهم الوجودي في الدنيا كانوا يطلبون الفوز بالشهادة وبهذه الدرجة مع الامام المعصوم ولم يجعلوا اي طلب قائم معه الا ان صورة الاستشهاد وبين يدي من لم تكن حاضرة عندهم
4- لعل الظروف العامة التي احاطتهم والمكانة الاجتماعية التي كانوا عليها هي الاسلم والاكمل للحفاظ عليهم الى زمن الخروج هذا من جهة ومن جهة اخرى كان مركزهم الاجتماعي والقيادي للبعض منهم اثر فعال خصوصاً من ناحية اقامة الحجة على المعسكر المعادي للحسين "ع" علما ان الحفاظ على المخلص عن طريق ابعاده عن اعداه والانعزال عنهم واحياناً تكون طريقة الحفاظ عليه هو جعله يتعايش ويتعامل مع اعداه ظاهراً وكانه فرد منهم
5- اننا لو تنزلنا عن الامور الاربعة السابقة فاننا نقول ان التوبة قد حصلت لهم في ساعة المعركة او قبلها وكانت على كل حال توبة صادقة مئة بالمئة وكان ندمهم على ما سبق حقيقي ومؤثر في نفوسهم الاثر المطلوب مما كان ذلك كفيلاً بجعلهم في لحظة واحدة بسلك المخلصين ...ففي لحظة توبتهم تبدلت سيئاتهم حسنات بحيث اصبحت حسناتهم الجديدة هي درجات رقيهم ووصولهم الى تلك المنزلة والمقامات وهذا ما يؤكده القران فيما يلي: "الا من تاب وامن وعمل صالحاً فاولئك ابدل سيئاتهم حسنات ..."
"الا من تاب واصلح فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً "
"فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه ..."
والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 17-09-2015 الساعة 07:33 PM
ابو زهراء العراقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-2012, 02:33 PM   #2

 
الصورة الرمزية المثابر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 756
تـاريخ التسجيـل : Dec 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,688

افتراضي رد: كيف يفهم افراد جيش الامام المهدي واقعة كربلاء

جزاك الله خيرا على البحث القيم

موفق للمزيد من الابداع بحق محمد وآل محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
المثابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-2012, 03:34 PM   #3

 
الصورة الرمزية الطالب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 374
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,133

افتراضي رد: كيف يفهم افراد جيش الامام المهدي واقعة كربلاء

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

طرح رائع ومفيد

جزاك الله كل خير اخي الغالي

 

 

 

 

 

 

 

 

الطالب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-2012, 04:26 PM   #4

 
الصورة الرمزية ناصر الحوزة الناطقة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 291
تـاريخ التسجيـل : May 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلد التمهيد
االمشاركات : 1,140

افتراضي رد: كيف يفهم افراد جيش الامام المهدي واقعة كربلاء

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في البدء اعزي سيدي ومولاي الحجة بن الحسن عليه السلام والسيد القائد المجاهد مقتدى الصدر اعزه الله وكل من اتخذ من الثورة الحسينية منهجا له بذكرى استشهاد ابا الاحرار الامام الحسين عليه السلام والثلة الذين معه.
اشكرك اخي (ابو زهراء العراقي)
وعظم الله اجرك واجور اخوتي في هذا المنتدى المبارك
حقيقة بحث راقي وقيم جدا وفقك الله تعالى ورزقنا واياكم الثبات على نهج الحسين
المبارك ومعرفة ما اراده الحسين بثورته وتطبيقها لكي نفوز بالدارين اولاً واخرى.
اجدد لك شكري عزيزي فهكذا هي البحوث الناهضة التي تستحق ان نحذوا حذوها لنصرة الحق واهله واحياء هذه الايام العظيمة عسى ان نوفق للثبات والالتحاق بركب قائدنا وامامنا القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على موحد الصفوف قائدنا المقتدى (اعزه الله)

ناصر الحوزة الناطقة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-2012, 04:52 PM   #5

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي رد: كيف يفهم افراد جيش الامام المهدي واقعة كربلاء

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عظم الله لكم الاجر اخي ابو زهراء وجميع الاخوة والاخوات
بحث لطيف وجهد كريم .. واسعدنا جداً ان تكون اول من شرع بنشر تلك البحوث ونتمنى للأخوة المزيد من المشاركة في البحوث القيمة نصرة ومواساة لأمامنا الحسين واهل بيته وصحبه الميامين
اسال الله لكم دوام التوفيق

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 06:17 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025