خداع النفس و دراية المؤمن

الملف الشخصي · 15-08-2012, 02:53 AM

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد و عجل فرجهم والعن عدوهم
قال تعالى : (يخادعون الله و الذين امنوا و ما يخدعون الا انفسهم و ما يشعرون )
ان مظاهر اعمال العاملين من الطاعات والعبادات لا تكفي وحدها لاثبات حسن نوايا الفرد ففي الحديث النبوي : " ثلاث من كن فيه كان منافقا وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم : من إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف " لذا نجد ان احد حكم البلاء هو هذا الجانب و قبل الدخول الى البلاء و الفرد ليس لديه زاد عليه ان يدخل الى في خلجات نفسه و يبحث عن عيوبها و اخطائها الداخلية لكي يوفق ان يكون من الذين عاهدوا الله بالعمل الجاد و الخالص ابتغاءا لوجهه وما بدلوا ذلك تبديلا و لكي يتجنب الفرد هذه الاخطاء و العيوب الباطنية التي تكون اشد المهالك في الفتن و البلاءات . و الانسان السائر في طريق التكامل اذا لم يربط عقله على نفسه بالمتابعه الجاده تراه يركن قلبه و بصره و سمعه الى الظلمات على الرغم من قربه من النور الالهي فهذه اتعس حياة للفرد (و العياذ بالله) اما الاعظم منها هو ان يشعر انه من المؤمنين المخلصين وهو بعيد كل البعد عن ذلك (*) ولايشعر بذلك لان نفسه ملئت بالشهوات الباطنية على الرغم من انه يعمل عمل السائرين في درب التكامل لكن هذا العمل لا يكون له مردود نفسي داخلي في حياة ذلك الفرد فيكون عمله هباءا منثورا و ان هذا التناقض بن الفرد و ذاته لهو مرض فتاك ينتج من عدم انسجام الروح و الجسد و سببه فقدان الشجاعة الكافية لمواجهة المد التكاملي للمؤمنين فتجد ان الوجود التكاملي للفرد يتزعزع و ينهار عند ابسط فتنه او بلاء .
اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا و اصلح لي شاني كله بحق محمد وال محمد
والحمد لله رب العالمين
------------------------------------------------------
(*)(وهذا الشيء لابد للفرد ان يكتشفه في شهر رمضان حيث ان الشيطان يكون فيه مشلولا ومكبلا اما النفس الامارة بالسوء تكون قريبة من الفرد ولذا تكون عيوب النفس واظحة له في هذا الشهر ،اما اذا كان يحتاج الى فرصة اكثر فعليه ان يجعل لنفسه فرصة اخرى بالصيام و قطع طرق الشيطان)
[/align]