العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر ألزهراء أم ابيها

منبر ألزهراء أم ابيها المواضيع الخاصة بسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع)

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2012, 03:57 PM   #1

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 349
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 111

افتراضي لمحات من سيرة فاطمة الزهراء(ع) العطرة


يستوقفنا كلّ عام ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله... وهذه المرأة الجليلة هي- كما قال فيها أبوها النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله-:

سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ، وَهِيَ بِضْعَةٌ مِنّي، وَهِيَ نُورُ عَيْني، وَهِيَ ثَمَرَةُ فُؤادي، وَهِيَ رُوحي الّتي بَيْنَ جَنْبَيَّ، وَهِيَ الحَوْراءُ الإِنْسِيَّةُ، مَتى قامَتْ في مِحْرابِها بَيْنَ يَدَيْ رَبِّها جَلَّ جَلالُهُ زَهِرَ نورُها لِمَلائِكَةِ السَّماءِ كَما يُزْهِرُ نورُ الكَواكِبِ لِأَهْلِ الأَرْضِ، وَيَقولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ يا مَلائِكَتي! انْظُروا إِلى أَمَتي فاطِمَةَ سَيِّدَةِ إِمائي قائِمَةً بَيْنَ يَدَيّ، تَرْتَعِدُ فَرائِصُها مِنْ خيفَتي وَقَدْ أَقْبَلَتْ بِقَلْبِها عَلى عِبادَتي...

عبادتها

تظهر مما قاله رسول الله صلّى الله عليه وآله في فاطمة عبادتها الحقّة لله تعالى، إذ كانت تعي عظمة الله عزّ وجلّ ولذلك كانت ترتعد فرائصها عندما كانت تقوم للصلاة في زاوية من زوايا بيتها اتخذتها محراباً خاصاً بها، فلا يشغلها شيء أثناء صلاتها وتبتّلها إلى الله تعالى، وقد روي أنّ فاطمة عليها السلام كانت تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى، أي يتواتر نَفُسها ويكاد صوتها ينقطع من شدّة الانفعال كالمصاب بالربو... فلم تكن صلاتها لقلقة لسان، أو تمتمة بالشّفاه، أو إحساساً بثقل إتيانها ومحاولة الانتهاء منها على وجه السّرعة، وإذا كان لكل شيء زينة، فإنّ "الخشوع زينة الصّلاة" كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وعن الإمام الصّادق عليه السّلام:إذا كنت دخلت في صلاتك فعليك بالتّخشّع والإقبال على صلاتك، فإن الله تعالى يقول:﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ المؤمنون: 2.

فكان خشوعها عليها السلام كبيراً لأنها تعيش الربوبية لله وحده تبارك وتعالى، وتعلم أن الصلاة معراجها إليه، وكما قال الإمام زين العابدين عليه السّلام:وحقّ الصّلاة أن تعلم أنّها وفادة إلى الله عزّ وجلّ، وأنّك فيها قائم بين يدي الله عزّ وجلّ، فإذا علمت ذلك قمت مقام الذّليل الحقير، الرّاغب الرّاهب، الرّاجي الخائف، المستكين المتضرّع، والمعظّم لمن كان بين يديه بالسّكون والوقار، وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها.


وفي حديثها المأثور قالت عليها السلام:«...فرض الإيمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً من الكبر»، إذاً فالعالم بروبية الله تعالى لا بدّ له من التخلي عن رداء التكبّر، فتكون الصلاة علاجاً للمصابين بداء الغرور والكبر، ولهذا رأت عليها السلام إنّ الصلاة فرضت تنزيهاً من الكبر.

وكانت فاطمة الزهراء عليها السلام ترى أن الله تعالى يرعى المخلصين في عبادتهم، فيقضي حوائجهم بحسب مصلحة الإنسان وصلاحه، فقالت عليها السلام:«من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عزّ وجلّ له أفضل مصلحته».

وكانت تتوجه إلى الله تعالى وتسلّم أمرها إليه، فكانت الحياة والموت عندها في ميزان الخير، فقد روي عنها في مناجاته عليها:«اللّهمّ، بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي».

ما هو مصحف فاطمة؟

تربّت فاطمة الزهراء عليها السّلام في بيت النبوّة ومهبط الوحي، فكانت تعي ما يتلو النّبيّ صلّى الله عليه وآله من آيات وتقف على شرح الآيات وتفسيرها، وكان يلقنّها الأحكام المتعلّقة بالعبادات وغيرها من الأمور التي وجب على المسلم اتّباعها. وكانت عليها السّلام تدوّن في كتاب خاص ما غمض من معاني الآيات، ومما يُملى عليها، فكان يقال لذلك الكتاب مصحف فاطمة، فالـمُصْحَفُ والـمِصْحَفُ، لغةً، هو الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ.. ولم يكن هذا مصحف فاطمة بديلاً عن القرآن الكريم، فالقرآن أكرم وأجلّ كتاب عرفه المسلمون، فلا كتاب يضاهيه، فمصحفها عبارة عن شروحات وأقوال النّبيّ صلّى الله عليه وآله في المسائل التي لجأت إليه فاطمة سائلة مستفسرة.

الدنيا مرآة الآخرة عند الزهراء عليها السلام

كانت فاطمة الزهراء بسيرتها قدوة للمؤمنين والمؤمنات، وكانت تذكرهم أن أعمال الإنسان في الدنيا يجب أن تكون منسجمة تعاليم الدين، فمن غير المقبول أن يقوم المسلم بواجباته الدينية من صلاة وصوم وغيرهما، ثم يرتكب المنكرات، الصغيرة منها والكبيرة، ومما قالته عليها السلام:

«ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه»، وهذا الحديث يظهر الحدود التي يجب أن يضعها الإنسان لنفسه فلا يؤذي الآخرين، ولا يؤذي نفسه.

وكانت عليها السلام تحبّ الناس، فلا تكتفي أنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله، وزوجة أمير المؤمنين وأمّ الحسنين عليهم السلام، إنما كانت تحملّ همّ من حولها من الجيران والأقارب المؤمنين والمؤمنات، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:كانت فاطمة عليها السلام إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، فقيل لها، فقالت:الجار ثم الدار.

وكانت فاطمة الزهراء عليها السلام حريصة على صلة الأرحام، وترى فيها الألفة والمحبة والتواصل، وبهذا لا تكون العدواة والبغضاء، فلا يفني الناس بعضهم بعضاً، فمما قالته عليها السلام :"فرض الله صلة الأرحام منماة للعدد".

أما إيثارها مع زوجها أمير المؤمنين عليهما السلام وبذل طعامهما، فهو مشهور في التفاسير والأحاديث الشريفة، فعن الإمام الصادق عليه السلام:كان عند فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة، فلمّا أنضجوها ووضعوها بين أيديهم، جاء مسكين فقال المسكين:رحمكم الله، فقام عليّ عليه السلام فأعطاه ثلثاً. فلم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم:رحمكم الله، فقام عليّ عليه السلام فأعطاه الثلث. ثم جاء أسير فقال الأسير:رحمكم الله، فأعطاه عليّ عليه السلام الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم [في سورة الإنسان]، وهي جارية في كلّ مؤمن فعل ذلك لله عزّ وجلّ. وكان الإمام عليّ عليه السلام يقول:"لا تكمل المكارم إلا بالعفاف والإيثار".

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
يمنع وضع الروابط الدعائية في التوقيع ..
نسال الله لكم التوفيق والسداد
الدارة
السيد تيسير الموسوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 01:00 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024