غضبة حفيد الكاظم(ع)

[frame="13 98"]

غضبة حفيد موسى الكاظم(عليهما السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

أولا ـ
في ذكرى استشهاد مولانا موسى الكاظم(عليه السلام) ، نتشرف بتقديم التعازي الى حضرة الناحية المقدسة مولانا صاحب العصر والزمان(عليه السلام) والى قائدنا سليل العترة الطاهرة مقتدى الضرغام(اعزه الله)
سائلين المولى القدوس بحق هذا المصاب الجلل ان يثبت اقدامنا مع قائم آل محمد(صلوات الله عليهم اجمعين) حتى يقضي الله مايريد .
فنعم الرب ربنا وبئس العبيد عبيد الدنيا ((أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ))(سورة البقرة/ الآية86 )
كيف لا وقد عبدوا انفسهم الامارة بالسوء فأطاعوها بكل ما تأمرهم حتى اغرقتهم بالمعاصي والموبقات فلا حد لشهواتهم ولا نهاية لنزواتهم ((قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))(سورة التوبة/الآية 30 )
ومن هذه الزمرة الضالة المضلة :
الطواغيت المتسلطين على رقاب الناس واذنابهم ، الذين ليس لهم هم سوى حب الجاه والسلطة ، باي ثمن كان ومهما يكن ، فاستهانوا بكل مقدس وانتهكوا كل حرمة ، ومن شنائعهم التي سودوا بها دنياها وأخراها ، قيامهم بسجن وتعذيب قافلة عظيمه من سادة الاولياء والابرار والصالحين ..
لا لشيء ، الا لأن اهل الباطل كرهوا الحق فلم يتحملوا وجود اهله ، ومن سادة الذين نالهم ظلم الطغاة مولانا ومقتدانا باب الحوائج وسيد الصابرين ، سمي الكليم موسى الكاظم(عليه السلام) والتي تتجدد علينا في الخامس والعشرين من شهر رجب الاغر في كل عام ، مصيبة قتله العظيمة وفاجعة استشهاده الاليمة ، هذه الجريمة التي اقترفتها ايدي الجبناء، ابناء الرجس والرذيلة الساعين بكيدهم ومكرهم لإطفاء نور الله غير معتقدين بان الله متم نوره رغما عن انوفهم الخسيسة ، هؤلاء الذين ملئت قلوبهم غيضا وحسدا على الشجرة النبوية الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء ..
وعلى ثمار هذه الشجرة الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا(صلوات الله عليهم اجمعين) ، ولكنهم ماتوا وسيموتون بغيضهم فها هو ضريح مولانا باب الحوائج موسى الكاظم(عليه السلام)، يزداد في كل زمان علوا وشموخا ، تعانق قبته السماء وتصدح مآذنه ليلا ونهارا بترنيمة الخلود ، تطير له الارواح وتحن له القلوب حنين الثكالى لوحيدها المفقود .
فاتحا ذراعيه للملهوف والمكروب ، لكل منهم نصيب من صرة الولي المحبوب ، فاين هؤلاء الاوباش وسلطانهم وجبروتهم من النعيم الذي نحن فيه فو الله لَهِيَ الجنة برحمة الرب الغفور ، عميت عيونهم وخاب فألهم فإلى الان لم يرعووا ولم يتعظوا رغم كل هذه المعاجز والآيات وليس هذا عجيب بعد ان استبدلوا الله بالشيطان ((فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ))(سورة المنافقون/الآية 3 )
ولهم في عتاتهم السابقين قدوة سيئة ولشهيدينا الصدرين المظلومين واتباعهم في امامهم باب الحوائج وعترته الطاهرة قدوه حسنه ، فأي رجولة وشجاعة في اعتقال الابرياء الذين قالوا ربنا الله ورفضوا اشكال الظلم ، فان خرجوا في تظاهرة سلميه مطالبين بأدنى حقوقهم يضربهم طاغية البحرين ، وان قالوا: خففوا عنا الجور ينتقم منهم طاغية آل سعود ، وان قالوا: كلا كلا امريكا ، يثور عليهم حثالة الطواغيت يقتلهم ويهدم عليهم بيوتهم ويعتقلهم ، ثم يعدوا عليهم يضربهم وهم مقيدين بسلاسل الحبس ...فيا اذل من فرام المرأة ، أناسينَ ام متناسين ان لهؤلاء الاحرار زعيم حيدرة هزبر في يده ذي الفقار لا يضرب به احد الا ويلحقه بالنار ..
اتدرون ام لا تدرون ان هذا الغضنفر اذا غضب تتمنون ان أمكم لم تلدكم لا ولا كنتم وليدا ..
ثكلتكم امهاتكم يا ابناء البغايا اتعلمون ان هذا الضرغام اذا غضب سوف يصب عذاب الله على الكافرين صبا ..
اتعلمون يا سكارى السلطة ان من غضبته ترجف سقر ومن فيها ..
فالى اين المفر من عدل الله ، هل تظنون ان الظلم والجور لانهاية له؟
اتعلمون ان هذا الاسد الالهي (عليه السلام) يقود جيشا من الليوث يتسابقون نحو الموت سباقا ، لا يهمهم انهم وقعوا عليه ام وقع هو عليهم يتطاير الشرار من حدقات عيونهم ، ليس لهم شغل شاغل سوى ما يرضي الله ، يحرقون رؤس اعداء الله حرقا فيجعلوها هشيما تذروه الرياح ، ولن يدعوا بنائا للجور الا هدموه ولا ركنا للفساد الا اقتلعوه ، هم ليوث الكريهة وفرسان الحميه والمنية، بهم يبني وريث الانبياء والاوصياء(عليه السلام) دولة العدل والتوحيد ، وبهم يتحقق حلم الانبياء وابناء الأنبياء(عليهم السلام) فهم احباب حبيب الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، رفعت الاقلام وجفت الصحف .
ثانيا ـ
بعد ان تبين بواسطة قادتنا الميامين(عليهم السلام)ان حب الدنيا رأس كل خطيئة وهو الذي اوصل الطغاة الى الدرك الاسفل من النار ؛لأنها المهلكة طلابها ، لنستمع الى مولانا صاحب الذكرى المقدسة وهو يبين لنا ما ينقذنا من هذا الداء الدوي ، قال سيدنا وامامنا موسى الكاظم(عليه السلام) لتلميذه هشام (قدس):
[يا هشام اصلح يومك الذي هو امامك ، فانظر اي يوم هو ، واعد له الجواب ، فانك موقوف ومسؤول ، وخذ موعظتك من الدهر وأهله ...... وانظر في تصرف الدهر واحواله ، فان ماهو آت من الدنيا كما ولى منها ، فاعتبر بها ، وقال علي بن الحسين (عليه السلام):ـ ان جميع ماطلعت عليه الشمس في مشارق الارض ومغاربها بحرها وبرها وسهلها وجبلها عند ولي من اولياء الله واهل المعرفة بحق الله كفيء الظلال ، ثم قال (عليه السلام) :ـ الا حر يدع هذه اللماظه (الدنيا) لاهلها فليس لانفسكم ثمن الا الجنه فلا تبيعوها بغيرها ، فانه من رضي من الله بالدنيا فقد رضي بالخسيس ...... ياهشام :ـ قال الله عز وجل :ـ وعزتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلوي في مكاني لايؤثر عبد هواي على هواه الا جعلت الغنى في نفسه ، وهمه في آخرته ، وكففت عليه في ضيعته ، وضمنت السماوات والارض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ......ياهشام تمثلت الدنيا للمسيح(عليه السلام) في صورة امرأة زرقاء فقال لها :ـ كم تزوجت ؟ فقالت :ـ كثيرا ، قال فكم طلقك ، فقالت :ـ بل كلا قتلت ، قال المسيح(عليه السلام) :ـ فويح لازواجك الباقين كيف لايعتبرون بالماضين.]
ولذا تجد سيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) طالما نادانا بترك الدنيا لأهلها وطلب منا ما وصانا به مولانا علي المرتضى(عليه السلام) :
وهو ان نعينه بورع واجتهاد وعفة وسداد
وقد اوضح لنا الاستاذ علي الزيدي بعض من معاني هذه المطالب الأربعة حيث قال :ان الورع : هو فعل الواجبات وترك المحرمات ...
وان الاجتهاد: هو بذل الجهد من اجل تحصيل الاعمال الصالحه فكرا وسلوكا
والعفة : هي التوسط بالملذات والابتعاد عن كل امر مشين
والسداد : هو الصلاح والرشاد..
وفي الختام اسأل بارينا بحق مظلومية امامنا موسى الكاظم(عليه السلام) ان يحيينا حياة محمد وآل محمد(صلوات الله عليهم اجمعين) وان يميتنا ممات محمد وآل محمد(صلوات الله عليهم اجمعين) وان يحشرنا في زمرتهم(صلوات الله عليهم اجمعين) تحت ظله يوم لا ظل الا ظله(جل جلاله) انه على كل شيء قدير ونعم المولى ونعم النصير ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل الله فرجهم والعن عدوهم .
اهم المصار :ـ
1 ـ حياة الامام موسى بن جعفر(عليه السلام) للشيخ باقر شريف القرشي
2 ـ السيد مقتدى الصدر والمخلصون للأستاذ علي الزيدي
[/frame]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله لكُل خير

ان حب الدنيا رأس كل خطيئه لو ايقنا بهذه الكلمات لما ندمنا على مافات الاتحصيل الطاعات
وفقنا الله واياك لترك الدنيا وطاعة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بنصره

جزاك الله (تعالى) خيرا

أحسنت موفق لكل خير