البعض إذا أراد أن يبالغ في الخوف من الله -عز وجل- يقول: أنا يائس من رحمة الله -عز وجل- وكأنه بهذا الكلام يريد أن يمدح نفسه.. يقول: أنا إنسان سيء، إلى درجة أني أخاف من الله عز وجل؛ فجعلني آيس من رحمته.. هو في مقام بيان خوفه من الله عز وجل، ولكن هذا البيان عكس المطلوب.. فالإنسان يبقى عنده أمل برحمة الله عز وجل، يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.. {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}!.. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.. فالرحمة الإلهية يوم القيامة تغمر الخلائق، بما لا يخطر ببال أحد، إلى درجة يمتد لها عنق إبليس، الذي هو مظهر الشر في الوجود؛ ما هذه الرحمة الغامرة؟.. الإنسان الذي بين يدي هكذا رب، وييأس من رحمة الله -عز وجل-؛ فهذه من الذنوب التي تقطع الرجاء.