العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم القرآن والمعرفة > منبر علوم ألقرآن

منبر علوم ألقرآن للمواضيع الخاصة بعلوم القرآن غير التفسير

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-2012, 10:59 PM   #1

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي الإيمان والعمل الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

يزخر القرآن الكريم ببعض العبارات ذات الدلالة والأهمية الخاصة، ومن هذه العبارات: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات). [البقرة: 82]
إن إقران الإيمان بالعمل الصالح دائماً إنما يشير إلى الأهمية التي يوليها القرآن الكريم إلى هذه المسألة باعتبارها قاعدة تنهض عليها السعادة الإنسانية، وينبغي الإشارة هنا إلى أن الإيمان الذي يدعو له القرآن هو الإيمان بالذات المقدسة التي هي أساس الإيمان بجميع حقائق العالم.
وينبغي هنا أن أشير إلى جملة أمور:
الأول: إن الإيمان ركن رئيسي في حياة الإنسان، أي أن يعتقد بشيء ما ويعتبره حقيقة عليا ينقاد لها ويعتمد عليها؛ وإن من أسوأ حالات الإنسان هي عجزه عن الإيمان بحقيقة معينة وفي هذه الحالة سيصبح مشوش الأفكار والمشاعر وسيكون العالم في نظره مشوشاً وصورة منعكسة لأفكاره المضطربة.
الثاني: من الأفضل أن يكون الإيمان بشيء مقدس وسامٍ بحيث يخضع الإنسان له ويضحي من أجله؛ وبعبارة أخرى من الأفضل أن يمتلك الإنسان في هذه الدنيا عقيدة يدافع عنها ويستلهم سلوكه منها، لا أن يبقى مذبذباً ومضطرباً، ولكن ليس كل العقائد والمبادئ مقدسة وليست كل العقائد تستحق التضحية في سبيلها، هناك الكثير من العقائد والمذاهب لا تتعدى المصالح الشخصية والأنانية؛ ومن الطبيعي إذا كانت العقيدة تدور في فلك المصلحة الشخصية وتستمد جذورها من عبادة الأنا أن لا تستحق من الإنسان التضحية في سبيلها. إن التضحية من أجل هكذا عقائد ومذاهب تنطلق من لا شيء هو مجرد جنون.
إن العقيدة التي تستحق من الإنسان أن يجاهد في سبيلها ويضحي من أجلها ينبغي أن تكون فوق جميع المصالح الفردية المادية.
الثالث: ينبغي أن يؤمن الإنسان بشيء يسمو فوق جميع المقدسات بحيث يكون الإيمان به إيماناً بجميع الحقائق.
لقد أثبت الفلاسفة الإلهيون أن "الذات الأحدية هي منشأ جميع الحقائق" فإذا كان الإيمان خالصاً فإنه سيكون إيماناً بجميع الحقائق ذلك أنها تنبعث من ذاته المقدسة وتنهل من فيض نبعه الأزلي.
يعبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله: (الحق من ربك). [البقرة: 147] ولم يقل الحق مع ربك، فالله أسمى من أن نقول أنه مع الحق بل هو الحق وكل حق إنما ينبع من ذاته المقدسة.
إن الإيمان الذي يشير إليه القرآن هو الإيمان بالله الذي يعني الإيمان بالعلم والحكمة والقدرة والنظام والتدبير والعدالة.. الإيمان بأن كل ما في هذا العالم حق.
وأما الركن الثاني فهو العمل، والمراد هنا العمل الصالح وليس مطلق العمل.
الإنسان يتألف من روح وجسد، من قلب وقالب، وعليه ينبغي أن يكون الإيمان في القلب لكي لا يبقى حيراناً ضائعاً، فتطمئن روحه، وفي جانب البدن ينبغي أن يكون كالشجرة المحملّة بالثمار.
عالمنا عالم متحرك، عالم عمل ونشاط، من أكبر المجرّات في السماء إلى أصغر الذرات وأدقها والتي تمكن الإنسان من اكتشافها؛ كل شيء في حالة عمل وحركة ونشاط، لا توجد ذرة واحدة أو قطرة واحدة دون عمل.
الإنسان هو الآخر لا يستثنى من هذه القاعدة العامة. إن الإنسان وبحكم الضرورة لا يتوقف عن العمل، فالروح والمخ في حالة عمل مستمر وفي حالة من الحركة المتواصلة، انتقال من خاطرة إلى أخرى ومن تصور إلى آخر، حتى في حالة النوم حيث يبدو المخ في استراحة ظاهرة فهو في حركة ونشاط مستمرين؛ كذلك الجسم فهو في حالة من النشاط الدائب، إذ لا مفر من رؤية الأشياء والنظر إليها، ومن الاستماع إلى الأصوات المختلفة؛ غير أن دائرة عمل الإنسان أوسع لأنه كائن يتمتع بالحرية والاختيار، فهو من ناحية يمكنه أن يكون مفيداً في عمله، ويمكنه كذلك أن يكون مدمراً. يمكنه أن يخطو في طريق الكمال والسعادة لنفسه والآخرين، ويمكنه السير في طريق الشقاء؛ ولهذا فهو يحتاج إلى هداية وإرشاد، وإلى من يقول له أن عمله ينبغي أن يكون صالحاً.
فلو تركت الروح لحالها فإنها ستعيش خواطر الماضي وتتحرك في إطارها كما لو أنها تدور في فلك ثابت لا تتقدم فيه نحو الأمام خطوة واحدة، ولكنها لو وجهت فكرياً وأضحى عملها مفيداً بحيث تنتج أفكاراً جديدة ومفيدة، واصبحت مصداقاً لحديث الرسول الأكرم (ص): "تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة" كان عملها صالحاً.
إن الإنسان لا يمكنه البقاء عاطلاً عن العمل روحاً وجسماً، وإذن عليه أن يسعى في ان يكون عمله صالحاً، فالقرآن الكريم لم يذكر العمل مطلقاً بل قرنه دائماً بالصلاح (وعملوا الصالحات).
وإذن فإن السعادة الإنسانية تقوم على ركنين: الإيمان والعمل، ليس مطلق الإيمان وليس مطلق العمل، بل الإيمان بأقدس وأسمى الحقائق، التي يكون الإيمان بها إيماناً بجميع الحقائق، وهو الإيمان بالذات الأحدية التي هي مبدأ العلم والقدرة والنظام والحكمة والحياة والسعادة، ومن ثم العمل الصالح الذي يدفع بالإنسان نحو الأمام في طريق التكامل والسعادة.

 

 

 

 

 

 

 

 

شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-2012, 11:58 PM   #2

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي رد: الإيمان والعمل الصالح


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مشكورة على الموضوع

وفقك الله للتمهيد للهدف الأسمى



 

 

 

 

 

 

 

 

التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2012, 08:36 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,258

افتراضي رد: الإيمان والعمل الصالح

جزاك الله تعالى خيرا على الموضوع

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2012, 09:37 AM   #4

 
الصورة الرمزية المثابر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 756
تـاريخ التسجيـل : Dec 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,688

افتراضي رد: الإيمان والعمل الصالح

شكرا على ألطرح , جزيتم خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

المثابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-2012, 06:41 PM   #5

 
الصورة الرمزية السائر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 978
تـاريخ التسجيـل : Feb 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد/الرصافة
االمشاركات : 189

افتراضي رد: الإيمان والعمل الصالح

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مشكورة على الموضوع وجعلنا الله وأياكم من الساعين للتطبيق

 

 

 

 

 

 

 

 

السائر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 02:06 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2024