مراحل الجهاد عند جيش الإمام المهدي عليه السلام

مراحل الجهاد عند جيش الإمام المهدي عليه السلام

لقد تناول القرآن الكريم العديد من الآيات الشريفة التي خصت الجهاد وأبانت فضله وجزيل أجره لمن أراد أن يعمل به أو قل لمن عمل به من قبل إذ إن القرآن هو الدستور الخالد لكل الأجيال , فأصبح الجهاد من فروع دينه الحنيف الذي لا يمكن اجتيازه على طول خط البشرية فقد مارس الأنبياء والمصلحين الجهاد بمختلف أنواعه فتارة الجهاد على المستوى الفردي وأخرى على المستوى الجماعي قال تعالى {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }الفرقان52 وقال تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110

حيث أن للجهاد أهمية في تثبيت دعائم الأديان السماوية وتهديم الأفكار المنحرفة التي تحكم في البلدان من قبل أتباع الشيطان , وقد اختلفت مراحل الجهاد من فترة إلى أخرى فنجد أن الرسول أو المصلح يختار نوع الجهاد المناسب للمرحلة التي يعيشها وبما يضمن تأمين الديمومة والاستمرارية لنمو النهج المقدس شيئا فشيء وكلا حسب ظرفه وزمانه فلو تتبعنا سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام لوجدناهم قد استخدموا عدة أساليب للجهاد فمثلا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فنرى انه تارة يجاهد في سبيل الله بسيفه وأخرى بعلمه حين جسد بحق انه باب مدينة علم رسول الله بشهادة القريب والبعيد حتى ورد عن عمر بن الخطاب (( لا أبقاني الله لمعضلة ولها أبا الحسن )) , ونجد في مرحلة أخرى يجسد الإمام الحسن بن علي عليه السلام مرحلة جهادية جديدة قد خصت زمانه وظرفه تمثلت بحربه السياسية ضد معاوية والهدنة التي فضحت سياسة معاوية الشيطانية ,

وفي مرحلة زمانية أخرى نجد إن الإمام الباقر عليه السلام قد أسس مدارسه الفكرية والعلمية ونظرياته التي لا زالت عنوانا عاليا لكل المذاهب تلك العلوم التي عمل على نشرها مولانا الامام جعفر الصادق عليه السلام وتأسيس المدارس العلمية لنشرها لو صح التعبير والتي خصت علومه وعلوم آبائه عليهم السلام حتى ورد في الرواية ما مضمونه (( أن هناك أربعة آلاف فقيه كل يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق عليه السلام )) ,

ومما تبين من سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام يتبين لنا إن مراحل الجهاد تختلف عن بعضها البعض وهذا ما علينا أن نطبقه على المراحل التي مر بها جيش الإمام المهدي عليه السلام ومنذ اللحظة الأولى لتأسيسه من قبل سماحة السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر أعزه الله حيث أكد سماحته على إن مفهوم الجهاد أوسع مما يتصوره البعض على انه مقاومة عسكرية فقط , بل وكما أكد سماحته في أحد الاستفتاءات الأخيرة الموجه له بهذا الشأن إن الجهاد تارة يكون عسكري أو سياسي أو أعلامي أو فكري أو ثقافي أو اجتماعي .

وهذا الأمر واجب التطبيق ممن ينتمي لهذا الجيش العقائدي الشريف وبعد الانسحاب الجزئي الظاهري للمحتل علينا أن نعمل جاهدين لتطبيق تلك الأوامر وممارسة أنواع أخرى من الجهاد التي تجعل الفرد المنتمي لهذا الجيش الشريف على أهبة الاستعداد لأي عمل يكلف به الفرد من قبل قياداته المطيعة لسماحة السيد القائد وان لا ننسى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس الأمارة بالسوء والذي يوصل الفرد إلى محو آثار البغض والأنانية والتكبر التي تعيق سير التكامل للإفراد فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله (( إن أعدى أعداءك نفسك التي بين جنبيك )) فأن طبقنا هذه الرواية وعملنا بها تيسر لنا تطبيق أوامر قائدنا التي تكلمنا عنها مسبقا ..... وهذا يحتاج إلى توفيق الله كما عبر بذلك سماحة السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله

والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله الف خير على الطرح القيم
واحب ان اضيف ما قرائته من كتاب ( السيد مقتدى الصدر والمخلصون )للأستاذ علي الزيدي
هذا نصه :
ان ادوار المخلصين في عهد الائمة عليهم السلام لم تكن تأخذ طابعاً ومسلكاً واحداً، بل تجد ان لكل فرد منهم دوراً خاصاً به يختلف عن الاخر، وتجد ان كلاً منهم راضٍ ، فبعضهم بارزاً مشهورا وآخر ضامراً مستورا ، او تجد ان احدهم فقيهاً لامعاً وآخر متكاملاً بارعاً وثالثاً مختص بقضاء حوائج المؤمنين وآخر شجاعاً مقاتلاً، وهكذا كل بحسب القدرات التي يبدع من خلالها، علماً ان الكثير منهم كان يجمع أغلب الصفات التي ذكرناها ، ويبقى اختيار الدور يُحدد له من قبل امامه عليه السلام من دون اي اعتراض او تردد، وبذلك نجحوا وامتازوا على الاقران بنيل افضل الالقاب . انتهى
فعلينا ان نتأسى بهولاء الاصحاب الخُلّص بأن لا نسلك مسلكاً واحداً دون غيره بل علينا اكمال انفسنا من جميع الجهات ما استطعنا الى ذلك سبيلا حتى يمكننا بعد ذلك دحر العدو وعلى جميع الاصعدة
اجدد شكري لما طرح هنا

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت وجزيت خيرا على طرحك الجميل
فأن دورنا الآن هو تسليح انفسنا بسلاح العلم والتثقيف فضلا عن الجانب العسكري

طرح جميل بارك الله فيك اخي(شباب القاسم)

وكما ذكر السيد القائد في كلمته الاخير في مهرجان المقومة والتحرير

ما مضمون ان هذه المرحلة مرحلة جهاد النفس و......و.....و....

ولو التفتنا قليلاً لوجدنا ان سماحته اعزه الله قد ذكر جهاد النفس في اول فقرات المرحلة الجديدة

بوركت اخي(شباب القاسم) على الموضوع القيم